بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما زال " أهل السنة والجماعة " يردون على المبتدعة ، وينكرون عليهم بدعهم ،
ويمنعونهم من مزاولتها ، وإليك نماذج من ذلك :
• عن أم الدرداء قالت : دخل علي أبو الدرداء مغضبًا فقلت له : مالك ؟ فقال :
( والله ما أعرف فيهم شيئًا من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعًا ) .
• عن عمر بن يحيى قال : سمعت أبي يحدث عن أبيه قال :
( كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى
المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري ، فقال : أخرج عليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ ،
قلنا : لا - فجلس معنا حتى خرج - ،فلما خرج قمنا إليه جميعًا ، فقال
: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته ، ولم أرى
- والحمد لله - إلا خيرًا قال : وما هو ؟ قال :إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد
قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ،
فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ،
فيقول : سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ فقال : ما قلت شيئًا انتظار رأيك ،
أو انتظار أمرك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ،
وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ، ثم مضى ومضينا معه
حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليها ،
فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟
فعدوا سيئاتكم ، فأنا ضامن من أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم ،
هؤلاء أصحابه متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ،
وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ،
أو مفتتحوا باب ضلالة ، قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير ،
قال : وكم مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا أن
قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ،
وايم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم
، ثم تولى عنهم . فقال عمر بن سلمة : رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يوم - النهروان مع الخوارج - ) .
• جاء رجل إلى الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - فقال : ( من أين أحرم ؟ فقال :
من الميقات الذي وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحرم منه ،
فقال الرجل : فإن أحرمت من أبعد منه ؟ ، فقال مالك : لا أرى ذلك ، فقال : ما تكره من ذلك ؟ ،
قال : أكره عليك الفتنة ، قال : وأي فتنة في ازدياد الخير !؟
فقال : فإن الله تعالى يقول : ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ .
[ النور : 63 ] ، وأي فتنة أعظم من أنك خصصت
بفضل لم يختص به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) .
هذا نموذج ، ولا زال العلماء ينكرون على المبتدعة في كل عصر - والحمد لله - .
ومنهجهم في ذلك مبني على الكتاب والسنة ، وهو المنهج المقنع حيث يوردون شبه المبتدعة وينقضونها ،
ويستدلون بالكتاب والسنة على وجوب
التمسك بالسنن والنهي عن البدع والمحدثات ، وقد ألفوا المؤلفات الكثيرة في ذلك ،
وردوا في كتب العقائد على " الشيعة ، والخوارج ، والجهمية ،
والمعتزلة ، والأشاعرة " في مقالاتهم المبتدعة في أصول الإيمان والعقيدة ، وألفوا كتبًا خاصة في ذلك ،
كما ألف الإمام أحمد كتاب " الرد على الجهمية " ،
وألف غيره من الأئمة في ذلك كعثمان بن سعيد الدارمي ، وكما في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ،
وتلميذه ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ،
وغيرهم من الرد على تلك الفرق ، وعلى " القبورية والصوفية " .