هذا ما حدث لي في صباح يوم من العشر الأواخر من رمضان
كنت في طريقي بالسيارة إلى مدينة ورقلة، وعندما تجاوزت زلفانة توقفت بي السيارة نتيجة عطب أصابها... كانت الساعة تشير الى السابعة ونصف صباحا.. لم يكن لدي من خيار إلا ان ادع السيارة حيث هي، و الرجوع لزلفانة، لكونها أقرب تجمع عمراني.
فتوقفت على حاشية الطريق طالبا من اصحاب السيارات والشاحنات التوقف لمساعدتي...
كنت اتوقع ان أول من يمر سيتوقف (ما زلت نية؟)، و لكني تفاجأت بأن لا أحد كان يتكرم حتى بالإلتفات لي، مع أن المكان مقفر، ونحن في العشر الاواخر من رمضان، وواضح ، لمن يمر، أني أعاني من مشكلة واني أطلب المساعدة ...
تذكرت كلمة كان يرددها ياسر العظمة، في احدى حلقات مرايا: ((ما حدا لحدا))...
وأخيرا بعد أكثر من ساعة ... توقف لي أحد الشباب، وكان متوجها لمدينة الاغواط، وأوصلني الى وسط مدينة زلفانة...
بعد تلك المعاناة والمحاولات اليائسة والشعور بنوع من الغربة، وبأنه (يا ويح من خانه ذراعه) قررت قرارا لا رجعة فيه، بانه إذا حدث، في يوم من الأيام، أن كنت ماشيا بسيارتي و استوقفني أي كان طالبا مني مساعدته فإني لن اتردد أبدا في الوقوف الى جانبه... كما وقف الى جانبي ذلك الشاب الأغواطي صاحب سيارة (ياريس) الذي أدعو له الله أن يحفظه ويرعاه ويبارك له فيما آتاه....