النفط... بِئْسَ النعمة:
أعتقد أن الكل على قناعة بأن الأصل في شخصية الفرد الجزائري العزة والشهامة. شخصية عرفت عبر التاريخ بالصلابة والاجتهاد والمثابرة، تفتت الصخر لتجعل منه تربة صالحة للزراعة، وتطوّع الحديد بيد فولاذية... تزرع بالإيمان الأمل رغم القهر تحت مظلة الاحتلال. هكذا هو الشعب الجزائري قبل أن تتسخ طباعه بسواد النفط.
وقبل تحويله إلى كتلة غرائزية تعشق الكسل وتسخر من الأعمال اليدوية، وتحط من قدر الحرفي وفلاح، وتساوي بشكل غير واع بين قدرة من يمتلك السلطة وقدرة الله.
أعرف أن النفط نعمة مكنتنا من تخطي الصعاب والتحرك نحو الأمام.
لكن يجب الاعتراف بأنها صارت نقمة، حين استخدمت لتغطية عجزنا وكسلنا، وحين جعلنا منها أداة لشراء الذمم أو تكميم الأفواه.
أيها النفط... بِئْسَ النعمة أنت، نزعت منا روح العمل وكدت تسْلِبُ منا معاني الرجولة.
لقد باتت قيمتك في حياتنا أكثر أهمية من الهواء، وبقعة زيْتك في تفكيرنا شاسعة مثل السماء. حين يرتفع سعرك يتحول السياسي عندنا إلى سفيه، وحين تُبْخسُ في الأسواق لا نفكر في بديل عنك، بل نهربُ إلى الإمام...نُكابر وندعي بأن كل شيء على ما يرام.