مقال عن دراسة العلوم الطبية

[أحْمد أمير]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد سألني أحد الإخوة عن عزم التلاميذ المتفوقين والممتازين إلى التوجه واختيار دراسة العلوم الطبية عن غيرها ووددت أن أنقل لكم ردي عله يفيدكم ولو بالقليل
كما أنوه أن ما ورد في الرد التالي ذكره مبني على آراء شخصية بحتة لهذا قد يكون فيه نوع من التكلم من منظور المتحدث
كما نعتذر عن الغياب شبه الكلي لعلامات الوقف ونعتذر عن إمكانية وجود أخطاء إملائية غير متعمدة
" في البداية أود أن أرحب بجميع القارئين لهذا المنشور والمتابعين له وحتى المشاركين في النقاش وأقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستهل كلمتي اليوم منوها وذاكرا ومستذكرا مهنة الطب معرفا لها ذاكرا لأهدافها النبيلة فقد يتساءل البعض بداية عن فحوى وماهية وتعريف لهاته المهنة ألا وهي مهنة الطبيب وهو ذلك الشخص الذي يدرس الطب في الجامعة لمدة 7 سنين ليحصل على الدكتوراه في الطب فيمارس الطب العام أو يتخصص أكثر في أحد مجالات الطب الكثيرة والمعروفة فيأخذ هذا الطبيب على عاتقه مهمة معاينة وفحص ومتابعة المرضى و إجراء العمليات الحيوية والجراحية اللازمة لشفاء المريض أو تخفيف المرض حتى هذا ولكي لا يكون هنالك التباس في مفهوم الطب والطبيب ولنستطيع المناظرة اعتمادا على قاعدة ثابتة لا تحركها رياح المعتقدات
إن ميدان ومهنة الطب يعبران أو يعبر عن مهمة سامية وراقية تساهم بطريقة مباشرة في إعطاء التوازن للمجتمع وهاته المهنة السامية والراقية موغِلة في القدم وهذا ماهو إلا تجسيد لأهميتها الكبيرة في المجتمع ولما تحظى به من مكانة بالأمس واليوم وغدا ...
إن هذا العنصر المذكور آنفا - السيدات و السادة - وبالإضافة إلى كثير الأسباب الأخرى دفع بالتلاميذ والطلبة إلى الميول بشكل أو بآخر إلى هاته المهنة النبيلة خصوصا مع احتكاكهم المباشر مع الطبيب في أرض الواقع وقد ترجم هذا الميول إلى سعي التلاميذ وعزمهم التوجه إلى مهنة الطب
أيها السيدات والسادة
إن هذا العزم على التوجه نحو دراسة العلوم الطبية خلق بطريقة أو بأخرى مشكلا متمثلا في الكم الهائل من الراغبين في دراسة هذا النوع من العلوم الأمر الذي استدعى تخصيص هاته الدراسات وحصر مجال الانساب إليها في صفوف النخبة الوطنية مراعاةً لحساسية المهنة هذا من جهة وتقليصا لعدد الراغبين في الانتساب لها من جهة أخرى
أيها السيدات والسادة
وبعد إجابتكم على انحصار هذا التوجه في زمرة مايعرف بالنخبة الوطنية نتطرق الآن إلى مشكل آخر ألا وهو ارتفاع كبير في تلك النخبة الوطنية بنفسها وهذا ما أدى بدول العالم إلى حصر مقاعد دراسة العلوم الطبية فحتى وإن اعتبر الشخص من النخبة فلابد من مراعاة عدد معين من المقاعد البيداغوجية وتمنح هاته الأخيرة بالأخذ بعين الاعتبار المعدلات المحصل عليها وهذا ما دعم الفكرة المحصورة في النخبة
أيها السيدات والسادة
لربما يظهر ومن خلال ما سبق بأننا لازلنا بعيدين نوعا ما عن عزم المتميزين لاختيار مهنة الطب فبالإضافة إلى المهنة بحد ذاتها وما تملكه من خصوصية وأهداف نبيلة فإن تحديد عدد المقاعد البيداغوجية لها وصعوبة التوجه إليها جعلت منها محط أنظار أكثر فمن المعروف أن كل ممنوع مرغوب وهو نفس الشيء الحاصل هنا ولهذا نجد أن العزم إلى التوجه لدراسة العلوم الطبية قد اشتد أكثر وزاد نطاقه بل وصار لدراسة هذا النوع من الدراسات العليا رونق خاص لدى كافة المجتمعات خاصا بالذكر المجتمع الجزائري
أيها السيدات والسادة
إن هاته الميزة أو ما أطلقت عليه الرونق دفع بشكل أو بآخر إلى ظهور نوع من التجاوزات لكن وإن حصلت هاته الأخيرة فهي ستقل وبصفة لافتة عند المرور إلى التخصص فلا يستطيع من لا يملك المعرفة والقدرة العلمية الكافية دراسة التخصص وعند المرور للتخصصات يتم تصفية طلبة الطب إن صح التعبير ولا يستطيع المواصلة إلا من يملك مستوى ومؤهلات كافية
أيها السيدات والسادة
إننا لنذكر أن المؤهلات العلمية والمعرفية ليست كافية - لوحدها - بل يجب أن يتحلى هذا الطبيب القدوة بمجموعة من الخصائص والصفات أو ما أطلق عليه اسم أخلاقيات المهنة تلك التصرفات والقواعد التي تنظم عملية العلاج والعلاقة بين الطبيب والمريض للوصول إلى أقصى درجات الرعاية الصحية للمريض فيقوم الطبيب بعمله على أكمل وجه ويرضى المريض على ما قُدّم له وتتنوع هاته الأخلاقيات وأود أن أذكر منها: العدالة,الكرامة,الصدق,عدم الإيذاء, الاستقلال والمعاملة الحسنة ...
أيها السيدات والسادة
ربما ولتعدد الأسباب إلا أن النتيجة واحدة وهي إخلال بالقواعد والأعراف وضعف المستوى العلمي لأسباب سبق ذكرها جعل العلاقة بين الطبيب والمريض تأخذ منحى مغايرا للمنحى الذي يفترض أن تأخذه ولهذا - وختاما - أود أن أنوه بضرورة الموازنة بين المستوى العلمي والأكاديمي والتخلق والتحلي بأخلاقيات المهنة الشيء الذي يخلق توازنا ينعكس بشكل إيجابي على مهنة الطب ويزرع الثقة المطلوبة بين الطرفين وهنا لا بد لي أن لا أنسى أنه ولو عمد كل من يختار هذا التخصص كتوجه له لابد, أقول لابد له من أن يأخذ بعين الاعتبار كل هاته المسائل ولابد أن يسأل نفسه هذا السؤال "لماذا أريد اختيار تخصص الطب ؟!" فيجب أن يكون الهدف أسمى وأنبل مايكون فيضاهي نبل وخصوصية المهنة
أيها السيدات والسادة
لا شك أن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة وتغيير الواقع يبدأ بتغيير النفس لهذا أدعوكم من هذا المنبر أن يكون الهدف من التوجه نحو دراسة العلوم الطبية ساميا نبيلا متمنيا كل التقدم والازدهار والتطور ولاتنسوا - أيها السيدات والسادة - أن تحبوا ما تعملوا حتى تعملوا ما تحبوا
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم و أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و أقرأ عليكم السلام.
والله وليّ التوفيق "

من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر