بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الرفاق والزملاء والأحباب ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد ..
أنا زميلكم وأخيكم في الله العبد الضعيف أبو ياسين ،لقد كنت شغوفا بالتعليم منذ كنت تلميذا ، وحرصت أن أكون أستاذا لأنني أعشق التعليم حتى النخاع وتحقق لي ذلك بفضل الله ، حيث التحقت بالتعليم سنة 1983 بالمعهد التكنولوجي بسعيدة ،ثم تم تعييني سنة 1984 ، كانت فعلا أياما جميلة ، ما أحلى تلك الأيام الخوالي ! كان يومها التلميذ تلميذا ينصاع للآوامر ، ويؤدي ما عليه ، من واجبات ورغم ذلك لم أكن راضيا عنهم ، ورحم الله الشاعر إذ يقول:
رب يوم بكيت فيه ****فلما ولى بكيت عليه
واليوم فعلا نبكي تلك الأيام كنت اشتغل مع أساتذة سبق لهم أن درسوني ، لم أكن أتجرأ أن أدخن أمامهم ، أو أقول كلمة نابية في حضرتهم ،حتى البعض منهم كان حين يسألني عن قضية ما في اللغة باعتباري أستاذ لغة عربية لا أتجرأ على إجابته ، رغم أنني أملك الإجابة احتراما له ،واليوم حدث ولا حرج، أصبحت أحمد الله حين أخرج من القسم ولا يقع أي حادث ، لأنه اليوم إذا أصيب التلميذ بالزكام في القسم فأنت المسؤول عنه ، وأما الضرب فتلك مصيبة أخرى ، في زمان كانت العصا لاتفارق المحفظة ، والحمد لله كل هذه المدة لم يشتك منا أحد ، لأننا أدينا ما علينا بإخلاص ، وضربنا التلميذ على مصلحته ،واليوم كل شيء تغير، أنا أعتقد أن المربي يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط :أولها أن يتحكم في مادته كيف يعقل لأستاذ لغة ألا يستطيع كتابة همزة بشكل صحيح ، أويعرب كلمة ويكون مهزلة أمام تلامذته ، أويكتب بيتا شعريا كتابة عروضية ، وهذا ما رآيناه للأسف الشديد ، ثانيا أن يكون متواضعا ، فكيف يعقل لأستاذ متكبر حتى على زملائه ،أن يقف أمام تلميذ ويدرسه ، وهذا ما رأيناه أيضا ، ثالثا أن يكون جريئا ، فالجبان لا يمكن أن يكون أستاذا ، فهذا لا يستطيع ؛حتى أن يدافع عن حقه ، فما عساه أن يقدم للتلميذ ؟؟؟؟هذا لا يعني أنه لما تقاعدنا نحن فهي نهاية العالم ، لا حاشا والله ما زال فيه رجال مخلصون ، لكن على العموم التعليم يصعد نحو الأسفل على حد تعبير الأديب الحبيب السايح ذكره الله بخير ، في أحد كتبه .الصعود نحو الأسفل ، إذن لهذا اخترت التعليم ولهذا غادرته ، ورغم ذلك ما زلت أعشقه .ووالله لولا أن المتطفلين أخرجوني منه ما خرجت ، فادعوا الله لي أيها الأصدقاء بالتوفيق....