ها أنتِ مرّةً أخرى ، تفتشينَ بين ثنايا الكلماتْ عن وجه يليقُ بخيبتكِ ، أشفقُ عليك صديقتيِ ، من اللغة حينَ تشي بكِ ، ومن كلّ تلكَ " المؤامرات الكونيّة" حينَ تجتمع لتقعَ فوق رأسكِ ، لطالماَ أخبرتكِ أنّك تقومينَ بما لا يليق بكِ ، ولطالما أجبتني بدهاء أديبةْ ، نحنُ نصنع ما يليقُ بناَ ولا نتوارثهْ
،
أنتِ اليوم مكسورةْ كقلبِ يُتّم فجاأة ، حزينة ككتابٍ لم يفارق رفوف مكتبهْ ، أرى في عينيكِ ألف قصيدةْ ومئات الأبجديّاتْ ، لطالما فضحك الصمت المستتر بينَ الجملَ ، كم أعرفُ أنّك حزينة و لا أملكُ سبيلاً لمواساتكِ ، "فرسائل الفايسبوك" لم تعدْ تفِ بالغرض ، "الواتس آب" و "الفايبر" لم يكوناَ يوماً وسيلتان مثاليتان لكلتيناَ ، كم أشتهي رسالةً تجدينها ذاتَ بهجة في صندوق بريدكِ ، كم أشتهي ظرفاً يطيرُ من حيثُ أنتِ إلى حيثُ أناَ ، كم أريدُ أن أقف عندَ الشباك أنتظر ساعي البريد في موعده المحددَ ، وأستلمَ تفاصيلكَ ، وأقبلَ على رائحتكِ الممزوجة بالحبرَ في نهمْ
،
أريد يا صديقتي صدفة عجيبة ، تحملني إلى زمنٍ يليقُ ببدائيّة أمنياتيِ ، فكلّ ما أريده كوخ قديمٌ وحديقة تتنفس ورداً ورسالة طويلة يحملها ساعي البريدِ منّي وإليّ .......