بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم
اللهم اني استغفرك واتوب اليك و احمدك على نعمك الظاهرة والباطنة
واسالك اللهم ان تجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي انك ولي ذلك والقادر عليه
ها نحن اليوم ناهزنا الشهر عن بداية هذه الحملة المباركة ونسال الله ان يجعل هذا في موازين جنود الخفاء و الذين زودونا بالمادة العلمية والشرعية ولولا تقدير الله والعهد الذي قطعته لعدم الافصاح عن اسمهم لذكرتهم فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله
فجزاهم الله خيرا
واليوم سنلج بابا جديدا من ابواب المعاملات مع الناس وذلك من خلال موضوع
طيب الكلام و طلاقة الوجه
فقد قال تعالى :
{ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًامِنْهُمْ وَ لَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ اخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }
الحجر(88)
وجا في تفسير الاية :
{ لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}
أي : لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا التي تمتع بها المترفون ، و اغترَّ بها الجاهلون ، و استغن بما آتاك الله من المثاني و القرآن العظيم ،
{ و لا تحزن عليهم} فإنهم لا خير فيهم يرجى ، و لا نفع يرتقب ، فلك في المؤمنين عنهم أحسن البدل و أفضل العوض ،
{ و اخفض جناحك للمؤمنين } أي : ألن لهم جانبك ، و حسِّن لهم خلقك ، محبة و إكراما و تودُّد ا ،
وقال تعالى ايضا :
{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
آل عمران (159)
وكان من تفسير للاية بانه :
أي : برحمة الله لك و لأصحابك ، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك ، و خفضت لهم جناحك ، و ترققت عليهم ، و حسنت لهم خلقك ، فاجتمعوا عليك و أحبوك ، و امتثلو ا أمرك .
{ و لو كنت فظًا }
أي : سيئ الخلق{ غليظ القلب } أي : قاسيه ،
{ لانفضوا من حولك } لأن هذا ينفرهم و يبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ .
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين ، تجذب الناس إلى دين الله ، و ترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح و الثواب الخاص ، و الأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين ، و تبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم و العقاب الخاص ، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول ، فكيف بغيره ؟ !
أليس من أوجب الواجبات ، و أهم المهمات ، الاقتداء بأخلاقه الكريمة ، و معاملة الناس بما يعاملهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ من اللين و حسن الخلق و التأليف ، امتثالا لأمر الله ، و جذب ا لعباد الله لدين الله .
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ـ صلى الله عليه و سلم ـ و يستغفر لهم في التقصير في حق الله ، فيجمع بين العفو و الإحسان .
{ و شاورهم في الأمر }
أي : الأمور التي تحتاج إلى استشارة و نظر و فكر ، فإن في الاستشارة من الفوائد و المصالح الدينية و الدنيوية ما لا يمكن حصره :
منها : أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله .
و منها : أن فيها تسميحا لخواطرهم ، و إزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث ، فإن من له الأمر على الناس ـ إذا جمع أهل الرأي : و الفضل و شاورهم في حادثة من الحوادث ـ اطمأنت نفوسهم و أحبوه ، و علموا أنه ليس بمستبد عليهم ، و إنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع ، فبذلوا جهدهم و مقدورهم في طاعته ، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم ، بخلاف من ليس كذلك ، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ، و لا يطيعونه و إن أطاعوه فطاعة غير تامة .
و منها : أن في الاستشارة تنور الأفكار ، بسبب إعمالها فيما وضعت له ، فصار في ذلك زيادة للعقول .
و منها : ما تنتجه الاستشارة من الرأي : المصيب ، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله ، و إن أخطأ أو لم يتم له مطلوب ، فليس بملوم ، فإذا كان الله يقو ل لرسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هو أكمل الناس عقلًا ، و أغزرهم علمًا ، و أفضلهم رأيًا ـ :
{ و شاورهم في الأمر }
فكيف بغيره ؟ !
ثم قال تعالى :
{ فإذا عزمت } أي :
على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه ، إن كان يحتاج إلى استشارة
{ فتوكل على الله } أي :
اعتمد على حول الله و قوته ، متبرئا من حولك و قوتك ،
{ إن الله يحب المتوكلين}
وهذا عليه ،و اللاجئين إليه .
ومن الآيات التي تحث على طيب الكلام و طلاقة الوجه :
قوله تعالى :
{ وَ إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَ ذِي الْقُرْبَىٰ وَ الْيَتَامَىٰ وَ الْمَسَاكِينِ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}
البقرة (83)
وقوله تعالى :
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ}
طه ( 44)
وقوله تعالى :
{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }
النحل ( 125)
وقوله تعالى :
{ وَ لَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌكَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
فصلت( 34)
ومما جاء في هذا من السنة النبوية الشريفة
قوله صلى الله عليه وسلم
( ماشيء في الميزان اثقل من حسن الخلق )
اخرجه ابو داود (4788)
وصححه الالباني في "الصحيحة" (2064)
وورد عنه ايضا قوله صلى الله عليه وسلم
( أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب احدهما رضا الآخركان سابقه الى الجنة )
اخرجه ابو داود (4799)
والترمذي ( 2003)
وصححه الالباني في " الصحيحة " (876)
وقالت العرب في مثل هذه المكارم
حيث قال النميري للرشيد
ان مكارم الاخلاق والمعروف اودية **احلّك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصما **فليس بالصلوات الخمس ينتفع
وقال بعضهم ايضا
تبسم الثغرعن اوصافكم فغدا **من طيب ذكركم نشرا فأحيانا
هذا واسال الله ان ينفعنا بما قرأنا وان لا يحرمنا الاجر جميعا
جزاكم الله خيرا واثابكم الفردوس يا احبة رسول الله صلى الله عليه وسلم