

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين
و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
قوام هذا الدين الحب .. حب الله وحب ورسوله وحب الخير للناس أجمعين، وقد سبقت عناية الله لعباده أن خلقهم واستخلفهم في الأرض وأحب الصالحين منهم الذين استجابوا لأوامره وقاموا بعمارة الأرض بالمحبة والسلام، فقال سبحانه وتعالى فيهم: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)، فذكر حبه سبحانه وتعالى لعباده أولاً، ثم عطف عليه حبهم له.
1 ـ الفائدة الأولى: من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تحبه ثم لا تطيعه.
من فوائد ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، ومن أعجب الأشياء أن تحبه ثم لا تطيعه،
إن لم تعرفه لا تحبه، شيء طبيعي، أما أن تعرفه ثم لا تحبه، والشيء العجيب أن تحبه ثم لا تطيعه،
و هذا من أعجب العجب،
2 ـ من أعجب الأشياء أن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة:
من أبسط أنواع الدعاء حيّ على الصلاة، دعاء من الله تعال يا عبدي صلِّ، تعال اتصل بي لأذيقك طعم القرب مني،
ومن أعجب الأشياء أن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة، اذا دعاك إنسان إلى مجلس علم ليزداد إيمانك، لتعرف ربك، لتستقيم على أمره، لتسلم وتسعد في الدنيا والآخرة، الا تستجيب !
دعيت إلى عمل صالح الا تستجيب !
دعيت إلى مذاكرة القرآن الكريم الا تستجيب !
دعيت إلى صلة الرحم الا تستجيب ! قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
( سورة الأنفال الآية: 24 )