lملف شامل {فنون },,, الحوار >> مع الآخرين (( أصول و آداب لقطف الثمر المستطاب )) !!! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

lملف شامل {فنون },,, الحوار >> مع الآخرين (( أصول و آداب لقطف الثمر المستطاب )) !!!

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-09-11, 09:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي lملف شامل {فنون },,, الحوار >> مع الآخرين (( أصول و آداب لقطف الثمر المستطاب )) !!!

تقديم : الموضوع منقول للامانة
السلام عيكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الاعزاء تحية طيبة و بعد :
لا اطيل عليكم فقد لاحظ الجميع هذه الايام المساجلات التي دارت بين بعض الاعضاء في مواضيع خلافية و احسب هذه المشكلة اصبحت ظاهرة في المنتديات .... لقد بحثت عن حل اقدمه للاعضاء و سعيت جاهدا بين بعض الكتيبات الا انني وجدت موضوعا في منتدى الاستاذ عمرو خالد يتناول القضية بكل تفاصيلها و مصدره مقالات لبعض علماء الامة .
أسال الله ان يجعل هذا الموضوع هو الحل والعلاج


لبنبدا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


الحمد لله حمداً يليق بجلاله و عظمته عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه و مداد كلماته و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين حبيب رب العالمين المبعوث بخير دين الهادى إلى صراط مستقيم سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و أزواجه و ذريته و سلم تسليماً كثيراً

أما بعد

إخوتى فى الله

لا يخفى على أحد منا كثرة المواضيع التى وقع فيها خلاف على منتدانا هذا ,
فَمِنا من خاض غمار تلك الخلافات بل أقول المعارك حتى أكون أدق تعبيراً و البعض إكتفى بمتابعة تلك المعارك بترقب و البعض الأخر غض الطرف فأراح نفسه وإستراح .


و لنقترب قليلاً من ساحات تلك المعارك ( الخلافات) لنرى ماهو أسلوب الحوار المتبع

نجد أن السمة الغالبة (ولا أقول هذا على كل المواضيع ) هى أن كل طرف يعتبر أن الطرف الآخر عدوه اللدود فيستخدم كل أنواع الأسلحة

للإنتصار عليه فتجد السخرية و الإستهزاء و الطعن و التجريح بل قد يصل الأمر إلى السب و الشتم

وغالباً تنتهى هذه المعارك إما بتدخل القوات الدوليه ( المشرف )
فيغلق الموضوع لإنحطاط الأسلوب

أو أن أحد الطرفين يضيق ذرعاً من غلظة الطرف الأخر و حدة ألفاظه التى تجعل الدماغ يغلي من الداخل فينسحب من الموضوع

ثم ماذا بعد إنتهاء المعركة؟

يتفرق الجميع وكل يحمل فى صدره الغل و البغضاء و العداوة للطرف الآخر

ثم نجد بعض الأعضاء لا يتحملون تلك الكلمات التى وجهت إليهم لما تحمل من قسوة وغلظة و تعدي لم يكن يتوقعونه من إخوانهم فتجدهم يفضلون الإبتعاد نهائياً عن المنتدى ( و الأمثلة على هذا جد كثيرة )



و ما ذكرته لا ينطبق فقط على منتدانا هذا بل إن الأمر يكاد تستوى فيه جميع المنتديات

فما الحل إذن ؟


هل نقول يجب أن لا نختلف ؟!

وكيف و الإختلاف سيقع لا محالة فالناس مختلفون فى عقولهم و فى مداركهم وفى نظرتهم للأمور


هل نقول أنه على إدارة المنتدى أن تصدر قانون تقول فيه لا يجوز الخلاف على صفحات المنتدى؟

إذن ما الفائدة من المنتدى , فالأصل فى المنتدى أنه عباره عن مشاركات من مختلف الأعضاء من مختلف بلدان العالم كل منهم له فكر مختلف و فهم مختلف عن الآخرين

فتواجد مثل هؤلاء مع بعضهم البعض سيقع الخلاف



إذن ما الحـــــــل ؟









 


آخر تعديل osa-mail 2007-09-11 في 11:04.
قديم 2007-09-11, 10:00   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحل أن نلتزم أصول و آداب الحوار التى أرسى الإسلام قواعدها

فهذا هو الترياق لهذا الداء العضال الذى أصبح ينخر فى جسد أخوتنا و وحدتنا



فكم جميل هو أن نختلف ثم لا نفترق إلا و كل من يحترم رأى أخيه و يحسن الظن به بل و يحبه وكما يقال إن الخلاف لا يفسد للود قضية


فهل نحلم بمثل هذه الخلافات المثمرة التى تنم عن علو فهم المتحاورين و حسن تأدبهم و سمو فكرهم فتستنشق من خلالها روح الأخوة العطرة و تقر عينك بكلمت إنى أحبك فى الله التى تزين تلك الكلمات على الرغم من إختلافهم



نعم يمكننا أن نرى هذا حقيقة لا حلم

ولكن الأمر يحتاج منا لأن يقف كل منا مع نفسه مع كل أصل من أصول الحوار أو أدب من آدابه نطرحه ليسأل نفسه:

هل يلتزم به ؟

هل يطبقه ؟

فإن كانت الإجابة بنعم فلله الحمد و المنة

و إن كانت بلا فاليتعاهد نفسه و يلزمها بهذه الأصول والآداب

وكما قال الشاعر :

النفس كالطفل إن تهمله شب **** على حب الرضاع و إن تفطمه ينفطم



وليس المقصود تطبيق هذه الآداب على المنتدى فقط بل تُطبقها فى أى مكان و فى أى زمان مع والديك مع زوجتك (زوجك) مع أبناءك مع رفقاء دربك مع من تختلف معهم فى الجماعات الإسلامية بل و مع الكفار (فكم من كافر أسلم بحسن معاملت النبى صلى الله عليه وسلم )





هل أنت جاهز للإنطلاق معنا لنتقن هذه الأصول و الآداب و لنطبقها فى البدء على منتدانا هذا و من ثَم فى حياتنا كلها ؟



إذن هيا بنا نبدأ سائلين الله الإخلاص و التوفيق



أخوكم فى الله









قديم 2007-09-11, 10:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحوار : من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام .

الجدال : من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه ؛ وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب ، ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها .

والحوار والجدال ذو دلالة واحدة ، وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة:1)

ويراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس : مناقشة بين طرفين أو أطراف ، يُقصد بها تصحيح كلامٍ ، وإظهار حجَّةٍ ، وإثبات حقٍ ، ودفع شبهةٍ ، وردُّ الفاسد من القول والرأي .

وقد يكون من الوسائل في ذلك : الطرق المنطقية والقياسات الجدليَّة من المقدّمات والمُسلَّمات ، مما هو مبسوط في كتب المنطق وعلم الكلام وآداب البحث والمناظرة وأصول الفقة.










قديم 2007-09-11, 10:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

غاية الحوار :

الغاية من الحوار إقامةُ الحجة ، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي . فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها ، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها ، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق . يقول الحافظ الذهبي : ( إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه ، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ ).

هذه هي الغاية الأصلية ، وهي جليَّة بيِّنة ، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها :

- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف .

- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى ، وهو هدف تمهيدي هام .

- البحث والتنقيب ، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة ، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ ، ولو في حوارات تالية .









قديم 2007-09-11, 10:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقوع الخلاف بين الناس :



الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار ، وهو سنَّة الله في خلقه ، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، وكل ذلك آية من آيات الله ، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ } (الروم:22)

وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) .

يقول الفخر الرازي : ( والمراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال ) .

ومن معنى الآية : لو شاء الله جعل الناس على دين واحد بمقتضى الغريزة والفطرة .. لا رأي لهم فيه ولا اختيار .. وإِذَنْ لما كانوا هذا النوع من الخلق المُسمّى البشر ؛ بل كانوا في حيلتهم الاجتماعية كالنحل أو كالنمل ، ولكانوا في الرّوح كالملائكة ؛ مفطورين على اعتقاد الحقِّ والطاعة ؛ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، لا يقع بينهم اختلاف ولا تنازع . ولكنّ الله خلقهم بمقتضى حكمته كاسبين للعلم لا مُلْهَمين . عاملين بالاختيار ، وترجيح بعض المُمْكنات المتعارضات على بعض ؛ لا مجبورين ولا مضطرين . وجعلهم متفاوتين في الاستعداد وكسب العلم واختلاف الاختيار .

أما قوله تعالى : { وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } (هود:119) .

فلتعلموا أن اللام ليست للغاية ؛ فليس المُراد أنه سبحانه خلقهم ليختلفوا ، إذ من المعلوم أنه خلقهم لعبادته وطاعته . وإنما اللام للعاقبة والصَّيْرورة ؛ أي لثمرة الاختلاف خلقهم ، وثمرته أن يكونوا فريقين : فريقاً في الجنة ، وفريقاً في السعير .

وقدّ تُحْملُ على التعليل من وجه آخر ، أي خلقهم ليستعدَّ كلٌ منهم لشأنٍ وعمل ، ويختار بطبعه أمراً وصنعة ، مما يَسْتَتِبُّ به نظام العالم ويستقيم به أمر المعاش ، فالناس محامل لأمر الله ، ويتخذ بعضهم يعضاً سخرياً .

خلقوا مستعدين للاختلاف والتفرق في علومهم ومعارفهم وآرائهم ومشاعرهم ، وما يتبع ذلك من إراداتهم واختيارهم في أعمالهم ، ومن ذلك الإيمان ، والطاعة والمعصية










قديم 2007-09-11, 10:08   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


وضوح الحق وجلاؤه :

وعلى الرغم من حقيقة وجود هذا التَّبايُن بين الناس ؛ في عقولهم ومُدركاتهم وقابليتهم للاختلاف ، إلا أن الله وضع على الحقِّ معالمَ ، وجعل على الصراط المستقيم منائرَ .. وعليه حُمِلَ الاستثناء في الآية في قوله : { إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } (هود:119) .


وهو المنصوص عليه في الآية الأخرى في قوله : { فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ } (البقرة:213) .

وذلك أن النفوس إذا تجرَّدت من أهوائها ، وجدَّت في تَلَمُّس الحقِّ فإنها مَهْديَّةٌ إليه ؛ بل إنّ في فطرتها ما يهديها ، وتأمَّل ذلك في قوله تعالى : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (الروم:30) .

ومنه الحديث النبوي : (( ما من مولود إلا يُولدُ على الفِطْرة ، فأبواه يُهوّدانه ، ويُنَصِّرانه ، ويُمجِّسانه)) .

ويُوضح ذلك ، أن أصول الدين ، وأمَّهات الفضائل ، وأمَّهات الرذائل ، مما يتفق العالم الرشيد العاقل على حُسْن محموده وحمده ، والاعتراف بعظيم نفعه ، وتقبيح سيِّئه وذمِّه . كل ذلك في عبارات جليَّة واضحة ، ونصوصِ بينِّة لا تقبل صرفاً ولا تأويلاً ولا جدلاً ولا مراءاً . وجعلها أمّ الكتاب التي يدور عليها وحولها كل ما جاء فيه من أحكام ، ولم يُعذَرْ أحد في الخروج عليها ، وحَذَّر من التلاعب بها ، وتطويعها للأهواء والشهوات والشبهات بتعسف التأويلات والمُسوِّغات ، مما سنذكره كأصل من أصول الحوار ، ورفع الحرج عنهم ، بل جعل للمخطيء أجراً وللمصيب أجرين تشجيعاً للنظر والتأمل ، وتَلَمُّس الحقّ واستجلاء المصالح الراجحة للأفراد والجماعات . ولربك في ذلك الحكمة البالغة والمشيئة النافذة .










قديم 2007-09-11, 10:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مواطن الاتفاق :

إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم . ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً .

الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال ، مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب ، كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد .

والحال ينعكس لو استفتح المُتحاورون بنقاط الخلاف وموارد النزاع ، فلذلك يجعل ميدان الحوار ضيقاً وأمده قصيراً ، ومن ثم يقود إلى تغير القلوب وتشويش الخواطر ، ويحمل كل طرف على التحفُّز في الرد على صاحبه مُتتبِّعاً لثغراته وزَلاته ، ومن ثم ينبري لإبرازها وتضخيمها ، ومن ثم يتنافسون في الغلبة أكثر مما يتنافسون في تحقيق الهدف .

ومما قاله بعض المُتمرّسين في هذا الشأن :

دَعْ صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بـ ( نعم ) ، وحِلْ ما استطعت بينه وبين ( لا ) ؛ لأن كلمة ( لا ) عقبة كؤود يصعب اقتحامها وتجاوزها ، فمتى قال صاحبك : ( لا ) ؛ أوجَبَتْ عليه كبرياؤه أن يظلّ مناصراً لنفسه .

إن التلفظ بـ ( لا ) ليس تفوُّها مجرداً بهذين الحرفين ، ولكنه تَحفُّز لكيان الإنسان بأعصابه وعضلاته وغدده ، إنه اندفاع بقوة نحو الرفض ، أما حروف ( نعم ) فكلمة سهلة رقيقة رفيقة لا تكلف أي نشاط جسماني.

ويُعين على هذا المسلك ويقود إليه ؛ إشعارك مُحدثَّك بمشاركتك له في بعض قناعاته ؛ والتصريح بالإعجاب بأفكاره الصحيحة وأدلته الجيدة ومعلوماته المفيدة ، وإعلان الرضا والتسليم بها . وهذا كما سبق يفتح القلوب ويُقارب الآراء ، وتسود معه روح الموضوعية والتجرد .

وقد قال علماؤنا : إن أكثر الجهل إنما يقع في النفي ؛ الذي هو الجحود والتكذيب ؛ لا في الإثبات ، لأن إحاطة الإنسان بما يُثْبتُه أيسر من إحاطته بما ينفيه ؛ لذا فإن أكثر الخلاف الذي يُورث الهوى نابع ؛ من أن كل واحد من المختلفين مصيب فيما يُثْبته أو في بعضه ، مخطيء في نفي ما عليه الآخر.










قديم 2007-09-11, 10:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أصول الحوار :



الأصل الأول :

سلوك الطرق العلمية والتزامها ، ومن هذه الطرق :

1- تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى .

2- صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة .

وفي هذين الطريقين جاءت القاعدة الحوارية المشهورة : ( إن كنت ناقلاً فالصحة ، وإن كنت مدَّعيّاً فالدليل ) .

وفي التنزيل جاء قوله سبحانه : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وفي أكثر من سورة :البقرة :111 ، والنمل 64 . { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي } (الانبياء:24) . { قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (آل عمران:93) .










قديم 2007-09-11, 10:11   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل الثاني :

سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض ؛ فالمتناقض ساقط بداهة .

ومن أمثلة ذلك ما ذكره بعض أهل التفسير من :

1- وصف فرعون لموسى عليه السلام بقوله : { سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } (الذريات:39) .

وهو وصف قاله الكفار – لكثير من الأنبياء بما فيهم كفار الجاهلية – لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وهذان الوصفان السحر والجنون لا يجتمعان ، لأن الشأن في الساحر العقل والفطنة والذكاء ، أما المجنون فلا عقل معه البته ، وهذا منهم تهافت وتناقض بيّن .

2- نعت كفار قريش لآيات محمد صلى الله عليه وسلم بأنها سحر مستمر ، كما في قوله تعالى : { وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } (القمر:2) .

وهو تناقض ؛ فالسحر لا يكون مستمراً ، والمستمر لا يكون سحراً .









قديم 2007-09-11, 10:17   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل الثالث :

ألا يكون الدليل هو عين الدعوى ، لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلاً ، ولكنه اعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى . وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً . وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير ، وهذا تحايل في أصول لإطالة النقاش من غير فائدة .









قديم 2007-09-11, 10:19   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل الرابع :

الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة .

وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها ؛ أنها عقلية بحتة لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين ؛ كحُسْنِ الصدق ، وقُبحِ الكذب ، وشُكر المُحسن ، ومعاقبة المُذنب .
أو تكون مُسَلَّمات دينية لا يختلف عليها المعتنقون لهذه الديانة أو تلك .

وبالوقوف عند الثوابت والمُسَلَّمات ، والانطلاق منها يتحدد مُريد الحق ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة .

ففي الإسلام الإيمان بربوبية الله وعبوديَّته ، واتَّصافه بصفات الكمال ، وتنزيهه عن صفات النقص ، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، والقرآن الكريم كلام الله ، والحكم بما أنزل الله ، وحجاب المرأة ، وتعدد الزوجات ، وحرمة الربا ، والخمر ، والزنا ؛ كل هذه قضايا مقطوع بها لدى المسلمين ، وإثباتها شرعاً أمر مفروغ منه .

إذا كان الأمر كذلك ؛ فلا يجوز أن تكون هذه محل حوار أو نقاش مع مؤمن بالإسلام لأنها محسومة .

فقضية الحكم بما أنزل الله منصوص عليها بمثل : { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ... } (النساء:65) . { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (المائدة:45) .



وحجاب المرأة محسوم بجملة نصوص :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ } (الأحزاب:59) .

وقد يسوغ النقاش في فرعيات من الحجاب ؛ كمسألة كشف الوجه ، فهي محل اجتهاد ؛ أما أصل الحجاب فليس كذلك .

الربا محسوم ؛ وقد يجري النقاش والحوار في بعض صوره وتفريعاته .

ومن هنا فلا يمكن لمسلم أن يقف على مائدة حوار مع شيوعي أو ملحد في مثل هذه القضايا ؛ لأن النقاش معه لا يبتدئ من هنا ، لأن هذه القضايا ليست عنده مُسَلَّمة ، ولكن يكون النقاش معه في أصل الديانة ؛ في ربوبيَّة الله ، وعبوديَّة ونبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وصِدْق القرآن الكريم وإعجازه .

ولهذا فإننا نقول إن من الخطأ – غير المقصود – عند بعض المثقفين والكاتبين إثارة هذه القضايا ، أعني : تطبيق الشريعة – الحجاب – تعدد الزوجات – وأمثالها في وسائل الإعلام ، من صحافة وإذاعة على شكل مقالات أو ندوات بقصد إثباتها أو صلاحيتها . أما إذا كان المقصود : النظر في حِكَمِها وأسرارها وليس في صلاحيتها وملاءمتها فهذا لا حرج فيه ، إذْ :{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }(الأحزاب:36)

وأخيراً فينبني على هذا الأصل ؛ أن الإصرار على إنكار المُسلَّمات والثوابت مكابرة قبيحة ، ومجاراة منحرفة عن أصول الحوار والمناظرة ، وليس ذلك شأن طالبي الحق .










قديم 2007-09-11, 10:23   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع يعتمد على : كتاب أصول الحوار وآدابه في الإسلام للشيخ صالح بن عبدالله بن حميد (حفظه الله وجعل الجنة مثواه)










قديم 2007-09-11, 10:27   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
م.عبد الوهاب
صديق منتديات الجلفة
 
الصورة الرمزية م.عبد الوهاب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل نائب مدير وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع و على النقل الهادف بارك الله فيك
لعلنا نستوعب بعض مما قلت لكن أوله يوحي بانه فيه حل نهائي و آخره سؤال يحير
و تبقى الطريق شاقة و طويلة لفهم احد اصعب البنود التي تعاني منها طبقة من الناس و ليس كلهم

جزاك الله خيرا اخي الفاضل على فتح الموضوع ليبقى الحوار و الاراء هو مسارنا لفهم الامور .










قديم 2007-09-11, 10:36   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الجنرال
لا زال في الموضوع بقية لنتابع


الأصل الخامس :

التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعد عن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار :

إن إتباع الحق ، والسعي للوصول إليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ .

يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .

ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .

وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني ) .

وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي :

( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم ، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ).. الإحياء ج1.

والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ، ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة .

وهذا الموضوع سوف يزداد بسطاً حين الحديث عن آداب الحوار إن شاء الله










قديم 2007-09-11, 10:44   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
osa-mail
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية osa-mail
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل السادس :

أهلية المحاور :


إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه ، كما أن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً .



من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق .

من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل .

إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .

والذي يجمع لك كل ذلك : ( العلم ) ؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمُحاور ، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص .

إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاً للعالم به ، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم ، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيم عليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال :{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً}(مريم:43).

وإن من البلاء ؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص ؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه .

وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم ، لا أن يعترض ويجادل بغير علم ، وقد قال موسى عليه السلام للعبد الصالح :

{ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } (الكهف:66) .

فالمستحسن من غير المختص ؛ أن يسأل ويستفسر ، ويفكر ويتعلم ويتتلمذ ويقف موقف موسى مع العبد الصالح .

وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين ، ولقد قال الشافعي رحمه الله : ( ما جادلت عالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) . وهذا التهكم من الشافعي رحمه الله يشير إلى الجدال العقيم ؛ الذي يجري بين غير المتكافئين .










موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc