العــــــادات غلــــبت علــــى النـــــــــــاس - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العــــــادات غلــــبت علــــى النـــــــــــاس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-15, 15:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11 العــــــادات غلــــبت علــــى النـــــــــــاس

العادات غلبت على الناس
قال ابن الجوزي رحمه الله وغفر له:
- رأيت عادات الناس قد غلبت على عملهم بالشرع، فهم يستوحشون من فعل الشيء، لعدم جريان العادة لا لنهي الشرع!
فكم من رجل يوصف بالخير، يبيع ويشري، فإذا حصلت له القراضة*، باعها بالصحيح من غير تقليد لإمام، أو عمل برخصة، عادة من القوم، واستثقالًا للاستفتاء!
ونرى خلقًا يحافظون على صلاة الرغائب*، ويتوانون عن الفرائض.
- وكثيرًا من المتصوفين لا يستوحشون من ظلم الناس، ثم يتصدقون على الفقراء، وربما توانوا عن إخراج الزكاة، وتكاسلوا باستعمال التأويلات فيها، ثم إذا حضر أحدهم مجلس وعظ، بكى، كأنه يصانع بتلك الحال. ومنهم: من يخرج بعض الزكاة مصانعة عمَّا لم يخرجه. ومنهم: من يعلم أن أصل ماله حرام، ويصعب عليه فراقه للعادة. وفيهم: من يحلف بالطلاق، ويحنث، ويرى الفراق صعبًا، فربما تَأَوَّلَ، وربما تكاسل عن التأويل اتكالًا على عفو الله تعالى، ووعدًا من النفس بالتوبة! ومنهم: من يرى أن استعمال الشرع ربما كان سببًا في تضييق معاشه، وقد ألف التفسح*، فلا يسهل عليه فراق ما قد ألف! والعادات في الجملة هي المهلكة.
- ولقد حضر عندي رجل شيخ ابن ثمانين سنةً، فاشتريت منه دكانًا، وعقدت معه العقد، فلما افترقنا؛ غدر بعد أيام، فطلبت منه الحضور عند الحاكم، فأبى، فأحضرته، فحلف اليمين الغموس*: أن ما بعته! فقلت: ما تدور عليه السنة*! وأخذ يبرطل* لمن يحول بيني وبينه من الظلمة، فرأيت من العوام من قد غلبت عليه العادات، فلا يلتفت معها إلى قول فقيه، يقول: هذا ما قبض الثمن، فكيف يصح البيع؟! وآخر يقول: كيف يجوز لك أن تأخذ دكانًا بغير رضاه؟! وآخر يقول: يجب عليك أن تقيله البيع*!. فلما لم أقله، أخذ هو وأقاربه يأخذون عرضي، ورأى أنه يحامي عن ملكه.
ثم سعى بي إلى السلطان سعاية يحرض فيها من الكذب ما أدهشني، ويبرطل مالًا ليخلق من الظلمة، فبالغوا، وسعوا؛ إلا أن الله تعالى نجاني من شرهم.

ثم إني أقمت عليه البينة عند الحاكم، فقال بعض أرباب الدنيا للحاكم: لا تحكم له! فوقف عن الحكم بعد ثبوت البينة عنده!! فرأيت من هذا الحاكم ومن حاكم آخر أعلى منه من ترك إنفاذ الحق حفظًا لرئاستهم ما هون عندي ما فعله ذلك الشيخ حفظًا لماله، لجهله وعلم هؤلاء.
فتجلى لي من الأمر أن العادات غلبت على الناس، وأن الشرع أعرض عنه، وإن وقعت موافقة للشرع، فكما اتفق، أو لأجل العادة، فإن الإنسان لو ضرب بالسياط ما أفطر في رمضان، عادة قد استمرت، ويأخذ أعراض الناس وأموالهم، عادةً غالبَةً!
فكم قد رأيت هذا الشيخ يصلي، ويحافظ على الصلاة، ثم لما خاف فوت غرضه، ترك الشرع جانبًا!وكم قد رأيت أولئك الحكام يتعبدون، ويطلبون العلم، غير أنهم لما خافوا على رئاستهم أن تزول، تركوا جانب الدين!
ثم إن الله تعالى نصرني عليه، وتقدم إلى الحاكم بإنفاذ ما ثبت عنده، ودارت السنة، فمات الشيخ علي قل*. فنسأله عز وجل التوفيق للانقياد لشرعه ومخالفة أهوائنا.
شرح مفردات
- القراضة: الدراهم أوالدنانير المكسورة، والصحيح غير المكسور.
- صلاة الرغائب: صلاة مبتدعة تصلى في أول ليلة جمعة من رجب.
- التفسح: طلب الفسحة والنزهة للترويح عن النفس.
- اليمين الغموس: هي اليمين الكاذبة التي يتعمدها صاحبها وهو يعلم أنه يكذب، وسميت غمواس؛ لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم.
- خوفته من عقوبة اليمين الغموس بذكر الأحاديث المرهبة.
- يبرطل: يرشي.
- أقال البيع: فسخه.
- قل: قلة وحاجة وقفز.

صيد الخاطر








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
العــــــادات, النـــــــــــاس, غلــــبت, علــــى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc