أول بيان سياسي في تاريخ الأمة الاسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أول بيان سياسي في تاريخ الأمة الاسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-16, 22:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










M001 أول بيان سياسي في تاريخ الأمة الاسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم .

أول بيان سياسي في تاريخ الأمة الاسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم .


--------------------------------------------------------------------------------


السلام عليكم اخواني الأعزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جرت عادة الملوك و الأمراء و الوزراء قديما و حديثا , بعد تعيينهم مباشرة, أن يعلنوا عن خطتهم السياسية التي سيتبعونها في الحكم , و هكذا سنجد سيدنا أبا بكر رضي الله عنه لما تمت بيعته في المسجد النبوي , و انتخب خليفة للمسلمين (رئيس الدولة), صعد المنبر و أعلن أمام الناس عن خطته التي يعتزم على نهجها في سياسة الدولة , و ذلك في خطاب جاء فيه بعد حمد الله و الثناء عليه :
"أيها الناس قد وليت عليكم , و لست بخيركم , فان أحسنت فأغينوني , و ان أسأت فقوموني , الصدق أمانة , و الكذب خيانة , و الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه ان شاء الله , و القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ان شاء الله, لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله الا ضربهم الله بالذل , و لا تشيع الفاحشة في قوم الا عمهم البلاء , أطيعوني ما أطعت الله و رسوله , فاذا عضيت الله و رسوله فلا طاعة لي عليكم , قوموا الى صلاتكم يرحمكم الله."
و خطاب الخليفة هذا يعتبر أول بيان سياسي تعرفه الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم , و هو و ان كان قليل الجمل و الكلمات فقد عبر تعبيرا واضحا عن مفهوم الحكومة في ظل الاسلام الذي استقر في نفسه رضي الله عنه.
فبهذا البيان السباسي رسم الخليفة برنامجه , و فيه حدد مسؤولية الحاكم و مدى الترابط بينه و بين الشعب . فهو يقرر تقريرا صريحا أن النظام يجب أن يسير برأي الشعب , ما دام الحاكم ملتزما بنصوص الدستور ( القرآن و السنة) , و من حق الشعب أن يطالبه بالوفاءعما أعطى على نفسه من عهد , فاذا استقام أعانه , و ان أساء قومه , فالحكم شوري يتعاون فيه الحاكم و المحكوم . كما يقرر مبدأ المساواة المطلق و الكامل قي نظر الدولة حاكما و دستورا , فالضعيف قوي بسلطان الدستور (القانون) حتى يرد له الحق , و القوي ضعيف بسطوة الدستور حتى يؤخذ الحق منه. و نظام الدولة مبني على القوة العادلة و سبيله الجهاد في سبيل الله , و معنى الجهاد الشرعي -هنا- الدفاع عن نظام الدولة و دستورها اذا كان مهددا من الداخل أو الخارج, و ما تخلت أمة عن نصرة الحق الا ذلت , و اذا ذلت عمت الفاحشة , و انتشر الفساد , و أصاب الدولة الانحطاط.
كان هذا مضمون خطاب الخليفة الراشدي الأول , و هذا المضمون هو الذي كان عليه النظام في العهد النبوي , و قد كان الخليفة أبو بكر في سياسته يرى أول واجب عليه أن يتحرى ما فعل رسول الله فيفعله , و يتحرى ما ترك رسول الله فيتركه , تماما كغيره من خلفاء العهد الراشدي , و كان هذا مبدأ ثابتا لدى الخليفة في ادارة شؤون الدولة داخليا و خارجيا , و ظهر ذلك واضحا في أول مشكلة واجهت حكومة أبي بكر بالتعبير الحديث, ألا وهي مشكلة انفاذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم قبل وفاته قد هيأه للمسير تحت رئاسة الصحابي الشاب أسامة بن زيد رضي الله عنه نحو حدود الشام , و كان من جملة أفراد الجيش أبو بكر , و عمر بن الخطاب , و أبو عبيدة , و سغد ابن أبي وقاص , و غيرهم رضي الله عنهم جميعا. فبينما الجيش يستعد للمسير جاء الخبر بموت النبي صلى الله عليه و سلم , و عاد المسلمون لينشغلوا بأمر تجهيز النبي و دفنه , و بموضوع الخلافة من بعده صلى الله عليه و سلم , و لما تمت بيعة أبي بكر رضي الله عنه خليفة لرسول الله في تدبير شؤون الدولة, صمم على انفاذ هذا الجيش , و كان رأي بعضالصحابة أن يتأجل مسيره ريثما ينتهي المسلمون من مشكلة أخرى شكلت أول صدمة للدولة الاسلامية الصاعدة , و تهديدا للأمة في وحدتها و تماسكها , و أصعب امتحان يواجهه النظام في عهد الخليفة , و هي مشكلة القبائل المرتدة .
و عليه يمكنني القول أن انفاذ جيش أسامة كان أساس برنامج الخليفة السياسي العام , الذي يقوم على الطاعة كل الطاعة لما أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc