يا رب هذا العصر أَلْحَدَ عندما

سخرت يا ربي له دنياك
ما كان يطلق للعلا صاروخه

حتى أشاح بوجهه وقلاك
أومآ درى الإنسان أن جميع ما

وصلت إليه يداه من نعماك
لله في الآفاق آيات

لعل أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته

عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا

ما حاولت تفسيرا لها أعياك
قل للطبيب تخطفته يد الردى

يا شافي الأمراض من أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعدما

عجزت فنون الطب، من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة

من بالمنايا يا صحيح دهاك
قل للبصير وكان يحذر حفرة

فهوى بها من ذا الذي أهواك
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام

بلا اصطدام من يقود خطاك
قل للجنين يعيش معزولا بلا

راع ومرعى ما الذي يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا

عند الولادة ما الذي أبكاك
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه

فاسأله من ذا بالسموم حشاك
واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو

تحيا وهذا السم يملأ فاك
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت

شهدا وقل للشهد من حلاك
بل سائل اللبن المصفى كان بين

دم وفرث من الذي صفاك
وإذا رأيت الحي يخرج من ثنايا

ميت فاسأله من أحياك
قل للهواء تحسه الأيدي ويخفى

عن عيون الناس من أخفاك
قل للنبات يجف بعد تعهد

ورعاية من بالجفاف رماك
وإذا رأيت النبت في الصحراء

يربو وحده فاسأله من أرباك
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا

أنواره فاسأله من أسراك
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى

فاسأله من يا نخل شق نواك
وإذا رأيت النار شبّ لهيبها

فاسأل لهيب النار من أوراك
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا

قمم السحاب فسله من أرساك
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه

فسله من بالماء شق صفاك
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال

جرى فسله من الذي أجراك
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج

طغى فسله من الذي أطغاك
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا

فاسأله من يا ليل حاك دجاك
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحيا

فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك
سيجيب ما في الكون من آياته

عجب عجاب لو تر عيناك
ربي لك الحمد العظيم لذاتك

حمدا ليس لواحد إلاك
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي

بالله جل جلاله أغراك
فاسجد لمولاك القدير فإنما

لا بدّ يوما تنتهي دنياك
وتكون في يوم القيامة ماثلا

تجْزى بما قد قدمته يداك