ويبقــى الـأمـــل

[راجية المعالي]

السلام عليكم ورحمة الله

هذه أول مشاركة لي في هذا القسم ،هذه قصة كتبتها في يوم من أيام الدراسة وأحببت ان اشارككم بها واتمنى ان تنال على اعجابكم
بعيدا عن كل مشاكل الحياة،عاشت عائلة بسيطة يجمع افرادها الحب والوفاء،عائلة لم تذق يوما معنى للشقاء،فقد كانوايرضون بما قسم لهم الله دون اعتراض او جزع، هذه العائلة هي عائلة ابو وسيم والذي كان يملك ولدين وحيدين وقد كانا توأمين"وسام ووسيم"،كان هذان التوأمان شديدا التعلق ببعضهما فلم يكن يفرقهما أي شيء ،إلى أن جاء يوم مرض فيه وسيم مرضا شديداجعله طريح الفراش، استوجب علاج وسيم الكثير من الماللإجراء العديد من العمليات . لكن العائلة لا تملك كل هذا المال لعلاج ولدها
حزنت وسام حزنا شديدا لأنها لا تستطيع مساعدة أخيها ولم يكن منها الا ان تدعوا له بالشفاء،ولم تفارق الدمعة عينيها الصغيرتين، ولكن ورغم صغرها إلا انها عرضت على والديها ان تساعدهما في جمع المال من اجل اخيها،ومع انها كانت تدرس الا ان حبها الشديد لأخيها دفع بها دفع بها لأن تجد حلا لتوفق بين دراستها والعمل.كانت وسام كل يوم وعندما تعود من المدرسة تتوجه إلى القرية المجاورة وتقطع مسافات طويلة لتبيع بعض الأشغال اليدوية التي كانت تصنعها والدتها، ولكن هذا المال لم يكن يكفي تكاليف العلاج فاضطرت إلى ان تتغيب عن المدرسة احيانا لتعمل كخادمة في بيوت اثرياء القرية، فكانت تعمل نهارا وتدرس وتتدارك ما فاتها من الدروس ليلا، ومع كل هذا التعب لم تيأس يوما لأنها كلما أحست بالإرهاق تذكرت وسيم وتذكرت الإبتسامة التي يقابلها بها كلما كانت لزيارته في المستشفى، ظلت وسام على هذه الحال مدة طويلة إلى ان اكتمل مبلغ العملية فلم تكن الدنيا تسعها من الفرحة كيف لا وأخوها سيتمكن اخيرا من اجراء العملية والعودة إلى حياته الطبيعية....وبعد طول انتظار اجرى وسيم العملية وهنا كانت الصاعقة، عملية وسيم لم تنجح والأكثر من هذا ان السبب هو خطأ طبي،صدمت وسام صدمة كبيرة وانغلقت كل الابواب في وجهها كيف لا وأخوها الوحيد وتوأم روحها قد رحل، رحل فرحلت معه الإبتسامة التي كانت تعتلي وجهها كلما كانت معه،انقطعت وسام عن العالم الخارجي لمدة طويلة وحبست نفسها مع ذكريات اخيها الراحل فهيهات تتذكر ضحكته وهيهات اخرى تسمع صوته يناديها،وبمرور الوقت تحول حزنها الى عزيمة وارادة تحطم الصخور فوسام ادركت ان اخوها لن يعود اذا حبست نفسها وابعدت الناس من حولها، فمن المؤكد لو كان أخوها معها اليوم لم يكن ليرضى بحالها هذا،فقطعت على نفسها وعدا بأن تصبح جراحة كبيرة في المستقبل وتعالج من هم في حالة اخيها، فقطعت على نفسها وعدا بأن تصبح جراحة كبيرة في المستقبل وتعالج كل من هم في حالة اخيها وكل من لا يملكون المال لذلك ، والأهم من هذا أن لا تدع مجالا للمزيد من الأخطاء الطبية... تغلبت وسام على كل ظروفها واجتهدت في دراستها وقطعت المسافات البعيدة من اجل التعلم ورغم أن ظروف عائلتها المادية لم تسمح لها بدخول كلية الطب الا انها دخلتها بفضل اجتهادها ونتائجها العالية,أكملت وسام تعليمها بالكلية وتخرجت بتفوق وأصبحت من أكبر الدكاترة الجراحين في بلدها...طورت وسام أبحاثها ودراساتها واكتشفت تقنيات جديدة ودقيقة ساهمت في انجاح العمليات وتفادي الأخطاء الطبية ,وبعد فترة أسست مستشفى خاصا بها ، وجعلت العلاج فيه مجانيالكل محتاج ودربت العديد من الاطباء والجراحين وحرصت على عدم وقوعهم في الأخطاء التي من شأنها ان تودي بحياة المرضى وتحرق قلوب كل من يحبونهم ،فشفي على يدها العديد ممن كانوا في حالة اخيها ،فكلما انقذت مريضاو رأت فرحة الشفاء في عينيه تذكرت أخاها وسيم وأحست كما لو أنه لا يزال حيا معها الآن فلو كان حيا بالفعل لكان سيكون فخورا جدا بأخته التي تنقذ يوميا العديد ممن كانوا على وشك أن يفقدوا الأمل في هذه الحياة
[

اتمنى ان تكون قد نالت على إعجابكم