لا يجتمع في دين الاسلام مسجد وقبر (ابن القيم) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا يجتمع في دين الاسلام مسجد وقبر (ابن القيم)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-05, 10:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post لا يجتمع في دين الاسلام مسجد وقبر (ابن القيم)

السلام عليكم ورحمة الله
---------
يقول ابن القيم رحمه الله:

"فلو كان الدعاء عند القبور والصلاة عندها والتبرك بها فضيلة أو سنة أو مباحاً لنصب المهاجرون والأنصار هذا القبر علماً لذلك ودعوا عنده وسنوا ذلك لمن بعدهم، ولكن كانوا أعلم بالله ورسوله ودينه من الخلوف التي خلفت بعدهم، وكذلك التابعون لهم بإحسان راحوا على هذا السبيل، وقد كان عندهم من قبور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمصار عدد كثير وهم متوافرون فما منهم من استغاث عند قبر صاحب ولا دعاه ولا دعا به ولا دعا عنده ولا استشفى به ولا استسقى به ولا استنصر به، ومن المعلوم أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله بل على نقل ما هو دونه"
________________________________
إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/319)












 


قديم 2014-09-05, 10:47   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا))[النساء:48]
---------------------------------------
قال الله تعالى: (( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ))[المائدة:72]
---------------------------------------
قال الله تعالى: (( وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ))[الأنعام:88]
---------------------------------------
قال الله تعالى: (( وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ))[النساء:116]










قديم 2014-09-05, 10:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الصلاة في المقبرة هو الجواز موضوع منقول
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه الأكرمين

بِكَ أَستَهدي فَسَدِّدني إِلى أَرشَدِ السُبلِ وَأَهدى السَنَنِ

رَبِّ وَفِّقني وَكُن عَوني عَلى شُكرِ ما أَولَيتَني مِن مِنَن

رَبِّ أَمِّني فَإِنّي عائِذٌ بِرَجاءِ الخائِفِ المُستَأمِنِ

ما لِنَفسي فيكَ ما تَملِكُهُ غَيرَ ما تَملِكُ نَفسُ المُؤمِنِ

ثِقَةٌ ما خالَطَتها ريبَةٌ وَيَقينٌ ما بِهِ مِن وَهَنِ

رَبِّ هَذا سَبَبي أُدلي بِهِ رَبِّ فَامدُد سَبَبي لا تُخزِني

وبعد،
فإنه مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم قديما حكمُ الصلاة في المقبرة، بين قائل بجوازها مطلقا، وقائل بالتحريم مطلقا، وذاهب إلى التفصيل بين المنبوشة وغير المنبوشة والبينة النجاسة من غيرها، مع اختلاف في صحة الصلاة فيها أو بطلانها، تبعا لاختلافهم في قاعدة "هل يقتضي النهي الفساد والبطلان أم لا يقتضيه؟...
واعتمد كلُّ واحدٍ منهم لقوله على دليل بعيد أو قريب، وما زالت هذه المسألة من الخلافيات المتداولة بينهم مما لا يقع بسببها نكيرٌ ولا تشغيب، كما هو أدبهم في كلِّ المباحث الاجتهادية.
إلى أن ظهرت طائفةٌ في الأزمنة المتأخرة، اختارت مذهبا في الفروع والأصول، وأرادت أن تحسم باختيارها مادة الخلاف الذي عاشه المسلمون ورضوا به وتسامحوا فيه قرونا طويلة، وادعت أن الصواب ما اختارته من الأقوال، والرأي الذي لا يصح غيرُه ما اعتمدته من الحجج والدلائل.
غيرَ عابئةٍ بعلل الأحكام ولا موقرة لكلام الأئمة الأعلام، فحكَّمت رأيَها في كل أصل وفرع، وأعلنته في الناس على أنه الدين الحق، ومخالفُه محروم من الأجر موزور ، مبتدع أثيم ملعون.
ومنها تشبثُهم بالقول الذي رأى المنع من الصلاة في المقبرة، وإذاعته بين الناس، ونشره بين الخاص والعام على أنه ما لا يصح غيرُه ولا يوجد في كتب الفقه قول يخالفُه، حتى تبناه العوامُّ، ودانوا الله به ظنا منهم تمام الإيمان، وخلافه شركٌ وكفران، وحصل بسبب ذلك من الفتن بين الناس ما الله به عليم، فتنازعوا وتسابوا وتشاتموا أثناء تشييع الجنائز إلى المقابر، وتماروا فيه في المجامع والمحافل، مع جهل مركب بنصوص الأحكام، وعلل التشريع ومقاصد الإسلام، وإساءة أدبٍ في حق الأئمة، وإنكار بالغٍ على من قال بالجواز من علماء الأمة، ورحم الله القائل:
لو سكت الجاهل لارتفع الخلاف.
هذا، وقد كنتُ ابتليتُ في يوم من الأيام، برجل غليظ الطبع بذيِّ الكلام، يجادل في المسألة مجادلةَ العوام، فأخبرته أنها خلافية بين الفقهاء، فإذا بالمسكين يجهل معنى الخلاف وحكمة وجوده في الأحكام؛ فتركته وانصرفتُ، باكيا على ما صار إليه الأمر في العلم والدين، لائما معاتبا بشدة مَن أنكر التقليد في الدين، وادعى الاجتهاد لعموم المسلمين، حتى صار البناؤون والسباكون والخياطون والأطبة والمهندسون والفلاحون والزراعون وغيرُهم يستدركون على مالك وأصحابه ويخطئون أبا حنيفة وأتباعه وينكرون مذهب الشافعي وأقواله.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
فلما علمتُ أن الأمر مما يصعب على آحاد الناس الوقوف عليه بين كتب الفقه والخلاف، وخفتُ أن يشتهر القول بالمنع من الصلاة في المقبرة حتى كأن عليه الإجماع، قصدت إلى تأليف هذه الرسالة لبيان ما رأيناه أصح الأقوال، وهو جواز الصلاة في المقابر على مذهب الإمام مالك، والتعريف بأدلة المانعين والجواب عنها.
ونظمتُها على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، أما المقدمة فالذي مرَّ، وأما الفصل الأول ففي بيان مذاهب السلف في المسألة، والثاني في ذكر أدلة المانعين والجواب عنها، والثالث في ذكر أدلة المجيزين وتقريرها، والرابع في بيان أقوال العلماء فيها، والخاتمة للفوائد والعبر.واللهَ أسأل التوفيق وحسن السداد.
[الفصل الأول: ذكر مذاهب السلف في المسألة وأهم أسباب الخلاف فيما بينهم]
اعلم أن الصلاة في المقبرة اختُلف فيها بين علماء الصحابة والسلف الصالح على أقوال.
قال ابن المنذر في كتاب "الأوسط"[1]: وقد اختلف أهلُ العلم في الصلاة في المقبرة، فكرهت طائفة ذلك؛ وممن رُوي عنه أنه كره ذلك: عليٌّ وابنُ عباس وابنُ عَمْرٍو بنِ العاص وعطاء والنخعي ...
ثم قال[2]: ورخصت طائفة في الصلاة في المقبرة، قال نافع مولى ابن عمر: صلينا على عائشة وأمِّ سلمة وسطَ البقيع، والإمامُ يومَ صلينا على عائشة أبو هريرة؛ وحضر ذلك ابنُ عمر. ورُوِّينا أن واثلة بنَ الأسقع كان يصلي الفريضة في المقبرة غير أنه لا يستتر بقبر...
وصلى الحسن البصري في المقابر. واخْتُلف في هذه المسألة عن مالك، فحكى ابن القاسم عنه أنه قال: لا بأس بالصلاة في المقابر، وحُكي عن أبي مصعب عن مالك أنه قال: لا أحب الصلاة في المقابر[3].اهـ
وكذا وقع الخلاف في المسألة بين أئمة المذاهب الأربعة وأتباعهم إلى أقوال وآراء وتفصيلات[4]:
-فذهب الأحنافُ إلى القول بكراهة الصلاة في المقبرة إذا كان القبر بين يديِ المُصلي بحيث لو صلى صلاة الخاشعين وقع بصره عليه.أما إذا كان خلفه أو فوقه أو تحت ما هو واقف عليه فلا كراهة على التحقيق.
-وذهبت الحنابلة إلى أن الصلاة في المقبرة باطلة مطلقا إذا كانت تضم ثلاثة قبور فأكثر، وإلا فمكروهة.
وقال الشافعية بالكراهة في المقبرة غير المنبوشة سواء كانت القبور خلفه أم أمامه أو على يمينه أو شماله أو تحته.وأما إذا كانت المقبرة منبوشة بلا حائل فإنها باطلة.
وذهب المالكية إلى القول بجواز الصلاة في المقبرة بلا كراهة إن أمنت النجاسة.
فهذه مذاهب السلف وأقوالهم في المسألة، نستخلصُ منها أمورا:
!: أن المسألةَ خلافيةٌ بينَهم رحمهم الله، فليست هي مما وقع عليه إجماعُ الأمة حتى يُنكَرَ على القائل بأحد الأقوال منها ويشنع عليه، بل يجري عليها ما يجري على كل المباحث الخلافية، خاصة أن الخلاف فيها ثابتٌ بين كبار علماء الصحابة، إذ إن منهم من ثبت عنه القول بالجواز بل فعلَه أمام عامة الناس ليُعلِم الحاضرين جوازه ومشروعيته.
فما يفعله بعضُ المنتسبين إلى العلم من التهويل في قضية الصلاة في المقبرة والتشغيب على الناس فيها كأنها من القطعيات، بل وحملهم فاعليها على الشرك وأنواعه من الجهل المركب والتدليس المحرم، فهذه أقوال السلف بين يديك وذاك عملهم أمام عينيك، لم يبق إلا التعرف على مدارك آرائهم وعلل أحكامهم.
الثاني: أن الأدلة فيها متعارضة متباينة، لا يوجد فيها قطعي ثبوتا ولا دلالةً على ما اختاره البعضُ وصاروا يلزمون به الناس، بل الأدلة فيه متعارضةٌ قابلة للتأويل من الجهتين، وإن كان التأويل القاضي بالجواز أولى وأصح كما سنرى إن شاء الله، إلا أننا نجريه مجرى الخلاف المعتبر.
الثالث: أن أكثر المانعين للصلاة في المقبرة إنما قالوا بالكراهة فقط لا بالتحريم، اللهم ما كان من مذهب الإمام أحمد رحمه الله القاضي بالتحريم المطلق مع ثبوت القول عنه بالكراهة فيما إذا كانت الصلاة في مكان أقل من ثلاثة قبور.
وقولهم بالكراهة يشير إلى أمرين هامين:
-الأول: أن الأمر عندهم أهون مما تصوره بعضُ المتأخرين من كونه ذريعةً للوقوع في الشرك، وأخفُّ مما زعموا كونه تشبها بالكفار وتقليدا لليهود والنصارى.فالتهويل في مسألة الصلاة في المقابر مردود بالنظر إلى الحكم الذي اختاره أغلبُ المانعين وهو الكراهة، ومثل الذرائع الموقعة في الشرك لا يقال فيها بحال إنها مكروهة.فكيف إذا كان القول بالكراهة مرجوحا والراجح الجواز كما سنبينه مفصلا إن شاء الله.
-الثاني: أن القول بالكراهة يقتضي عدم بطلان الصلاة في المقبرة، كما سيتقرر فيما بعد إن شاء الله، وهذا خلافا لِمَن ألزم المصلي بالإعادة أبدا.
إذا تبيَّن هذا فلنلمِحْ إلى أهم الأسباب التي أوجدَت الخلاف في هذه المسألة الفقهية:
قال ابن رشد الحفيد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد"[5] بعد ذكره أهم الأقوال في مواضع الصلاة المباحة والمنهي عنها:
وسبب اختلافهم تعارض ظواهر الآثار في هذا الباب، وذلك أن هاهنا حديثين متفق على صحتهما، وحديثين مختلف فيهما.
فأما المتفق عليهما فقوله عليه الصلاة والسلام: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي"... وذكر فيها: "وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأينما أدركتني الصلاة صليت"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا".
وأما الغيرُ المتفق عليهما فأحدهما ما رُوي أنه عليه الصلاة والسلام "نهى أن يصلى في سبعة مواطن في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي الحمام وفي معاطن الإبل وفوق ظهر بيت الله" خرجه الترمذي، والثاني ما روي أنه قال عليه الصلاة والسلام: "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل".فذهب الناس في هذه الأحاديث ثلاثة مذاهب: أحدها مذهب الترجيح والنسخ، والثاني مذهب البناء أعني بناء الخاص على العام، والثالث مذهب الجمع...اهـ المقصود منه
والمراد منه إيضاح أمور:
-الأول: أنه ليس في مسألة الصلاة في المقبرة دليلٌ من القرآن الكريم أصلا، لا قطعي الدلالة ولا ظنيها؛ ذلك أنها لو كانت من مظاهر الشرك أو مما يوقع فيه كما خافه على المسلمين مَن لا تحقيق عنده، لتعرض لها القرآن الكريم وحسم النزاع فيها، كعادته في سد ذرائع الشرك وأبوابه، خاصةً أن زيارة القبور وتعظيمها والتعبد عندها مما كان رائجا مشهورا في الجاهلية.
فكيف إذا علمت أن معنا من القرآن الكريم ما يشير إلى جواز الصلاة في المقبرة كما سيأتي إن شاء الله.
-الثاني: أن الأدلة المعتمدة من الفريقين غيرُ قطعية حتما، فإما هي أخبار معلولة لا تقوم بها حجةٌ، وإما هي استنباطات مما صح من الآثار فاسدةٌ مردودةٌ. وإلا فإن مدارك أكثر الأئمة في المنع موافقةٌ لمذهب المالكية في الجواز من جهة واحدة، وهي المنع اعتبارا لعلة الحكم، وهو مظنة وجود النجاسة في المقبرة المصلى فيها، فيرجع الأمر إلى قول واحد إن شاء الله وهو الجواز إذا أمنت النجاسة.
-الثالث: أن الإمام ابنَ رشد وغيرَه من المحققين[6] ممن كتب في الخلاف العالي، إنما ذكروا لعلة المنع المفهومة من بعض النصوص وجود النجاسة المانعة من الصلاة إجماعا، ولم يتعرض أحدٌ منهم إلى ادعاء أنها خيفة الوقوع في الشرك أو عبادة القبور أو غير ذلك من الكلام المرسل غير المحقق، الذي لم يظهر إلا بعد القرن السابع مع ابن تيمية وأتباعه.
فالحنفية قالوا: تُكره الصلاةُ في المقبرة إذا كان القبر بين يدي المصلي بحيث لو صلى صلاة الخاشعين وقع بصره عليه. أما إذا كان خلفه أو فوقه أو تحت ما هو واقف عليه فلا كراهة على التحقيق . وقد قيدت الكراهة بأن لا يكون في المقبرة موضع أعد للصلاة لا نجاسة فيه ولا قذر وإلا فلا كراهة وهذا في غير قبور الأنبياء عليهم السلام فلا تكره الصلاة عليها مطلقا.
والمالكية قالوا : الصلاة في المقبرة جائزة بلا كراهة إن أمنت النجاسة فإن لم تؤمن النجاسة ففيه التفصيل المتقدم في الصلاة في المزبلة ونحوها.
والشافعية قالوا : تكره الصلاة في المقبرة غير المنبوشة سواء كانت القبور خلفه أو أمامه أو على يمينه أو شماله أو تحته إلا قبور الشهداء والأنبياء فإن الصلاة لا تكره فيها ما لم يقصد تعظيمهم وإلا حرم، أما الصلاة في المقبرة المنبوشة بلا حائل فإنها باطلة لوجود النجاسة بها.
والحنابلة قالوا : إن الصلاة في المقبرة وهي ما احتوت على ثلاثة قبور فأكثر في أرض موقوفة للدفن باطلة مطلقا، أما إذا لم تحتو على ثلاثة بأن كان بها واحد أو اثنان فالصلاة فيها صحيحة بلا كراهة إن لم يستقبل القبر وإلا كره.[7]
وقال العلامة العدوي في "شرح كفاية الطالب"[8]: (و) أما النهي عن الصلاة في (المزبلة) بفتح الباء وضمها مكان طرح الزبل (و) عن الصلاة في (المجزرة) بفتح الميم وسكون الجيم وكسر الزاي المكان المعد للنحر أو للذبح فنهي كراهة إن لم يؤمن من النجاسة، وإلا جازت وحيث قيل بالكراهة، وصلى فيها أعاد في الوقت على المشهور عامدا أو غيره .
(و) أما النهي عن الصلاة في (مقبرة المشركين) فنهي كراهة لكن ليس في الحديث ذكر المشركين كما وقفت عليه.
ك : المقبرة مثلث الباء فإن كانت غير منبوشة وليس في مواضع الصلاة شيء من أجزاء المقبورين فالمشهور الجواز، وإن كان في مواضع الصلاة شيء من أجزاء المقبورين ، فيجري حكم الصلاة فيها على الخلاف في الآدمي هل ينجس بالموت أو لا؟ وهذا في مقابر المسلمين ، وأما مقابر الكفار فكره ابن حبيب الصلاة فيها ؛ لأنها حفرة من حفر النار، لكن من صلى فيها وأمن من النجاسة فلا تفسد صلاته وإن لم تؤمن كان مصليا على نجاسة.اهـ
بل ذهب بعضُ الحنابلة إلى أن النهي الوارد في بعض النصوص تعبديٌّ محض غير معقول المعنى، لا لمظنة النجاسة المشتهر القول به في كلام الفقهاء ولا سدا لذريعة الشرك المتوهَّمة في كلام بعضِ أهل العلم.
ففي "المغني"[9] لابن قدامة الحنبلي: قال القاضي: المنع من هذه المواضع تعبديٌّ لا لعلة معقولة، فعلى هذا يتناول النهي كلَّ ما وقع عليه الاسم، فلا فرق بين المقبرة القديمة والحديثة، وما تقلبت أتربتها أو لم تتقلب...الخ
فحمل بعضهم النهي على أنه من باب سد ذريعة الشرك تحكُّمٌ يرده الشرع والعقل، وإنما الشرع يحرِّم ما أدى إلى شرك أو مثله بالتصريح لا بالكنايات والإشارات، فهي دعوى باطلة، عن الدليل عارية، واختراع هذا القول مع مخالفته لمذاهب جمهور علماء الأمة أكبر بدعة وأقبح زلة تورط فيها المخالفون، نسأل الله العافية من حب الخلاف.

[فصل في ذكر أدلة المانعين ونقضها]
حاولتُ أن أتتبع أهمَّ وأقوى أدلة منكري الصلاة في المقبرة، فحُصرت عندي في خمسة أحاديث، لا يقوم أصحها سندا وأوضحها دلالة أن يحسم مادَّة الخلاف في المسألة ويحكم برجحانية مذهب المانعين، ثلاثةٌ منها صحيحةٌ غير صريحة، والآخران صريحان غير صحيحين، والحجة لا تقوم إلا بصحيح صريح كما يعلمه صغار طلبة علم الأصول.
فكيف وأن معنا من أدلة الجواز ما لا يعارَض بمثله فضلا عن ما هو أقل منه في الدلالة، فدونك الأحاديث الخمسة نناقشها سندا ومتنا، والله الموفق:
? الحديث الأول: روى البخاري ومسلم[10]عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
قال الإمامُ ابنُ قدامة في "المغني"[11] بعد أن ساق هذا الحديث وأحاديث أخرى معه: فعلى هذا لا تصح الصلاة إلى القبور للنهي عنها.اهـ

وقال ابن تيمية في "شرح عمدة الفقه"[12]: الفصل الثاني في المواضع المستثناة التي نهيَ عن الصلاة فيها وقد عد أصحابنا عشرة مواضع المقبرة والمجزرة والمزبلة والحش والحمام وقارعة الطريق وأعطان الإبل وظهر الكعبة والموضع المغصوب والموضع النجس.
فأما الموضع النجس و المغصوب فقد ذكرنا حكمه، وأما ثلاثة منها فقد تواطأت الأحاديث و استفاضت بالنهي عن الصلاة فيها وهي المقبرة و أعطان الإبل و الحمام وسائرها جاء فيها من الأحاديث ما هو دون ذلك.
أما المقبرة و الحمام فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه الخمسة إلا النسائي وإسناده صحيح.
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم و لا تجعلوها قبورا" رواه الجماعة.
وعن أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا تصلوا إلى القبور و لا تجلسوا عليها" رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه.
وعن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس و هو يقول: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك" رواه مسلم.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".اهـ
وعندنا أن هذا الحديث لا حجةَ فيه على منع الصلاة في المقبرة، بوجه من الوجوه، وإنما استدل به بعضُ المخالفين تكلفا وتحكما، ودونك البيان:
الرد الأول: أن مراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي صرح به الحديث هو العمدُ لبناء المساجد على القبور، ثم الصلاة عندها تبعا لاعتقاد باطل ساد عند اليهود والنصارى.
فحكم الحديث متوجِّهٌ لبناء المساجد خاصة على القبور ثم الصلاة فيها، والمسألة عندنا حول الصلاة في المقبرة بلا مسجد ولا قصد.
الرد الثاني: أن هذه المساجد بُنيت على قبور الأنبياء والصالحين خاصةً، لمقصد معيَّنٍ عند اليهود والنصارى حيث جعلوها أوثانا يعبدونها، فكان الحكم في حديث عائشة رضي الله عنها معقول المعنى مفهوم المغزى، فالاستدلال به على منع الصلاة في المقابر العامة لا لنية سابقة أو قصد كفري ظاهر، من وضع الشيء في غير محلِّه وتكلف الدليل على غير مستدَلِّه.
قال في "مجمع البحار"[13]: وحديث "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" كانوا يجعلونها قبلة يسجدون إليها في الصلاة كالوثن. وأما من اتخذ مسجدا في جوار صالح أو صلى في مقبرة قاصدا به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه، لا التوجه نحوه والتعظيم له فلا حرج فيه. ألا يرى أن مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل؟اهـ
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي في "اللمعات"[14]في شرح هذا الحديث: لما أعلمه بقرب أجله فخشي أن يفعل بعضُ أمته بقبره الشريف ما فعلته اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم فنهى عن ذلك.
قال التوربشتي: هو مُخرَّجٌ على الوجهين، أحدُِهما: كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لهم وقصد العبادة في ذلك. وثانيهما: أنهم كانوا يتحرون الصلاة في مدافن الأنبياء والتوجه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله، نظرا منهم أن ذلك الصنيع أعظمُ موقعا عند الله لاشتماله على الأمرين: العبادة والمبالغة في تعظيم الأنبياء.وكلا الطريقين غيرُ مرضية؛ وأما الأول فشرك جلي، وأما الثانية فلما فيها من معنى الإشراك بالله عز وجل وإن كان خفيا.
والدليل على ذم الوجهين قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".اهـ
وقال العلامة البيضاوي[15]: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيما لشأنهم ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها اتخذوها أوثانا لعنهم ومنع المسلمين من ذلك.
قال: وأما من اتخذ مسجدا في جوار صالح وقصد التبرك بالقرب منه لا لتعظيم له ولا لتوجه نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد.اهـ
قلت: عُلِمَ بهذا أن الوعيد الوارد في حديث عائشة رضي الله عنها إنما هو لعابد قبور الأنبياء، لا للمصلي في المقبرة، وبين الأمرين مفاوز.
وقد ردَّ الإمام الحافظ ابن عبد البر النمري هذا الاستدلال واستغربه في "التمهيد"[16] فقال: وقد احتج بعض من لا يرى الصلاة في المقبرة بهذا الحديث ولا حجة له فيه.اهـ
وقال في موضع آخر من "التمهيد"[17]:في هذا الحديث إباحة الدعاء على أهل الكفر وتحريم السجود على قبور الأنبياء، وفي معنى هذا أنه لا يحل السجود لغير الله عز وجل. ويحتمل الحديث أن لا تجعل قبور الأنبياء قبلة يصلى إليها، وكل ما احتمله الحديث في اللسان العربي فممنوع منه، لأنه إنما دعا على اليهود محذرا لأمته عليه السلام من أن يفعلوا فعلهم.
وقد زعم قومٌ أن في هذا الحديث ما يدل على كراهية الصلاة في المقبرة وإلى القبور وليس في ذلك عندي حجة.اهـ
فحديث عائشة هذا لا يدلُّ أبدا على المنع من الصلاة في المقبرة، أما صراحة فبإجماع المسلمين، وأما إشارةً فبتكلّف المتكلفين، والله أعلم.

? الحديث الثاني: روى البخاري في "صحيحه"[18] ومسلم في "صحيحه"[19] عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا".
وهذا الحديث أيضا استنبط منه بعضُ الأئمة المنعَ من الصلاة في المقبرة تأويلا له، وفهما فهموه من عبارته، والواقع أن هذا الفهم محتملٌ منه، كما احتملوا فيه أيضا معاني أخرى ذكرها الأئمة في مصنفاتهم، وقد علم في محله من كتب الأصول أن "ما دخله الاحتمال سقط به الاستدلال"[20].
وممن ذهب إلى اعتماده دليلا على كراهة الصلاة في المقبرة أمير المؤمنين محمد بن إسماعيل البخاري، حيث ذكره في كتاب "الصلاة" من "صحيحه" مرتين، إحداهما تحت "باب كراهية الصلاة في المقابر"، وثانيتها تحت "باب التطوع في البيت".
قال الحافظ ابن رجب في "شرح البخاري"[21]: ووجه ذلك: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم بأن يصلوا في بيوتهم، ولا يتخذوها قبورا بترك الصلاة فيها، فدل على أن القبور ليس فيها صلاة، وأن البيت يكره إخلاؤه عن الصلاة ، لما فيه من تشبيه بالمقابر الخالية عن الصلاة .اهـ
لكنَّ رأيَ الإمام البخاري ومَن ذهب مذهبه مرجوحٌ ومتعقبٌ عند أهل التحقيق، ودونك البيان:
-الرد الأول: أنه ليس صريحا فيما ذكر بل هو من قبيل التأويل لظاهره، مع احتمال تأويلات غيره ربما أظهر منه، بل هي كذلك حتما كما سنرى.
قال الحافظ العيني في "العمدة"[22]: قيل هذا الحديث لا يطابق الترجمة لأنها في كراهة الصلاة في المقابر، والمراد من الحديث أن لا تكونوا في بيوتكم كالأموات في القبور حيث انقطعت عنهم الأعمال وارتفعت عنهم التكاليف وهو غير متعرض لصلاة الأحياء في ظواهر المقابر ولهذا قال: "لا تتخذوها قبورا" ولم يقل "مقابر".اهـ
قال ابن التين –شارح البخاري-: تأوَّله البخاريُّ على كراهة الصلاة في المقابر، وتأوله جماعة على أنه إنما فيه الندب إلى الصلاة في البيوت، إذ الموتى لا يصلون. كأنه قال: لا تكونوا كالموتى الذين لا يصلون في بيوتهم وهي القبور قال: فأما جواز الصلاة في المقابر أو المنع منه فليس في الحديث ما يؤخذ منه.اهـ
قال الحافظ في "الفتح"[23]: وقال في "النهاية" تبعا ل"المطالع": إن تأويل البخاري مرجوحٌ، والأولى قول من قال: معناه أن الميت لا يصلي في قبره.اهـ
بل ذهب بعضُ أهل العلم إلى تأويل ثالث، رادا فهم البخاري رحمه الله، قال الحافظ في "الفتح"[24]: وقد نازع الإسماعيليُّ المصنفَ أيضا في هذه الترجمة، فقال: الحديث دال على كراهة الصلاة في القبر لا في المقابر.اهـ
قلت: هذا كان أقرب من فهم الإمام البخاري لولا ورود الحديث بألفاظ أخر تبعِدُ تأويله، وقد ذكرها الحافظ هناك في "الفتح".
وقال الحافظ العيني في "عمدة القاري"[25]: "ولا تتخذوها قبورا" من التشبيه البليغ البديع بحذف حرف التشبيه للمبالغة، وهو تشبيه البيت الذي لا يصلى فيه بالقبر الذي لا يتمكن الميت من العبادة فيه.
وقال الخطابي: يحتمل أن يكون معناه: لا تجعلوا بيوتكم أوطانا للنوم لا تصلون فيها فإن النوم أخو الموت.اهـ










قديم 2014-09-05, 10:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العلامة بقيّة السّلف صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان حفظه الله يصف تضييع الدعاة في العالم اليوم الجهود و الأموال و الأوقات في غير نشر التوحيد و يحذر صنيعهم










قديم 2014-09-05, 10:56   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2014-09-05, 10:58   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم طلحة الجزائرية مشاهدة المشاركة
العلامة بقيّة السّلف صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان حفظه الله يصف تضييع الدعاة في العالم اليوم الجهود و الأموال و الأوقات في غير نشر التوحيد و يحذر صنيعهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم طلحة الجزائرية مشاهدة المشاركة
فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ فَتُصَلِّي وَتَبْكِي عِنْدَهُ .:

حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْعَدْلُ بِالطَّابرَانِ ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ فَتُصَلِّي وَتَبْكِي عِنْدَهُ .
مستدرك الحاكم

هذا الحديث رواته عن أخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين .

فهنا الحاكم يرد على تضعيف الذهبي و أما نقل الدمشقية بأن البيهقي قد ضعف هذا الحديث و علله بالانقطاع فالدمشقية مفتر لأن ما علله بالانقطاع هو سند آخر ، يذكر البيهقي في السنن الكبرى ج4 باب ما ورد في دخولهن في عموم قوله فزوروها حديث رقم [ 7000 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا عثمان بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده كذا قال وقد قيل عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع فإن السند الذي علله البيهقي ليس المذكور في الرواية و إنما سند آخر و بين إنقطاعه ، و أيضاً هذا رد على الذهبي فإن السند الثاني لو كان معلولاً بغير الانقطاع لذكر ذلك البيهقي ، و لكنه لم يذكر أي تضعيف لذلك .

و نستنتج أن الدمشقية حاول التدليس على الناس بأن البيهقي يضعف هذه الرواية بالانقطاع بينما هو يضعف سنداً .









قديم 2014-09-05, 10:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

��فوائد زاد المعاد ��

(( 4 ))
---------
: قال الامام ابن القيم رحمه الله ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تعلية القبور ولا بناؤها بآجر ولا بحجر ولبن ولا تشييدها ولا تطيينها ولا بناء القباب عليها
فكل هذا بدعة مكروهة مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم
وقد بعث علي بن ابي طالب رضي الله عنه إلى اليمن ألا يدع تمثالا إلا طمسه ولا قبرا مشرفا إلا سواه
فسنته صلى الله عليه وسلم تسوية هذه القبور المشرفة كلها ونهى
ان يجصص القبر وأن يبنى عليه وأن يكتب عليه
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن �� اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها ��واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعله
ونهى عن الصلاة إلى القبور ونهى أمته أن يتخذوا قبره عيدا ولعن زوارات القبور
وكان هديه ان لا تهان القبور وتوطأ والا يجلس عليها ويتكأ عليها ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها وتتخذ أعيادا وأوثانا
----------------------------
المصدر / زاد المعاد في هدي خير العباد : الجزء الاول ص ( 504 ) ( 507 )










قديم 2014-09-05, 11:01   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ فَتُصَلِّي وَتَبْكِي عِنْدَهُ .:

حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْعَدْلُ بِالطَّابرَانِ ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ فَتُصَلِّي وَتَبْكِي عِنْدَهُ .
مستدرك الحاكم

هذا الحديث رواته عن أخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين .

فهنا الحاكم يرد على تضعيف الذهبي و أما نقل الدمشقية بأن البيهقي قد ضعف هذا الحديث و علله بالانقطاع فالدمشقية مفتر لأن ما علله بالانقطاع هو سند آخر ، يذكر البيهقي في السنن الكبرى ج4 باب ما ورد في دخولهن في عموم قوله فزوروها حديث رقم [ 7000 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا عثمان بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده كذا قال وقد قيل عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع فإن السند الذي علله البيهقي ليس المذكور في الرواية و إنما سند آخر و بين إنقطاعه ، و أيضاً هذا رد على الذهبي فإن السند الثاني لو كان معلولاً بغير الانقطاع لذكر ذلك البيهقي ، و لكنه لم يذكر أي تضعيف لذلك .

و نستنتج أن الدمشقية حاول التدليس على الناس بأن البيهقي يضعف هذه الرواية بالانقطاع بينما هو يضعف سنداً


من هو الاجدر بالاتباع فاطمة الزهراء رضي الله عنها حبيبة الرسول عليه الصلاة و السلام ؟؟؟؟؟؟
ام شيوخكم ابن تيمية و ابن القيم رحمهم الله الذين قدستموهم وجعلتموهم افضل من فاطمة الزهراء رضي الله عنها و من نبينا محمد عليه افضل الصلاة و السلام و صحابته الكرام الميامين




.










آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-09-05 في 11:05.
قديم 2014-09-05, 11:02   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

]










قديم 2014-09-05, 11:08   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم طلحة الجزائرية مشاهدة المشاركة
]
من هو الاجدر بالاتباع فاطمة الزهراء رضي الله عنها حبيبة الرسول عليه الصلاة و السلام ؟؟؟؟؟؟
ام شيوخكم ابن تيمية و ابن القيم رحمهم الله الذين قدستموهم وجعلتموهم افضل من فاطمة الزهراء رضي الله عنها و من نبينا محمد عليه افضل الصلاة و السلام و صحابته الكرام الميامين
فاطمة الزهراء التي كانت تذهب الى قبر عمها سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب في جبل احد الذي كان يبعد عن بيتها و مسجد الرسول عليه الصلاة و السلام بمسافة 4 كم









قديم 2014-09-05, 11:11   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها تأمر بالتوسل بقبر النبي عليه افضل الصلاة و السلام


سنن الدارمي - المقدمة - ما أكرم الله تعالى نبيه (ص) بعد - رقم الحديث : ( 92 )

‏- حدثنا : ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏سعيد بن زيد ‏ ‏، حدثنا : ‏عمرو بن مالك النكري ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏أبو الجوزاء أوس بن عبد الله ‏ ‏قال : قحط ‏ ‏أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏قحطاً ‏ ‏شديداً فشكواً إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) ‏فإجعلوا منه ‏ ‏كوى ‏ ‏إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى ‏ ‏تفتقت ‏ ‏من الشحم فسمي عام ‏ ‏الفتق. ‏

الرابط :
https://hadith.al-islam.com/Display/D...?hnum=92&doc=8


غريب الحديث - غريب ما روى الموالي عن النبي (ص) - الحديث الثامن

1082 - حدثنا : إبن أبي الربيع ، حدثنا : عارم ، عن سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء : قحط الناس فشكواً إلى عائشة ، فقالت : إنظروا إلى قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كواً إلى السماء ، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفقت فسمي عام الفتق قوله : في ألفتق الدية وهو إنفتاق المثانة ، فقال زيد بن ثابت : فبه الدية ، فإن كان أراد دية الفتق فحسن ، وإن كان أراد مثل دية النفس ، فقد خالفه أبو مجلز ، وشريح ، والشعبي ، فجعلوا فيها ثلث الدية وقال مالك ، وسفيان : فيها الإجتهاد من الحاكم وقوله : سمي عام الفتق ، يريد عام الخصب ، وأخبرنا : أبو نصر بذلك ، وأنشدنا : يأوي إلى سفعاء كالثوب الخلق لم ترج رسلاً بعد أعوام الفتق وصف صائداً ، فقال : يأوي إلى إمرأة سفعاء سوداء كالثوب الخلق يعني : كبيرة ، لم ترج رسلاً : يعني لبناً مما أصابها من الجهد بعد أعوام مضت كان فيها الخصب ، والسمن ؟.

الرابط :
https://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?HadithID=237078


المقريزي - إمتاع الأسماع - الجزء : ( 14 ) - رقم الصفحة : ( 614 )

- وخرج أبو محمد الروائي من طريق إبن زيد بن سعد ، حدثنا : عمرو بن مالك البكري ، حدثنا : أبو الحور بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكواً إلى عائشة (ر) ، فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب ، وسمنت الإبل ، حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق.


الشامي - السيرة النبوية - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 347 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- الباب الثامن : في الإستسقاء بقبره الشريف (ص) : روى الدارمي عن أبي الجوراء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة . . . فشكواً إلى عائشة . . . فقالت : إنظروا إلى قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كوه إلى السماء . . . قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب ........


الزبيدي - تاج العروس - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 41 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- وقال أبو الجوزاء : قحط الناس فشكواً إلى عائشة (ر) فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كوة إلى السماء ففعلوا فمطروا ، حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت فسمي عام الفتق ( و ) من المجاز الفتق.


الحصني الدمشقي - سبل الهدى والرشاد - الجزء : ( 12 ) - رقم الصفحة : ( 347 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- في الإستسقاء بقبره الشريف (ص) : روى الدارمي عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكواً إلى عائشة (ر) فقالت : إنظروا إلى قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي : عام الفتق.


الحصني الدمشقي - دفع الشبه عن الرسول (ص) - رقم الصفحة : ( 166 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- من أنباء التوسل بقبر النبي (ص) وآثاره ، وقد تقدم توسل آدم (ص) بالنبي (ص) ، وأن الله قبله بسبب التوسل ، وجعل هذا الزنديق آدم (ص) بتوسله بالنبي (ص) ظالماً ضالاً مشركاً ، وليس وراء ذلك زندقة وكفر ، وروي عن أبي الجوزاء قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً ، فشكواً إلى عائشة (ر) ذلك ، فقالت : أمضوا إلى القبر واجعلوا منه كوة إلى السماء ، حتى لا يكون بينها وبين السماء شئ . ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب ، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام التفتق.


محمود سعيد ممدوح - رفع المنارة - رقم الصفحة : ( 203 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

15 - أثر : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكواً إلى عائشة فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كواً إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق.

- قال الحافظ الدارمي في سننه ( 1 / 43 - 44 ) : باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته : ، حدثنا : أبو النعمان ، ثنا : سعيد بن زيد ، ثنا : عمرو بن مالك النكرى ، حدثنا : أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكواً إلى عائشة فقالت : إنظروا إلى قبر النبي (ص) فإجعلوا منة كواً إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ، قلت : هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى.


حسن بن علي السقاف - الإغاثة - رقم الصفحة : ( 25 )

[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]

- حدثنا : أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكواً إلى عائشة فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) فإجعلوا منه كواً إلى السماء حتى لا يبقى بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق .

قلت : وهذا صريح أيضاً بإسناد صحيح بأن السيدة عائشة (ر) إستغاثت بالنبي (ص) بعد موته ، وكذا جميع الصحابة الذين كانوا هناك وافقوها وفعلوا ما أرشدتهم إليه ، وكأنها أيضاً تقول : إذا جعلتم كواً إلى السماء فأنتم تسألون النبي (ص) أن يدعو الله تعالى أن يمطرنا من السماء ، كما كأن النبي أحياناً يخرج بهم عند الإستسقاء إلى الصحراء وأحياناً على منبره (ص).










آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-09-05 في 11:14.
قديم 2014-09-05, 11:24   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها تأمر بالتوسل بقبر النبي عليه افضل الصلاة و السلام


سنن الدارمي - المقدمة - ما أكرم الله تعالى نبيه (ص) بعد - رقم الحديث : ( 92 )

‏- حدثنا : ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏سعيد بن زيد ‏ ‏، حدثنا : ‏عمرو بن مالك النكري ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏أبو الجوزاء أوس بن عبد الله ‏ ‏قال : قحط ‏ ‏أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏قحطاً ‏ ‏شديداً فشكواً إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) ‏فإجعلوا منه ‏ ‏كوى ‏ ‏إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى ‏ ‏تفتقت ‏ ‏من الشحم فسمي عام ‏ ‏الفتق. ‏
أثر فتح الكوى فوق قبر الرسول إلى السماء:

روى الدارمي في "سننه" (1/43): حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد ابن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحَط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين
السماء سقف، قال: ففعلوا، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق.
هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فيه ضعف. قال فيه الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. وقال الذهبي في "الميزان": (قال يحيى بن سعيد: ضعيف، وقال السعدي: ليس بحجة، يضعفون حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وقال أحمد: ليس به بأس، كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه).
وثانيهما: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي ، ولو صح لم تكن فيه حجة، لأنه يحتمل أن يكون من قبيل الآراء الاجتهادية لبعض الصحابة، مما يخطئون فيه ويصيبون، ولسنا ملزمين بالعمل بها.

وثالثها: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل، يعرف بعارم، وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي ، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في "الصحيحين" عن عائشة أن النبي  كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة النبوية كذلك في مسجد الرسول .. ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه يُبنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف.وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين لو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت، ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه، فأين هذا من هذا، والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو بعمله، فإن الله تعالى يحب أن نتوسل اليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه  ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه، وإن أريد أن نتوسل إليه بما تُحَبُ ذاته، وإن لم يكن هناك ما يحب الله أن نتوسل به من الإيمان والعمل الصالح، فهذا باطل عقلاً وشرعاً، أما عقلاً فلأنه ليس في كون الشخص المعين محبوباً له ما يوجب كون حاجتي تقضى بالتوسل بذاته إذا لم يكن مني ولا منه سبب تقضى به حاجتي، فإن كان منه دعاء لي أو كان مني إيمان به وطاعة له فلا ريب أن هذه وسيلة، وأما نفس ذاته المحبوبة فأي وسيلة لي منها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت به فيها.




قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت : أنظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يبقى بينه وبين السماء سقف . قال : ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق وهذا صريح أيضا بإسناد صحيح بأن السيدة عائشة استغاثت بالنبي ( ص) بعد موته وكذا جميع الصحابة الذين كانوا هناك وافقوها وفعلوا ما أرشدتهم إليه . وكأنها أيضا تقول إذا جعلتم كوا إلى السماء فأنتم تسألون النبي ( ص) أن يدعو الله تعالى أن يمطرنا من السماء ، كما كان النبي أحيانا يخرج بهم عند الاستسقاء إلى الصحراء وأحيانا على منبره ( ص) .

أقول الكلام على متن هذا الحديث :

إن من يتأمل متن هذا الحديث ير الصنعة بادية عليه دونما خفاء رغم ما حاول صانعوه من إفاضة برود الصحة عليه !!! على أن الله تعالى الذي حفظ دينه يمكر بهم حتى يظنوا أنهم قد أغلقوا منافذ كل احتمال بانكشاف أمر وضع هذا الحديث وأنهم قد أحكموا مغالقة ولكن الحقيقة أنهم صاغوه بشكل جعلوه واضح الصنعة بل وكأنهم هم أنفسهم يشيرون إلى نوافذه المفتوحة التي ظنوا أنهم قد أحكموا مغالقها …( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )

نعم أقول إنهم هم الذين يشيرون إلى مواقع الضعف والوضع في هذا الحديث ..!!!؟ ولو أمعنا النظر لتبين ذلك :

1 – يتقولون على عائشة أنها قالت : [ انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ] .

وما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة وعائشة بقيت ساكنة فيه فكيف تقول لهم ما قالت أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدموا سقف البيت التي تسكنه ؟ فهل هذا القول تقوله عائشة فتبقى ساكنة في بيت لا سقف له ..؟

2 – إنها تقول فيما يزعمون : أن يجعلوا كوة من القبر إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا وعلى فرض أن السقف قد أنزلوه فيبقى حاجباً جسده الشريف صلى الله عليه وسلم وإن الكوة حسب قول عائشة يجب أن تفتح من القبر لقولها : [ انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء ] فهل نبشوا القبر حتى جعلوا منه كوة إلى السماء …؟ يقول الحديث : [ … ففعلوا …] قولوا لي بربكم : متى كان هذا ؟ من الذي تجرأ على نبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجعلوا منه كوة إلى السماء متى فعلوا ؟ في أي زمن وفعل ….مثل هذا !!!! أيبقى مكتوباً فلا تذكره كتب التاريخ والسير ؟!!! دلونا في أي كتاب من كتب التاريخ ذكر هذا الخبر …

3 – إذا كان كشف قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مجلبة لنزول المطر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان حياً كان دائماً معرضاً جسمه إلى السماء ككل الناس في غدواته وروحاته وقد قحطوا في عهده صلى الله عليه وسلم فلم ينزل الغيث بمجرد كون جسم رسول الله معروضاً للسماء بطبيعة الحال بل بقي القحط مستمراً حتى خرج صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى ظاهرة المدينة فاستسقى لهم أي دعا الله لهم فسقوا فلماذا لم يغثهم الله إلا بالدعاء …؟

4 – ولماذا سكتت عائشة عن هذه النصيحة فلعلهم يقولون قالتها في أول القحط ولم تسكت عنها فنقول لماذا لم يعمل عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما رأى أول الأمر أن الناس كشفوا القبر فسقوا ولماذا لم يفعل هو ذلك أيضاً بل خرج بالناس إلى خارج المدينة وقال للعباس ادع فدعا واستجاب الله دعاءه فسقوا الغيث .

5 – بعد أن فتحوا كوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومطروا أما امتلأت الغرفة بالماء فأين سكنت عائشة …؟!!

6 – لما دخل رجل أعرابي إلى المسجد والرسول قائم على المنبر يخطب الجمعة فشكا الأعرابي القحط فدعا الرسول له وهو على المنبر ثم لما عاد في الجمعة القابلة ودخل المسجد والرسول قائم يخطب على المنبر فطلب الأعرابي أن يدعو الرسول صلى لإمساك المطر عنهم بعد أن تقطعت السبل فدعا الله واستجاب الله دعوته كل ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم محجوب الجسد بسقف المسجد ومع ذلك فقد أغاثهم ولم لم يخرج الرسول ويعرض نفسه للسماء إذ بمجرد ذلك كان يجب أن ترخي السماء بغيث مغيث . ولكن لم يفعل رسول الله ذلك أكان يجهل أن جسده مجلبة للغيث …؟

7 – ثم لماذا لم يجعلوا القبر مكشوفاً أبداً ليكون الغيث مواصلاً عند اللزوم فلو كان فتح الكوة من القبر يوجب استدرار الغيث لما حجبوها بالقبة الخضراء إلى يومنا هذا ولجعلوا القبر مكشوفاً إلى يوم القيامة لاسيما وأن الحجاز تغلب على مناخه طبيعة الجفاف وهو أكثر الأقاليم حاجة إلى المطر .

8 – لو كان هذا الخبر صحيحاً كما يزعمون لكانت بلاد الحجاز أو المدينة على الأقل مروجاً وجنات وأنهار من كثرة الأمطار التي تنزل بسبب فتح الكوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

9 – يقول الحديث : [ فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ]

إن الناس في حينه كانوا يملكون الإبل والغنم والبقر والخيل فلماذا تفتقت الإبل ولم تتفتق أيضاً الغنم والبقر والخيل ؟ ولعله اكتفى بذكر الجزء ليعبر عن الكل وهذا جائز فمعنى ذلك أن الإبل والغنم والبقر والخيل قد تفتقت من الشحم أيضاً فإذا صح هذا فإن هذا الفتق العام يكون مأساة وكارثة لأن هذا الفتق يؤدي إلى الموت فيكون هذا الغيث غيث عذاب لا غيث رحمة فمتى كان ذلك ..؟

وإنني لواثق تمام الوثوق أن كل ما جاء في هذا الحديث لا أساس له من الصحة وأنه لموضوع المتن ومصنوع صناعة غر لم يستطع أن يصيغه بصيغة مقبولة فمتنه يشير غليه قبل سنده بأنه واه ساقط المعنى ولما ركب صانعه له السند ما كان في سنده أحكم من صناعة متنه فركب له سنداً من أوهي الأسناد وهو يظن أنه أحكم الصنعة وسد المنافذ !!؟ بهذا الحديث وأمثاله يوفق هو وغيره إلى تحويل عقائد المسلمين وإلى ضلالات ولكن خيب الله فألهم وأطاش سهامهم فأوجد في المسلمين رجالاً ينخلون الأحاديث نخلاً وهذا من فضله على هذه الأمة المحمدية بحفظه دينه الذي ارتضى لعباده .

أما هذا الحديث فقد كشف متنه كما تقدم … أما سنده فإليك ما قال علماء علم الحديث فيه :

ذكر هذا الحديث الشيخ دحلان في كتابه : (( الدرر السنية في الرد على الوهابية )) مستشهداً به على صحة التوسل بذوات المخلوقين وخاصة بذات النبي الكريم صلوات وسلامه عليه . ويعزي الدحلان في كتابه ما ذكره في كتابه المشار إليه إلى ما نقله عن السمهودي فقال :

(( ذكر العلامة السمهودي في خلاصة الوفا : (( إن من الأدلة على صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ما رواه الدارمي في صحيحه عن أبي الجوزاء ثم ذكر الحديث )) .

وقد رد عليه الشيخ بشير السهسواني الهندي رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته في كتابه المسمى صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان )) بما يلي :

1 – إطلاق الصحيح على مسند الدرامي ليس صحيحاً قال المغلطاني : ( أن جماعة أطلقوا على مسند الدارمي بكونه صحيحاً فتعقبهم ابن حجر بقوله :

(( إني لم أر ذلك في كلام أحد ممن يعتمد عليه كيف ولو أطلق ذلك من لا يعتد به لكان الواقع بخلافه )) )

2 – قال العراقي : المرسل والمعضل والمنقطع والمقطوع فيه كثير .

3 – أن في سنده محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري قال الحافظ في التقريب : لقبه (( عارم )) ثقة ثبت تغير في آخر عمره وقال في الخلاصة : اختلط (( عارم )) وقال أبو حاتم : من سمع منه قبل سنة /220/ فسماعه جيد . وقال البخاري : تغير عارم آخر عمره . وقال أبو داود : أن (( عارماً )) أنكر سنة /213/ ثم استحكم به الاختلاط سنة /216/ ولم يسمع منه أبو داود لتغيره .

4 – إن في سنده : سعيد بن زيد . قال الذهبي : ليس بالقوي وقال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام . وقال في الخلاصة ، قال ابن معين وقال أحمد : ليس به بأس وقال النسائي ليس بالقوي . قال الذهبي في الميزان : ضعيف . وقال السعدي : ليس بحجة يضعفون حديثه . قال أحمد ليس به بأس . وكان يحيى بن سعيد لا يستريبه .

5 – أن في سنده : عمر بن مالك المنكري قال الحافظ في التقريب صدوق له أوهام .

6 – أن في سنده أبا الجوزاء أوس بن عبد الله . قال في التقريب أوس ابن عبد الله الربعي البصري وثقوه وقال يحيى بن سعيد : قتل في الجماجم في إسناده نظر ويختلفون فيه وقال أيضاً في الكنى : أبو الجوزاء الربعي أوس تابعي مشهور قال البخاري : في إسناده نظر فقد ثبت أن الحديث ضعيف منقطع .

7 – أن الحديث موقوف فلا يصح حجة عند المحققين .

8 – يعارضه حديث عمر رضى الله عنه . ( ذكر محمد بن إسحاق في مغازيه عن خالد بن دنيا عن أبي العالية قال :

لما فتحنا (( تستر )) وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميت عند رأسه مصحف له فحملنا المصحف إلى عمر رضى الله عنه فدعا كعباً فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد … قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس فلا ينبشونه قلت وما يرجون منه !

قال : كانت السماء إذا حسبت عنهم أبرزوا السرير فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل …؟ قال : دانيال قلت منذكم وجدتموه مات ؟

قال منذ /300/سنة (1) قلت : ما كان قد تغير منه شيء …؟ قال : إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع ) .

فانظر ما في هذه القصة من صنع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعمية قبر هذا الرجل لئلا يفتتن به الناس كذا في ( تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان ) انتهى رد الشيخ بشير السهسواني .




بطلان حديث أوس في التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-

السؤال رقم (5599): قرأت هذا الحديث في مقدمة سنن الدرامي، وقد ذكر لي أن الدرامي من علماء الحديث، أفلا يدل على جواز التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- خاصة وأن الذي أمرهم بذلك السيدة عائشة؟

عن أبي الجوزاء أوس بن عبدالله قال: "قحط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة فقالت: "انظروا قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.



أجاب عن السؤال الشيخ/ د.فهد بن عبدالرحمن اليحيى (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام)

الجواب:

لا شك أن الدرامي –رحمه الله- من علماء الحديث ومن أصحاب الكتب المصنفة فيه، ولكن لا تلازم بين عدالة وإمامة الجامع للأحاديث في مصنف، وبين صحة كل ما ورد فيه؛ لأنه يذكر الأحاديث بأسانيدها، ويستطيع الباحث عن صحتها بعد ذلك أن يعرف هل هي صحيحة أو لا من خلال البحث؟

فهذا الحديث أخرجه الدرامي في سننه رقم (92) باللفظ المذكور في السؤال، ولكن هذا الحديث فيه علل من حيث الإسناد ومن حيث المتن، فأما من حيث الإسناد:

1-فيه سعيد بن زيد، نقل العقيلي في الضعفاء عن يحيى بن معين أنه ضعيف، وأنه ليس بشيء، وضعفه يحيى بن سعيد.

فإذا انفرد في مثل هذا الحديث فهذه علة قوية.

2-فيه أبو النعمان: محمد بن الفضل الملقب بعارم، قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت تغير في آخر عمره، وقد نص على اختلاطه البخاري وأبو حاتم والعقيلي والنسائي والدارقطني.

3-فيه عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن حبان: يخطيء ويغرب، وقال في الكامل في الضعفاء: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام، وإن كان قد نقل في التهذيب من الطعن فيه ما يظهر للناظر أنه أدنى مرتبة من قوله صدوق له أوهام، والله أعلم.

وأما من حيث المتن:

1-ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري: وما روي عن عائشة –رضي الله عنها- من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة كذلك في مسجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه بني حول حجرة عائشة التي فيها قبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف، وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين، ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله، وإنما فتحوا على القبر لتتنزل الرحمة عليه، ولم يكن بدعائه أو بعلمه فإن الله –تعالى- يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه –صلى الله عليه وسلم- ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه.

2-أن هذا الأثر فيه غرابة؛ لأن فتح السقف على القبر كيف يكون له أثر في نزول المطر؟! فهل المقصود أن يكون القبر حينئذ أقرب إلى الله؟ فكيف يقال هذا والنبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند وفاته: "في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى"، كما في الصحيحين؟ فمنزلته –عليه الصلاة والسلام- أعلى من أن يتصور أن يحول بينه وبين قربه من ربه سقف الحجرة فضلاً عن غيره.

وإن كان المقصود أن ينزل المطر على قبره فإذاً كان قبره بحاجة إلى تنزل الرحمة عليه كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، مع أن تنزل المطر على قبره لا يظهر كونه سبباً للاستسقاء.

3-أن من يستدل بهذا الأثر إنما يستدل به على التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- كما هو وارد في السؤال أيضاً.

وهذا الاستدلال لا يستقيم حتى مع صحة الأثر ولو كان باتفاق الصحابة –رضي الله عنهم-، وذلك أن الأثر ليس فيه إلا فتح الكوى، فليس فيه أن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أمرتهم بالتوسل بذاته –عليه الصلاة والسلام- وقالت: قولوا: اللهم اسقنا بنبيك أو بجاهه ونحو ذلك.

4-أن هذا الأثر -على فرض صحته- هو من قبيل الموقوف عن عائشة –رضي الله عنها، وحينئذ فقد يكون اجتهاداً منها في هذه المسألة لم ينقل عن غيرها مثله، ومن استقرأ ما جاء عن الصحابة –رضي الله عنهم- تبين له أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، مع أنهم أصدق الناس له حباً وأكملهم له اتباعاً، بل كانوا يتوسلون بدعائه –صلى الله عليه وسلم- في حياته، وأما بعد مماته فكانوا يدعون الله مباشرة، أو يطلبون ممن يرونه أصلح منهم وأتقى لله وأقرب إليه أن يدعوا لهم كما في قصة عمر –رضي الله عنه- في توسله بالعباس –رضي الله عنه- حين قحطوا وذلك بطلب الدعاء منه، وهذا في البخاري، وكذلك طلبه من أويس القرني أن يدعو له وهذا في الصحيحين، وكما طلب معاوية –رضي الله عنه- من يزيد بن الأسود أن يدعو في الاستسقاء.

وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ لو كانوا يرون التوسل به جائزاً ما عدلوا عنه إلى غيره. بل إن عمر –رضي الله عنه- وهو من هو في العلم والدين والفضل لم يتوجه إلى قبر المصطفى –عليه الصلاة والسلام- عند الاستسقاء، بل إنما طلب من العباس الدعاء، وكان هذا بمجمع من الصحابة –رضي الله عنهم-، ومع ذلك لم ينقل أن أحداًَ منهم أرشده إلى غير ما فعله.

فلو فرض ثبوت النقل عن أحد من الصحابة خلاف ذلك كما في هذا الأثر عن عائشة –رضي الله عنها- لو صح، وكما ورد في أثر آخر أيضاً لم يثبت عن عثمان بن حنيف –رضي الله عنه- فهذا لا يقاوم ما ثبت عن جمهورهم من ترك ذلك، وما زال بعض الصحابة يقول القول ولا يوافق عليه سائرهم، كما كان ابن عمر –رضي الله عنه- يغسل عينيه في الوضوء. وكما كان أبو هريرة يغسل ذراعيه حتى يبلغ الإبط، وكقول ابن عباس في العول وبعض مسائل الفرائض وغير ذلك. بل عائشة –رضي الله عنها- جاء عنها بعض مسائل لم يوافقها عليه سائر الصحابة وعامة الأمة كثبوت المحرمية برضاع الكبير وغيرها. وقول الصحابي إنما يكون حجة حين يوافقه بقية الصحابة فيصبح إجماعاً. أو لا ينقل عن غيره مخالفة له، أو لا يعرف له مخالف، فقوله حينئذ حجة عند طوائف من أهل العلم.

5-أن هذا الأثر لو صح أو صح غيره مما يدل على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، واعتقد الناظر صحة تلك الأدلة وأنه لا معارض لها فينبغي حينئذ أن يقتصر على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- دون غيره، فإن إلحاق غيره به لا يصح بحال، ولا يمكن الاستدلال له بذات الأدلة؛ لما لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الخصوصية والمنزلة التي لا يشاركه -بل ولا يدانيه- فيها غيره.

وهذا على فرض صحة الأدلة وسلامتها من المعارض مع أنا قد بينا خلاف ذلك، وليس لأحد حين يتبين له الحق أن يحيد عنه إلى غيره وقد تبين له ضعف دليله، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.









قديم 2014-09-05, 11:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة
ثر فتح الكوى فوق قبر الرسول  إلى السماء:
روى الدارمي في "سننه" (1/43): حدثنا أبو النعمان ثنا سعيد ابن زيد ثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحَط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبي  فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين
السماء سقف، قال: ففعلوا، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق.
هذا سند ضعيف لا تقوم به حجة لأمور ثلاثة:
أولها: أن سعيد بن زيد وهو أخو حماد بن زيد فيه ضعف. قال فيه الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. وقال الذهبي في "الميزان": (قال يحيى بن سعيد: ضعيف، وقال السعدي: ليس بحجة، يضعفون حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي، وقال أحمد: ليس به بأس، كان يحيى بن سعيد لا يستمرئه).
وثانيهما: أنه موقوف على عائشة وليس بمرفوع إلى النبي ، ولو صح لم تكن فيه حجة، لأنه يحتمل أن يكون من قبيل الآراء الاجتهادية لبعض الصحابة، مما يخطئون فيه ويصيبون، ولسنا ملزمين بالعمل بها.

وثالثها: أن أبا النعمان هذا هو محمد بن الفضل، يعرف بعارم، وهو وإن كان ثقة فقد اختلط في آخر عمره.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وما روي عن عائشة رضي الله عنها من فتح الكوة من قبره إلى السماء، لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي ، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في "الصحيحين" عن عائشة أن النبي  كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة النبوية كذلك في مسجد الرسول .. ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه يُبنى حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف.وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين لو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق ولا يتوسلون في دعائهم بميت، ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا على القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه، فأين هذا من هذا، والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو بعمله، فإن الله تعالى يحب أن نتوسل اليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه  ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه، وإن أريد أن نتوسل إليه بما تُحَبُ ذاته، وإن لم يكن هناك ما يحب الله أن نتوسل به من الإيمان والعمل الصالح، فهذا باطل عقلاً وشرعاً، أما عقلاً فلأنه ليس في كون الشخص المعين محبوباً له ما يوجب كون حاجتي تقضى بالتوسل بذاته إذا لم يكن مني ولا منه سبب تقضى به حاجتي، فإن كان منه دعاء لي أو كان مني إيمان به وطاعة له فلا ريب أن هذه وسيلة، وأما نفس ذاته المحبوبة فأي وسيلة لي منها إذا لم يحصل لي السبب الذي أمرت به فيها.




قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت : أنظروا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلوا منه كوا إلى السماء حتى لا يبقى بينه وبين السماء سقف . قال : ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق وهذا صريح أيضا بإسناد صحيح بأن السيدة عائشة استغاثت بالنبي ( ص) بعد موته وكذا جميع الصحابة الذين كانوا هناك وافقوها وفعلوا ما أرشدتهم إليه . وكأنها أيضا تقول إذا جعلتم كوا إلى السماء فأنتم تسألون النبي ( ص) أن يدعو الله تعالى أن يمطرنا من السماء ، كما كان النبي أحيانا يخرج بهم عند الاستسقاء إلى الصحراء وأحيانا على منبره ( ص) .

أقول الكلام على متن هذا الحديث :

إن من يتأمل متن هذا الحديث ير الصنعة بادية عليه دونما خفاء رغم ما حاول صانعوه من إفاضة برود الصحة عليه !!! على أن الله تعالى الذي حفظ دينه يمكر بهم حتى يظنوا أنهم قد أغلقوا منافذ كل احتمال بانكشاف أمر وضع هذا الحديث وأنهم قد أحكموا مغالقة ولكن الحقيقة أنهم صاغوه بشكل جعلوه واضح الصنعة بل وكأنهم هم أنفسهم يشيرون إلى نوافذه المفتوحة التي ظنوا أنهم قد أحكموا مغالقها …( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )

نعم أقول إنهم هم الذين يشيرون إلى مواقع الضعف والوضع في هذا الحديث ..!!!؟ ولو أمعنا النظر لتبين ذلك :

1 – يتقولون على عائشة أنها قالت : [ انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ] .

وما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة وعائشة بقيت ساكنة فيه فكيف تقول لهم ما قالت أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدموا سقف البيت التي تسكنه ؟ فهل هذا القول تقوله عائشة فتبقى ساكنة في بيت لا سقف له ..؟

2 – إنها تقول فيما يزعمون : أن يجعلوا كوة من القبر إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا وعلى فرض أن السقف قد أنزلوه فيبقى حاجباً جسده الشريف صلى الله عليه وسلم وإن الكوة حسب قول عائشة يجب أن تفتح من القبر لقولها : [ انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء ] فهل نبشوا القبر حتى جعلوا منه كوة إلى السماء …؟ يقول الحديث : [ … ففعلوا …] قولوا لي بربكم : متى كان هذا ؟ من الذي تجرأ على نبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجعلوا منه كوة إلى السماء متى فعلوا ؟ في أي زمن وفعل ….مثل هذا !!!! أيبقى مكتوباً فلا تذكره كتب التاريخ والسير ؟!!! دلونا في أي كتاب من كتب التاريخ ذكر هذا الخبر …

3 – إذا كان كشف قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مجلبة لنزول المطر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان حياً كان دائماً معرضاً جسمه إلى السماء ككل الناس في غدواته وروحاته وقد قحطوا في عهده صلى الله عليه وسلم فلم ينزل الغيث بمجرد كون جسم رسول الله معروضاً للسماء بطبيعة الحال بل بقي القحط مستمراً حتى خرج صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى ظاهرة المدينة فاستسقى لهم أي دعا الله لهم فسقوا فلماذا لم يغثهم الله إلا بالدعاء …؟

4 – ولماذا سكتت عائشة عن هذه النصيحة فلعلهم يقولون قالتها في أول القحط ولم تسكت عنها فنقول لماذا لم يعمل عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما رأى أول الأمر أن الناس كشفوا القبر فسقوا ولماذا لم يفعل هو ذلك أيضاً بل خرج بالناس إلى خارج المدينة وقال للعباس ادع فدعا واستجاب الله دعاءه فسقوا الغيث .

5 – بعد أن فتحوا كوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومطروا أما امتلأت الغرفة بالماء فأين سكنت عائشة …؟!!

6 – لما دخل رجل أعرابي إلى المسجد والرسول قائم على المنبر يخطب الجمعة فشكا الأعرابي القحط فدعا الرسول له وهو على المنبر ثم لما عاد في الجمعة القابلة ودخل المسجد والرسول قائم يخطب على المنبر فطلب الأعرابي أن يدعو الرسول صلى لإمساك المطر عنهم بعد أن تقطعت السبل فدعا الله واستجاب الله دعوته كل ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم محجوب الجسد بسقف المسجد ومع ذلك فقد أغاثهم ولم لم يخرج الرسول ويعرض نفسه للسماء إذ بمجرد ذلك كان يجب أن ترخي السماء بغيث مغيث . ولكن لم يفعل رسول الله ذلك أكان يجهل أن جسده مجلبة للغيث …؟

7 – ثم لماذا لم يجعلوا القبر مكشوفاً أبداً ليكون الغيث مواصلاً عند اللزوم فلو كان فتح الكوة من القبر يوجب استدرار الغيث لما حجبوها بالقبة الخضراء إلى يومنا هذا ولجعلوا القبر مكشوفاً إلى يوم القيامة لاسيما وأن الحجاز تغلب على مناخه طبيعة الجفاف وهو أكثر الأقاليم حاجة إلى المطر .

8 – لو كان هذا الخبر صحيحاً كما يزعمون لكانت بلاد الحجاز أو المدينة على الأقل مروجاً وجنات وأنهار من كثرة الأمطار التي تنزل بسبب فتح الكوة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

9 – يقول الحديث : [ فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق ]

إن الناس في حينه كانوا يملكون الإبل والغنم والبقر والخيل فلماذا تفتقت الإبل ولم تتفتق أيضاً الغنم والبقر والخيل ؟ ولعله اكتفى بذكر الجزء ليعبر عن الكل وهذا جائز فمعنى ذلك أن الإبل والغنم والبقر والخيل قد تفتقت من الشحم أيضاً فإذا صح هذا فإن هذا الفتق العام يكون مأساة وكارثة لأن هذا الفتق يؤدي إلى الموت فيكون هذا الغيث غيث عذاب لا غيث رحمة فمتى كان ذلك ..؟

وإنني لواثق تمام الوثوق أن كل ما جاء في هذا الحديث لا أساس له من الصحة وأنه لموضوع المتن ومصنوع صناعة غر لم يستطع أن يصيغه بصيغة مقبولة فمتنه يشير غليه قبل سنده بأنه واه ساقط المعنى ولما ركب صانعه له السند ما كان في سنده أحكم من صناعة متنه فركب له سنداً من أوهي الأسناد وهو يظن أنه أحكم الصنعة وسد المنافذ !!؟ بهذا الحديث وأمثاله يوفق هو وغيره إلى تحويل عقائد المسلمين وإلى ضلالات ولكن خيب الله فألهم وأطاش سهامهم فأوجد في المسلمين رجالاً ينخلون الأحاديث نخلاً وهذا من فضله على هذه الأمة المحمدية بحفظه دينه الذي ارتضى لعباده .

أما هذا الحديث فقد كشف متنه كما تقدم … أما سنده فإليك ما قال علماء علم الحديث فيه :

ذكر هذا الحديث الشيخ دحلان في كتابه : (( الدرر السنية في الرد على الوهابية )) مستشهداً به على صحة التوسل بذوات المخلوقين وخاصة بذات النبي الكريم صلوات وسلامه عليه . ويعزي الدحلان في كتابه ما ذكره في كتابه المشار إليه إلى ما نقله عن السمهودي فقال :

(( ذكر العلامة السمهودي في خلاصة الوفا : (( إن من الأدلة على صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ما رواه الدارمي في صحيحه عن أبي الجوزاء ثم ذكر الحديث )) .

وقد رد عليه الشيخ بشير السهسواني الهندي رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته في كتابه المسمى صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان )) بما يلي :

1 – إطلاق الصحيح على مسند الدرامي ليس صحيحاً قال المغلطاني : ( أن جماعة أطلقوا على مسند الدارمي بكونه صحيحاً فتعقبهم ابن حجر بقوله :

(( إني لم أر ذلك في كلام أحد ممن يعتمد عليه كيف ولو أطلق ذلك من لا يعتد به لكان الواقع بخلافه )) )

2 – قال العراقي : المرسل والمعضل والمنقطع والمقطوع فيه كثير .

3 – أن في سنده محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري قال الحافظ في التقريب : لقبه (( عارم )) ثقة ثبت تغير في آخر عمره وقال في الخلاصة : اختلط (( عارم )) وقال أبو حاتم : من سمع منه قبل سنة /220/ فسماعه جيد . وقال البخاري : تغير عارم آخر عمره . وقال أبو داود : أن (( عارماً )) أنكر سنة /213/ ثم استحكم به الاختلاط سنة /216/ ولم يسمع منه أبو داود لتغيره .

4 – إن في سنده : سعيد بن زيد . قال الذهبي : ليس بالقوي وقال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام . وقال في الخلاصة ، قال ابن معين وقال أحمد : ليس به بأس وقال النسائي ليس بالقوي . قال الذهبي في الميزان : ضعيف . وقال السعدي : ليس بحجة يضعفون حديثه . قال أحمد ليس به بأس . وكان يحيى بن سعيد لا يستريبه .

5 – أن في سنده : عمر بن مالك المنكري قال الحافظ في التقريب صدوق له أوهام .

6 – أن في سنده أبا الجوزاء أوس بن عبد الله . قال في التقريب أوس ابن عبد الله الربعي البصري وثقوه وقال يحيى بن سعيد : قتل في الجماجم في إسناده نظر ويختلفون فيه وقال أيضاً في الكنى : أبو الجوزاء الربعي أوس تابعي مشهور قال البخاري : في إسناده نظر فقد ثبت أن الحديث ضعيف منقطع .

7 – أن الحديث موقوف فلا يصح حجة عند المحققين .

8 – يعارضه حديث عمر رضى الله عنه . ( ذكر محمد بن إسحاق في مغازيه عن خالد بن دنيا عن أبي العالية قال :

لما فتحنا (( تستر )) وجدنا في بيت مال الهرمزان سريراً عليه رجل ميت عند رأسه مصحف له فحملنا المصحف إلى عمر رضى الله عنه فدعا كعباً فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لأبي العالية ما كان فيه ؟ قال : سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد … قلت : فما صنعتم بالرجل ؟ قال : حفرنا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه عن الناس فلا ينبشونه قلت وما يرجون منه !

قال : كانت السماء إذا حسبت عنهم أبرزوا السرير فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل …؟ قال : دانيال قلت منذكم وجدتموه مات ؟

قال منذ /300/سنة (1) قلت : ما كان قد تغير منه شيء …؟ قال : إلا شعيرات من قفاه إن لحوم الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع ) .

فانظر ما في هذه القصة من صنع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وتعمية قبر هذا الرجل لئلا يفتتن به الناس كذا في ( تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان ) انتهى رد الشيخ بشير السهسواني .




بطلان حديث أوس في التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-

السؤال رقم (5599): قرأت هذا الحديث في مقدمة سنن الدرامي، وقد ذكر لي أن الدرامي من علماء الحديث، أفلا يدل على جواز التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- خاصة وأن الذي أمرهم بذلك السيدة عائشة؟

عن أبي الجوزاء أوس بن عبدالله قال: "قحط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة فقالت: "انظروا قبر النبي –صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق.



أجاب عن السؤال الشيخ/ د.فهد بن عبدالرحمن اليحيى (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام)

الجواب:

لا شك أن الدرامي –رحمه الله- من علماء الحديث ومن أصحاب الكتب المصنفة فيه، ولكن لا تلازم بين عدالة وإمامة الجامع للأحاديث في مصنف، وبين صحة كل ما ورد فيه؛ لأنه يذكر الأحاديث بأسانيدها، ويستطيع الباحث عن صحتها بعد ذلك أن يعرف هل هي صحيحة أو لا من خلال البحث؟

فهذا الحديث أخرجه الدرامي في سننه رقم (92) باللفظ المذكور في السؤال، ولكن هذا الحديث فيه علل من حيث الإسناد ومن حيث المتن، فأما من حيث الإسناد:

1-فيه سعيد بن زيد، نقل العقيلي في الضعفاء عن يحيى بن معين أنه ضعيف، وأنه ليس بشيء، وضعفه يحيى بن سعيد.

فإذا انفرد في مثل هذا الحديث فهذه علة قوية.

2-فيه أبو النعمان: محمد بن الفضل الملقب بعارم، قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت تغير في آخر عمره، وقد نص على اختلاطه البخاري وأبو حاتم والعقيلي والنسائي والدارقطني.

3-فيه عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن حبان: يخطيء ويغرب، وقال في الكامل في الضعفاء: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام، وإن كان قد نقل في التهذيب من الطعن فيه ما يظهر للناظر أنه أدنى مرتبة من قوله صدوق له أوهام، والله أعلم.

وأما من حيث المتن:

1-ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري: وما روي عن عائشة –رضي الله عنها- من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء بعد، ولم تزل الحجرة كذلك في مسجد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه بني حول حجرة عائشة التي فيها قبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف، وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين، ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله، وإنما فتحوا على القبر لتتنزل الرحمة عليه، ولم يكن بدعائه أو بعلمه فإن الله –تعالى- يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه –صلى الله عليه وسلم- ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه.

2-أن هذا الأثر فيه غرابة؛ لأن فتح السقف على القبر كيف يكون له أثر في نزول المطر؟! فهل المقصود أن يكون القبر حينئذ أقرب إلى الله؟ فكيف يقال هذا والنبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند وفاته: "في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى"، كما في الصحيحين؟ فمنزلته –عليه الصلاة والسلام- أعلى من أن يتصور أن يحول بينه وبين قربه من ربه سقف الحجرة فضلاً عن غيره.

وإن كان المقصود أن ينزل المطر على قبره فإذاً كان قبره بحاجة إلى تنزل الرحمة عليه كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، مع أن تنزل المطر على قبره لا يظهر كونه سبباً للاستسقاء.

3-أن من يستدل بهذا الأثر إنما يستدل به على التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- كما هو وارد في السؤال أيضاً.

وهذا الاستدلال لا يستقيم حتى مع صحة الأثر ولو كان باتفاق الصحابة –رضي الله عنهم-، وذلك أن الأثر ليس فيه إلا فتح الكوى، فليس فيه أن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أمرتهم بالتوسل بذاته –عليه الصلاة والسلام- وقالت: قولوا: اللهم اسقنا بنبيك أو بجاهه ونحو ذلك.

4-أن هذا الأثر -على فرض صحته- هو من قبيل الموقوف عن عائشة –رضي الله عنها، وحينئذ فقد يكون اجتهاداً منها في هذه المسألة لم ينقل عن غيرها مثله، ومن استقرأ ما جاء عن الصحابة –رضي الله عنهم- تبين له أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، مع أنهم أصدق الناس له حباً وأكملهم له اتباعاً، بل كانوا يتوسلون بدعائه –صلى الله عليه وسلم- في حياته، وأما بعد مماته فكانوا يدعون الله مباشرة، أو يطلبون ممن يرونه أصلح منهم وأتقى لله وأقرب إليه أن يدعوا لهم كما في قصة عمر –رضي الله عنه- في توسله بالعباس –رضي الله عنه- حين قحطوا وذلك بطلب الدعاء منه، وهذا في البخاري، وكذلك طلبه من أويس القرني أن يدعو له وهذا في الصحيحين، وكما طلب معاوية –رضي الله عنه- من يزيد بن الأسود أن يدعو في الاستسقاء.

وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ لو كانوا يرون التوسل به جائزاً ما عدلوا عنه إلى غيره. بل إن عمر –رضي الله عنه- وهو من هو في العلم والدين والفضل لم يتوجه إلى قبر المصطفى –عليه الصلاة والسلام- عند الاستسقاء، بل إنما طلب من العباس الدعاء، وكان هذا بمجمع من الصحابة –رضي الله عنهم-، ومع ذلك لم ينقل أن أحداًَ منهم أرشده إلى غير ما فعله.

فلو فرض ثبوت النقل عن أحد من الصحابة خلاف ذلك كما في هذا الأثر عن عائشة –رضي الله عنها- لو صح، وكما ورد في أثر آخر أيضاً لم يثبت عن عثمان بن حنيف –رضي الله عنه- فهذا لا يقاوم ما ثبت عن جمهورهم من ترك ذلك، وما زال بعض الصحابة يقول القول ولا يوافق عليه سائرهم، كما كان ابن عمر –رضي الله عنه- يغسل عينيه في الوضوء. وكما كان أبو هريرة يغسل ذراعيه حتى يبلغ الإبط، وكقول ابن عباس في العول وبعض مسائل الفرائض وغير ذلك. بل عائشة –رضي الله عنها- جاء عنها بعض مسائل لم يوافقها عليه سائر الصحابة وعامة الأمة كثبوت المحرمية برضاع الكبير وغيرها. وقول الصحابي إنما يكون حجة حين يوافقه بقية الصحابة فيصبح إجماعاً. أو لا ينقل عن غيره مخالفة له، أو لا يعرف له مخالف، فقوله حينئذ حجة عند طوائف من أهل العلم.

5-أن هذا الأثر لو صح أو صح غيره مما يدل على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، واعتقد الناظر صحة تلك الأدلة وأنه لا معارض لها فينبغي حينئذ أن يقتصر على التوسل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- دون غيره، فإن إلحاق غيره به لا يصح بحال، ولا يمكن الاستدلال له بذات الأدلة؛ لما لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- من الخصوصية والمنزلة التي لا يشاركه -بل ولا يدانيه- فيها غيره.

وهذا على فرض صحة الأدلة وسلامتها من المعارض مع أنا قد بينا خلاف ذلك، وليس لأحد حين يتبين له الحق أن يحيد عنه إلى غيره وقد تبين له ضعف دليله، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



صحة حديث أبي الجوزاء فتح الكوة فوق القبر الشريف ( قحط أهل المدينة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أذل البدع وأهلها وأعز السنة ومن استأهلها فقيض لها في كل
زمان طائفة لا يضرها من خذلها مسلطةً سيوف الأدلة على من حرف الشريعة أو بدلها وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي علم الأمة التوحيد وأسس لنا قواعد الشريعة والإسلام وتركنا على الواضحة وأتم لنا ديننا
والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
وعلى آله وأصحابه الذي فازوا بصحبته ونالوا بركته أما بعد,

صحة حديث أبي الجوزاء فتح الكوة فوق القبر الشريف ( قحط أهل المدينة)

سيدتنا عائشة والصحابة والاستغاثة والاستسقاء بقبر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
روى الدارمي في سننه
قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا. فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق)).
سنن الدارمي (1ـ 56)
رواه ابن الجوزي (م 592ه) في الوفاء، ص 801
ورواه الحافظ الجهبذ إبراهيم بن إسحاق الحربي "في الغريب" في مادة فتق
( قال: حدثنا ابن أبي الربيع حدثنا عارم ، عن سعيد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء قال : ((قحط الناس فشكوا إلى عائشة ، فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه فاجعلوا منه كوا إلى السماء ، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت فسمي عام الفتق)).
غريب الحديث (3 ـ476)
فهذا توسل بقبره الشريف للاستسقاء لا من حيث كونه قبر من أحجار ... وفعل السيدة عائشة رضي الله عنها وسط الصحابه والعلماء وألائمه في المدينة ولم يعترض أحد منهم..وعائشة رضي الله عنها ومن كان معها ليسوا ممن يجهلون الشرك فالتوسل ليس بشرك كما يدل فعل السيدة عائشة وموافقة من كان معها رضوان الله عليهم أجمعين.
ورواي الحديث هو شيخ الإمام البخاري.وقد دندن البعض حول الحديث.ولكنها كلها محاولات يائسة منهم
لان الراوي شيخ البخاري.
وقال فيه الحافظ في التقريب.. ثقة ثبت...تغير في آخر عمره
وهذا لا يقدح فيه لان البخاري روي له في صحيحه أكثر من مائه حديث وبعد اختلاطه لم تحمل عنه راويه بحكم الائمة
وهذا الحديث قبل اختلاطه لأنه لم يحمل عنه راويه بعد اختلاطه كما قال الائمة وقد دافع الامام الذهبي عن عن من قال انه روى بعد الاختلاط.
وفي هذا يورد خوارج العصر قول ليقولوا انه روى عنه مناكير فنقول لهم يا جهلاء لم تحمل عنه رواية بعد اختلاطه بل ما يستدلون به في ترجمته عند الذهبي فيقول المدعي الكاذب من علم حجة على من لم يعلم..!!!
فلهذا القول حجة على الذهبي .!!!
ويا ليت شعري اي حجة على الذهبي وهو ذاكره في كتابه سير اعلام النبلاء وناقله ويعلم به..!!!
ويوضح انه لم يحدث عنه ولم يروى عنه بعد اختلاطه
فما قاله المدعي
((قال الشيخ عمرو عبد المنعم سليم تعقيبا على كلام الإمام الذهبي : (( من علم حجة على من لم يعلم ، وإن كان الدارقطني ، ومن ثم الذهبي لم يقفا على حديث منكرا أخطأ فيه فقد وقف غيرهما عليه .
ففي سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني ، قال أبو داود : كنت عنده فحدث عن حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن ماعزا الأسلمي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر ، فقلت له : حمزة الأسلمي ، فقال : يا بني ماعز لا يشقى به جليسه وكان هذا منه وقت اختلاطه وذهاب عقله .))
فنقول
ايها المدلسون الافاكون فهذا القول اورده الذهبي في ترجمة العارم فكيف لا يعرف بها؟؟
هل تتحدثون مع مجانين؟؟
وقد اورد بعده مباشرة قول الإمام الدار قطني أنه تغير في اخر عمره ودافع عنه وهذا الحديث لم يحمل عنه وهذا دليل عليكم إذلم يحمل عنه حديثاً واحداً منكراً
فكيف يحدث عنه الإمام أبي داود وهو يعلم اختلاطه!!!!
وفي ذلك قال الإمام الذهبي السير
(( قال العقيلي قال لي جدي ما رأيت بالبصرة شيخا أحسن صلاة من عارم كانوا يقولون أخذ الصلاة عن حماد بن زيد عن أيوب قال وكان عارم أخشع من رأيت رحمه الله قلت لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة وأن من تغير لكثرة النسيان أن لايؤخذ عنه))
وهذا يوضح بما لا يدع مجال للشك قول وتأكيد الائمة في أنه لم يحمل عنه بعد اختلاطه
قال الذهبي في ترجمة عارم في سير اعلام النبلاء :
(( أبو عبيد عن أبي داود قال كنت عند عارم فحدث عن حماد عن هشام عن أبيه أن ماعزا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقلت له حمزة الأسلمي بدل ماعز فقال يا بني ماعز لا يشقي به جليسه يعني أن عارما قال هذا وقد زال عقله ( فهنا ذكره الذهبي فكيف لا يعلم فهو اورده لانه لم يحمل عنه وليس كما يقول الخوارج وانظر ماذا اورد بعدها) قلت فرج عنا الدارقطني في شأن عارم فقال تغير بأخرة وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة فانظر قول أمير المؤمنين في الحديث أبي الحسن فأين هذا من قول ذاك الخساف المتفاصح أبي حاتم بن حبان في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها قلت فأين ما زعمت من المناكير الكثيرة فلم يذكر منها حديثا بلى له عن حماد عن حميد الطويل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلا وهو أشبه وكذا رواه عفان وغيره.......
إلى ان وصل وقال
قلت لم يأخذ عنه أبو داود لتغيره والذي ينبغي أن من خلط في كلامه كتخليط السكران أن لا يحمل عنه البتة وأن من تغير لكثرة النسيان أن لايؤخذ عنه ))

وقال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال
: (( وقال الدارقطني تغير بآخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة
قلت فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به فوقع في حديثه المناكير الكثيرة فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون فإذا لم يعلم هذا من هذا ترك الكل ولا يحتج بشيء منها
قلت ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم بل مفرداته ))
[ ميزان الاعتدال ص 298 / 6 ]
فهل توردون أنتم حديثاً واحداً منكر لعارم شيخ البخاري؟؟
و قد أقر الحافظ العراقي في ( التقييد والإيضاح ، ص461 )
الذهبي في دفعه لجرح ابن حبان .
و قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته (ص426 ) :
(( عارم محمد ابن الفضل اختلط بأخرةٍ، فما رواه عنه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخواً عنه قبل اختلاطه . اهـ .
وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح (ص462)
فقال (( وكذلك ينبغي أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري ومسلم.اهـ.

وصرح الذهبي في الكاشف (3/79) بأنه تغير قبل موته فما حدث .اهـ.
فها هو الإمام الذهبي ومن قبله الإمام دار قطني ومن بعدهم حفاظ ومحدثين يقرون انه لم يحدث عنه الائمة ولم يحمل عنه حديث ويقرون ان ابن حبان لم يستطع ان يسوق حديثا واحداً منكراً فياتي حدثاء الاسنان سفهاء الأحلام في هذا العصر ليقولوا هذا من المنكر
فاذا جارينا القوم فنقول لهم من المحدثين قال بقولكم في هذا الحديث غري التعصب من اين تيمية؟؟
ويا ليت شعري من أين لهم هذا والائمة اصحاب الشأن والعلم يقولون لم يروى عنه بعد اختلاطه ولم يقدر احد ان يسوق له حديثا منكراً واحداً.
ولا مجال لدندنه البعض إلا بدليل قوي والا رد أحاديث الراوي جميعها في البخاري ومسلم وهذا ما لا يقولة عاقل وقد ثبت أنه لم تحمل عنه روايات بعد اختلاطه كما قرر الائمة وليس سفهاء الاحلام خوارج هذا العصر !!
وايضاً عبد الله الدارمي من شيوخ مسلم والبخاري فيكون الدارمي ممن حدثوا عن محمد بن الفضل الملقب بالعارم قبل اختلاطه وهذا واضح وجلي ولا يحتاج إلى كلام كثير.
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
2- وقول الوهابية بتضعيف سعيد بن زيد هنا
فنقول فالرجل تكلم فيه الائمة بجرح غير مسفر وعدله ووثقه الائمة ولذلك تلقته الأمة بالقبول فقد.
وثقه ابن معين
تاريخ ابن معين برواية الدوري، 4/184.
وثقه ابن سعد، والعجلي، وسليمان بن حرب
انظر التهذيب: 4/32-33، والجرح والتعديل: 4/21
قال عنه البخاري والدرامي: صدوق حافظ
التاريخ الكبير 3/ 472ت1576 و انظر التهذيب: 4/32-33
وقال ابن عدي:
"وليس له متن منكر لا يأتي به غيره، وهو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق"
الكامل: 3/377
\ قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي، عن سعيد بن زيد، أخي حماد بن زيد. فقال: ليس به بأس، وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه.
((العلل)) (3461).
وذكره الإمام الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص85))) وهم من لا ينزل عن درجة الحسن حديثهم عند الحافظ الذهبي كما قال بذلك في مقدمة الجزء المذكور (ص27).
وإن كان يحيى بن سعيد وآخرون قد ضعفوه لذا: فحديثه لا يترل عن درجة الحسن
بل نقول لهم يحسن حديثه الحافظ ابن حجر العسقلاني يا قوم
ذكرا الحافظ ابن حجر العسقلاني في المرتبة الخامسة من مراتب التعديل وهي من يقبل حديثة فقال سعيد بن زيد
(( صدوق له أوهام )) [ ص 176 ].
وقال الحافظ في مقدمة التقريب
(الخامسة : من قصر عن الرابعة قليلاً ، وإليه الإشارة بـ : صدوق سيء الحفظ ، أو صدوق يهم ، أو له أوهام ، أو يخطئ، أو تغير بأخره . ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة كالتشيع والقدر والنصب والإرجاء والتجهم ، مع بيان الداعية من غيره .)انتهي
ومعلوم أن صاحب البدعة يقبل حديثه مادام ضابطاً له ما لم يكن داعية كما هو قول كثير من أهل الحديث و ما لم يكن مرويه مما ينصر بدعته كما هو قول آخرين من أهل الحديث.
وأصحاب هؤلاء المرتبة يحسن حديثهم لذاته كما هو نص البقاعي-تلميذ ابن حجر-
أمثلة من أقوال الحافظ ابن حجر العسقلاني علي ذلك في اهل المرتبة الخامسة:-
قال الحافظ في الفتح (13/187) لما بين خلاف الأئمة في حال عبد الرحمن بن أبي الزناد :
( فيكون غاية أمره أنه ( مختلف فيه ) فلا يتجه الحكم بصحة ما ينفرد به بل غايته أن يكون حسناً ).
وقال في النكت (1/464) :
( ورواته ثقات إلا أن هشام بن سعد قد ضعف من قبل حفظه وأخرج له مسلم فحديثه في رتبة الحسن .. ).
فانظر كيف جعل حديثه حسناً .
وقد قال عن هشام بن سعد في التقريب ( صدوق له أوهام ).

فقول الائمة عن الراوي: (صدوق له أوهام) أو (صدوق يهم).
من المعلوم أن الوهم جائز على الإنسان ولا يقدح بالوهم اليسير في ضبط الراوي لأنه لا يسلم أحد من ذلك.
فإذا كان ما يقع في حديث الراوي من السهو والخطأ ليس كثيرا فإن ذلك لا يمنع من قبول خبره والاحتجاج بحديثه في قول جمهور الأئمة الحفاظ.
وقد اخرج له البخاري تعليقاً في الطهارة وكذلك رمز له الائمة أنه من رجال مسلم.
فاي توثيق بعد ذلك يا قوم؟؟
وقد حسن له الإمام البوصيري اذ قال في اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
حديث رقم 94- قال عبد : وحدثنا محمد بن الفضل ، حدثنا سعيد بن زيد ، سمعت عمرو بن دينار , قال : حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال معاذ بن جبل في وصيته التي توفي عنها : لولا أن تتكلوا لحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : من مات وفي قلبه لا إله إلا الله موقنا دخل الجنة.
هذا إسناد صحيح ، وسعيد بن زيد ، هو أخو حماد بن زيد ، ومحمد بن الفضل هو أبو النعمان السدوسي عارم الحافظ ، إلا أنه اختلط بأخرة ، لكن عبد بن حميد سمع منه قبل الاختلاط ، ومن طريقه روى مسلم في صحيحه كما أوضحت ذلك في تبيين حال المختلطين.
وقد حسن وصحح له الحافظ الحاكم اذا قال في حديث
1674 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا سعيد بن زيد ثنا عطاء بن السائب ثنا سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس يقول : احفظوا هذا الحديث و كان يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و كان يدعو به بين الركنين رب قنعني بما رزقتني و بارك لي فيه و اخلف علي كل غائبة لي بخير
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه فإنهما لم يحتجا بسعيد بن زيد أخي حماد بن زيد:
3- وقال الوهابية بتضعيف عمرو بن مالك النكري
فنقول كما ذكر الشيخ ممدوح بتصرف وزيادات
فقد وثقه ابن حبان ( الثقات 7/228)
ولا يقول قائل إنه من المجاهيل الذين يدخلهم كتابه الثقات ، فالرجل روى عنه جماعة من الثقات، وعندما ترجمه ابن حبان في ثقاته قال ما نصه :
عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك ، من أهل البصرة ، يروي عن أبي الجوزاء ، روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه يحيى بن عمرو ، ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ، مات سنة تسع وعشرين ومائة . اهـ .
وأكثر من هذا أن ابن حبان ترجم لعمرو بن مالك النكري في مشاهير علماء (ص155) ضمن طبقة اتباع التابعين في البصرة وقال: وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه ، وهو في نفسه صدوق اللهجة . اهـ .
فأنت ترى أن ابن حبان عرف اسم الراوي ، وكنيته ، بلده ، وشهرته بالعلم وعرف الرواة عنه ، وأنه قد سبر روايته بدليل قوله يعتبر حديثه … إلخ ، وقوله وقعت المناكير … إلخ .
فقبول توثيق ابن حبان حق لا مرية فيه )
وهو الذي اعتمده الحافظ ، قال في التقريب (ص426) : صدوق له أوهام . اهـ
وقد مر معنا كلمة الحافظ مع الامثلة وان حديثه حسن فلتنتبه
وقد حسن له الحافظ احاديث مثل الحافظين المنذري والهيثمي إذ حسنا لعمرو بن مالك النكري
وقال الذهبي : (( بصري صدوق ))
[ تاريخ الإسلام ص 194 / 8 ]
وقد وثقه ابن المعين قال ابن الجنيد :
(( سألت يحيى عن عمرو بن مالك النكري فقال : ثقة )) [ سؤالات الجنيد ت 710 ]
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً [ ص 259 / 6 ] ، وقال ابن القطان الفاسي : (( لا تعرف حاله ، وقد روى عنه جماعة )) [ بيان الوهم والإيهام ص 655 / 4 ]
ومعلوم ان من عرف حجة على من لم يعرف وهو مترجم ومعروف الحال والعين.
وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله البصري: ثقة احتج به الجماعة وقد تكلم في سماعه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
والصواب إثبات سماعه منها للآتي :
الأول: أن حديث أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم في صحيحه ، وكفى بهذا حجة .
الثاني: قال البخاري في (التاريخ الكبير) (2/17) :
قال لنا مسدد عن جعفر بن سليمان ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال : أقمت مع ابن العباس ، وعائشة اثنتي عشرة سنة ليس من القرآن آية وإلا سألتهم عنها .
وفي رواية أخرجها ابن سعد (7/224) :
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال : جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشر سنة ما في القرآن آية وإلا وقد سألته عنها .



وأخرجه أبو نعيم في (الحلية" (3/79) بزيادة :
وكان رسولي يختلف إلى أم المؤمنين غدوةً وعشيةً فما سمعت أحد من العلماء ولا سمعت أن الله تعالى يقول لذنب : إني لا أغفره إلا الشرك به .
قال الحافظ في "التهذيب" (1/384) :
((لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء . اهـ .
فإن كان أبو الجوزاء قد أدرك السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بيقين، ولم يكن أبو الجوزاء مدلساً فروايته عنها محمولة على السماع كما هو مذهب الإمام مسلم بل الجمهور ، واستقر العمل على ذلك ، والله أعلم .
وقد صحح أبو نعيم الأصبهاني في ترجمة أبي الجوزاء في "الحلية" عدة أحاديث له عن عائشة .
وفي الجمع بين الصحيحين لابن القيسراني (1/46)
: سمع عائشة . اهـ .
وذكر الحديث الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ( 17 / 226 ) فقال :
( وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين)

وقد اخذ به الائمة والعلماء ولم يطعن فيه احد الا الوهابية مقلدون ابن تيمية تعصباً .
فقد ذكره الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ( 17 / 226 ) فقال :
( وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين قال قحط أهل المدينة على بناء المفعول قحطا شديدا فشكوا أي الناس إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي بالنصب على نزع الخافض وفي نسخة إلى قبر النبي فاجعلوا منه أي من قبره كوى بفتح الكاف ويضم ففي المغرب الكوة نقب البيت والجمع كوى وقد يضم الكاف في المفرد والجمع اه وقيل يجمع على كوى بالكسر والقصر والمد أيضا والكوة بالضم ويجمع على كوى بالضم والمعنى اجعلوا من مقابلة قبره في سقف حجرته منافذ متعددة حتى لا يكون بينه أي بين قبره وبين السماء سفق أي حجاب ظاهري ففعلوا فمطروا بضم فكسر مطرا أي شديدا حتى نبت العشب بضم فسكون أي العلف في منابته وسمنت بكسر الميم الإبل وكذا سائر المواشي بالأولى حتى تفتقت أي انتفخت خواصرها من الرعي وقيل انشقت وقيل اتسعت من الشحم أي من كثرته فسمي عام الفتق أي سنة الخصب الذي أفضى إلى الفتق . )
وذكره محمد بن يوسف الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد مستشهداً به ( 12 / 347 ) في الباب الثامن في الاستسقاء بقبره الشريف صلى الله عليه وسلم فقال :
( روى الدارمي عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فقالت: انظروا إلى قبر النبي صلى الله عليه سلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي : عام الفتق. )
وذكره صاحب مسند الصحابة في الكتب التسعة برقم ( 568 )
(( أبو النعمان سعيد بن زيد عمرو بن مالك النكري أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق .
وسنن الدارمي : 92 قال الشيخ حسين أسد : رجاله ثقات ، وهو موقوف على عائشة . )

و استشهد به العلامة العلامة السمهودي في خلاصة الوفا كما سياتي بيانه:

وكما قلنا
وقد بوب الإمام الدرامي الباب باسم : باب ما أكرم الله تعالى نبيه صلى اله عليه وسلم بعد موته.

أما قول الوهابية الذي يدل على الجهل
إن من يتأمل متن هذا الحديث ير الصنعة بادية عليه دونما خفاء رغم ما حاول صانعوه من إفاضة برود الصحة عليه !!! على أن الله تعالى الذي حفظ دينه يمكر بهم حتى يظنوا أنهم قد أغلقوا منافذ كل احتمال بانكشاف أمر وضع هذا الحديث وأنهم قد أحكموا مغالقة ولكن الحقيقة أنهم صاغوه بشكل جعلوه واضح الصنعة بل وكأنهم هم أنفسهم يشيرون إلى نوافذه المفتوحة التي ظنوا أنهم قد أحكموا مغالقها …( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين )
نعم أقول إنهم هم الذين يشيرون إلى مواقع الضعف والوضع في هذا الحديث ..!!!؟ ولو أمعنا النظر لتبين ذلك :
1 – يتقولون على عائشة أنها قالت : [ انظروا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ] .
وما من مسلم إلا ويعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي دفن في بيت عائشة وعائشة بقيت ساكنة فيه فكيف تقول لهم ما قالت أليس معنى هذا أنها تكلفهم أن يهدموا سقف البيت التي تسكنه ؟ فهل هذا القول تقوله عائشة فتبقى ساكنة في بيت لا سقف له ..؟
2 – إنها تقول فيما يزعمون : أن يجعلوا كوة من القبر إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا وعلى فرض أن السقف قد أنزلوه فيبقى حاجباً جسده الشريف صلى الله عليه وسلم وإن الكوة حسب قول عائشة يجب أن تفتح من القبر لقولها : [ انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء ] فهل نبشوا القبر حتى جعلوا منه كوة إلى السماء …؟ يقول الحديث : [ … ففعلوا …] قولوا لي بربكم : متى كان هذا ؟ من الذي تجرأ على نبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجعلوا منه كوة إلى السماء متى فعلوا ؟ في أي زمن وفعل ….مثل هذا !!!! أيبقى مكتوباً فلا تذكره كتب التاريخ والسير ؟!!! دلونا في أي كتاب من كتب التاريخ ذكر هذا الخبر …
فنقول الحديث وضحنا من ذكره واستشهد به وقد ذكره السمهودي في خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى وعزاه للدارمي وذكر كلاماً ينسف كلام الوهابية السابق نسفاً فقال ما نصه :
( وذكر أبن النجار أن على الحجرة أي سقفها ثوبا مشمعا مثل الخيمة وفوقه سقف المسجد وفيه أي فيما تحت المشمع المذكور خوخة عليها ممرق أي طابق مقفول وفوق الخوخة في سقف السطح أي سقف المسجد خوخة أخرى فوق تلك الخوخة وعليها ممرق مقفول أيضا وبين سقف المسجد وبين سقف السطح فراغ نحو الذراعين أي بين السقف الثاني لسطح المسجد والأوّل فإنه سقفان كما سيأتي بينهما فراغ نحو الذراعين وهذا الذي ذكره كان قبل الحريق الأوّل وأما بعده فقد أدركت بين سقفي المسجد في سقفه الذي يلي الحجرة ألواحا مسمرة سمر عليها ثوب مشمع وفيها طابق مقفل في محاذاة وسط بناء الحجرة الداخل لا كما قال المطري إنه إذا فتح يكون النزول منه إلى ما بين حائط بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبين الحائز الذي بناه عمر بن عبد العزيز .
قال : وسقف الحجرة بعد الحريق إنما هو سقف المسجد وهو خطأ أيضا بل شاهدت عليها سقفا متقنا عمل بعد الحريق الأوّل لأنّ آثار خشب السقف المحترق ظهرت لنا تحت هذا السقف المجدّد عليها سترة من لبن ولم ير من جدّد هذا السقف وضعه في محل تلك الأخشاب لما يترتب عليه من إخراج رؤوس تلك الأخشاب المحترقة من الجدار فجعله فوق تلك السترة وجدّد له سترة نحو نصف ذراع وجعله من ألواح ساج على حزم من الساج وجعله قطعا مكلبة بقضبان من الحديد بعضها في بعض ولم يجعل فيه طابقا وجعل عليه ستارة من المحابس اليمنية مبطنة.
وقال أبن رشد في بيانه : ( ولقد أخبرني من أثق به أنه لا سقف للقبر الشريف اليوم تحت سقف المسجد ) اهـ .
ووفاة أبن رشد سنة عشرين وخمسمائة فهو قبل الحريق الأوّل بمدّة مديدة فهو مخالف لقضية كلام المؤرخين ولما سيأتي عن مالك رحمه الله في الكسوة ، ولا شك في كونه كان مسقوفا قبل الحريق لما سبق وقد وجدنا بقية ميزابه في العمارة التي أدركناها من عرعر ، ولا شك أيضا في كونه كان مسقوفا في الصدر الأوّل ولذا روى الدارميّ في صحيحه عن أبي الجوزاء قال : ( قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنه فقالت فانظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق ) .
قال الزين المراغي : ( وفتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة أي القبة الزرقاء المحترقة في زماننا يفتحونها من جهة القبلة وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء ) .
قلت : وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة الشريفة والاجتماع هناك ثم إن الشجاعي شاهين الجمالي لما بنى أعالي القبة الخضراء الآتي ذكرها في الفصل بعده اتخذ في ذلك كوة عليها شباك حديد ثم فتح كوة في محاذاتها بالقبة السفلى المتخذة بدل سقف الحجرة الشريفة الآتي ذكرها في الثاني عشر وجعل على هذه الكوة شباكا أيضا وجعل على هذا الشباك بابا يفتح عند الاستسقاء للجدب )

وكذلك شرحه كم تقدم الملا على القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ( 17 / 226 ) وهو ما يبعت الوهابية في فهمهم العقيم فقال :
( وعن أبي الجوزاء قال المؤلف هو أوس بن عبد الله الأزدي من أهل البصرة تابعي مشهور الحديث سمع عائشة وابن عباس وابن عمر وروى عنه عمرو بن مالك وغيره قتل سنة ثلاث وثمانين قال قحط أهل المدينة على بناء المفعول قحطا شديدا فشكوا أي الناس إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي بالنصب على نزع الخافض وفي نسخة إلى قبر النبي فاجعلوا منه أي من قبره كوى بفتح الكاف ويضم ففي المغرب الكوة نقب البيت والجمع كوى وقد يضم الكاف في المفرد والجمع اه وقيل يجمع على كوى بالكسر والقصر والمد أيضا والكوة بالضم ويجمع على كوى بالضم والمعنى اجعلوا من مقابلة قبره في سقف حجرته منافذ متعددة حتى لا يكون بينه أي بين قبره وبين السماء سفق أي حجاب ظاهري ففعلوا فمطروا بضم فكسر مطرا أي شديدا حتى نبت العشب بضم فسكون أي العلف في منابته وسمنت بكسر الميم الإبل وكذا سائر المواشي بالأولى حتى تفتقت أي انتفخت خواصرها من الرعي وقيل انشقت وقيل اتسعت من الشحم أي من كثرته فسمي عام الفتق أي سنة الخصب الذي أفضى إلى الفتق . )
فحاصل ما تقدم : أن هذا إسناد حسن على الاقل إن لم يكن صحيح ومن هنا نقف على تعنت وتعصب الالباني تابعاً لابن تيمية في الحكم بضعف هذا الحديث
وقد ضعفه ابن تيمية جهلاً وتكبراً في الرد على البكري ( ص67 ) !! ..
وقلده الألباني جهلاً وتعنتاً في التوسل ( ص104 ) !
فلا نعلم ماذا يريدون بعد كل ذلك؟

فالحديث حسن السند على الاقل وصحيح المتن وسبق كلام الائمة عليه ولم يضعفه احداً الا ابن تيمية وتبعه الوهابية ولا يخالف متنه التوحيد في شئ اللهم الا توحيد التيمية الوهابية الذي لا يعرفه الإسلام
وراجع هذه المواضيع لتقف على الحقائق.
هذا الموضوع بادلته من الكتاب والسنة وأقوال وافعال السلف والائمة والعلماء وجمهور الأمة الإسلامية على التوسل والاستغاثة.
النور في جواز التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين وأهل القبور
https://soufia.org/alnor_tawasul.html









قديم 2014-09-05, 11:32   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها تأمر بالتوسل بقبر النبي عليه افضل الصلاة و السلام


سنن الدارمي - المقدمة - ما أكرم الله تعالى نبيه (ص) بعد - رقم الحديث : ( 92 )

‏- حدثنا : ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏سعيد بن زيد ‏ ‏، حدثنا : ‏عمرو بن مالك النكري ‏ ‏، حدثنا : ‏ ‏أبو الجوزاء أوس بن عبد الله ‏ ‏قال : قحط ‏ ‏أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏قحطاً ‏ ‏شديداً فشكواً إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقالت : إنظروا قبر النبي (ص) ‏فإجعلوا منه ‏ ‏كوى ‏ ‏إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى ‏ ‏تفتقت ‏ ‏من الشحم فسمي عام ‏ ‏الفتق. ‏
ضعيف الإسناد موقوف - الألباني / التوسل 126

لا يصح - الألباني / أحكام الجنائز 335

إسناده ضعيف - الألباني / مشكاة المصابيح 5894









قديم 2014-09-05, 17:57   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة
ضعيف الإسناد موقوف - الألباني / التوسل 126

لا يصح - الألباني / أحكام الجنائز 335

إسناده ضعيف - الألباني / مشكاة المصابيح 5894


الآن الألباني تأخذ به ...


لكنكم في النقاب لا تأخذون عليه بل هناك من زندقه من شيوخكم الوهابية ...










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الصلاة, القبور, خدوش, ورسول, كمال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc