![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تذكــيرٌ للــداعــية - الشيخ فركوس حفظه الله -
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() تذكيرٌ للداعية
قال ابن القيِّم -رحمه الله-: «وأمَّا العلم فآفته عدم مطابقته لمراد الله الديني الذي يحبُّه الله ويرضاه وذلك يكون من فساد العلم تارةً، ومن فساد الإرادة تارةً؛ ففساده من جهة العلم أن يعتقد أنَّ هذا مشروعٌ ومحبوبٌ لله وليس كذلك، أو يعتقد أنه يقرِّبه إلى الله وإن لم يكن مشروعًا، فيظنُّ أنه يتقرَّب إلى الله بهذا العمل وإن لم يعلم أنه مشروعٌ. وأمَّا فساده من جهة القصد فأن لا يقصد به وجهَ الله والدار الآخرة بل يقصد به الدنيا والخَلْق. وهاتان الآفتان في العلم والعمل لا سبيل إلى السلامة منهما إلاَّ بمعرفة ما جاء به الرسول في باب العلم والمعرفة، وإرادة وجه الله والدار الآخرة في باب القصد والإرادة، فمتى خلا من هذه المعرفة وهذه الإرادة فسد علمُه وعمله»(1)، وإذا كانت الدعوة إلى الله ملازمة ومتضمنة للعلم فليست مقيَّدةً بفئةٍ معيَّنةٍ، وإنما هي لكلِّ من يمتلك المواصفاتِ الشرعيةَ للدعوة، فهو أهلٌ لها، ولا هي مقيَّدةٌ بوقتٍ محدَّدٍ أو قاصرةٌ على خُطَبٍ تُلقى، أو على دروسٍ أو حلقاتٍ تُملى، وقد تكون على فتراتٍ متقطِّعةٍ من الزمن، وإنما الدعوة إلى الله تؤدَّى في جميع الأحوال بما تسمح بالقيام بها قدرات الداعية وظروفه في كلِّ الأوقات، سواءً تعلَّقت الأوقات بالمواسم أو العوارض أو النوازل أو المصائب أو ما يناسب ذلك الحالَ أو غيره ممَّا تشْمَله الدعوة إلى الخير كلِّه والترهيب من الشرِّ كلِّه، ويتجلَّى هذا المعنى فيما أخبر الله به تعالى عن نوحٍ عليه السلام حيث قال: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا. فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا. وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا. ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا. ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾ [نوح: 5-9]، ويوسف عليه السلام لم يشغله السجن وضيقه عن واجب الدعوة إلى الله تعالى، فقد دعا السجينين إلى الله تعالى قبل أن يجيبهما عن رؤيا رآها كلُّ واحدٍ منهما، قال تعالى مخبرًا عنه: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ. مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 39-40]، وكذلك كان نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو قومه ليلاً ونهارًا، وسرًّا وجهارًا، لم يشغله شيءٌ عن الدعوة إلى الله تعالى. وعلى الداعي إلى الله أن يؤدِّيَ واجبَه في البلاغ والتبيين من غير أن ينتظر استجابةَ الناس له، وإنما يستمرُّ في دعوته كما يداوم على أداء سائر العبادات الداخلة في تكليفه، وله أن يسأل الأجر والمثوبة من الله دون أن يجعل بغيتَه الجزاءَ والشكور من عباد الله، ولا أن يتَّخذ دعوته مطيَّةً لتحصيل الأعواض المالية والمنافع المادِّية والمعنوية كالثناء والشهرة والجاه والمناصب ونحو ذلك مما يصبو إليها أهل الدنيا والطمع فيما عند الناس، فإنَّ هذا لا يجري على هدي الأنبياء والمرسلين من الإخلاص لله والاستعانة به والطمع فيما عنده، فقال الله تعالى مخبرًا عنهم: ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [يونس: 72]، وقال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [يس: 20-21]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: 56-57]، فالأجر من الله عظيمٌ وباقٍ، وقد قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لعليٍّ رضي الله عنه: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»(2)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم -أيضا-: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»(3)، والمعلوم الذي تجري عليه سنن الله في خلقه أنَّ من لم يجرِّد قصْدَه عن الهوى وإرادة الخَلْق دون الخالق وجعل الدنيا همَّه؛ فإنَّ الله يَكِلُه إلى نفسه، ويُبلى بعبودية المخلوق ومحبَّته وخدمته." كلمات الشيخ الشهرية موقع الشيخ
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للــداعــية, الله, الشيخ, تذكــيرٌ, حفظه, فركوس |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc