بالعلم و الصبر نحيا سعداء

[الاستاذة رجاء]

الغابة السوداء هي غابة شديدة الظلام ,كثيفة الاشجار,غامضة مملوءة بالاسرار,كان يحكمها ملك ظالم و غدار,حوله حاشية من الوحوش و الاشرار ,و من يدخل هذه الغابة لا يخرج منها .
عمر هو شاب في مقتبل العمر ,معروف بشجاعته و ذكائه و حبه للمغامرة ... في فجر يوم ما حزم عمر امتعته و انطلق لاستكشاف هذه الغابة متحديا كل المخاطر و انطلق بكل جد و عزم ...
بعد طول طريق وصل عمر الى الغابة السوداء و غدى فيها ماشيا و مستكشفا ما بداخلها ...كان كلما تغلغل بداخلها زاد الضباب كثافة و الاصوات المخيفة انتشارا حينها شعر عمر بضعف في بدنيه و وهن في اقدامه و عطش شديد فسقط مغشيا عليه , بعد برهة استيقظ عمر فوجد نقسه سجينا في غرفة حالكة الظلام فصرخ بأعلى صوته : اين انا و من انتم ؟ اين ...؟ فقاطعه صوت مخيف من نافذة صغيرة باعلى الباب قائلا: كف يا هذا عن الصراخ فانت دخلت دون استئذان الى عالم الظلام و نهايتك هنا لا محالة هاهاهاهاهاها.....
رغم كل هذا عمر لم يستسلم لما آل اليه من معظلة بل استعان بالمولى عز و جل و تذكر حكمة جده التي طالما كان يرددها ....فأخذ حقيبته و اخرج شيئا منها فانطلق شعاع لامع منها و اخذ يردد كلمات جميلة ....مرت الايام و الشهور و عمر يقوم بنفس الامر دون كلل او ملل .
ظخم هو حارس مخيف يحرس غرفة الظلام , كان دوما يراقب ذلك النور الجميل و يستمتع بجمال تلك الكلمات و معانيها فقتله الفضول و عزم على فتح الباب و اخذ ذلك السر من عمر ...و جاءت تلك اللحظة التي فتح ظخم ذلك الباب فانطلق النور مخترقا اسوار القلعة و انتشر ليعم كل الغابة فتفتحت الازهار و بسقت الاشجار , جرى النهر و غرد الطير فتراقصت الفراشات و النحل , و اختفى الظلام و وحوشه و عم السلام الارض .
************************************************** ************************************************** *****
ذلك النور هو نور العلم اما الغابة السوداء فهي عقول البشر المتحجرة التي يسكنها ظلام الجهل
و حكمة الجد هي : بالصبر يكون العلم و بالعلم نحيا سعداء