هذا عنوان لما كتبه الأستاذ عمار يزلي في عموده بجريدة الشروق ربما ينطبق على اللغة الجديدة التي تبشر بها وزيرة التربية تسميها اللغة العربية المدرسية و هي خليط من العربية و الفرنسية و كلمات أخرى لا محل لها إن نجح هذا المشروع لن يتحكم مستقبلا أولادنا في أي لغة
ما يؤكد هذا الكلام ما نشره كذلك الاستاذ عبد الناصر في عمود بنفس الجريدة حيث ينقل عن لسان بلقاسم نايت بلقاسم رحمه الله قصة بليغة فيها الكثير من الألم و الرسائل وقعت في منتصف القرن الماضي لدكتور ألماني قرر أن يتميز عن أبناء جلدته فسار الى بلاد المغرب و تحديدا الدار البيضاء لتعلم اللغة العربية ليكون دون الألمان متقنا للغة لا أحد يجيدها في بلده فتعرف على دكتور أدب مغربي و باشر تعليمه المركز فقضى خمس سنوات يلتهم حروف العربية و شعرها و أمهات كتبها الى أن حفظ القراَن الكريم و معلقات الشعر الجاهلي و روائع حافظ ابراهيم و شوقي
خرج يشم هواء العربية في شوارع الدار البيضاء وهو يشعر أنه بلغ النجوم فراح يتمتع بما تعلم و سأل طفلا صادفه هل تدلني على عربة تجرها دابة لأتجول في أرجاء مدينتكم؟ لكن الطفل لم يفهم شيئا فاستعمل الالماني مرادفات اخرى لا تجدها سوى في المنجد العتيق للعربية لكن الطفل بقي ذاهلا غير فاهم فتنقل الى طفل ثاني و ثالث و لم يجد من يفهمه فعاد الى مكان اقامته يطلب من رفيقة الدكتور المغربي ليخبره بما حدث فرد عليه ببراءة كان عليك يا صديقي أن لا تحدثه بالفصحى كان عليك أن تقول له بدلا من كلمة أرجو أن تدلني ( تبغي ) و إذا سافرت الى الجزائر تقول له (حاب) و في مصر (عايز )و في لبنان (بدي)
و هنا أمسك الدكتور الألماني برأسه و صاح بلغة عربية فصحى بليغة ( يا ويلتي على عمر أفنيته في تعلم لغة لم تركبني حتى حمارا )
كان هذا جزاء استعمال الدارجة في الشارع فكبف يكون الحال لو استخدمت في المدرسة كما يحضر لذلك فريق بن غبريط مع العلم ان الأغلبية من اطفالنا يحفظون بعضا من القراَن قبل سن الدراسة ، هل تتم مستقبلا قراءة القراَن بالعامية ؟ ماذا تقصد الوزيرة باللغة العربية المدرسية طبعا ليست لغة القراَن و لغة سبويه بل هي لغة تكلم عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا في إحدى خطاباته حيث وصفها ( بأنها معجونة باللغة الفرنسية و تحدث ساخرا عن كون بعض الجزائريين يتحدثون لعدة دقائق دون أن يذكروا كلمة عربية واحدة ° )
للأسف سيادة الرئيس هذه اللغة يريدون التمكين لها لتصبح لغة المدرسة و بالتالي تكوين أجيال تتكلم لغة جديدة لا تعترف بها الأمم المتحدة و لا تعترف بها أي دولة هي اللغة العرنسية