الأديب والعالم

[ب.جلولي]

الأديب حين يكون صادقا يكون مرآة للعصر، وصورة تعكس الواقع بما فيه من استقرار واضطراب وبما فيه من صراع أو جمود(1).
الفرق بين الأديب والعالم أن الأول يعبر من مشاعره وعواطفه بلغة جميلة موحية، وهدفه إحداث اللذة الأدبية والإمتاع إلى جانب الفكرة وخدمة الإنسان، بينما تنصب عناية الثاني على الجانب العقلي والتفكير المتزن والوضوح في التعبير لا بهدف اللذة الفنية وإنما بهدف توصيل الأفكار. فاللغة عنده أداة ووسيلة، بينما هي لدى الأديب وسيلة وهدف، وبتعبير آخر، فان وظيفة اللغة لدى الأديب هي التصوير وإحداث المتعة الأدبية وتعميق الفكرة من خلال هذا الأسلوب أو ذاك في حين أن وظيفتها لدى العالم أو المفكر هي نقل الأفكار وتوصيلها إلى الآخرين بصرف النظرة عن الجمال أو عدمه(2).
ولإيصال الفكرة إلى أكبر عدد ممكن من القراء؛ أرى أن البساطة في الكتابة وعدم التكلف في إيجاد المفردات الرنانة، وعدم الإطناب والتوسع في الموضوع هو الأصوب وإن كان ذلك فيه تعد على جمالية اللغة ورونقتها، فالشيء الجميل غال الثمن ولا يكون في متناول الجميع.
__________________
(1)- مجلة الأصالة العدد25 سنة 1975 ص25.
(2)- مجلة الأصالة العدد25 سنة 1975 ص62 .