السلام عليكم وصحا فطوركم...
منتخب الجزائر يستحق الاحترام :
لا ينبغي أن يؤخذ الحديث عن المنتخب المصري على أنه حديث عن المرشح الأول للتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا على حساب المنتخب الجزائري، أو على أنه تقليل من حظوظ المنتخب الجزائري للترشح إلى المونديال للمرة الثالثة في تاريخه بعد بطولتي (1982 و1986)، فعلى العكس تماماً المنتخب الجزائري "حتى الآن" هو المرشح الأوفر حظاً والأقرب إلى حجز تذكرة التأهل إلى كأس العالم عن المجموعة الأفريقية الثالثة على حساب الفراعنة، فهو يتصدر المجموعة برصيد سبع نقاط بفارق ثلاث نقاط عن المنتخب المصري، كما أنه مدعّم بفارق أهداف مريح (+4)، في الوقت الذي أحرز فيه المنتخب المصري خمسة أهداف ودخل مرماه أربعة أهداف كاملة.
كما أن لاعبي الجزائر أدوا تصفيات متميزة حتى الآن وحققوا نتائج هي بدون شك الأبرز للمنتخب الجزائري في العشر سنوات الأخيرة. ويكفي أن نعرف أن المنتخب الجزائري البعيد عن كأس العالم منذ 24 عاماً تقريباً والغائب عن آخر بطولتين لكاس الأمم الأفريقية نجح في الفوز خارج ملعبه على زامبيا بهدفين دون رد، وهو أول انتصار للجزائريين خارج ملعبهم منذ أكثر من خمس سنوات، عندما فازوا على النيجر بهدف دون رد يوم 11 – 10 – 2003 في إطار التصفيات التمهيدية المؤهلة لمونديال ألمانيا الماضي، إضافة إلى أنها المرة الأولى في إطار التصفيات النهائية لكأس العالم (بنظام المجموعات) التي يحقق فيها المنتخب الجزائري فوزين متتاليين ويجمع ست نقاط كاملة من مباراتين. إذاً فالمنتخب الجزائري هو الأفضل والأقوى في مجموعته حالياً، ولكننا نتعرض للمنتخب المصري لأنه أصبح ظاهرة في عالم كرة القدم يحرز كأس أمم أفريقيا مرتين متتاليتين ثم يخسر من مالاوي ويتعادل بصعوبة على ملعبه مع زامبيا، ويهزم إيطاليا ويسجل ثلاث أهداف في مرمى البرازيل ثم يسقط بعنف أمام المنتخب الأمريكي ويتعثر ويفوز بشق الأنفس على رواندا.
لغز المنتخب المصري يبحث عن حل :
طبيعياً أن يكون الفراعنة هم أول المرشحين عن قارة أفريقيا للتأهل للمونديال القادم. ولكن عاد مستوى المنتخب المصري إلى التذبذب من جديد وتعرضت مسيرته في الدور الأول من تصفيات المونديال للخطر عندما خسر خارج ملعبه أمام مالاوي (0-1) في مفاجأة مدوية. إلا أن رفاق أبو تريكه حسموا تأهلهم للدور الثاني بعد أن انتزعوا فوزاً ثميناً خارج ملعبهم على منتخب الكونغو الديمقراطية في كينشاسا.
وجاءت بعد ذلك قرعة الدور النهائي من التصفيات ووقع المنتخب المصري في مجموعة تضم معه كل من زامبيا ورواندا والجزائر. وبالتأكيد وقتها كان بطل أفريقيا لدورتين متتاليتين هو المرشح الأول لتصدر المجموعة والتأهل بالتالي إلى النهائيات، إلا أن اللاعبين المصريين عادوا لممارسة هوايتهم الغريبة، حيث تعادلوا في بداية التصفيات على ملعبهم مع زامبيا (1-1) ثم سقطوا خارج ملعبهم أمام الجزائر (3-1) قبل أن يقتنصوا فوزاً بشق الأنفس على المنتخب الرواندي الضعيف بثلاثية جاء هدفها الأول قبل نهاية المباراة بـ20 دقيقة تقريباً.
كان ذلك وصفاً تفصيلياً لحال المنتخب المصري في آخر أربع سنوات أداء راقي وتألق ومنتخب تظن للوهلة الأولى أنه منتخب عالمي ثم انهيار مفاجئ وتلعثم في الأداء ونتائج مخيبة للآمال.
المصدر : https://www.aljazeerasport.net/news/f...919488797.html