إلى الإستثنائي قلبُه.. أما بعد،
أنت على الأرجح لن تقرأ هذا، و إن قرأت.. فلن تهتمّ،
سابقًا كنت تحب نبضي كثيرا حدّ التظاهر بغير ذلك،
و كنت تغار.. عندما أكتب عن شيء عداك..
و كنتَ تقرأ رسائلي بشغف كبير.. و عندما نسيتُ مرة أن أكتب لك
اتصلت بي تستشيط غضبا.. تسألُني عن (رسالتِك الخآصة بِك) أين صارت..
و الآن..
ستتجاهَلُ كلماتي.. مثلَ كل مرّة كنت تتجاهلُ بها حديثي،
و كأنني صرت بذلك الملل،
ملل يجعلُك تنزعُ عنك قمصانَ الماضي جميعهآ
و ترمي بها بعيدا..
...
لي صديقَة قالتْ لي مؤخرا بأنّك مجردُ طفل، لا يعرفُ مالذي يريدُه تحديدا
ابتسمتُ أنا بصعوبة ثم اجبتُها قائلة.. أنكَ أكبر من ذلك بكثير..
لكنكَ تريدُ أن تخلق بك ذلك الطفل الذي يحاول ألا يأبه لشيء،
تحاولُ أن تجعل من قلبكَ أنظف، و عقلك أوسع.. و أكثر تحديدا،
تحاولُ أن تهربَ من السيء فيكَ ،
لكنكَ بذلِك قد أحرقتَ ذاكرتَك عمدا..
الذاكرة التي غمستَها بداخلِي مرة.. و أشبعتها مني حدّ الثمالة
الذاكرة التي باتَ رمادُها الآن منيّ،
و بتُ أنا.. الجزءَ المحروقَ بشدّة.. منها.
...
أنت في منتصفِ كل شيء،
لا أنت تاتِي.. و لا أنا أجرؤ على الوقوفِ بجانبك ..
أعلم أنني بذلك الجُبن.. الذي يجعلُني أخافُ من قلبك
قلبك الاستثنائي البالغ الجمال، رغم ما يبدو عليه من قسوة
و ما تلك القسوَة إلا حماية لنفسِك من العالم ،
أنت الذي لن تؤذي قلبا أحبَّك..
أعلمُ أنني أحبُك.. و أعلم أنك لا تتوقع مني الكثير،
أنا التي تركتُ يدك فور طلبت مني ذلك..
و لم أنظر خلفي بعدها أبدا..
تركتُك حينما أردتَني جدا..
بقلبي نرجسيّة لكنها أقل من حجم اهتمامي بك،
أنت قمري، حينما تغيبُ عني جميعُ النجوم
و زرقَةُ سمائي حينما تلبدهآ الغيوم ،
و ضوءٌ لا يجيء منك..
هو ظلآم آخر !
*