![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة أختي المسلمة .. أختي الصائمة.. السلام عليك ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»([1]). وقال عليه الصلاة والسلام: «بلغوا عني, ولو آية»([2]). فمن هذا المنطلق وغيره جمعت هذه الفوائد التي تخص النساء وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي استعدت له كثير من النساء بالطعام والشراب, وكيفية العمل فيه, ولم تفكر بالتزود من الطاعات والتقرب إلى رب البريات, والله جل وعلا يقول: }وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى{. استقبال رمضان الناس في استقبالهم لرمضان على صنفين: الصنف الأول: الذين يفرحون بهذا الشهر, ويسرون لقدومه, وذلك لأسباب: 1- أنهم عودوا أنفسهم على الصيام, ووطنوها على تحمله, ولهذا جاء في السنة النبوية استحباب صيام الاثنين والخميس والأيام البيض, ويوم عرفة لغير الحاج ويوم عاشوراء مع يوم قبله أو يوم بعده وصيام شعبان, وغير ذلك من أنواع الصيام المستحب الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ليعتادوا الصوم, ويتزودوا من التقوى. وأثر ذلك واضح في الواقع؛ فإنك تجدين الذي يصوم النفل – الأيام البيض على الأقل – لا يستثقل صيام رمضان بل هو عنده أمر طبيعي, لا كلفة فيه, ولا عناء, وأما الذي لا يصوم شيئًا من النافلة, فإن رمضان يكون عليه ثقيلاً شاقًا. ولقد كان السلف مثالاً رائعًا في الحرص على النوافل. وروي عنهم في ذلك قصص عجيبة، من ذلك أن قومًا من السلف باعوا جارية لهم لأحد الناس, فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان كما يصنع كثير من الناس اليوم, فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت: لماذا تصنعون ذلك؟ قالوا: لاستقبال شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله, لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كأنها كلها رمضان, لا حاجة لي فيكم, ردوني إليهم. ورجعت إلى سيدها الأول. ويروى أن الحسن بن صالح, وهو من الزهاد العباد الورعين الأتقياء كان يقوم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثًا, فلما ماتت أمه تناصف هو وأخوه الليل, فيقوم نصفه, ويقوم أخوه النصف الآخر, فلما مات أخوه صار يقوم الليل كله. وكان لدى الحسن بن صالح هذا جارية فاشتراها منه بعضهم, فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: الصلاة الصلاة, فقاموا فزعين, وسألوها: هل طلع الفجر؟ فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟ فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح, وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة, ولا يصومون إلا الفريضة, فردني فردها. 2- أنهم يعلمون أن الامتناع من اللذات في هذه الدنيا سبب لنيلها في الآخرة, فإن امتناع الصائم عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات في نهار رمضان طاعة لله عز وجل يكون سببًا في حصوله على ألوان الملذات الخالدة في الجنة, فلقوة يقين المتقين بذلك يفرحون بقدوم هذا الشهر الكريم. وعلى النقيض من ذلك حال المنغمسين في الملذات المحرمة في هذه الدنيا, فإن انغماسهم فيها يكون سببًا في حرمانهم منها يوم القيامة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر في الدنيا لم شربها في الآخرة إلا أن يتوب»([3]) وإنما يحرم من شربها يوم القيامة – وإن دخل الجنة – عقابًا له على تمتعه بخمر الدنيا, وهي محرمة عليه. وفي حديث آخر: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة»([4]). 3- أنهم يدركون أن هذا الشهر من أعظم مواسم الطاعات والتنافس في القربات, ويعلمون أن الله عز وجل يجري فيه من الأجور ما لا يجري في غيره من الشهور, فلا غرو أن يفرحوا بقدومه فرح المشتاق بقدوم حبيبه الغائب أو أعظم من ذلك. هذا هو الصنف الأول من الناس في استقبال شهر رمضان. ([1]) متفق عليه وهو في صحيح الجامع/7583. ([2]) البخاري وهو في صحيح الجامع/2837. ([3]) البخاري ومسلم وصحيح الجامع/6310. ([4]) البخاري ومسلم وصحيح الجامع/6525
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الصنف الثاني: الذين يستقبلون هذا الشهر, ويستعظمون مشقته فإذا نزل بهم, فهو كالضيف الثقيل يعدون ساعاته وأيامه ولياليه منتظرين رحيله بفارغ الصبر, يفرحون بكل يوم يمضي منه حتى إذا قرب العيد فرحوا بدنو خروج هذا الشهر.
وهؤلاء إنما استثقلوا هذا الشهر الكريم, وتطلعوا إلى انقضائه لأسباب: 1- لأنهم اعتادوا على التوسع في الملذات والشهوات من المآكل والمشارب والمناكح وغيرها, فضلاً عن مقارفتهم للذات المحرمة, فوجدوا في هذا الشهر مانعًا وقيدًا يحبسهم عن شهواتهم, ويحول بينهم وبين ملاذهم, فاستثقلوه. 2- لأنهم قوم عظم تقصيرهم في الطاعات, حتى أن منهم من قد يفرط في الفرائض والواجبات كالصلاة مثلاً فإذا جاء هذا الشهر التزموا ببعض الطاعات؛ فترى مثلاً بعض المفرطين المقصرين الناكفين يترددون في هذا الشهر على المساجد, ويشهدون الجمع والجماعات, ويواظبون على الصيام والصلاة كل يوم, فبسبب هذا الالتزام لم يألفوه, ولم يتوطنوا عليه استعظموا حمل هذا الشهر. ومما يناسب إيراده هنا ما ذكره ابن رجب وغيره من أن ولدًا لهارون الرشيد كان غلامًا سفيهًا, فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعًا, وأخذ ينشد: دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهرًا بعده آخر الدهر فلو كان يعديني الأنام بقوة على الشهر لاستعديت قومي على الشهر فأصيب بمرض الصرع, فكان يصرع في اليوم عدة مرات, وما زال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر. وهكذا حال الذين يستثقلون رمضان؛ لأنهم سيفارقون ما ألفوا من الشهوات, ويلتزمون ببعض العبادات, هذا مع ضعف يقينهم بما أعده الله تبارك وتعالى للمؤمنين, وعدم استحضارهم لفضل هذا الشهر, وما فيه من الأجور العظيمة, فلا عجب ألا يجدوا من اللذة والفرح والسرور بهذا الضيف الكريم ما يجده الصادقون المؤمنون([1]). ([1]) من كتاب دروس في رمضان للشيخ سلمان العودة حفظه الله. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() وقت المسلمة وتنظيمه ([1]) أختي المسلمة. لا شك أنك مسئولة عن عمرك الذي تعيشين؛ هل قضيته في الخير وطاعة الله أم في الشر وطاعة الشيطان والعياذ بالله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟»([2]) فمن هذا كان لزامًا على الجميع الحفاظ على الوقت, وكذلك المرأة فإنه هناك عدة أمور يمكن أن تستغل بها وقتها منها: أولاً: تلاوة كتاب الله تعالى: ينبغي أن يكون لك أختي المسلمة ورد يومي لقراءة القرآن الكريم, فهو خير معين على استثمار لوقتك وفي تلاوته الأجر العظيم, ففي كل حرف حسنة, والحسنة بعشر أمثالها. كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح([3]) وكان السلف الصالح يداومون على تلاوة القرآن, ويختمونه في الشهر عدة مرات, فنحن إذا كثرت مشاغلنا أختي المسلمة, فلا نجعلها تحول دون ختمه في الشهر, ولو مرة واحدة ولضمان المداومة على ذلك ابدئي من أول الشهر بحيث يكون رقم الجزء موافقًا لتاريخ اليوم, فأول يوم من الشهر تقرئين فيه الجزء الأول والثاني الجزء الثاني واليوم العاشر الجزء العاشر.. وهكذا. ثانيًا: قراءة كتب أهل العلم النافعة: إن قراءتك لها تزيد حصيلتك العلمية والثقافية, فابدئي بقراءة الكتب الإسلامية التي بها تتفقهين في دين الله, وتعبدين الله على بصيرة وعلم, وبقراءتك هذه تطلعين على وضع المرأة في الجاهلية, وهي ما قبل الإسلام. وجاهلية القرن العشرين ومكانها في الدين الإٍسلامي, وكذلك لتتعرفي على الشبهات التي تثار ضدك من قبل أعداء الإسلام([4]), ولا تنسي أختي المسلمة أن تقرئي ما يهمك من أحكام شهر رمضان المبارك, لكي تعبدي الله على علم, واسألي عما أشكل عليك من أحكامه ([5]). ثالثًا: ذكر الله: اجعلي من الأمور التي تقضين بها وقتك ذكر الله, فهو أمر يسير على النفس تستطيعين أداءه, وأنت تقومين بأعمال البيت, وتعلمين فضل ذكر الله, ومدح الله للذاكرين كما قال تعالى: }وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ{ [الأحزاب: 35]. وعندما قال أحد الأعراب للرسول صلى الله عليه وسلم، إن شرائع الإسلام كثرت علي, فأوصني قال صلى الله عليه وسلم: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله»([6]). فقراءة القرآن ذكر لله, والتسبيح والتهليل والتكبير ذكر, والدعاء ذكر, وفي أداء الذكر شكر لله تعالى, والله مدح الشاكرين([7]). رابعًا: تربية الأولاد: إن على الأم مسئولية عظيمة ومهمة جسيمة في تربية أبنائها التربية الإسلامية الصحيحة, وتنشئتهم النشأة القويمة على المنهج الرباني الرشيد, وكما قال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها». الحديث ([8]). فالأبناء يتربون, ويترعرعون في أحضان الأم, وهي ألصق بهم من الأب الذي تقع عليه مسئوليات تجعل جل وقته خارج البيت, فأرضعيهم مع اللبن الخلق الفاضل والمعاملة الحسنة والكلمات الطيبة, وكوني لأولادك قدوة صالحة, كنساء السلف رحمهم الله جميعًا ([9]). خامسًا: صلة الأرحام: صلتهم واجبة عليك أختي المسلمة لقول الله تعالى: }وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{ [النساء: 1] ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: خلق الله عز وجل الخلق, فلما فرغ منه قامت الرحم فقال: «مه, قالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: ألا ترضين أن أصل من وصلك, وأقطع من قطعك قالت: بلى يا رب قال: فذلك لك»([10]). ثم قال أبو هريرة: }فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{ [محمد: 22]. واستغلي هذه الزيارة بإسداء الهدية المفيدة كشريط مفيد أو كتاب توقظين به الغافلات من أقاربك, وتعاملينهم بالكلمة الطيبة, وكما قال عليه الصلاة والسلام: «الدال على الخير كفاعله»([11]). ولا تنسي زيارة أخواتك في الله وجيرانك الطيبين ([12]). ([1]) انصح أختي المسلمة بقراءة كتاب الوقت عمار أو دمار للمطوع وسماع شريط الشيخ/ سلمان العودة بعنوان: كيف تقضي المرأة المسلمة وقتها. ([2]) صحيح الجامع/7299, وحسنه الألباني. ([3]) «من قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى, فله به حسنة, والحسنة بعشر أمثالها, لا أقول: آلم حرف, ولكن ألف حرف, ولام حرف, وميم حرف». صحيح الجامع/6469. ([4]) اقرئي إن شئت كتاب "يا فتاة الإسلام", للشيخ صالح البليهي رحمه الله, وكتاب "عودة الحجاب", للشيخ محمد إسماعيل, وكتاب "المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم", للدكتور عمر الأشقر, وغير ذلك من الكتب النافعة. ([5]) هناك رسالة صغيرة الحجم كبيرة الفائدة هي بعنوان: "فتاوى الصيام", للشيخ ابن باز, وابن عثيمين, وابن جبرين, فاحرصي على قراءتها. ([6]) صحيح الجامع/7700, وصححه الألباني. ([7]) إن ابتغيتي الاستزادة, فارجعي إلى "الوابل الصيب" لابن القيم, و"الأذكار" للنووي, و"صحيح الكلم الطيب" للألباني. ([8]) متفق عليه, وهو في صحيح الجامع/4569. ([9]) هناك كتب في التربية جيدة مثل: "تربية الأولاد" لـ: عبد الله ناصح علوان, وكتاب "الأولاد" لمحمد المقبل, وغيرهما. ([10]) البخاري/7502 ومسلم/2544. ([11]) صحيح الجامع/3399, وصححه الألباني. ([12]) هناك رسالة جيدة عن صلة الرحم لإبراهيم بن محمد, وكذلك للشيخ عبد الله الجار الله, وغيرهما. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() سادسًا: بر الوالدين ومساعدة الوالدة على عمل البيت: |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() رسالة إلى المرأة المسلمة بمناسبة رمضان أختي المسلمة, سلام الله عليك ورحمته وبركاته. أثنى الله عز وجل على المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات, ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله, ولما ذكر الله عز وجل أوصاف الصالحين, قال سبحانه: }فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ{ [آل عمران: 159]. وبمناسبة هذا الشهر, أزف إليك يا فتاة الإسلام, ويا أمة الله, التهنئة بهذا الشهر سائلاً الله لي ولك المغفرة والتوبة النصوح, وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح أطلعت عشر زهرات: الأولى: المرأة المسلمة تؤمن بالله عز وجل ربًا, وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا, وبالإسلام دينًا, وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقادًا, فهي تحاذر غضب الله, وتخشى أليم عقابه, ومغبة مخالفة أمره. الثانية: المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها, فلا يشغلها عن الصلاة شاغل, ولا يلهيها عن العبادة ملهٍ, فتظهر عليها آثار الصلاة, فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, وهي الحرز العظيم من المعاصي. الثالثة: المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب, وتتشرف بالتقيد به, فهي لا تخرج إلا متحجبة, تطلب ستر الله, وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب وصانها, وأراد تزكيتها قال سبحانه: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ{ [الأحزاب: 59]. الرابعة: المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها ([1]), فتلين معه وترحمه وتدعوه إلى الخير وتناصحه وتقوم براحته, ولا ترفع صوتها عليه, ولا تغلظ له في الخطاب. وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إذا صلت المرأة خمسها, وصامت شهرها, وأطاعت زوجها دخلت الجنة»([2]). الخامسة: المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى, ترضعهم العقيدة الصحيحة, وتغرس في قلوبهم حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم, وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق قال سبحانه: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ [التحريم: 6]. السادسة: المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي, وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما»([3]). وهي لا تسافر بلا محرم, ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة, وهي متحجبة محتشمة متسترة. السابعة: المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به, وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء, والمتشبهات من النساء بالرجال»([4]). حديث صحيح. ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات ([5]). وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من تشبه بقوم فهو منهم»([6]). حديث صحيح. الثامنة: أن المرأة المسلمة داعية إلى الله عز وجل في صفوف النساء بالكلمة الطيبة بزيارة جارتها بالاتصال بأخواتها بالهاتف، بالكتيب الإسلامي، بالشريط الإسلامي، وهي تعمل بما تقول, وتحرص أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم»([7]). التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات, وعينها من الحرام, وأذنيها من الغناء والخنا والفجور, وجوارحها جميعًا من المخالفات, وتعلم أن هذا هو التقوى, وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «استحيوا من الله حق الحياء, ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى, ومن تذكر البلى ترك زينة الحياة الدنيا»([8]). العاشرة: المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع, وأيامها ولياليها من التمزق؛ فلا تكون مغتابة نمامة سبابة لاهية ساهية قال سبحانه: }وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا{ [الأنعام: 70]. وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون: }يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا{ [الأنعام: 31]. اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه, واعمر قلبها بالإيمان([9]). ([1]) هناك كتيب جيد للشيخ إبراهيم المحمود بعنوان كيف تكسبين زوجك حبذا لو قريء. ([2]) أحمد والطبراني وهو في صحيح الجامع/661. ([3]) أحمد والترمذي, وقال: حسن صحيح. ([4]) أبو داود والترمذي وابن ماجة, وهو في صحيح الجامع/5100. ([5]) أنصح أختي في الله بقراءة كتاب "النساء والموضة والأزياء" لخالد الشايع, فهو كتاب طيب. ([6]) أبو داود, وهو في صحيح الجامع/6149. ([7]) البخاري ومسلم. ([8]) الترمذي وأحمد وهو في صحيح الجامع/935. ([9]) من كتاب ثلاثون درسًا للصائمين للشيخ عائض القرني حفظه الله. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() توجيهات للصائمات 1- رمضان فرصة للتوبة الصادقة ([1])التوبة شعور وجداني بالندم على ما وقع, وتوجه إلى الله فيما بقي, وكف عن الذنب, وعمل صالح يحقق التوبة بالفعل, كما يحققها الكف بالترك. فالتوبة هي الرجوع من معصية الله إلى طاعته؛ لأنه سبحانه هو المعبود حقًا. والتوبة واجبة على الفور, لا يجوز تأخيرها, ولا التسويف بها؛ لأن الله أمر بها ورسوله فقال تعالى: }وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [النور: 31]. وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس, توبوا إلى الله, واستغفروه, فإني أتوب في اليوم مائة مرة»([2]). فمن أراد الرجوع إلى الطريق المستقيم, فلا عليه إلا أن يبادر بالتوبة, ويقلع عن الذنوب من قبل أن يأتي يوم يحال فيه بينه وبينها, فيتحسر على ما فرط, ويضيق ذرعًا بما وصل إليه من واقع مرير, ويندم ولات ساعة مندم. فليشمر المسلم عن ساعد الجد, ويتب إلى الله بلسانه, ويعزم بقلبه محققًا مدلول التوبة بالإيمان والعمل الصالح على الله أن يقبل عثرته, ويقبل أوبته ويغفر ذنبه, فيأخذ طريقه على هدى من الإيمان والعمل الصالح, وينظمه الله في سلك عباده المهتدين. ([1]) التوبة إلى الله, بقلم الدكتور صالح بن غانم السدلان. ([2]) مسلم, وهو في صحيح الجامع/7881. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]()
دقات قلب المرء قائلة له فعليك أختي الصائمة الانتباه لهذه الأوقات التي تضيع بلا فائدة, وأن نشغلها بذكر الله وطاعته واستغلال مثل هذا الشهر الكريم.إن الحياة دقائق وثوان فادفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان 7- اصطحاب الأطفال الصغار للمسجد بعض الصائمات التي تحضر إلى الصلاة في المسجد تصطحب أطفالها, وقد يكونون دون سن التمييز, والأخرى كذلك, فيجتمع الأولاد, ويلعبون ويصبح المسجد مكانًا للركض واللعب والمرح ويشغلون المصلين والمصليات. فيجب على الآباء والأمهات تربية أبنائهم التربية الصحيحة, وتعويدهم على احترام المسجد, وعدم اللعب فيه, ومعاقبتهم إذا صدر منهم ذلك, ولتحذر الأم من دعوة قد يدعو بها أحد المصلين أو المصليات دعوة على أولادها يستجيب الله لها, أما من كانت معها طفل رضيع, فلتحمله معها في الصلاة, وإذا سجدت لتضعه ولتحرص على عدم بكاءه وتشويشه على من في المسجد. 8- الأم تفقه بناتها على الأم المربية الواعية والتي تعي مسئوليتها أن تفقه بناتها بأمور البلوغ والتكليف, ومنها الحيض؛ فإذا حاضت البنت عرفتها أمها بأن الصيام أيام الحيض لوجود العذر الشرعي غير صحيح. وإذا ما انتهى رمضان وجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها, ويكون هذا بمنتهى الصراحة بين الأم وبناتها. ولا حرج في ذلك؛ لأن الله لا يستحي من الحق. ومن المصائب أن تترك البنت الصيام سنوات بعد رؤية الحيض بحجة أنها لم تبلغ سن الخامسة عشرة أو الإشفاق عليها؛ لأن سنها عشر سنوات, وهذا كله من الجهل والخطأ؛ فيجب على البنت متى رأت الحيض أن تخبر أمها بذلك, وتعلمها الأم بما يجب عليها من الحجاب والصيام والصلاة, وتلتزم بذلك, وإن تركت الصيام وجب عليها التوبة مع القضاء للأيام التي أفطرتها. 9- الخلوة مع السائق إن من الظواهر الخطيرة والفتن العظيمة التي ظهر خطرها, وعظم ضررها ما ابتلي به بعض الناس في هذا الزمن من استقدام السائقين الأجانب لهذه البلاد لغرض الخدمة في البيوت وقيادة السيارات وغيرها. وهذا أدى إلى خلوة المرأة مع السائق, وهذا لا ينبغي, فعن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: «لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم, ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. فقام رجل فقال: يا رسول الله, إن امرأتي خرجت حاجة, وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال: انطلق, فحج مع امرأتك»([1]). ومما يلاحظ في رمضان أن بعض النساء هداهن الله يحضرن إلى المسجد مع السائق لأداء صلاة التراويح مع جماعة المسلمين ابتغاء الأجر من الله تعالى. وربما ركبت إحداهن في مقدمة السيارة مع السائق, وهذا له مخاطره العظمى. نطالب المرأة أن تصلي في بيتها إذا لم يكن لديها محرم يأتي بها إلى المسجد. وإن صلاة المرأة في بيتها خير لها من أن تخرج مع السائق لأداة الصلاة في المسجد. 10- أحاديث النساء في المسجد بعض الأخوات لا يطيب لهن التحدث إلا داخل المسجد, وبين ركعات التراويح يتحدثن عن أنواع الطبخات وعددها, وعن الألبسة التي اشترينها, وعن أولادهن, وغير ذلك, فيحدثن تشويشًا على المصلين والمصليات, وهذا يتنافى مع الواجب الذي يمليه عليهن رمضان. هن جئن لصلاة التراويح ولإراحة النفس من هموم اليوم ومشكلات البيت, أم حضرن للتحدث في أحوالهن. احذرن أخواتي الفاضلات من هذا العمل؛ لأنه يتنافى مع آداب المسجد وآداب رمضان, ومع روح العبادة. ([1]) أخرجه البخاري ومسلم. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() من مخالفات النساء في رمضان ([1]) 1- الخروج لصلاة التراويح بدون إذن الزوجبعض النساء يخرجن لصلاة التراويح بدون إذن أزواجهن, بل أن بعضهن يعلمن أن الزوج لا يرضى بهذا, ومع ذلك يخرجن بحجة أن ذلك الخروج إلى أمر خير, ولا حرج فيه, ولمثل هؤلاء النسوة يقال: اتقين الله تعالى, ولا تخلطن عملاً صالحًا بآخر سيئًا, فإن استئذان المرأة لزوجها حق من حقوق الزوج. وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى عن مثل هذه الحالة, وهذا نص السؤال: إذا خرجت المرأة لصلاة التراويح في المسجد, وزوجها غير راض عنها, يقول لها: صلي في البيت آجر لك. ما صحة هذا بارك الله فيكم؟ فأجاب حفظه الله تعالى بقوله: (نقول أولاً للزوج: لا تمنع امرأتك من الخروج إلى المسجد, فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهاك عن ذلك فقال: «ولا تمنعوا إماء الله مساجد الله»([2]). ونقول للزوجة: إذا منعك الزوج فأطيعيه؛ لأنه قد لا يمنعك إلا لمصلحة أو خوف الفتنة, وهو كما قال من أن صلاتك في البيت أفضل من صلاتك في المسجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وبيوتهن خير لهن»). 2- منع صيام البنت الصغيرة ومن المخالفات المتعلقة بالصيام أيضًا: ما يفعله بعض الناس من الإنكار على بناتهم إذا أردن الصيام بحجه أنهن صغيرات, وليس المحذور هنا إنما المحذور أن تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض, فتريد الصيام؛ لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة دون سؤالها عن مجيء الحيض. ونسوق هنا فتوى للشيخ ابن جبرين رحمه الله تعالى عندما سئل عن وقت وجوب الصيام على الفتاة. قال رحمه الله تعالى: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف, ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة, أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرح, أو بإنزال المني المعروف, أو الحيض, أو الحمل, فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام, ولو كانت بنت عشر سنين, فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها, فيتساهل أهلها, ويظنونها صغيرة, فلا يلزمونها بالصيام, وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء, وجرى عليها قلم التكليف. والله أعلم ([3]). 3- الحرج في وضع الحناء أثناء الصوم ومن المخالفات التي يعتقدها بعض النساء التحرج من وضع الحناء في أثناء الصوم سئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى عن جواز وضع الحناء على الشعر في أثناء الصيام, وهل يفطر الصائم؟ فأجاب حفظه الله تعالى بقوله: (هذا لا صحة له, فإن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر, ولا يؤثر على الصائم شيئًا كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين؛ فإن ذلك كله لا يضر الصائم, ولا يفطره)([4]). ([1]) من كتاب مخالفات النساء للشيخ عبد العزيز السدحان حفظه الله. ([2]) أخرجه مسلم, وهو في صحيح الجامع/7457. ([3]) فتاوى الصيام للشيخ ابن جبرين والشيخ ابن عثيمين/ ص4-9. ([4]) فتاوى نور على الدرب/ص46. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() تنبيهات للأخت الصائمة التنبيه الأول: بعض النساء يكن على حالة حسنة في رمضان من الاجتهاد في الطاعة, فإذا ما أتتها عادتها فترت وكسلت وتركت ما كانت عليه من نشاط. ولا شك أن هذا حرمان لنفسها من الخير, فأبواب الخير - ولله الحمد – كثيرة, فإذا لم تستطع الصلاة والصيام فأمامها أبواب من الطاعات. أمامها الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة»([1]). وقال: «إن ربكم حي كريم يستحي أن يبسط العبد يديه إليه, فيردهما صفرًا»([2]) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها, أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يعجل, يقول: قد دعوت, فلم يستجب لي»([3]). وأمامها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير, ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله»([4]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس»([5]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماوات والأرض»([6]). وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة, فيكتب له ألف حسنة, أو يحط عنه ألف خطيئة»([7]). وانظر أيضًا هذا الفضل العظيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب, وكتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك, حتى يمسي, ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»([8]). وقال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه, وإن كانت مثل زبد البحر»([9]). وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا»([10]). فهل يريد المسلم شيئًا فوق هذا الفضل؛ إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة أثنى الله عليك بها عند الملائكة عشر مرات, اللهم, لك الحمد, ولا تحرمنا. اللهم, خير ما عندك بشر ما عندنا. وأيضًا السلام عليه صلى الله عليه وسلم: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. وكذلك الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس, توبوا إلى الله واستغفروه, فإني أتوب في اليوم مائة مرة»([11]). وكذلك الصدقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب, ولا يقبل الله إلا الطيب, فإن الله يقبلها بيمينه, ثم يربيها لصاحبها, كما يربي أحدكم فلوه([12]) حتى تكون مثل الجبل»([13]). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر النساء, تصدقن وأكثرن من الاستغفار, فإني رأيتكن أكثر أهل النار. قالت امرأة منهن: ما لنا أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن, وتكفرن العشير». الحديث([14]). فالحمد لله على ما يسر الطاعات, وأجزل عليه الأجر والثواب. وأيضًا فمن أبواب الخير الواسعة: قيامها على خدمة الصائمين في بيتها كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر»([15]) كل هذا غير ما تحتسبه من أن يكتب لها مثل ما كانت تعمل أيام طهرها, ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا»([16]). 2- التنبيه الآخر: للمرأة أن تصلي في المسجد وصلاتها في بيتها خير لها, وقد عقد الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله (613-705) في كتابه: (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح) فصلاً بعنوان: (ثواب صلاة المرأة في بيتها ننقله مختصرًا) قال رحمه الله: (عن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا نساءكم المساجد, وبيوتهن خير لهن»([17]). وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة عورة, وأنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان([18]), وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها»([19]) وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها([20]), وصلاتها في مخدعها ([21]) أفضل من صلاتها في بيتها»([22]) والمراد أن المرأة كلما استترت وبعد منظرها عن أعين الناس كان أفضل لصلاتها, وقد صرح ابن خزيمة وجماعة من العلماء بأن صلاتها في المسجد وإن كان مسجد مكة أو المدينة أو بيت المقدس والإطلاقات في الأحاديث المتقدمة تدل على ذلك. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حديث أم حميد الآتي, فالرجل كلما بعد ممشاه وكثرة خطاه زاد أجره وعظمت حسناته, والمرأة كلما بعد ممشاها قل أجرها ونقصت حسناتها. وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله, إني أحب الصلاة معك. قال: «قد علمت أنك تحبين الصلاة معي, وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك, وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك, وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك, وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه, وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل»([23]). قال - الدمياطي - كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية, لا يعرفن من الغسل, وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال: مكانكم حتى ينصرف النساء, ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صلاتهن في بيوتهن خير لهم, فما ظنك بمن تخرج متزينة متبهرجة لابسة أحسن ثيابها, وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد، هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول, فما ظنك لو رأت نساء زماننا هذا)([24]) انتهى هذا كلامه رحمه الله, وهو في القرن السابع. وهنا مسألتان: إحداهما: أن المرأة إذا خشيت أن تكسل إذا صلت في بيتها, وكانت صلاتها في المسجد أنشط لها, وأمنت الفتنة, أو كان هناك خير كسماع علم أو وعظ ونحو ذلك لا تناله إلا بذهابها إلى المسجد وأمنت الفتنة فالصلاة في المسجد أفضل. والله أعلم([25]). المسألة الأخرى: ما ذكره وغيره الحافظ الدمياطي من تفضيل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد الحرام وغيره يستوي في صلاة الفرض والنفل, ومن كانت مقيمة في مكة, ومن أتت بقصد الحج والعمرة أيامًا محددة. والله أعلم([26]). ([1]) أحمد وأبو داود والترمذي, وهو في صحيح الجامع/3407. ([2]) أبو داود وابن ماجة, وهو في صحيح الجامع/2070. ([3]) الترمذي, وهو في صحيح الجامع/5637. ([4]) أحمد, وهو في صحيح الجامع/5644. ([5]) مسلم. ([6]) مسلم, وهو في صحيح الجامع/3957. ([7]) مسلم, وهو في صحيح الجامع/2665. ([8]) متفق عليه وهو في صحيح الجامع/6437. ([9]) مسلم وهو في صحيح الجامع/6431. ([10]) مسلم وهو في صحيح الجامع/6358. ([11]) مسلم وهو في صحيح الجامع/7881. ([12]) الفلو هو: المهر وهو صغير الحصان. ([13]) متفق عليه وهو في صحيح الجامع/6152. ([14]) مسلم وهو في صحيح الجامع/7980. ([15]) متفق عليه وهو في صحيح الجامع/3436. ([16]) البخاري وهو في صحيح الجامع/799. ([17]) أبو داود وهو في صحيح الجامع/7458. ([18]) تطلع إليها. ([19]) الطبراني بإسناد جيد وإلى لفظ الشيطان رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع/6690. ([20]) كأن المقصود بها الفناء المحيط بالبيت (داخل سور المنزل) والله أعلم. ([21]) قال الحافظ الدمياطي: هو الخزانة تكون داخل البيت اهـ. أي غرفتها الخاصة بها. ([22]) أبو داود وهو في صحيح الجامع/3833. ([23]) أحمد وابن خزيمة وابن حبان. ([24]) ص85-88. ([25]) المتابعة لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى. «الناشر». ([26]) من كتاب (كي نستفيد من رمضان) للأخ/ فهد السليمان بارك الله فيه. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() فتاوى تهم الصائمة سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك, فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم, وما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل, فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء, ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم, حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والإطعام نصف صاع من قوت البلد, وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبًا من تمر أو أرز أو غير ذلك, أما إن قضى قبل رمضان القادم, فلا إطعام عليه. [الشيخ ابن باز]. سؤال: إنني لم أقض الأيام التي يفوتني صيامها من شهر رمضان بسبب العادة الشهرية, وأنا لا أستطيع إحصاءها, فماذا علي أن أفعل؟ الجواب: عليك أن تتحري - أيتها الأخت في الله - وأن تصومي ما غلب على ظنك أنك تركت صيامه, وتسألين الله العون والتوفيق }لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا{ اجتهدي وتحري واحتاطي لنفسك حتى تصومي ما غلب على الظن أنك تركتيه, وعليك التوبة إلى الله, والله ولي التوفيق. [الشيخ ابن باز]. سؤال: منذ عشر سنوات تقريبًا كان بلوغي من خلال أمارات البلوغ المعروفة غير أني في السنة الأولى من بلوغي أدركت رمضان, ولم أصمه دون عذر مادي, وإنما جهلاً مني بوجوبه آنذاك, فهل يلزمني الآن قضاؤه؟ وهل يلزمني زيادة على القضاء كفارة؟ الجواب: يلزمك القضاء لذلك الشهر الذي لم تصوميه مع التوبة والاستغفار, وعليك مع ذلك إطعام مسكين لكل يوم مقداره نصف صاع من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما إذا كنت تستطيعين, أما إن كنت فقيرة لا تستطيعين, فلا شيء عليك سوى الصيام. [الشيخ ابن باز]. سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين, هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية, هل تصوم وتصلي أم لا؟ الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان, وحلت لزوجها, فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة وترك الصوم, وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء, وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين, فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت, وحلت لزوجها, وإن استمرت معها الدم بعد الأربعين فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم, بل أن تصلي, وأن تصوم في رمضان, وتحل لزوجها كالمستحاضة, وعليها أن تستنجي, وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه, وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض, فإنها تترك الصلاة والصوم وتحرم على زوجها حتى تطهر من حيضها, وبالله التوفيق. [الشيخ ابن باز]. سؤال: هل يجوز تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر, وهل يجوز للنساء تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر؟ الجواب: إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم, ولا مانع من تأخير الغسل إلى بعد طلوع الفجر, ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس, بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي قبل طلوع الشمس, وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس, بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس, ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة. [الشيخ ابن باز]. سؤال: إذا طهرت النفساء خلال أسبوع ثم صامت مع المسلمين في رمضان أيامًا معدودة ثم عاد إليها الدم, هل تفطر في هذه الحالة, وهل يلزمها قضاء الأيام التي صامتها, والتي أفطرتها؟ الجواب: إذا طهرت النفساء في الأربعين فصامت أيامًا ثم عاد إليها الدم في الأربعين, فإن صومها صحيح, وعليها أن تدع الصلاة والصيام في الأيام التي عاد فيها الدم؛ لأنه نفاس حتى تطهر أو تكمل الأربعين, ومتى أكملت الأربعين وجب عليها الغسل, وإن لم تر الطهر؛ لأن الأربعين هي نهاية النفاس في أصح قولي العلماء, وعليها بعد ذلك أن تتوضأ لوقت كل صلاة حتى ينقطع عنها الدم كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك المستحاضة, ولزوجها أن يستمتع بها بعد الأربعين, وإن لم تر الطهر؛ لأن الدم - والحال ما ذكر - دم فساد لا يمنع الصلاة ولا الصوم ولا يمنع الزوج من استمتاعه بزوجته, لكن إذا وافق الدم بعد الأربعين عادتها في الحيض, فإنها تدع الصلاة والصوم, وتعتبره حيضًا, والله ولي التوفيق. [الشيخ ابن باز]. سؤال: ماذا على الحامل أو المرضع فإذا أفطرتا في رمضان, وماذا يكفي إطعامه من الأرز؟ الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر, فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم, لقوله تعالى في المريض: }فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ وهما بمعنى المريض, وإن كان عذرهما الخوف على المولود, فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من البر أو الأرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين, وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيحاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة, والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها, وهذا مذهب أبي حنيفة, وهو قوي. [الشيخ ابن عثيمين] سؤال: امرأة وضعت في رمضان, ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم, هل يجوز لها أن توزع نقودًا بدل الصوم؟ الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها, ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر, ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يومًا بعد يوم, وإن كانت ترضع فإن الله يقويها, ولا يؤثر ذلك عليها, ولا على لبنها, فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني, فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني. [الشيخ ابن عثيمين] سؤال: هل يجوز وضع الحناء للشعر أثناء الصيام والصلاة, لأني سمعت بأن الحناء تفطر الصيام؟ الجواب: هذا لا صحة له؛ فإن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر, ولا يؤثر على الصائم شيئًا كالكحل وكقطرة الأذن وكالقطرة في العين, فإن ذلك كله لا يضره ولا يفطره, وأما الحناء أثناء الصلاة, فلا أدري كيف يكون هذا السؤال إذ أن المرأة التي تصلي لا يمكن أن تتحنا, ولعلها تريد أن الحناء, هل يمنع صحة الوضوء إذا تحنت المرأة, والجواب: أن ذلك لا يمنع صحة الوضوء, لأن الحناء ليس له جرم يمنع وصول الماء, وإنما هو لون فقط, والذي يؤثر على الوضوء هو ما كان له جسم يمنع وصول الماء, فإنه لا بد من إزالته حتى يصح الوضوء. [الشيخ ابن عثيمين] |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() سؤال: تعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية – الحيض – والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد, فهل هذا جائز, وهل في ذلك قيود حتى تعمل بها هؤلاء النساء؟ |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للصائمات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc