من الأمور التي تسيء إلى المسلم وإلى خلقه هو تتبع عورة أخيه وزلاته لكي يفضحه أمام الناس، ولذلك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم فقال (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته).
وإن تتبع عورات المسلمين علامة من علامات النفاق، ودليل على أن الإيمان لم يستقر في قلب كل إنسان يتتبع عيوب الناس. وقد روى الترمذي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: (يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله
- يحكى أن أسدا وقف على صخرة مرتفعة فجاء حمل ووقف أسفل ونظر فرأى عورة الأسد، فراح هذا الحمل يركض ويصرخ رأيت عورة الأسد، ونسي المسكين أن ذيله المرتفع لأعلى يكشف عورته دائما وكل من في الغابة يراه، إلا أنه وجد في رؤيته لعورة الأسد انتصارا له وانتقاصا من الملك
للأسف ما أكثر الحملان في أيامنا هذه، ممن كلهم عورات ولا هم لهم إلا تتبع عورات الناس وإشاعتها، ربما يحاولون إلهاء الناس عن عوراتهم بتتبع عورات الآخرين
ولو نظر أحدهم إلى نفسه لوجد فيها ما يكفيه لينشغل بها عن الناس، وعدم تتبع عوراتهم.
قال صلى الله عليه وسلم"من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته".م
وقال الشافعي
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى...وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرء...فكل عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايبا...فصنها وقل يا عين للناس أعين