قال أحد العلماء " بيننا وبينهم الجنائز " وهو بذلك يعبر عن مدى إرتباط الناس بعلمائهم أنذاك، والمكانة المرموقة التي كان يحظى بها العالم في المجتمع، كان العالم يشيع بعدد غفير من الناس، أما اليوم فصاحب المال والجاه هو الذي يشيعه من يعرفه ومن لا يعرفه، تعج المقبرة بالمشيعين وإن كان تشييع الجنائز مطلوب، أما العالم فربما يشيع في صمت ودون أن يسمع بموته، لقد انقلبت الموازين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يحكى أن ملكا ماتت له جارية فاجتمع سكان المدينة لتعزيته، وبعد زمن مات إبنه ففعل السكان مافعوه في موت الجارية، وبعد مدة مات الملك نفسة فلم يكن هناك أي معزيا، كانت التعزية لمآرب فقط.