مقامات النموشي ** المقامة الموسوية ** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقامات النموشي ** المقامة الموسوية **

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-08-28, 17:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقامات النموشي ** المقامة الموسوية **

حدثنا عباس النموشي قال : تجاذبت أطراف الكلام ، مع أحد الزملاء الكرام ، عن الأدب و محاسنه ، و الشعر و مفاتنه ، و النثر و معادنه ، و المقام و مصانعه ، و قد أجزل لي في التوضيح ، و التعليل و التشريح ، و جاء على ذكر نوابغ عصرنا ، في رجال شمائلهم تصرنا ، فشرع يعدد أسمائهم ويطنب في قص أنبائهم ، و أخبارهم و أشياعهم ، و مللهم و نحلهم ، و حلهم و ترحالهم ، حتى وصل به القول ، إلى رجل يشهد له بالصول ، في هذا الميدان ، و قد أفحم به كل الخلان ، يكنى بأبي عبد الرحمان الموسوي ، و راح يشكر حديثه ، و طريقة تدبيره ، و طيب سريرته ، و حسن خلقه و نقاوة طبعه ، و صفاء قلبه ، و حسبه و نسبه ، كما أردف أيضا أن المولى أعطاه بسطة في الجسم ، و سرعة الحسم ، في أمور شتى ، من دون لعل أو حتى ، و سمّى لي كل كتبه ، و رسالاته و نظمه ، و مقالاته و قصائده ، التي ملأت الدنيا شهرة ، كما أن له من كل بستان زهرة ، ضالعا في علوم كثيرة ، و ليست عليه بعسيرة ، نابغة في أمور الدين ، و لديه الخبر اليقين ، في أخبار الأمم البائدة ، التي كانت على الأرض سائدة ، و في علم التاريخ ، و علم الطالع و التنجيم في الأرض و في المريخ ، و الجداول و الأوفاق ، والأبراج و تطلع الآفاق ، و الفلك و ما حوى ، و الجان و ما وعى ، عارفا بالأعشاب و فوائدها ، و السموم و عوائدها ، كما أنه متمرس في الرياضة ، و الرشح و الأياضة ، وله معرفة كبيرة بعلميْ الجغرافيا و السيمياء و علم الحيل و الخيمياء ، و الطب و الأنثروبولوجيا ، و اللغات و الجيولوجيا ، و هلم جر ، في البر والبحر و حتى الجو . فو الله قد شوقني إلى رؤيته ، و الانتفاع من عمله ، فسألته عن موطنه ، و مسكنه و مضربه ، حتى دلني عليه ، و قالي لي : إن كنت من أهل الفراسة سوف تعرفه ، و تجده و تعقله ، و بتّ ليلي أفكر كيف السبيل للوصول إليه ، و الوقوف بين يديه ، و مع بزوغ الفجر ، نهضت طالبا للأجر ، و بقيت أسبح حتى طلوع الشمس متذكرا يوم الأمس ، و قد عزمت أمري السفر إلى أرض النمامشة الأحرار ، من بطن الجلامدة الأبرار ، في عرش بني موسى الأخيار ، و على الله توكلت ، فلما وصلت ، سرت من حي إلى حي و أنا أسأل ، و من شارع إلى شارع تجدني لرؤيته أأمل ، ما تركت رجلا و لا صبيا ، و لا عجوزا و لا بنيا ، و في طريقي بأحد الأزقة الواسعة ، و المناهج الشاسعة ، وجدت رجلا تظهر عليه علامات الوقار ، يلتحف عمامة ذات غمار ، و يلبس جلابية بيضاء لها أزرار ، جالسا أمام محل للبقالة و الخضار ، و في يده كتاب ، يقرأ في خشوع وإيهاب ، و كان مربوع القامة ، مرفوع الهامة ، قوي البنية مفتول العضلات على وجهه اثر السجود من الصلوات ، أحمر الوجه ، يأخذ مني الشبه ، كث شعر اللحية كبير الرأس ، تبدو عليه القوة و البأس فبادرت بالسلام ، و رد علي بأفضل كلام ، فكلمته بالسؤال عن مقصدي ، و مجيئي و موردي ، فقال لي :
مـا بـالك فـي الســؤل تتـــردد ****** أ بــك شــــك أخـــــي أم ريـــب
كأنــي بك و الله مــن جلــدتي ****** و هــل فـــي هــذا يوجــد عجب
صلة دم تســري فــي عروقك ****** أنـــت منّــا بـــل و نحــن أقـرب
إسأل ما شئت و لا تخجل منـا ****** فعنــدنــا تجــــد الـــود و الأدب
لعلك تلقــى فينــــا مـــا تبغــي ****** و لا فخــر في هذا فنحن الأرب
عندها راودني الشك في من أكلم ، و تبادر إلى ذهني كلمٌ ، أنّ الذي أمامي هو مرادي ، و وجهتي و ملاذي :
فقلت :
أ يا واقــف ببـاب الدكان ****** سأحكي أمري و ما كان
قد انهي إلى علمي شان ****** عــن رجل علامـــة أبان
له من كـل روضـة بيان ****** في العلم و الحجة برهان
وصفـه لي أحــد الخلان ****** و هو يشــار إليـه بالبنان
وددت له أنـي معه الآن ****** لأنهـل من علمـه بالتبيان
فقال :
لا يعرف المرء السمح إلا ****** بـأدب أو بعلــم جــام كثير
و دين و خلـق كذلك أخــي ****** و صبر علـى ما هو عسير
ذي خصـال لو فيك توفرت ****** فــاقنع و لـو بالنزر اليسير
و لا يغرنـك في الدنيـا أبدا ****** بريقها و لا حكم كل الوزير
إن هي إلا محطـة للمـــارة ****** أو كظل شجرة تحتها تسير
فقلت :
قد حصحص الجـِد يا أخي ****** و قــد عرفنا أنك المقصد
فأنت و الله للعيــان ظـاهر ****** يعــرف الحمل من المربد
أيامــا و نحــن لك نترقب ****** أو كمن هـو للهلال يرصد
إن كنت بـواد نزلنــا إليك ****** و إن كنت بطود لك نصعد
مرحــى برجل إليـه أتوق ****** و بشـرى لي بعلـم لا ينفد
و رحت أسأل و هو يجيب ، و أزيد و هو يزيد ، و أتوقف و هو يريد ، و غـُصت معه في شتى العلوم ، و خبر الأولين و متى ، و من أين بدأ و من أين أتى ، فوجدته و الله كالقاموس المحيط ، في بصيرة الشيخ البوني أو شيخ مجريط ، فخلت حالي مع الخضر ، يوم التقاه النبي موسى في مجمع البحر . فقلت : يا سيدي و مولاي ، لما لا تستثمر علمك في الرزق ، وإني أراك تقف في هذا الحانوت الضيق ، الذي لا أمل من جناءه ، و رجاءا من وراءه ، فقال : أي بني ، إني رجل طلقت الدنيا و الفيء ، ولم يعد يهمني لا الحسن و لا السيء ، فأنا راض عن معيشتي ، و هذه هي طريقتي ، و قد وهبت حالي للعلم ، و صرت كجسد لا يضره الألم ، حامدا للمولى و جل ، و مكتفيا بما قل و ذل ، فقلت له : أأتبعك على أن تنفعني بما أتاك الله ، لعلي أنال بما أذكر المجد و الجاه ، فقال لي : و هل تستطيع معي صبرا ؟ فقلت : بالله عليك لا تعد معى قصة موسى و الخضر ، فقهقه عاليا و قال إذن أنت تصبر ، و على تجاربي تقدر ؟ سوف أجربك بتجربة ، في شكل مسألة مجربة ، هل لك أن تفصل بين جسدك و روحك ، فإن أنت أجبتني عن مسألتي ، فقد جازتك صحبتي ، و لك أن تبيت في داري مع أهلي و عيالي ، فأنت على كل حال ضيفي ، ولن أتركك تذهب من بيتي ، فما و جدت و الله إلا كريما ، و بأهله رحبا رحيما ، يلاعب ولده عبد الرحمان ، و يكثر من قراءة القرآن ، و لما تعشيت و لفرائضي أديت ، و ضعت رأسي على الوسادة و ما نمت ، لأن المسألة شغلت بالي ، و أرهقت حالي ، و رحت أضرب الأخماس في الأسداس ، كيف لإنسان أن يتجرد من الإحساس ، و يفصل الروح عن الجسد و الرأس ، لكنني و عند الثلث الثاني من الليل ، إنتابتني عديد الأفكار و الحيل ، و رحت أبحث في قوانين الديانات السماوية ، و حتى الطاوية و البوذية ، و الهندوسية و المجوسية ، و عن رياضة اليوغا العجيبة ، و الماهيانا و الساريانا الغريبة ، و عند مراجعة طريقة الصوفية و كتب ابن عربي الغنية ، و كذا مقالات السهروردي الفتية ، و رسالات التوحيدي الجدية ، عرفت أن الأمر يتعلق بالزهد ، حين يسمو الإنسان بالروح على حساب الجسد ، و حمدت المولى بعد كل هذا الجهد ، إذ وصلت إلى الحل ، و نمت حتى بزوغ الفجر الأول ، و بعد الصلاة ، أجبته عن المسألة و ما فيها من هفوات ، فقال لي : أصبت يا عرّيف ، فمن اليوم أنا لك كالحريف ، إن أردت مجالستي فلك ذلك ، في كل وقت يحلو لك ، فخرجت من داره باكرا ، ولله حامدا شاكرا ، على تيسيره لي معرفة أحد أحبائه ، و رجاله ذوي العهد و أوليائه ، لكنه بادرني بكلام ، بقي عندي مبهما أياما و أيام ، بأن يمكنك أن تراني في مواضع عديدة ، و أماكن عتيقة و جديدة ، و لا تعجب لأمري ، من كثرة ضربي في الأرض و عملي ، فتمنيت أن لا ألقاه إلا في ساعة الخير ، من غير كدر و لا ضير .









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-08-28, 22:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ali herzallah
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية ali herzallah
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لله درك أخي علي ما اروع ما كتبت و ما قدمت للمنتدى و للساحة الأدبية فالف شكر لك










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 02:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hot News1 شكرا جزيلا يا همذاني زماننا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي النموشي مشاهدة المشاركة
حدثنا عباس النموشي قال : تجاذبت أطراف الكلام ، مع أحد الزملاء الكرام ، عن الأدب و محاسنه ، و الشعر و مفاتنه ، و النثر و معادنه ، و المقام و مصانعه ، و قد أجزل لي في التوضيح ، و التعليل و التشريح ، و جاء على ذكر نوابغ عصرنا ، في رجال شمائلهم تصرنا ، فشرع يعدد أسمائهم ويطنب في قص أنبائهم ، و أخبارهم و أشياعهم ، و مللهم و نحلهم ، و حلهم و ترحالهم ، حتى وصل به القول ، إلى رجل يشهد له بالصول ، في هذا الميدان ، و قد أفحم به كل الخلان ، يكنى بأبي عبد الرحمان الموسوي ، و راح يشكر حديثه ، و طريقة تدبيره ، و طيب سريرته ، و حسن خلقه و نقاوة طبعه ، و صفاء قلبه ، و حسبه و نسبه ، كما أردف أيضا أن المولى أعطاه بسطة في الجسم ، و سرعة الحسم ، في أمور شتى ، من دون لعل أو حتى ، و سمّى لي كل كتبه ، و رسالاته و نظمه ، و مقالاته و قصائده ، التي ملأت الدنيا شهرة ، كما أن له من كل بستان زهرة ، ضالعا في علوم كثيرة ، و ليست عليه بعسيرة ، نابغة في أمور الدين ، و لديه الخبر اليقين ، في أخبار الأمم البائدة ، التي كانت على الأرض سائدة ، و في علم التاريخ ، و علم الطالع و التنجيم في الأرض و في المريخ ، و الجداول و الأوفاق ، والأبراج و تطلع الآفاق ، و الفلك و ما حوى ، و الجان و ما وعى ، عارفا بالأعشاب و فوائدها ، و السموم و عوائدها ، كما أنه متمرس في الرياضة ، و الرشح و الأياضة ، وله معرفة كبيرة بعلميْ الجغرافيا و السيمياء و علم الحيل و الخيمياء ، و الطب و الأنثروبولوجيا ، و اللغات و الجيولوجيا ، و هلم جر ، في البر والبحر و حتى الجو . فو الله قد شوقني إلى رؤيته ، و الانتفاع من عمله ، فسألته عن موطنه ، و مسكنه و مضربه ، حتى دلني عليه ، و قالي لي : إن كنت من أهل الفراسة سوف تعرفه ، و تجده و تعقله ، و بتّ ليلي أفكر كيف السبيل للوصول إليه ، و الوقوف بين يديه ، و مع بزوغ الفجر ، نهضت طالبا للأجر ، و بقيت أسبح حتى طلوع الشمس متذكرا يوم الأمس ، و قد عزمت أمري السفر إلى أرض النمامشة الأحرار ، من بطن الجلامدة الأبرار ، في عرش بني موسى الأخيار ، و على الله توكلت ، فلما وصلت ، سرت من حي إلى حي و أنا أسأل ، و من شارع إلى شارع تجدني لرؤيته أأمل ، ما تركت رجلا و لا صبيا ، و لا عجوزا و لا بنيا ، و في طريقي بأحد الأزقة الواسعة ، و المناهج الشاسعة ، وجدت رجلا تظهر عليه علامات الوقار ، يلتحف عمامة ذات غمار ، و يلبس جلابية بيضاء لها أزرار ، جالسا أمام محل للبقالة و الخضار ، و في يده كتاب ، يقرأ في خشوع وإيهاب ، و كان مربوع القامة ، مرفوع الهامة ، قوي البنية مفتول العضلات على وجهه اثر السجود من الصلوات ، أحمر الوجه ، يأخذ مني الشبه ، كث شعر اللحية كبير الرأس ، تبدو عليه القوة و البأس فبادرت بالسلام ، و رد علي بأفضل كلام ، فكلمته بالسؤال عن مقصدي ، و مجيئي و موردي ، فقال لي :
مـا بـالك فـي الســؤل تتـــردد ****** أ بــك شــــك أخـــــي أم ريـــب
كأنــي بك و الله مــن جلــدتي ****** و هــل فـــي هــذا يوجــد عجب
صلة دم تســري فــي عروقك ****** أنـــت منّــا بـــل و نحــن أقـرب
إسأل ما شئت و لا تخجل منـا ****** فعنــدنــا تجــــد الـــود و الأدب
لعلك تلقــى فينــــا مـــا تبغــي ****** و لا فخــر في هذا فنحن الأرب
عندها راودني الشك في من أكلم ، و تبادر إلى ذهني كلمٌ ، أنّ الذي أمامي هو مرادي ، و وجهتي و ملاذي :
فقلت :
أ يا واقــف ببـاب الدكان ****** سأحكي أمري و ما كان
قد انهي إلى علمي شان ****** عــن رجل علامـــة أبان
له من كـل روضـة بيان ****** في العلم و الحجة برهان
وصفـه لي أحــد الخلان ****** و هو يشــار إليـه بالبنان
وددت له أنـي معه الآن ****** لأنهـل من علمـه بالتبيان
فقال :
لا يعرف المرء السمح إلا ****** بـأدب أو بعلــم جــام كثير
و دين و خلـق كذلك أخــي ****** و صبر علـى ما هو عسير
ذي خصـال لو فيك توفرت ****** فــاقنع و لـو بالنزر اليسير
و لا يغرنـك في الدنيـا أبدا ****** بريقها و لا حكم كل الوزير
إن هي إلا محطـة للمـــارة ****** أو كظل شجرة تحتها تسير
فقلت :
قد حصحص الجـِد يا أخي ****** و قــد عرفنا أنك المقصد
فأنت و الله للعيــان ظـاهر ****** يعــرف الحمل من المربد
أيامــا و نحــن لك نترقب ****** أو كمن هـو للهلال يرصد
إن كنت بـواد نزلنــا إليك ****** و إن كنت بطود لك نصعد
مرحــى برجل إليـه أتوق ****** و بشـرى لي بعلـم لا ينفد
و رحت أسأل و هو يجيب ، و أزيد و هو يزيد ، و أتوقف و هو يريد ، و غـُصت معه في شتى العلوم ، و خبر الأولين و متى ، و من أين بدأ و من أين أتى ، فوجدته و الله كالقاموس المحيط ، في بصيرة الشيخ البوني أو شيخ مجريط ، فخلت حالي مع الخضر ، يوم التقاه النبي موسى في مجمع البحر . فقلت : يا سيدي و مولاي ، لما لا تستثمر علمك في الرزق ، وإني أراك تقف في هذا الحانوت الضيق ، الذي لا أمل من جناءه ، و رجاءا من وراءه ، فقال : أي بني ، إني رجل طلقت الدنيا و الفيء ، ولم يعد يهمني لا الحسن و لا السيء ، فأنا راض عن معيشتي ، و هذه هي طريقتي ، و قد وهبت حالي للعلم ، و صرت كجسد لا يضره الألم ، حامدا للمولى و جل ، و مكتفيا بما قل و ذل ، فقلت له : أأتبعك على أن تنفعني بما أتاك الله ، لعلي أنال بما أذكر المجد و الجاه ، فقال لي : و هل تستطيع معي صبرا ؟ فقلت : بالله عليك لا تعد معى قصة موسى و الخضر ، فقهقه عاليا و قال إذن أنت تصبر ، و على تجاربي تقدر ؟ سوف أجربك بتجربة ، في شكل مسألة مجربة ، هل لك أن تفصل بين جسدك و روحك ، فإن أنت أجبتني عن مسألتي ، فقد جازتك صحبتي ، و لك أن تبيت في داري مع أهلي و عيالي ، فأنت على كل حال ضيفي ، ولن أتركك تذهب من بيتي ، فما و جدت و الله إلا كريما ، و بأهله رحبا رحيما ، يلاعب ولده عبد الرحمان ، و يكثر من قراءة القرآن ، و لما تعشيت و لفرائضي أديت ، و ضعت رأسي على الوسادة و ما نمت ، لأن المسألة شغلت بالي ، و أرهقت حالي ، و رحت أضرب الأخماس في الأسداس ، كيف لإنسان أن يتجرد من الإحساس ، و يفصل الروح عن الجسد و الرأس ، لكنني و عند الثلث الثاني من الليل ، إنتابتني عديد الأفكار و الحيل ، و رحت أبحث في قوانين الديانات السماوية ، و حتى الطاوية و البوذية ، و الهندوسية و المجوسية ، و عن رياضة اليوغا العجيبة ، و الماهيانا و الساريانا الغريبة ، و عند مراجعة طريقة الصوفية و كتب ابن عربي الغنية ، و كذا مقالات السهروردي الفتية ، و رسالات التوحيدي الجدية ، عرفت أن الأمر يتعلق بالزهد ، حين يسمو الإنسان بالروح على حساب الجسد ، و حمدت المولى بعد كل هذا الجهد ، إذ وصلت إلى الحل ، و نمت حتى بزوغ الفجر الأول ، و بعد الصلاة ، أجبته عن المسألة و ما فيها من هفوات ، فقال لي : أصبت يا عرّيف ، فمن اليوم أنا لك كالحريف ، إن أردت مجالستي فلك ذلك ، في كل وقت يحلو لك ، فخرجت من داره باكرا ، ولله حامدا شاكرا ، على تيسيره لي معرفة أحد أحبائه ، و رجاله ذوي العهد و أوليائه ، لكنه بادرني بكلام ، بقي عندي مبهما أياما و أيام ، بأن يمكنك أن تراني في مواضع عديدة ، و أماكن عتيقة و جديدة ، و لا تعجب لأمري ، من كثرة ضربي في الأرض و عملي ، فتمنيت أن لا ألقاه إلا في ساعة الخير ، من غير كدر و لا ضير .
صح رمضانكم
سلام كريم الى النموشي العظيم الذي اتحف هذا المنتدى بمقامته البديعة و كتاباته الجميلة الرفيعة كيف لا و مقامته حوت كل كلام رائق و رقيق و وصف شامل و دقيق و حكم و اسرار و تجارب و اخبار وقعت لراويها النموشي مع عالم من كبار العلماء و حكيم من خيار الحكماء سمع النموشي بكثرة علمه و ادبه و فهمه و قوة جسمه فأل على نفسه ان يزوره و يكتشف علمه و ظهوره طلبا للحكمة و الفائدة و الموعظة الزائدة من عالم همام و نابغة امام يدعى ابى عبد الرحمان الموسوي فكان له المقصود و رحب به الموسوي بكل كرم و جود و نفعه بعلمه فوق الحدود .
شكرا و الف شكر يا اخينا النموشي على وشيك البديع الرائع الرفيع في فن المقامات هذا الفن الجميل اعدته لنا للوجود بعد الخمود و اجدت فيه اجادة اديب مشهود فكانك الهمذاني او الحريري المفقود الذي افتقدنا كتاباته الجميلة الرائعة اللغوية العربية الاصيلة في زمن التلفاز و المسرح و سينما هوليوود .









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 11:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










Mh51 أين العلماء؟

لا يعرف المرء السمح إلا ****** بـأدب أو بعلــم جــام كثير
و دين و خلـق كذلك أخــي ****** و صبر علـى ما هو عسير
ذي خصـال لو فيك توفرت ****** فــاقنع و لـو بالنزر اليسير
لا يغرنـك في الدنيـا أبدا ****** بريقها و لا حكم كل الوزير
إن هي إلا محطـة للمـــارة ****** أو كظل شجرة تحتها تسير
افتقدنا هدا النمط من الحياة في أيامنا حتى يخيل للقارىء أنه يغوص في العصور الوسطى...
أين مجالس الدكر؟
أين العلماء؟
أين الرفقة؟
ناديت................فلم
هدا النمط من الحياة الحديثة الإستهلاكية!
هل هو من أجلي...هل هو مجاني.؟











رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 12:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هبة الله الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هبة الله الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو










Post

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل ما كتبت أخى....وجميل أسلوبك الرائع المملوء بالصور البيانية والبديعية..بارك الله فيك ....مزيدا مزيدا من الابداع يا أستاذنا...
تحيااااااااااتى









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 18:05   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهيبة من الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل ما كتبت أخى....وجميل أسلوبك الرائع المملوء بالصور البيانية والبديعية..بارك الله فيك ....مزيدا مزيدا من الابداع يا أستاذنا...
تحيااااااااااتى
و الاجمل منه مرورك الكريم على صفحتنا . بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 18:07   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة !larb!as iam مشاهدة المشاركة
لا يعرف المرء السمح إلا ****** بـأدب أو بعلــم جــام كثير
و دين و خلـق كذلك أخــي ****** و صبر علـى ما هو عسير
ذي خصـال لو فيك توفرت ****** فــاقنع و لـو بالنزر اليسير
لا يغرنـك في الدنيـا أبدا ****** بريقها و لا حكم كل الوزير
إن هي إلا محطـة للمـــارة ****** أو كظل شجرة تحتها تسير
افتقدنا هدا النمط من الحياة في أيامنا حتى يخيل للقارىء أنه يغوص في العصور الوسطى...
أين مجالس الدكر؟
أين العلماء؟
أين الرفقة؟
ناديت................فلم
هدا النمط من الحياة الحديثة الإستهلاكية!
هل هو من أجلي...هل هو مجاني.؟



لم اجد عبارات تليق بمقامك اخي الفاضل كي اشكرك بها و الله اخجلتنا









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 18:10   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
صح رمضانكم
سلام كريم الى النموشي العظيم الذي اتحف هذا المنتدى بمقامته البديعة و كتاباته الجميلة الرفيعة كيف لا و مقامته حوت كل كلام رائق و رقيق و وصف شامل و دقيق و حكم و اسرار و تجارب و اخبار وقعت لراويها النموشي مع عالم من كبار العلماء و حكيم من خيار الحكماء سمع النموشي بكثرة علمه و ادبه و فهمه و قوة جسمه فأل على نفسه ان يزوره و يكتشف علمه و ظهوره طلبا للحكمة و الفائدة و الموعظة الزائدة من عالم همام و نابغة امام يدعى ابى عبد الرحمان الموسوي فكان له المقصود و رحب به الموسوي بكل كرم و جود و نفعه بعلمه فوق الحدود .
شكرا و الف شكر يا اخينا النموشي على وشيك البديع الرائع الرفيع في فن المقامات هذا الفن الجميل اعدته لنا للوجود بعد الخمود و اجدت فيه اجادة اديب مشهود فكانك الهمذاني او الحريري المفقود الذي افتقدنا كتاباته الجميلة الرائعة اللغوية العربية الاصيلة في زمن التلفاز و المسرح و سينما هوليوود .
بارك الله فيك على ردك الجميل و مرورك الكريم اخي الفاضل









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-29, 18:12   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali herzallah مشاهدة المشاركة
لله درك أخي علي ما اروع ما كتبت و ما قدمت للمنتدى و للساحة الأدبية فالف شكر لك
لقد انرت صفحتنا بمرروك عليها اخي الشاعر علي بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 10:25   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
~*نجم*الدين*~
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

و الله عمل أدبي و لا أروع
شكرا أخي النموشي على هذه المقامة

دمت مشعلا للمنتدى تتنور به أروقته










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 10:53   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
♥ وآثقة الخطــــى ♥
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ♥ وآثقة الخطــــى ♥
 

 

 
الأوسمة
وسام طبق المشاركة 
إحصائية العضو










افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 11:11   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
♥ وآثقة الخطــــى ♥
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ♥ وآثقة الخطــــى ♥
 

 

 
الأوسمة
وسام طبق المشاركة 
إحصائية العضو










افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 17:04   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
امنة مسعد
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية امنة مسعد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا سلام .....................ولا بديع الزمان الهمذاني
مشكور اخي
نموشي نتظر جديدك










رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 17:41   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امنة مسعد مشاهدة المشاركة
يا سلام .....................ولا بديع الزمان الهمذاني
مشكور اخي
نموشي نتظر جديدك
شكرا اختي الكريمة على المرور الطيب









رد مع اقتباس
قديم 2009-08-30, 17:43   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفراشة المحلقة مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
و لك مني اجل تحية اختي الكريمة









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc