مقالات لرموز احدى الفرق المعاصرة وتبيان محاكاتهم لمنهج الخوارج
يقول المؤسس : وفي الوقت الذي يكون فيه منكم –معشر الإخوان المسلمين- ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحياً بالإيمان والعقيدة وفكرياً بالعلم والثقافة وجسمياً بالتدريب والرياضة, في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجاج البحر وأقتحم بكم عنان السماء وأغزو بكم كل عنيد جبار”.([1)
يقول العشماوي معلقاً على كلام المؤسس:” ومن الواضح أنها لم تكن ضد الاستعمار كما يدّعون ولكن كان هذا التهديد للحكومات والهيئات وكل من يختلف مع الإخوان في الرأي أو الفكر أو الاتجاه”.([2])
ويقول عبدالله علوان:”إنه لا يمكن للإسلاميين أن يصلوا إلى إقامة حكم عن طريق الانقلابات العسكرية , ولم يبق أمامهم من حلّ واقعي ومعقول سوى الاعتماد على الثورة الشعبية”.([30])
ويقرر محمد أحمد الراشد:الخروج على أئمة الجور وينسبه إلى السلف تلبيساً وبهتاناً.([3])
ويقول أبو قتادة الفلسطيني:”نحن لا نريد أن نقاتل أمريكا إلا إذا صالت علينا وكانت هي من بدأ بالقتال هذا بخلاف قتال الأنظمة المرتدة في بلادنا الذي يعتبر جهادها فرض عين على كل مسلم”.([4])
ويقول سيد قطب:” إنه ليس على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدته التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي”.([5])
ويقول أيضاً:”إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم”.([6])
وطياً لصفحات الكتابة ومن باب الاختصار أكتفي بهذه النقول التي تؤكد لك عقيدة الإخوان المسلمين في هذا الأصل([7]) , ولا يذهب بك تفكيرك أو يذهب بك أحد الملبسين فيقول هذه مقالات أشخاص لا جماعة وكل واحد يمثل شخصه, واسمع لمقال من خبرهم وكان منهم وهو علي العشماوي حيث يقول:”ولكني أعود وأكرر أن جماعات العنف باسم الدين لم تخرج من عباءتهم أفراداً فقد خرجت من عباءتهم فكراً واعتقاداً وهذا أخطر بكثير وأشمل من مجرد أفراد؛ لأن التفريخ مستمر ما دام هذا الفكر المتمكن والمتمسك والبراق في أعين الشباب موجوداً بل ويتجدد باستمرار فسوف يكون هناك إعمال لهذا الفكر باستمرار على هيئة جماعات تقوم بأعمال قتل ونسف وانتحاريين “([8]).
يتلخص من أقوالهم عدة أمور:
أنهم جعلوا قضية الحاكمية هي القضية الأساسية.
أنهم بنوا عليها تكفير المجتمعات والخروج على الحاكم.
أنهم وصفوا المجتمعات بأنها مجتمعات جاهلية مما ييسر عليهم قضية التكفير.
أنهم خرجوا وقتلوا المسلمين .
أنهم جعلوا هذا الخروج والقتل باسم الدين والسلف والجهاد وإنكار المنكر.
........................................
قارنوا هذا الملخص الوجيز من أقوالهم بقول ابن عبد البر في وصف الخوارج فسوف يتبين لك كثيراً من الحقائق وأوجه الشبه فيقول ابن عبدالبر:”كان للخوارج مع خروجهم تأويلات في القرآن ومذاهب سوء مفارقة لسلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الذين أخذوا الكتاب والسنة عنهم وتفقهوا معهم فخالفوا في تأويلهم ومذاهبهم الصحابة والتابعين وكفروهم, … وكفروا المسلمين بالمعاصي واستحلوا بالذنوب دماءهم وكان خروجهم فيما زعموا تغييراً للمنكر وردَّ الباطل. فكان ما جاءوا به أعظم المنكر وأشد الباطل إلى قبيح مذاهبهم مما قد وقفنا على أكثرها وليس هذا والحمد لله موضع ذكرها فهذا أصل أمر الخوارج.
وأول خروجهم كان على علي رضي الله عنه فقتلهم بالنهروان ثم بقيت منهم بقايا من أنسابهم ومن غير أنسابهم على مذاهبهم يتناسلون ويعتقدون مذاهبهم … وكان للقوم صلاة بالليل والنهار وصيام يحتقر الناس أعمالهم عندها وكانوا يتلون القرآن آناء الليل والنهار ولم يكن يتجاوز حناجرهم ولا تراقيهم؛ لأنهم كانوا يتأولونه بغير علم بالسنة المبيِّنة فكانوا قد حُرموا فهمه والأجر على تلاوته “.([10])
[1]) مجموع الرسائل المؤتمر الخامس 258.
([2])التاريخ السري لجماعة الأخوان المسلمين (34).
([3]) عقبات على طريق الداعية (2/368).
([4]) كتاب المسار (440)، ونسبة الخروج على أئمة الجور للسنة والسلف تلبيس منهم وكذب فقد دليت نصوص الوحيين وإجماع العلماء على حرمة الخروج عليهم.
([5]) حوار مع جريدة الحياة عدد13219 ص6.
([6]) الظلال (4/2122)
([7]) الظلال(4/2009).
([8]) ذكرت ما نحن بصدد الكلام عنه وإلا فللقوم كثير من المخالفات في باب العقيدة من نفي صفات الله تعالى والطعن في الأنبياء والصحابة وهو موجود متوافر في كتبهم وتسجيلاتهم ككتاب ظلال القرآن لسيد قطب والعدالة الاجتماعية والتصوير الفني في القرآن.
([9])التاريخ السري لجماعة الأخوان المسلمين (62).
([10]) التمهيد ابن عبدالبر (6/55-56).