أزمة الديون الأوروبية...ما الحل؟

[المنطق]

تعاني دول الإتحاد الإقتصادي والنقدي الأوروبي من تعاظم كبير في حجم مديونيتها أوصلها إلى الوقوع في أزمة تهدد اقتصادياتها ومن ثم تماسكها واتحادها، حيث أنه لم تفلح العديد من الإجراءات المتخذة في الحد من الأزمة وبروز بوادر التعافي مما يزيد من قتامة الوضع واحتمال انهيار اليورو وتماسك الإتحاد الإقتصادي والنقدي الأوروبي.
ولعل ما يزيد من حدة الأزمة وعدم حلحلتها على الأقل في المدى القصير هو أنها مرتبطة أساسا بالأسواق المالية،هاته الأخيرة التي لم تفلح مختلف الإجراءات المتخذة في طمأنتها ومن ثم في انخفاض تكاليف الدين، خصوصا وأنها تراقب عن كثب ما يجري سواءا اقتصاديا اجتماعيا وحتى سياسيا في الدول المعنية بالأزمة ومن ثم تتم ردة فعلها على ذلك الاساس،ويمكن القول أن ردة فعل الأسواق المالية اتجاه الإجراءات المتخذة من طرف الدول الأوروبية هي منطقية إلى حد كبير،لأنها لا تمثل حلا جديا للخروج من الأزمة،خصوصا وأن الخلافات بين الدول الاوروبية ظاهرة للعيان مما يوحي وكأنها غير منخرطة في اتحاد أصلا يتطلب التعاون والتكاتف وليس التعنت والإصرار على الرأي الخاص وفقط،زيادة على أن الواقع يقول أن الإتحاد المكون من 17دولة تسيره فقط دولتان هما: فرنسا وألمانيا،وهنا يبرز التسائل التالي: كيف لاتحاد مكون من 17 دولة أن يسير من طرف دولتين فقط؟
فحتى وإن قلنا أنهما الدولتان الرئيسيتان في الإتحاد وأن القرار قرارهما إلا أن ذلك لا يجدي نفعا امام الأسواق المالية التي يزيدها ذلك تشاؤما أكبر وعدم ثقة في قرارات كل من فرنسا وألمانيا اللتان تختلفان اصلا في وجهة النظر اتجاه الحلول اللازمة، فكيف إذن تحل الأزمة في ظل هذه الظروف المعقدة؟