دراسة لاسمي الله الرَّازق الرَّزَّاق وما في معناهما من أسماء الله تعالى - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دراسة لاسمي الله الرَّازق الرَّزَّاق وما في معناهما من أسماء الله تعالى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-31, 17:13   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي دراسة لاسمي الله الرَّازق الرَّزَّاق وما في معناهما من أسماء الله تعالى

تمهيد




أولًا: أهمية معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته:







إن العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله: فالله خلق الخلق ليعرفوه، ويفردوه بالعبادة وحده، ليحققوا الغاية المطلوبة منهم؛ فالاشتغال بذلك اشتغال بما خُلق له العبد.



فتعظيم الأسماء والصفات من كمال التوحيد، وإن جحد الأسماء والصفات مناف لأصل التوحيد، فالذي يجحد اسمًا سمى الله به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم وثبت ذلك عنه وتيقنه، فإنه يكون كافرًا بالله تعالى كما قال سبحانه عن المشركين: ]وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ[[الرعد: 30].


وإن معرفة أسماء الله – تعالى – وصفاته هي أصل التوحيد، وأساس بناء الدين؛ إذ إن أساس الملة يرتكز على أمرين مهمين:



1- صحة المعرفة بالله تعالى وأمره وأسمائه وصفاته.
2- تجريد الانقياد له ولرسوله دون ما سواه([1]).



وقد كثرت آي القرآن العظيم المرسخة لهذا الأساس، حتى إنه لا تكاد تخلو آية من آياته من ذكر لأسماء الله تعالى، وصفاته العليا.



فجاء قسم منها يدعو إلى تعلم أسماء الله، ويحث على دعائه بها، قال – سبحانه -: ]فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[[البقرة: 209].


وقال: ]وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[[البقرة: 244].


وقال: ]اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[[المائدة: 98].


ومن الآيات التي دعت إلى دعاء الله بأسمائه والتضرع إليه بأوصافه قوله سبحانه: ]وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[[الأعراف: 180].


ولا ريب أن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته تمكن الإيمان في القلب، وتؤثر على الجوارح والأعمال، وقد قال تعالى: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ[[فاطر: 28].


قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيرها: «إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم العليم الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل كانت الخشية له أعظم وأكثر»([2]).


ويؤكد ابن القيم نفس المعنى فيقول في تفسير قوله تعالى: ]وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى[[النازعات: 19]، أي: إذا اهتديت إليه وعرفته خشيته؛ لأن من عرف الله خافه، ومن لم يعرفه لم يخفه، فخشيته تعالى مقرونة بمعرفته، وعلى قدر المعرفة تكون الخشية([3]).



وقال أيضًا في مدارج السالكين: «من أمارات المعرفة بالله حصول الهيبة منه فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته... وقال أحمد بن عاصم: من كان بالله أعرف كان له أخوف.. وقول النبي: «أنا أعرفكم بالله وأشدكم له خشية»([4]).


والرب – جل وعلا – يحب من عباده أن يذكروه بصفات الكمال والجلال، ففي الحديث: «... ولا أحد أحب إليه المدحة من الله تعالى؛ ومن أجل ذلك وعد الله الجنة»([5]).


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة»([6]).


وقد اهتم علماء الأمة بهذه المسألة – جمعًا وشرحًا – وبيانًا -، فمن جهة عامة نجد معظم كتب العقائد تناولت مسألة الأسماء والصفات، لكن من العلماء من أفرد مؤلفًا خاصًا بأسماء الله الحسنى وصفاته، منهم:



1- أبو إسحاق الزجاج (241هـ) في كتابه: تفسير أسماء الله الحسنى، ويُعد من أقدم ما أُلف في أسماء الله الحسنى تأليفًا مستقلًا.
2- أبو سليمان الخطابي (388هـ) في كتابه: شأن الدعاء، وهو في أصله شرح للأدعية التي جمعها إمام أهل الحديث ابن خزيمة.
3- ابن منده (395هـ) في كتابه: كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته على الاتفاق والتفرد.
4- أبو بكر البيهقي (458هـ) في كتابه: الأسماء والصفات.
5- أبو القاسم القشيري (465هـ) في كتابه: شرح أسماء الله الحسنى.
6- أبو حامد الغزالي (505هـ) وكتابه: المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
7- الفخر الرازي (606هـ) وكتابه: لوامع البينات في الأسماء والصفات.
8- أبو عبد الله القرطبي (671هـ) وكتابه: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.



ثم تتابعت مؤلفات المعاصرين في هذا الشأن، حتى تكاد تخرج عن الحصر في مثل هذا البحث؛ مما يدل على أهمية هذا العلم عند المتقدمين والمتأخرين من علماء الأمة.

([1]) انظر: الفوائد لابن القيم (1/156).

([2]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/553).

([3]) التبيان في أقسام القرآن (83).

([4]) رواه البخاري بلفظ: أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية، (6101)، ومسلم (2356).

([5]) رواه البخاري (7416).

([6]) رواه البخاري (7392)، ومسلم (2677).









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
دراسة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc