فقرة تخمين الأحوال الجوية :
منذ الاستقلال و فقرة الأحوال الجوية على التلفزيون الجزائري و هي تسير على نفس النمط ... درجة حرارة واحدة جماعية لكل جهة ... في الشرق الداخلي مثلا لا يمكنك أن تعرف هل إذا كانت درجة الحرارة المعروضة هي لمدينة باتنة أو بسكرة أو تبسة أو سطيف أو قسنطينة أو ميلة أو قالمة أو أم البواقي أو خنشلة أو لهم جميعا ... ما عليك إلا أن تخمن و "أنت و زهرك" ... إنه منطق "كور و اعطي للأعور" و كأن التلفزيون يقدم فقرة الطقس لأن الأمر "محتم" لا غير... دولة بحجم قارة يعيش 90% من سكانها في الشريط الشمالي الذي يشكل 10 % من مساحتها . لا يوجد فيها شخص يملك أدنى شكل من أشكال التفكير المنطقي الذي يجعله يدرك أن تقديم خريطة الأحوال الجوية بهذا الشكل هو عبث و مهزلة في فقرة الغاية منها إعلام المواطن بحالة الطقس في منطقته... فما الذي يمنع من تقديم خارطة مكبرة للشمال الجزائري أكثر تفصيلا متبوعة بخارطة للجنوب الكبير ... عقلية "إنا وجدنا آبائنا على ملة و إنا على آثارهم لمقتدون" ... و لربما كان للجيل الاول في التلفزة عذرهم التقني , لكن توارثت الاجيال نفس الأسلوب و الطريقة ... إلى هنا قد يكون الامر عاديا و معقولا في اليتيمة . لكن الكارثة أن كل القنوات الخاصة التي رأيتها تتبع نفس الطريقة...
هذا المثال يعكس ثقافة مريضة مترسخة في عقل المجتمع و الحكومة و الإدارة و هي أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان ... منذ ان بدأت إدراك العالم من حولي و نحن نقرأ نفس الكتب و لنفس الأسماء و نعتقد ان هناك طريقة واحدة وحيدة لكل شيء نقوم به. بما في ذلك طريقة تقديم الاحوال الجوية ...