سؤال: قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) كيف نجمع بينها وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ؟
الجواب: (الشيخ ابن باز):
ليس بين الآية المذكورة الكريمة وبين الحديث الشريف المذكور تخالف ولا تضاد، هذه الآية والحديث متفقان والله يقول - سبحانه وتعالى -: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) والمعنى عليكم أن تجاهدوا أنفسكم، عليكم إصلاح أنفسكم، ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم، يعني لا يضركم من ضل إذا أديتم الواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بما أوجب الله عليكم ، فإن هذه هي الهداية، أي لا يكون العبد مهتدياً حتى يقوم بالواجب، وكونه يرعى من تحت يده ويقوم بما يلزم، وكونه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعوا إلى الله كل هذا من طرق الهداية، فلا يكون مهتدياً حتى يؤدي ما أوجب عليه من الواجبات العينية والواجبات المتعلقة بالمجتمع، من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ من المنكر وغير هذا مما يلزم المجتمع، فالحاصل أن قوله - سبحانه وتعالى - ((لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) معناه إذا أديتم الواجب، فمن لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن منكر، ولم يقم بحق الرعية هذا لم يؤدي الواجب ولم يهتدى الهداية الكاملة، فهدايته ناقصة غير كاملة فيكون مؤاخذ بما قصر فيه؛ لأن هدايته فيها خلل فيؤاخذ بهذا الخلل وبهذا النقص لأن الله يقول: (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)وإلى لقاء آخر إن شاء الله
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2014-12-04, 13:41
ألم يخطر ببال أحدكم يوما هذا السؤال
العرض العادي
