ان ما نسمعه اليوم من بعض اشباه المثقفين و هم يجادلون في مقترح تعليم التلاميذ باللغة العامية لهو عين الفضيحة و يدل ان دل على شيئ على ان المدرسة و الجامعة الجزائرية تنتج في الحقيقة الا الااميين.....و كان الزمن يعود بنا الى عصر اجدادنا الذيبن لم يعرفوا القراءة و الكتابة .....اقول هذا من باب احسان الظن ......لانهم لو كانوا يفعلون ذلك خدمة للاستعمار الاول فما علينا الا ان نترحم على ايم اجدادنا الاميين ................
اعود لاقول ان الفوارق بين لغة العالم و لغة العامي هي اكبر من ات تحصر فاللغة في حد ذاتها هي وسيبلة للتعبير عن المكنونات الباطنية و التواصل بها مع الغير ....................و كلما زاد علم هذا المتكلم ارتفع مستوى لغته و اصبح اكثر دقة في التعبير عن تلك المكنونات و ايصالها بشكل صحيح شكلا و مضمونا .....................و بالمقابل لا يمكن للعامي ان يعبر عن مكنوناته الا بلغة سطحية و بسيطة تكون عاجزة عن ايصال المقصود و التواصل مع الغير ..................و يزداد الطين بلة عندا تكون هذه العامية مزيجا بين لغات هجينة يغلب عليها السطحية و العنف ................
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رخمه الله :
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام، ولغة القرآن، حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، ولأهل الدار، وللرجل مع صاحبه، ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه؛ فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم ،وهو مكروه كما تقدم .
ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية، وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية، وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية ، عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديمًا، ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية ؛ حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه .
وإنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب؛ فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًا بينًا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به؛ فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري : " أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي " وفي حديث آخر عن عمر أنه قال: " تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم " وهذا الذي أمر به عمر من فقه العربية، وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه، لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال؛ ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله ،وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله