وإما من نظر إلى حال منظري الجماعة وعلمائها ، ممن يعيشون تحت سماء بريطانيا العظمى ، وينعمون بالعيش في كنفها سيرى العجب
فهذا عالمهم المجاهد أبو بصير الطرطوسي ـ قال معقباً بعد تفجيرات لندن المشهورة : " ... أكثر المستفيدين من هذا العمل اثنان ، أولهما : الجهات اليمينية المتطرفة الموجودة على الساحة البريطانية ، التي تنتظر ـ بفارغ من الصبر ـ حدثاً من هذا النوع لتستغله في تعبئة الرأي العام البريطاني ضد الإسلام .. وضد الجالية المسلمة المقيمة في بريطانيا!
ثانياً: طواغيت الحكم والظلم في بلاد العرب والمسلمين !! ؛ لأن التضييق على الجالية الإسلامية المقيمة في بريطانيا ـ كنتيجة لهذه الأعمال الغير مسؤولة ـ هو في حقيقته تضييق على المعارضة الفاعلة لتلك الأنظمة الديكتاتورية التي يحكمها أولئك الطواغيت الظالمين .. حيث أن جميع قوى المعارضة لتلك الأنظمة الطاغية الفاشية .. موجودة على أرض هذه المدينة التي تُسمى لندن ! .. وهذا ما سيثلج قلوب طواغيت الحكم في بلاد المسلمين .. وقد بدت عليهم علائم ذلك !
كما أن انشغال دول الغرب بهذا النوع من الأحداث الداخلية سيكون شاغلاً لها وصارفاً عن توجيه بعض الرسائل التي تؤرق طواغيت الحكم في بلاد المسلمين !! .. والتي يُطالبونهم فيها بنوع إصلاح وتصالح مع شعوبهم المقهورة !! ، والمغلوب على أمرها.. وهذه نتيجة مرضية بالنسبة لطواغيت الحكم ولأنظمتهم الفاسدة !
وأذكر بأن البيان الموقَّع باسم " جماعة تنظيم السري " ـ والصواب أن يُقال:" جماعة التنظيم السري " ـ بيان ـ على قلة سطوره وكلماته ـ مليء بالأخطاء اللغوية والمنهجية .. حتى في اسم الجماعة الموقَّع به على البيان .. مما يشكك بمصداقية صدوره عن أي جماعة إسلامية .. وهو بيان يمكن لأي شخص مغرض عادي ـ لغاية خبيثة في نفسه ـ أن يكتب مثله وأحسن منه صياغة .. ومن ثم يقوم بنشره ـ تحت أي اسم مستعار ـ في أي موقع حواري على الإنترنت .. وبالتالي لا يليق بأجهزة الأمن البريطانية التي عُرفت بسعة تجربتها وخبرتها !! .. ولا وسائل الإعلام المحلية .. بأن تفرح بمثل هذا البيان .. وأن تعوِّل عليه الكثير ولا القليل .. وأن تصدر أحكامها وتصوراتها وتُوقعاتها بناء عليه وعلى ما ورد فيه .. كما حصل !! " اهـ [ مقال بين تفجير السويد وتفجيرات لندن بتاريخ 3/6/1426 هـ الموافق 9 / 7 / 2005 ]
و قال أبو قتادة الفلسطيني " قال في حواره مع جريدة ( الحياة ), العدد ( 13219 ) , في (ص / 6), بتاريخ : (3صفر 1420 ه):
(( نحنُ لا نُريدُ أن نُقاتل أمريكا إلا إذا صالَت علينا , وكانت هي من بدأ بالقتال , هذا بخلاف قتال الأنظمة المرتدة في بلادِنَا , الذي يُعتَبر جهادُها فرضَ عين على كل مُسلم !! ))
وحال منظرهم الإعلامي " هاني السباعي " لا يختلف كثيراً ، وهو أعجوبة حقاً ، فهو يكفر من يتحاكم للدساتير الوضعية لأنها تحكم بغير ما أنزل الله ، ومع ذلك يعمل محامياً !! ، وقد رمي أيضا بالعمالة من قبل أصحابه ، و مع ذلك يُعد من مراجع القوم ومن أعمدة الفتوى والتنظير عندهم حتى الآن ! .
للختام ننقل قول الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فيهم (( .. فإذا أراد هؤلاء الخارجون على بعض الحكام المسلمين فليخرجوا على الكفار المشركين ، ولكنهم يريدون أن يبثوا الفتن بين المسلمين .و لذلك فأنا في الحقيقة في شك كبير من أمرين اثنين من إسلام هؤلاء حقيقة ، أي : أخشى أن يكونوا من أعداء الإسلام تلبسوا بثياب المسلمين .وإن كانت الأخرى ، وهي أنهم مسلمون فعلاً ، ولكنهم جهلة في منتهى الجهالة ... وأنا أستبعد أن يكون هؤلاء من المسلمين ، وإنما هم من المتزيين بزي الإسلام ، ويريدون أن يشوهوا نصاعة الإسلام وبياضه ونقاوته , بأن ينسبوا إليه أفعالاً , الإسلام والمسلمون حقّاً هم برآء (أبرياء) مما ينسب إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب )) . اهـ
[فتاوى العلماء الأكابر لما أهدر من دماء في الجزائر ص 102 : 107 ]