هذه سلسة من علمتني المرآة ،وفي كل مرة أهديكم مفتاحا جديدا، إن شاء الله.
علمتني المرآة 
عجبا، لهذه الساحرة....،
كيف جمعت ما تفرق........ آوت إليها أصناف البشر كلهم ؟؟؟؟؟
يفئ إليها المؤمن الصديق، كذا الملحد الزنديق.
الحسناء ذات الطرف الغضيض، والشمطاء ذات الوجه البغيض.
الغني المَّنعم في الحرير، والفقير الذي يفترش الحصير.
السيد ذو الشأن الكبير، والعبد المنحط الحقير.
الشاب المفعم بالأمل، والشيخ الذي ينتظر الأجل .
الأشقر، الأسمر، الزنجي،الفارسي ،الكردي، العربي....،وكل جنس آدمي.
والسبب........
أنها أمينة، لا تخادعنا ،ترينا صورتنا كما هي ،فليست بمنافق متملق، ولا حاسد متشدق، تقول لك أنت هو أنا ، ،تحس أنها منك ، وأنك منها، تمنحك الأمان، فتبعث فيك روح البوح ،وهنا يبدأ سحرها...
الآن تملكتك المرآة،
فتروح تحكي الماضي،تسرد أسرارا أعياك حملها، وآلاما ازداد جرحها .....
ينظر فيها العاشق، فيكلم محبوبته بلسان طلق ،ويبوح بمكنون سره ،حتى وإن كان عند لقاء عشيقته أبكم لا ينبس ببنت شفة ،ويكلمها المظلوم فيهدد ظالمه ويتوعده ،حتى وإن كان عند لقائه خائفا ترتعد فرائصه، ويكلمها الفقير ويمني نفسه بالقصر والمال والوفير، حتى وإن بات طاويا لم يأكل مايسد رمقه، ويكلمها........، ويكلمها.................
كل يبوح بسره ، الكل يخرج مكنوناته،حتى الأعداء المتحاربون يبوحون لشيء واحد هو المرآة.
فالأمان مفتاح سري ،إذا امتلكته ،وأدخلته في قلوب غيرك ملكت أسراهم، ووقفت على مكنوناتهم، فاجعله في الخير.