🌸قـَال و قَـالت 🌸 ( 5 )🌸

[هبة الله الرحمن]

وتبقى تَقول وهُو يُبَرر... ويَبْقى يَقول وهِي تُدافع ..( 5 )

قَال وَقَالت

قَال :

جَهزي أمْتِعَتِكِ لِرَحِيل..

قَالت:

هَل سَنرحل مِن هذا البَيت الجَميل؟

قَال :

لَا ... أنْتِ مَن سَترْحَلين...!!!

قالت:

انا لَم أطَالبُك بالتَغْيير...

قال:

يَنْتَظِركِ بيت جميل...

فِيه مُتعة و كِبار السِن مِثْلَكِ ..

وحدائق بـِ هواء عَليل

قَالت:

لا أريد تَغْير هذا البَيت...بِبيتٍ بَدِيل

عِشْت فِيه أياما مَلِيئة بالحُب...

ولا زلْت أشْعُر بالدِفء والنُور يَشِعُ في ثَناياه ...

ولَن يكون لَه مَثِيل...

قَال:

هِي تُريد .. وأنْتِ تُردِين ...

وأنا أريد إراحة بَالى مِن المَشَاكِل...ومن كَلِ وَعِيد و تَهْديد ...

وأنتِ تُحبين راحة بَالي ...

فاقْبلي دون تَذَمُر..و دون عويل...

قَالت:

عَويل... !!! و تَهْدِيد...!!

البَيت يَتسع للجَميع...

و الله وصى بالرَحْمة و الاحسان وبر الوَالِدين...

سأريحك ... !!! وأرحَل الى الوِجهة التى تُريد...

قَالَ:

هَكذا عَهِدتكِ تَتفَهمين الاُمُور دُون تَعْقِيد...

قَالت:

لَكِن...!!

ان لَم تَبْكي أنت ...!!

ستَبْكي الزوايا والجُدران لفراقي...

قال :

دَخَلْت فِي غيْبُوبة الهَذَيان و الأوهام المُسِنِين...

قالت:

اسْمَع بُنَي....أنْت وَمن أمَرك بِهذا الأمْر المُهِين...

ستَلدغني الأشواق فِي كل لَحْظة ...

بل فِي كُل رَمْشة عَين ...لهَذا البيت الفريد...

سأحِنُ لِاشْتِمام رَوائِح الذِكْريات مَعكم و مع ذَاك الانسان الشَهِيد....

سأفْتقد الألفة والمَحَبة التِي غَرسْتها...ولَم تُؤتي ثِمَارها كَما أريد...

وأفْتقِدُ سجَادتي التي كُنت أدعوا لكم بِصلاح الحال والأحْوال ...

و سأشتاق لسَريري هَذا...

الذي رَغِبتُ أن اموت عَليه...وأحْمل على الأكتاف بِزغَاريد...

وسَتَذرف العُيون دموعا... لا تَعرف طعمها إلا بَعد سِنِين

نَعم سَأشْعر بالوحدة و الغُربة...!!!

لَكن أحسن مِن ضَجيج يَملأه النِفاق و الاكاذيب...

سَتُجَرب هَذا يَوما... لَيس ببعيد...

كُنْت أظُنك سَتَكون حَياتِك بَين إثْنَتَين بِعَقْلٍ رَشيد

لَكن خْسرتَ جَنة الأخيرة بِجَنة الدُنيا ...

فجِد لِنَفْسِك عذرا .. يَوما لا تُقْبَلُ الأعْذار...

يوم يُمَيز بَين الشَقي و السَعيد...

ا.س.و