
البسملة1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن السيئات يؤثرن على الحسنات، أما عن إذهابهن للحسنات فمن السيئات ما يذهب الحسنات ومنها ما ليس كذلك، فمن السيئات اللواتي يذهبن الحسنات:
1- الكفر والشرك والردة، قال الله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال الله سبحانه: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].
2- ترك صلاة العصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله. متفق عليه، واللفظ للبخاري، وقد ألحق بعض العلماء باقي الصلوات الخمس بالعصر في ذلك.
3- إتيان العرافين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.
4- ظلم الآخرين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".رواه مسلم.
5- اقتناء الكلب غير المأذون فيه شرعاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط؛ إلا كلب غنم أو حرث أو صيد. متفق عليه.
6- شرب الخمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه. رواه الترمذي وأحمد والنسائي.
7- انتهاك حرمات الله في الخلوة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباء منثوراً". قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" والمراد بهؤلاء: من يبتعد عن المعصية ويتظاهر بالصلاح مراعاة للناس، وأمام أعينهم، وبمجرد أن يخلو بنفسه ويغيب عن أعين الناس سرعان ما ينتهك حرمات الله، فهذا قد جعل الله سبحانه أهون الناظرين إليه، فلم يراقب ربه، ولم يخش خالقه، كما راقب الناس وخشيهم، أما من يجاهد لترك المعاصي، ولكن قد يضعف أحياناً من غير مداومة على مواقعة المحرمات، ولا إصرار عليها، فيرجى ألا يكون داخلاً في ذلك.. رواه ابن ماجه.
8- المنُّ في الصدقة، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ [البقرة:264].
والله أعلم.
منقوووووووووووول