رسالة لمن لبّس عليه الخوارج - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رسالة لمن لبّس عليه الخوارج

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-06-21, 11:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










Hourse رسالة لمن لبّس عليه الخوارج


رسالة لمن لبّس عليه الخوارج

تحدّث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإستقامة عن السبب الرئيس في إثارة الفتن وتهييجها ومثار الغلط في هذه المسألة وعجز كثير من الناس عن الجمع بين الأصول التي يرجع إليها الحكم مثل :

1 - وجه الجمع بين الإذن للمظلوم بالإنتصار وبين منعه من العدوان

2 - عدم معارضة الأمر بالصبر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


فأحببت نقل ما فهمته منه عسى أن يطالعه بعض القرّاء فتنشط همته لقراءة الكتاب أو مراجعة بعض الأفكار التي تنشر في الساحة على أنها مسلمات غير قابلة للنقض ويشنع أصحابها على من تبنى المقالات المخالفة بالجبن والخور ومداهنة السلاطين وغيرها من الأوصاف التي لا تزيد الأمور إلاّ تلبيسا :

أولا - أسباب الفتن :

قرّر شيخ الإسللم رحمه الله أنّ الفتن ترجع لأمور عديدة منها

1 - ترك الْحق أوَ ترك الصَّبْر

حيث قال : [ وَلَا تقع فتْنَة إِلَّا من ترك مَا أَمر الله بِهِ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَمر بِالْحَقِّ وَأمر بِالصبرِ فالفتنة إِمَّا من ترك الْحق وَإِمَّا من ترك الصَّبْر ]

فهاهنا أمران :

1 - أَمر بِالْحَقِّ
2 - وَأمر بِالصبرِ


والفتنة قد تكون من أحدهما كما قد تكون من الآخر

2 - أنّ الإنسان قد يكون مصيبا في معرفة الحقّ من وجه مخطئا في معرفته من وجه آخر :


فيكون مصيبا من حيث تأصيل الحكم الشرعي مثلا مخطئا في تنزيله على الأعيان ذلك أنّ التنزيل يحتاج لضوابط قد لا تتوفر في من نصّب نفسه لهذا الأمر فالخلاف قد يكون في أصل المسألة لأحد الأسباب المذكورة :

1 - سَمَاع وَخبر

2 - قِيَاس وَنظر

3 - مَعْرِِفَة وبصر


[ ويظن مَعَ ذَلِك أَن ذَلِك الْغَيْر التارك للإقرار بذلك الْحق عَاص أَو فَاسق أَو كَافِر وَلَا يكون الْأَمر كَذَلِك ]

لِأَن ذَلِك الْغَيْر يكون معذورا ومن شروط استحقاق العذر أن يكون صاحبه :

1 - أهلا للإجتهاد (مُجْتَهدا)

2 - قد استفرغ وَسعه

3 - عجز عن إدراك الحق ( لَا يقدر على معرفَة الأول )

والعجز عن إدراك الحق يرجع لسببين :

- عدم الْمُقْتَضى

- وُجُود الْمَانِع


3 - الظلم : فقد يتصوّر أحدنا أنّ المؤذي له :

1 - محض باغ عليه
2 - يجوز له دفع بغيه بأيّ مُمكن


ويكون هذا خطأ في الأصلين :

فقد يكون الباغي :

1 - متأولا مخطئا وَإِن كَانَ ظَالِما لَا تَأْوِيل لَهُ

وقد بين شيخ الإسلام أنه لا يحلّ دفع من كان هذا حاله بما فِيهِ :

1 - فتْنَة بَين الْأمة
2 - شَرّ أعظم من ظلمه


فعلى من كان مظلوما الإنتباه إلى أنّ الله جلّ وعلا قد أمر أمثاله بالصبر والحكمة من هذا هو الإمتحان
قال شيخ الإسلام : ( بل يومر الْمَظْلُوم هَا هُنَا بِالصبرِ فَإِن ذَلِك فِي حَقه محنة وفتنة )

ثمّ بيّن شيخ الإسلام رحمه الله أن سبب عدم الإنقياد لأمر الله بالصبر لمن كان هذا حاله هو أحد أمرين :

1 - جزعه وَضعف صبره
2 - قلَّة علمه وَضعف رَأْيه


وقد بيّن ذلك شيخ الإسلام فقال ( فَإِنَّهُ قد يحجب أَن الْقِتَال وَنَحْوه من الْفِتَن يدْفع الظُّلم عَنهُ وَلَا يعلم أَنه يُضَاعف الشَّرّ كَمَا هُوَ الْوَاقِع وَقد يكون جزعه يمنعهُ من الصَّبْر)
ثمّ بيّن رحمه الله أنّ الله جلّ وعلا ( وصف الْأَئِمَّة بِالصبرِ وَالْيَقِين فَقَالَ (وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا لما صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يوقنون) [سُورَة السَّجْدَة 24] وَقَالَ : (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ) [سُورَة الْعَصْر 3] )

ثانيا - وجه الجمع بين الإذن للمظلوم بالإنتصار وبين منعه من العدوان

بين شيخ الإسلام رحمه الله أنّ الشارع قد نصّ على الإذن للمظلوم بالإنتصار ممن ظلمه بقوله جلّ في علاه : ( وَلمن انتصر بعد ظلمه فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم من سَبِيل) [سُورَة الشورى 41])

إلا أنّ ذَلِك مَشْرُوط بِشَرْطَيْنِ :

1 - الْقُدْرَة على ذَلِك
2 - أَلا يعتدى


(فَإِذا كَانَ عَاجِزا أَو كَانَ الِانْتِصَار يفضى إِلَى عدوان زَائِد لم يجز)


ثمّ قال رحمه الله : ( وَهَذَا هُوَ أصل النهى عَن الْفِتْنَة فَكَانَ إِذا كَانَ الْمُنْتَصر عَاجِزا وانتصاره فِيهِ عدوان فَهَذَا هَذَا)

3 - عدم معارضة الأمر بالصبر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال رحمه الله : [ وَمَعَ ذَلِك فَيجب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر بِحَسب إِظْهَار السّنة والشريعة وَالنَّهْي عَن الْبِدْعَة والضلالة بِحَسب الْإِمْكَان كَمَا دلّ على وجوب ذَلِك الْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع الْأمة
وَكثير من النَّاس قد يرى تعَارض الشَّرِيعَة فِي ذَلِك فَيرى أَن الْأَمر وَالنَّهْي لَا يقوم إِلَّا بفتنة فإمَّا أَن يُؤمر بهما جَمِيعًا أَو ينْهَى عَنْهُمَا جَمِيعًا وَلَيْسَ كَذَلِك بل يُؤمر وَينْهى ويصبر عَن الْفِتْنَة كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) [سُورَة لُقْمَان 17]
وَقَالَ عبَادَة بَايعنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على السّمع وَالطَّاعَة فِي عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وَألا ننازع الْأَمر أَهله وَأَن نقوم أَو نقُول بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لَا نَخَاف فِي الله لومة لائم فَأَمرهمْ بِالطَّاعَةِ ونهاهم عَن مُنَازعَة الْأَمر أَهله وَأمرهمْ بِالْقيامِ بِالْحَقِّ وَلأَجل مَا يظنّ من تعَارض هذَيْن تعرض الْحيرَة فِي ذَلِك لطوائف من النَّاس والحائر الَّذِي لَا يدْرِي لعدم ظُهُور الْحق وتميز الْمَفْعُول من الْمَتْرُوك مَا يفعل إِمَّا لخفاء الْحق عَلَيْهِ أَو لخفاء مَا يُنَاسب هَوَاهُ عَلَيْهِ
والبدعة مقرونة بالفرقة كَمَا ان السّنة مقرونة بِالْجَمَاعَة فَيُقَال أهل السّنة وَالْجَمَاعَة كَمَا يُقَال أهل الْبِدْعَة والفرقة وَقد بسطنا هَذَا كُله فِي غير هَذَا الْموضع ]

اتهى المقصود من النقل









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لبُّ, الجوارح, رسالة, عليه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc