اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة * أبو فراس *
وعليكم السلام ورحمة الله
------
بعد اذن الأخت صاحبة الموضوع نضع هذه الضوابط للأسماء المنهي عنها ففيها فائدة وضوابط قيمة
لفضلية الشيخ محمد علي فركوس الاستاذ بكلية العلوم الاسلامية بجامعة الجزائر
-----
ضوابطُ الأسماء المنهي عنها
السؤال:
عندنا في عوائدنا بعض الأسماء الَّتي تُطلق على المولودين إذا تزامنت مع مناسبةٍ دينيَّةٍ أو فصليَّةٍ تفاؤلاً، كالتَّسمية بـ «عاشور» إذا صادف اليوم العاشر من المحرَّم، و «ربيع» إذا دخل فصل الرَّبيع، و «مولود» بمناسبة المولد، و «شعبان» و «رمضان» و «العيد».
فهل يجوز التَّسمِّي بهذه الأسماء؛ إذا اقترنت بهذه المناسبات؟ وهل هي أسماءٌ مشروعةٌ يجوز إطلاقها على المولودين غير مقترنة بالأزمنة السَّالفة الذِّكر؟ وهل من أصل يُرْجَعُ إليه في ضبط الأسماء المنهيِّ عنها؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالمعلومُ أنّ الأسماءَ والألقابَ والكنى تدخلُ في بابِ العاداتِ والمعاملاتِ، والأصلُ فيها الحِلُّ والجوازُ، ولا يُنتقل عن هذا الأصلِ إلاَّ إذا قام الدليلُ على المنع والتحريم، ومن ضوابط الأسماء المستثناة من الأصل التي تندرج تحت حكمِ التحريم أو الكراهة ما يلي:
- ما كان فيه شركٌ كالتعبيدِ لغير الله تعالى: ﮐ«عبد العزى»، «عبد الكعبة»، «عبد هبل»، «عبد الرسول» و«عبد الزهير».
- وما كان خاصًّا بالله تعالى ولا تليقُ إلاَّ به: مثل «الرحمن» و«القدوس» و«المهيمن» و«الخالق»، ويلحق بها «ملك الأملاك»(١) و«قاضي القضاة».
- وما كان من أسماءِ الشياطين: ﮐ«إبليس» و«شيطان» و«الأعور» و«الولهان» و«خنزب».
- وما كان من أسماءِ الفراعنةِ والجبابرة: مثل «فرعون» و«هامان» و«قارون».
- وما كان خاصًّا بأسماء القرآن: ﮐ«فرقان».
- وما كان من الأسماء خاصًّا بالكفَّار: ﮐ«جورج» و«بولس» و«بطرس» و«يوغرطة» و«ماسينيسا».
- وما كان من الأسماء فيه تزكية: ﮐ«برَّة»(٢) و«إيمان» و«إسلام» و«أبرار» و«تقوى»، ومن الألقاب: «محيي الدين» و«عماد الدين» و«ركن الدين» لأنّ فيه تزكيةً وكذبًا. ومن ذلك -أيضًا- الألقابُ الحادثة التي يقصد بها آيةٌ خارقةٌ للعادة مثل: «حُجَّة الله» و«آية الله» و«برهان الدين» و«حُجَّة الإسلام» لأنَّه لا حجَّة لله على عباده إلاَّ الرسل، ومن هذا القبيل -أيضا- التسمي ﺑ«سيِّد الناس» أو «سيِّد العرب» أو «سيِّد العلماء» أو «سيِّد القضاة».
- وما كان من الأسماء فيه ذمٌّ وقُبح وذِكرٌ سيءٌ مثل: «حَزَن» و«شِهاب» و«ظالم» و«ناهد»(٣) و«غادة»(٤)، و«كاهن» أو «كاهنة»، و«عاصية»(٥) و«جهنَّم» و«سعير» و«سَقَر» و«حُطَمة» و«الأعور» و«الأبرص» و«الأجرب» و«الأعمش» ونحو ذلك.
- وما كان من الأسماء التي يُحتمَل فيها التشاؤمُ بنفيها مثل: «نجيح» و«بركة» و«أفلح» و«يسار» و«رباح»(٦).
- ويُكره التسمي بأسماءِ الملائكةِ مثل: «جبريل» و«مكائيل» و«إسرافيل» لكونها أسماءً خاصَّة بهم، ويرتقي الحكم إلى الحرمة إذا سُمِّيت البناتُ بأسماء الملائكةِ مثل: «ملاك» و«مَلَكَة» لما فيها من مضاهاة المشركين في جعلهم الملائكةَ بناتِ الله.
فإذا خلت الأسماء من جملة ضوابط الأسماء المندرجة تحت حكم التحريم والكراهة السالفة البيان فلا أعلم ما يُخْرِجُ التسميةَ بالشهور والمناسبات الدينية أو الفَصْليةِ عن الأصلِ المبيح إذا قُصد بها تمييزُ شخصٍ عن غيره لحدوثِ التزامنِ والتطابق، اللهمّ إلاّ إذا تعلّقت بها عادةٌ منكرةٌ أو اعتقادٌ فاسدٌ فيُمنع من أجله، وقد كان من شأنِ العرب في تسميةِ أولادها بأسماءِ الجمادِ والحيوانِ وبعضِ الشهور مثل: «جبل» و«صفوان» و «صخر» و«جعفر» و «بدر» و«قمر» و«نجم» و«ثريا» ومن أسماءِ الحيوان مثل: «أسد» و«ليث» و«فهد» و«ثعلب» ومن الشهور مثل «الربيع»(٧) ومنه «سعد بن الربيع»(٨) و«أبو العاص بن الربيع»(٩) حيث كانوا يقصدون من وراء هذه الأسماءِ تمييزَ شخصٍ عن غيره أولاً، والتطلعَ -ثانيا- إلى تحقيقِ الملازمةِ الوصفيةِ الكامنةِ في الاسمِ مستقبلاً في سلوكِ الولد وسيرته، تلك الوصفيةُ التي تدلُّ على معانٍ جميلةٍ وجليلةٍ كالقوَّة والشجاعةِ والعلوِ والتدبيرِ والتفكيرِ والوفاءِ والصلابةِ والشهامةِ والأمانةِ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه في مواقف العزَّة والحروبِ.
وهذا المعنى من التلازم الحقيقي أو الوصفي مراعًى في كلام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقد قيل أنّه كنَّى عبدَ الرحمن بن صخر الدوسي بأبي هريرة رضي الله عنه، والمشهور عنه أنه كُنِّيَ بأولاد هرة برِّيَّة وجدها فأخذها في كمِّه فكُنِّيَ بها(١٠). ولَقَّب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خالدَ بنَ الوليدِ رضي الله عنه بأنَّه «سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ»(١١) من إضافة المخلوق إلى الخالق لملازمته الجهاد في سبيل الله ونحو ذلك.
هذا، وإن كان الأصلُ في هذه الأسماء الحلّ والإباحة إلاَّ أنَّ المطلوبَ من الآباء تحسينُ أسماء أولادهم لأنهم يُدْعَون يوم القيامة بأسمائهم وأسماءِ آبائهم كما صحَّ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ»(١٢)، وقد بوّب له البخاري رحمه الله: «باب ما يدعى الناس بآبائهم»، ولا شك أنّ: «أَحَبّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ»(١٣) وكلّ ما أضيف إلى الله سبحانه فهو أولى وأفضل.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
الجزائر في: ٩ من صفر ١٤٣١ﻫ
الموافق ﻟ: ٢٤ يناير ٢٠١٠م
|
أهلا اخ ابوفراس ....
بارك الله فيك على الإضافة ....جزاك الله خيرا ...
نعم أخي لقد ذكرت ظاهرة اخرى وهي التسمية حسب المناسبة وهذه إحدى عادات الجزائريين التي لا تزال لحد الآن ....مثلا لي قريب ولد في يوم ممطر فسمي 《《الخير》》لما استفسرت صدمت بالإجابة ...لأن المطر خير .....هذا امر ليس بالجيد بالرغم من ان هناك بعض الاسماء الغريبة اليوم إلا انه لا يجب إعطاء أسماء قديمة لابناء جيل اليوم فهذا يؤدي حتى إلى امراض وعقد نفسية إن صح التعبير ....
بخصوص السماء التي بها شرك بالله ....هناك من يحول إسم 《《عبدالمؤمن》》إلى عبد اليمين فهو إسم غير مفهوم بتاتا ولا معنى له ....من أين اخترعوه لا أدري .....
شكرا الاخ على المشاركة....بارك الله فيك
في أمان الله