السلام عليكم :
قبل سنوات قليلة كانت الدروس الخصوصية بمثابة الملح بالنسبة للطعام , أي كان بعض الطلبة يلجوؤن إليها لتدعيم معلوماتهم ,
أو يحتاجها بعض من يعاني من تدني في المستوى أو ضعف في التحصيل الدراسي لتحسين مستواه ربما لعجزه عن مجاراة زملائه في القسم .
و خلاصة القول كانت الدراسة و التحصيل في القسم هي الأساس , و الأستاذ يعطي كل طاقاته هناك , أما الدروس الخصوصية فهي مجرد شيء ثانوي يستطيع الكثير من التلاميذ الإستغناء عنه و النجاح و بمعدلات جيدة .
و لكن و مع مرور الوقت بدأت الأوضاع تتغير , و بدأت الثقة بين الأستاذ و التلميذ تتزعزع و بدأت النظرة تتبدل , أذكر أيام الثانوي كان لدينا أستاذا في مادة الرياضيات مشهور بحبه للمال و للدروس الخصوصية , كان مشهورا ببخله الشديد في إعطاء المعلومات للطلبة في القسم ,
رغم أنه متمكن جيدا من المادة , لا لشيء سوى لدفع الطلبة للجوء إليه عن طريق الدروس الخصوصية و بطبيعة الحال بمقابل مادي ,
كان في بداية العام يقوم بإعطائنا مسائل حسابية تعجيزية , يعجز نجباء القسم عن حلها , و يجلس ينظر إلينا و يبتسم إبتسامة خبث كرسالة واضحة و مباشرة منه , لمعرفة حلول تلك المسائل عنوان المنزل موجود , و الغريب في أمر ذلك الأستاذ أنه في القسم شخص و في قاعة الدروس الخصوصية شخص آخر تماما .
و الغريب في الأمر أيضا أن اليوم هذا الأمر تعداه حتى في الموادب الأدبية و صار لابد من دروس خصوصية فيها أيضا .
هذا الأستاذ عينة فقط ربما من بين آلاف العينات الموجودة اليوم .
هل أصبح التعليم و إعطاء المعلومة يستوجب مقابل مادي على ذلك ؟
هل صار أداء المهنة و الواجب و الأمانة في نظر البعض يستوجب مقابلا ماديا فوق المقابل المادي المأخوذ من الدولة ؟
أين الخلل هل هو في الأستاذ أو في التلميذ الذي تدنى مستوى تحصيله الدراسي و صار لابد له من دعم ؟
هل الدولة محقة في إصدار قانون يمنع أي أستاذ من إعطاء دروس خصوصية خارج أسوار المؤسسات التربوية ؟
هل الدروس الخصوصية مفيدة حقا أم هي مجرد تباهي و شكليات ؟

ربما الصورة أصدق تعبيرا أحيانا .
شكــــــــــــــرا