المقارنــــــــــــــــة و توجيه الغير

[*ألخيال*]

قبل أن أبدأ في شيئ قد يشبه الفلسفة اردت مشاركتكم بقصة وجدتها مكتوبة في احدى الروايات المترجمة والتي كان فيه شخصان (او فتاتان على الأرجح) يدرسان في مدرستين رياضيتين مختلفتين ..وكان التنافس بينهما على اشده ..حتى اصيب احدهما واعتزل ممارسة الرياضة !

مرت سنوات عدة على لقائهما الأخير ..ليلتقيا مرة اخرى على ضفاف المدينة .وكان السبب ان الزميل القديم المصاب استبدل هوايته الرياضية بهواية مساعدة الآخرين على حل مشاكلهم المستعصية واغلبها كانت ذو طابع اجتماعي ..وحين سؤل عن سبب مساعدة الناس (في حين يبدوا انه احق الناس بالمساعدة من غيره)..كان رده انه يساعد الغير دون مقابل ..فابتسم صديقه ..ثم اضاف ..انه بهذا يمكنه النظر والتفتيش في مشاكل الآخرين حتى ينسى مشكلته ويتلذذ بما يحصل لغيره ..وبهذا تصبح مشكلته مقارنة بمشاكل الآخرين على انها نقطة في بحر ! فذهب عن صديقه الابتسامة ! وصعق لصراحة مناقسه القديم ..

قد يظهر هذا الاقتباس اعلاه ..على ان بعض (او معظم ) مانحي النصائح هنا وهناك ..يجلبهم الفضول لمشاكل الآخرين حيث باتت مجلات المجتمع الأكثر انتشارا في عالمنا العربي ..وردود اغلب زوارها الإلكترونيين تنم عن حب كبير لمساعدة الغير ..لكن...لماذا لا نجد هاته الأفعال مقرونة بالواقع ؟ سؤال محير لا ادري ان كان انتشاره او اجابته موجوده هنا في هذا القسم ..

نقطة اخرى ...

لو وقعت انا من حافة جسر يتهاوى و سألت عاملا في حفر الأنفاق عن كيفية تجنب السقوط ..فسيكون سؤالي غبيا ..والإجابة ان اتت صاعقة رغم صحتها .
فزوايا السقوط وارتفاع الجسر وحالته الفيزيائية تختلف من جسر الى آخر ..زد الى ذلك طبيعة التضاريس المجاورة ..اي لكل جسره الخاص

وقد نسقط ذلك على كائن اكثر تعقيدا ..وهو الإنسان ..والذي تترنح به هرموناته وبالوسط الذي يعيش فيه ..ولا يمكن معرفة تصرفاته كباقي الحيوانات التي يمكن التنبؤ بها ..

وباختصار قياسي آخر ..دعونا من المواضيع التي لا تغير شيئا في كائن هو بالأساس متغير بينه وبين نفسه ولا يسقط الوضع على غيره (اما الثوابت فهي كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم) ..عدا الأفعال لا الأقوال الرنانة .. والتي قد تغير شيئا ما ..

وبمناسبة حدوث الأقوال اردت ان انبه الى ان بعض الزوار يسألون عن مشاكل خاصة فيقابلهم آخرون بقول فولاذي لو كنت انا لما فعلت ..طيب لا تفعل ولم الإشهار المجاني ..هل هو اثبات للذات ؟ حقيقة لا ادري ؟

وقد لا حظت بعضا من هذه الإشهارات هنا وهناك..قد تصل بحاملها الى مهاجمة من ؟؟ مشهرين آخرين مثله ؟؟ فدعونا يا قوم من الرقمنة ففي الواقع وقائع يندى لها الجبين ونتمنى صلاح الحال و الأحوال والسلام عليكم..