هو و هي. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هو و هي.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-05, 13:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي هو و هي.

ظلت زوجته تلح لجلب خط أنترنت للبيت فالوحدة تقتلها ... وهي ترى في الأنترنت المنفذ الوحيد للترفيه و التسلية عن نفسها وملئ وقت غيابه الطويل... تردد في البداية لتلبية طلبها و اشباع رغبتها, فهو لا يريد مصاريف جديدة, فتكفيه فواتير الماء و الكهرباء و..و..., لكنه تحت اصرارها و كثرة الحاحها رضخ للأمر و استسلمت بغير رضي..... في اليوم التالي وجد نفسه متوجها صوب اقرب موزع لخدمات أنترنت و تقدم بطلب لزويده بخط أنترنت جديد...لم تكن الاجراءات صعبة, و ليت كل المؤسسات كانت في سلاسة موظفي هذه المؤسسة....لم يمضي الا بضعت أيام و اذ به يتلقى اتصالا من مؤسسة الاتصالات أن الخط جاهز و يمكن المرور في أي وقت لأخذ جهاز المودم, لم يشأ أخبار زوجته بالموضوع. انه يريد أن يجعلها مفاجئة لها فعيد ميلادها يصادف هذا اليوم, لم يكن ليتذكره لولا أننن وضعه مسبقا في مفكرة هاتفه النقال, ويرجع كل الفضل له في أنبائه بالأمس بقرب الحدث السعيد... بالنسبة له انها فرصة مواتية لضرب عصفورين بحجر واحد...هدية جاهزة ...فكان جهاز الموديم أفضل هدية عيد ميلاد لزوجته حتى أنه نسي كم ستبلغ من العمر.
سعادتها بالجهاز كانت كبيرة و لا توصف فلقد انتظرته بفارغ الصبر, حتى أنه أنساها عيد ميلادها...حمد الله أنها لم تطلب كعادة كل سنة هدية عيد ميلاد...و أخبرها أن جهاز المودم هو هدية عيد ميلادها... قام بربط و توصيل جهاز المودم بجهاز الكمبيوتر و هي ترمقه و علامات السرور و الغبطة ظاهرة في عيونها و كأنها تنتظر مولودا او حدثا جلل... أصبح بيته الان مربوطا بعالم الشبكة العنكبوتية... أنت الان يا عزيزتي دخلتي عالم الأنترنت من بابه الضيق ضاحكا...ها,ها,ها....
شكرا زوجي العزيز, انت تعلم كم يطول غيابك عني, و أنا فقط أريد شيئا ليسليني وقت وحدتي و غيابك عني.
كانت طبيعة عمله تحتم عليه مرافقة جهاز الكمبيوتر أكثر من زوجته و ربما هذا ما جعلها تغار عليه منه, فلم تجد من وسيلة للثأر منه سوي أن تدخل عالم الأنترنت و توطد علاقتها بهذا الشيء الذي يستحوذ على عقل و وقت زوجها فتصبح تحب ما يحب, و أصبح بالنسبة لها ليس كما يشاع أقرب شيء لقلب الرجل بطنه بل كمبيوتره...أرادت أن تجعل الكمبيوتر عالمهما المشترك فوطدت علاقتها به بالولوج لعالم الأنترنت... بدأت زوجته بالولوج الى عالم الأنترنت وما أوسعه, معتقدة أنه سيقوي علاقتها بزوجها... مضت الأيام و الأسابيع... صارت متعلقة بذلك الجهاز أكثر من تعلقها به... انقلبت الآية و أصبح يغار عليها منه, و ندم ندماً شديداً على جلبه لخط الأنترنت...أصبح تضيعها لبعض حاجياته و متطلباته من الأشياء العادية بالنسبة لها, وأصبحت حياتهما يسودها الركود و الجمود, كما طفت على السطح عصبيتهما و عدم احتمال كلٌ منهما للأخر....
كان يوما شاقاً و متعبا, حمل فيه نفسه راجعاً للبيت و كغير عادته دخل البيت متسللا ماشياً على أطراف أنامله كي لا تلحظ قدومه...كان صوتها القادم من الدوش و هي تغني مستمتعة بدوش منعش يجلجل في ارجاء البيت....لم يدري لما فعل ذلك لكنه استغل استمتاعها بصوتها الجميل و هي تغني و ذهب مباشرة لجهاز الكمبيوتر, كتن يعلم أنه من غير اللائق التجسس و التطفل على الجهاز دون علمها و اذنها... كان تواقاً لمعرفة ما كانت تفعله مع هذا الجهاز الغبي الذي أصبحت بين ليلة و ضحاها مغرمة به أكثر منه....يا الهي...هل أصبحت أغار على زوجتي من جهاز كمبيوتر...ما أغباني...تفحص الجهاز بنظرات خبير فلم يجد ما يثير الشكوك أو الريبة, فلم تكن المسكينة تتصفح سوي بعض المنتديات الخاصة بالطبخ, الموضة, و غيرها مما تهتم له النساء....فأطمأن قلبه لذلك.....
ظلت حياتهما في جفاء ...كل يوم كان يمر...يزداد معه الوضع سوء فوق سوء....لكنه كان متأكد من شيء واحد هو حبه لها, كما لم يراوده الشك يوما في حبها له.....ربما طبيعة عمله و كثرت بعده عنها ساهم في بناء جدار بينهما...هو نفسه ساعدت في بناءه بغير قصد....كان دائم الغياب عنها مرة بحجة العمل و مرات كثر بغير حجة...كانت الفجوة بينهما في اتساع ... و كل في عالمه الخاص الذي رسمه لنفسه بعيدا عن الاخر.... معظم عمله كان في المكتب و قليلا ما يخرج و يغادر جدرانه الأربعة...هنا في هذا المكتب الصغير و مع جهاز اللاب توب هذا يقضي جل يومه, ساعات و ساعات ....ذكريات حلوة و مرة قضاها ها هنا في هذا المكان الصغير ومع هذا المخلوق المسمى لاب توب...انهما يعبران عن جل حياته وله معهما ذكريات كثيرة...رغم حاجته الماسة لجهاز الكمبيوتر في عمل تصاميم الأبنية و المخططات الا انه ينظر له الان بنظرة المتهم, فشيء يشبهه في منزله استطاع ان يشغل زوجته عنه, و ربما أصبح أكثر قربا له منه....أصبحت وتيرة تحمسه للعمل تقل يوما بعد يوم, و معها أصبح يبحث عن شيء يخرجه من هذه الحالة.... أصبح ولوجه لغرف الدردشة قصد التسلية و الترفيه عن النفس عادة يومية....هو يعلم انه عالم جل ما فيه خيال زائف...هدفه تضييع الوقت و البحث عن منفذ للمعاناة الاجتماعية و الاسرية للكثير منهم, وربما مساحة للكلام من دون رقيب و لا حسيب....كل من يأتي لمثل هذه المواقع فلإحساسه بوجود وقت فراغ فلا بأس ملؤه و لو بتفاهات لا تفيد و ربما تضر, بالنسبة له لطالما قدس الوقت و ها هو الان يقضي الكثير منه في دردشة يعلم هو انه لا طائل منها.... ربما كان الجفاء الذي بينه و بين زوجته كان سببا واهيا له للولوج و البحث عن انثي و التي يعلم انها قد تكون غير ذلك... كان يتحدث لهن حول أشياء كثير عامة....و كأنه وجد أخيرا ملجئ ليفضي له بهمومه و يغير الجو الذي كلن يعيشه...لم يصدق يوماً مع واحدة منهن ليقينه بأنهن يتعاملن معه بنفس الأسلوب, فالحال هنا شبيه بحالة البائع الذي يبيع شيئا دائما ما يمدح ذاكراً محاسن بضاعته و لن يسمعك و لو مرة واحدة عن مساوئها...كان جل كلامه من رسم خياله.....لكنه كان تواق لملاقاة شخص يثق فيه و يشاركه بحقيقته....ظلت الأيام تمر بنفس الحالة حتى أصبح لا يفرق بين يوم و أخر لكثرة تشابهها لديه, ولم يتميز بينها سوي ايام العطلة الرسمية, التي كان يقضيها مع زوجته بجفاء كبير.... حل اليوم الأول من الأسبوع , و بدأ معه يوم عمل جديد بعد عطلة رسمية دامت لأيام.... لم يكن يكترث كثيراً للعمل, هو نفسه لا يدري ما الذي أصابه....بعد أن ان كان مثالاً للموظف الدؤوب النشيط.... اصبح اليوم صنما لا يفعل شيئا سوي الدخول لغرف الدردشة و تمضيت الوقت هناك....اليوم مختلف نوعاً ما, فهو لم يدخل من أيام عديدة.... دخل باسمه المستعار, و كعادته بدأ يتفحص قائمة المتواجدين في غرفة الدردشة, كان تجذبه الأسماء الغريبة الممزوجة بأنوثة...رمق اسماً اعجبه .... الوردة البيضاء...اسم جميل....بادر بإرسال تحية لها و دعوتها للحديث معه...كانت متحفظة في البداية لكن تحت الحاحه و اصراره رضخة لطبه...و بدأ قصة جديد في هذا العالم المبهم... كان كلامها رزيناً يحمل بين طياته الكثير من الحنان و الطيبة...حينما تكتب له يحس كلماتها كأنها عسل يتقاطر من جرة وضعت على شجرة خضراء غناء.....تغمدته و أصبحت تألفه كما يألفها...صار يدخل خصيصا ليكلمها و تدخل خصيصا لتشكوا له همها و ضعفها....أحس بصدقها معه, و اطمأنت أنها اخيرا وجدت ضالتها, وجدت شخصا تكلمه دون خوف أو وجل....لم يعد باستطاعته التوقف عن الكلام معها.... انها أول شخص في عالم الشبكة العنكبوتية يصارحه بحقيقته و يكشف عن شخصه .....أدلى لها بالكثير عنه مع ابقاء أجزاء أخري ربما بالنسبة له ليس مهم ان تعرفها أو ان الوقت لم يحن بعد........ظلت علاقته بالوردة البيضاء مستمرة لعدة أسابيع....كان التقارب و التوافق هو السمة الغالبة عليها..... جعلته شبه مدمن على غرفة الدردشة, كان كلامها يجذبه اليها... كالنحلة يجذبها عبق زهرة فواحة من مسافة بعيدة...ربما كانت تبادره نفس الشعور و الاحساس, و لكن وضع امرأة قد يختلف, فالمرأة دائما ما تحب أن تكون أخر من يرمي بشباكه حتى تتأكد من قيمة الصيد الثمين........ أصبح تأخره عن البيت ملفت للانتباه, فلقد زادة ساعات غيابه و تأخره.... فوق وقت دوامه اضاف ساعة أو أكثر للتحدث للوردة البيضاء...لم يخطر بباله يوماً أن يكلمها أثناء تواجده بالبيت ربما خوفاً من زوجته أو احساساً بجرم ما يفعل....لكن الغريب أن زوجته لم يزعجها هذا و لم تشكه يوماً....بالعكس هي لم تسأله يوما عن سبب تأخره...و الأكثر من ذلك أنها أصبحت أكثر بهجة و سرورا من قبل... ربما فقدة الأمل في تغيير نمط الحياة الذي أصبح مزريا بينهما....
ظلت علاقته بزوجته متوقفة عند حدود الواجبات الزوجية المحدودة بينما زادت علاقته بالوردة البيضاء من مجرد ود و اعجاب لأكثر من ذلك, و مع مرور الأيام أصبح تعلقه بها يزداد يوما على يوم, لقد أصبحت تشغل حيز تفكيره كله. الى أن فاجأته يوما أنها تريد أن تراه بالكاميرا, طلبها عليه كالصاعقة فلم يكن يتخيل و لا يتوقع طلباً مثل هذا....تحجج لها بعدة أسباب معظمها كانت واهية.... أحس من نبرة كلامها أنها فهمت مقصوده ....هو كاذب و مراوغ ...و... لم يكن ليلومها في كل ما راودها من شكوك, لكنه كان صادقاً معها في كل كلمة قالها لها...كان موقف صعب و ورطة كبيرة فعلاقتهما كانت على المحك...انه اول اختبار حقيقي لهذه العلاقة الفتية....لكنه و من غير تفكير قال لها لا مشكلة لدى في ذلك و لكن شرط أن أراكي أنا أيضا, كنت أتوقع رفضها لطلبي الأحمق ولكنه كان حجة للهروب من طلبها....... تداخلت مواضيع كلامهما لاحقاً و أنستهما موضوع الكاميرا نهائياً.
انتظر اليوم كثيرا لكنها لم تدخل...أمر غريب...لم أعهد هذا منها.... ربما حدث مكروه ما, فليس من عادتها أن تتأخر في الدخول فهي دائما مواظبة على وقت دخولها... بينما هو يحدث نفسه اذ بهاتفه يرن, انها زوجته.... خيرا انشاء الله....ماذا تريد !!!! ...لم يكن من عادتها الاتصال به, فهي مرات قليلة التي اتصلت بهاتفه المحمول.....أخبرته أن الأنترنت في البيت لا تعمل....فأخبرها انه سيذهب وقت الغداء للاستطلاع الامر, من المؤكد انها الفاتورة فهو نسي أن يسددها فقاموا بقطع الخط....ظل باله مشغولا على الوردة البيضاء حتى و هو يستمع لكلام زوجته و كأن مسا أصابه فلم يعد يري من النساء سوي الوردة البيضاء.... بعد الغداء قام بتسديد الفاتورة و أخبر زوجته....من المؤكد أن شريان الحياة رجع اليها من جديد, فالأنترنت أصبحت لها كالمخدر للمدمن لا تستطيع أن تعيش من دونه..... رجع لمكتبه و دخل غرفة الدردشة عسى ان يجد وردته البيضاء .....اذا به يجد ضالته ....كان جد مشتاق لها و راودته شكوك على صحتها و حالها فهي أول مرة تغيب طلتها....كانت أكثر اشتياق منه لها, لكن لعادة كل النساء لا تبوح سوي بجزء يسير مما يدور داخل صدورها........أخبرته بتأسفها وبررت غيابها لانشغالها مع أمها فلم يكن في الاستطاعة الدخول مثل كل مرة......أخبرها أنه كان سيجن لعدم رايته لها في غرفة الدردشة..... اخذهما الكلام و الحديث و تكلما في كل شيء حتى لم يدعا موضوع الا و تحدثا فيه.....تأخر الوقت كثيراً و يجب عليه العودة للبيت فهناك زوجة مسكينة تنتظرنه.... أخيراً تذكر أنه متزوج....ربما حتى زوجته المسكينة فقدت الأمل في تغييره فأصبحت لا تعير انتباها لتأخره أو غيابه و كأنه شيء لا يعنيها....أخبر الوردة البيضاء بأنه لا يستطيع الصبر أكثر من ذلك يجب أن يراها, لا بد من المقابلة....كان قرارا صعبا لكنه مهم لتحديد كل شيء بينهما, في البداية رفضت و تحججت بالكثير من العلل و الأسباب, لكنه في النهاية استطاع اقناعها بالالتقاء مكان خاص....في مطعم ذو غرف خاصة لا يري أحد الاخر....هي مخصصة للعائلات التي تحب أن تأخذ حريتها و تستمتع بوقتها دون ازعاج من أحد.....أعطاها عنوان المكان و أخبرها أنه سيحجز مكانا باسمها الوردة البيضاء فلتذهب هناك غدا و تنتظره هناك.
كان ليوم الغد وقع خاص بالنسبة له, فغداً سيقابل الوردة البيضاء, الوردة التي طالما كان ينتظر مقابلتها, لكن الكلام في الأنترنت شيء و المقابلة وجها لوجه شيء اخر....كل الأقنعة سوف تتبدد و كل الحقائق سوف تظهر فلا يصبح هناك مجال للكذب أو المراوغة....تراه هل سيخبرها بأنه متزوج....و كيف يكون موقفها حين تعلم ذلك... ما ذنب زوجته المسكينة...أو عله يتفادي اخبارها بالموضوع في أول لقاء بينهما.... الكثير من الافكار و الأسئلة كانت تدور في مخيلته لكننه في الأخير استسلم للأمر الواقع, وهو مقابلتها و حسب..... أشرق صباح اليوم الموعود و تناول فطوره مع زوجته لكن نظراتها له كانت تنم عن شيء ما يدور في داخلها.... لقد لبس أحسن الثياب عنده, لمن تعهده بهذه الاناقة و الشياكة مذ وقت طويل....... هل تراها أحست بشيء ما؟.
بادرته بسؤالها: لما أنت بكل هذه الوسامة اليوم؟ هل لديك موعد غرامي ؟
بدا متلعثما في كلامه, لكنه تدارك الموقف, و قال انه أفضل موعد و يوم في حياتي يا زوجتي العزيزة.....انه زبون جديد ...ان تم كل شيء كما هو مخطط له فحياتي برمتها ستتغير...صدقة المسكينة كلامه و أخذت تعدل هندامه, و تضبط له ربطة العنق.... حسنا يا زوجي العزيز موفق انشاء الله.....اذا ستتأخر اليوم كعادتك؟.....أجل انها ظروف عملي, و اليوم هو ضرف خاص كما تعلمي.... أول مرة تسأله ان كان سيتأخر, فهو لم يتعود عليها مثل هذه الأسئلة........
عزيزي ما دمت ستتأخر, فأظن أنني سأقوم بزيارة أمي اليوم اذا لم يكن لديك مانع؟
لا يا عزيزتي و لما أمانع, لا مشكلة في ذلك.
وصل لمكتبه الصغير... اليوم ليس كباقي الأيام....تغيرت تقاسيم و جهه العبوس الى نظرت...كانت عيناه البنيتان ترمق الساعة الموجودة على الحائط و ترقبها ...اصبحت دقات الثواني و الدقائق بالنسبة له سنفونية تعزف لتلقي الستار عن لقاء لطالما حلم بتحقيقه.....تزامنت دقات الساعة و دقات قلبه معلنة عن تحالف غريب.....كل دقيقة و لحظة كانت تمر تقربه من لقاء الوردة البيضاء.....تقدمت الساعات و لم يبقي من الوقت الا القليل....بدأ يحس ببطء دقات الساعة وكأن الزمن أصبح يرجع للوراء, لم يكن يكترث لشيء حوله سوي الساعة المعلقة في جدار المكتب لأول مرة ينتبه لوجودها و أهميتها.... مرات قلائل هي التي اهتم و قدس فيها الوقت بهذا الشكل....أحس بقيمة الدقائق و الثواني.... ها قد حان الوقت و يجب عليه الانصراف.....توجه الى الحمام و قام بوضع اللمسات الاخير على شكله, ضبط شعره و رتب هندامه ثم أتخذ المطعم وجهتاً له .....كان وصوله بعد الساعة الثانية عشرة فالمكتب بعيد نوعا ما عن المطعم... اكتظ المكان بالناس....أصبحت دقات قلبه تزداد و تزداد حتى خيل له أن قلبه سيتوقف في اي لحظة, قابله موظف المطعم بابتسامة عريضة تفضل سيدي...فرد عليه حجز باسم الوردة البيضاء...نعم سيدي تفضل معي من هنا...عفوا هل وصلت, أجل سيدي, ازدادت دقات القلب و لم يعد يحس بشيء من حوله تقدم بخطي متثاقلة...هنا سيدي....شكرا...تقدم نحو باب الغرفة الصغير و لم يقوي على رفع يده ليفتحه......لا يدري ما الذي أصابه كل شيء في جسمه يرتعش و تجمد مكانه...استجمع قواه و فتح الباب واذ بالوردة البيضاء جالسة و ظهرها للباب, كانت ترتدي فستان و وشاح أبيض لم يستطع التقدم أكثر, ربما أصاب الشلل قدماه....التفتت الوردة البيضاء و اذ بها زوجتــــــــــــــــه.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع......الى اللقاء في الجزء القادم انشاء الله...Mr.Dev









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc