الغضب شعلة من النار، وإنه من الشيطان, وهي أن يخرج الغضب عن حد الاعتدال، ويطغى على العقل والدين، ويندفع في سبيل الشر اندفاعاً قد يؤدي إلى الهلاك.
و بالمقابل, الغضب المحمود هو ما كان للقيم والمبادئ المشتقة من كتاب الله وسنته وهو دليل على قوة الإيمان والانتصار للحق.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه, ومن حفظ لسانه ستر عورته .
عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته، من إذا أعطي شكر, وإذا قدر غفر, وإذا غضب فتر.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, في حديث مطول رواه الترمذي,
وقال ابن القيم رحمه الله: دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكًّا في دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العدوان على خلقه.
الرسول - صلى الله عليه وسلم – يوجهنا إلى أن الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر، ويجب أن يستعذ بالله من الشيطان الرجيم، ويجب أن يغير وضعه الذي عليه حين الغضب، ويغير مكانه، فإذا كان جالسًا فليقف، وإذا كان واقفًا فليجلس، وقد أرشد من قال له: عظني، قال له: (لا تغضب) – كررها ثلاثًا - أي عليه أن يتقي أسباب الغضب.
اعمل على تهدئة نفسك بتجنب أسباب الانفعال وتعويد نفسك على ضبط الانفعال، فلا تستسلم لسرعة الغضب واكبح ذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتهدئة النفس وتذكر عاقبة الصبر وكظم الغيظ.
أيضًا عليك بصرف انتباهك بأن تتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، وليس هو صرف انتباه فقط، إنما هو تحقير للشيطان بتفل الإنسان عليه، وهو لا يأتي الإنسان غالبًا من يساره، وعليك أن تتوضأ لتطفئ نار الغضب، وكذلك الصلاة.
نسأل الله أن يقينا شر الغضب وأن يوسع صدورنا يجعلنا من الكاظمين الغيظ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. مصداقا لقوله : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {134} آل عمران