![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
من هو ابن حجر الهيتمي الذي يطعن في في شيخ الإسلام ابن تيمية ؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
ابن حجر الهيتمي الذي قال عن شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى الحديثية) ص 114 ما نصّه : " ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله وأعماه وأذله ، بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ... "
وقال عنه وعن تلميذه ابن القيم في نفس الكتاب ص203 : " وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم ، وليسوا كذلك...الخ " وقال عنه أيضا في حاشيته على مناسك النووي ص489 طبعة المكتبة السلفية : " ولا يعتبر بإنكار ابن تيمية لسن زيارته ، فإنه عبد أضله الله كما قال العز بن جماعه " هو نفسه ابن حجر الهيتمي الذي قال في ترجمته لإمام الزندقة ابن عربي في كتابه الفتاوى الحديثية صــفحة: (215) : ((الذي أثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الحكماء الذين يستسقى بهم الغيث ، وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات ، أن الشيخ محي الدين بن عربي - يعني ابن عربي الزنديق - من أولياء الله تعالى العارفين ومن العلماء العاملين ، وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه ، بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً ، وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى ، وإمام لا يغالط ولا يمارى ، وأنه أورع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة حتى أنَّه مكث ثلاثة أشهر على وضوء واحد ، وقس على ذلك ما هو من سوابقه ولواحقه ، ووقع له ما هو أعظم من ذلك ، ومنه أنه لما صنف كتابه الفتوحات المكية - وفي كتابه هذا يرى انه الله والله هو - وضعه على ظهر الكعبة ورقاً من غير وقايةٍ عليه فمكث على ظهرها سنةً لم يمسه مطرٌ ولا أخذ منه الريح ورقةً واحدة مع كثرة الرياح والأمطار بمكة ، فحفظ الله كتابه هذا من هذين الضدين دليل أي دليل ، وعلامة أي علامة على أنه تعالى قَبِل منه ذلك الكتاب وأثابه عليه ، وحمد تصنيفه له)).
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ترجمة شيخ الاسلام العلامة ابن حجر الهيتمي آخر تعديل احمد الطيباوي 2014-08-29 في 20:09.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
قال الإمام أحمد رحمه الله:
من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه اهـ. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع أن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك اهـ. (بيان تلبيس الجهمية) * * * * * مدى صحة حديث (إن الله خلق آدم على صورته) وشرحه. للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه : https://www.binbaz.org.sa/mat/12138 السؤال : أفيدوني عن الحديث الذي جاء في نهايته: (إن الله خلق آدم على صورته). أولاً: ما هي صحة هذا الحديث؟ ثانياً: ما معنى هذا الحديث؟ ثالثاً: على من ترجع الهاء التي في آخر كلمة صورته؟ نسأل الله لكم الأجر وجزيل الثواب. الجواب : هذا الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم في الصحيحين وفيه: (إن الله خلق آدم على صورته) والضمير على الراجح يعود إلى الرب عز وجل، وقد أنكر ذلك بعض أهل العلم وخطأهم المحققون من أهل العلم كالإمام أحمد رحمه الله وإسحاق بن راهويه وجماعة آخرين بينوا أن الضمير يعود على الله وهكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وغيرهم قالوا: إنه يعود على الله، والمعنى أن الله خلق آدم على صورته سميعاً بصيراً متكلماً مختاراً، وليس معناه التمثيل والتشبيه لأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ولم يكن له كفواً أحد فمعنى على صورته: بلا كيف ولا تمثيل، هذا هو الحق وهذا هو الصواب وقد جمع أخونا في الله العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رسالة في هذا وجمع فيها الأحاديث ونقل فيها كلام أهل العلم وهي رسالة مفيدة مطبوعة وقد يظن بعض الناس أن هذا يقتضي التمثيل، وليس الأمر كذلك ولهذا ذكر العلامة الإمام ابن خزيمة رحمه الله في كتابه (كتاب التوحيد) إنكار عود الضمير على الله فراراً من التشبيه وليس الأمر كذلك ولهذا قال أهل العلم: إنه لا تشبيه في ذلك، كالإمام أحمد رحمه الله ابن حنبل والإمام إسحاق بن راهويه وآخرين من أهل العلم وابن قتيبة في (مختلف الحديث) والذهبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم. فالمقصود أنه حديث صحيح والضمير يعود فيه على الله عز وجل؛ ولهذا في حديث آخر رواه أحمد وغيره (خلق آدم على صورة الرحمن) فأوضح الضمير، وبين أنه يعود على الله عز وجل، فهو على صورة الرحمن من حيث أنه سميع بصير متكلم إذا شاء إلى غير ذلك وليس معنى ذلك التمثيل والتكييف فلا، لأن الله عز وجل ليس له مثل ولا شبيه؛ كما قال سبحانه وتعالى ( ..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.. (11) سورة الشورى وقال -عز وجل-: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ.. (74) سورة النحل والنبي -صلى الله عليه وسلم- ليس قصده التمثيل وإنما قصده إخبار بشرف آدم وأن آدم شرفه الله بأن خلقه على صورته ولهذا نهى عن ضرب الوجه، وقال: (إن الله خلق آدم على صورته) فلا يجوز للمؤمن ضرب الوجه، لا يجوز ضرب الوجه لا يجوز الضرب في الوجه ولا الوشم في الوجه، بل يجب تجنب ذلك عملاً بالحديث الصحيح الذي فيه النهي عن ذلك * * * * * اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء معنى حديث " إن الله خلق آدم على صورته " س: ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله خلق آدم على صورته ، فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث؟ ج : الحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ، وفي لفظ آخر : على صورة الرحمن وهذا لا يلزم منه التشبيه والتمثيل . فالمعنى عند أهل العلم : أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا هو وصف الله عز وجل ، فإنه سميع بصير متكلم ، ذو وجه جل وعلا ، وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق ، وإنما المعنى أنه سميع بصير ذو وجه ومتكلم إذا شاء ، وهكذا خلق الله آدم ، سميعا بصيرا ، ذا وجه وذا يد وذا قدم ، ويتكلم إذا شاء ، لكن ليس السميع كالسميع ، وليس البصير كالبصير ، وليس المتكلم كالمتكلم ، وليس الوجه كالوجه ، بل لله صفاته سبحانه وتعالى ، لا يشابهه فيها شيء ، بل تليق به سبحانه ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص والضعف ، أما صفات الله سبحانه ، فهي كاملة لا يعتريها نقص ولا ضعف ولا فناء ولا زوال ، ولهذا قال عز وجل : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ويقول سبحانه : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ فلا يجوز ضرب الوجه ، ولا تقبيح الوجه . المصدر * * * * * الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بيان مرجع الضمير في حديث خلق الله آدم على صورته * * * * * الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله شرح حديث خلق الله آدم على صورته * * * * * الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله شرح حديث خلق الله آدم على صورته * * * * * خلق آدم على صورة الرحمن الشيخ الفوزان حفظه الله : معنى حديث: « إن الله خلق آدم على صورة الرحمن » الشيخ الفوزان حفظه الله : * * * * * في شرح حديث خلق الله آدم على صورته للتحميل الأسئلة والأجوبة في مقاطع صوتية على رابط واحد * * * * بيان عقيدة السلف الصحيحة الصافية من شوائب التشبيه والتعطيل .. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() :
قال العلامة ابن سحمان في الصواعق المرسلة الشهابية: قال الملحد: "وذكر العلامة ابن حجر في كتابه المسمى "بالصواعق المحرقة لأهل الضلال والزندقة" إن الإمام الشافعي رضي الله عنه توسل بأهل البيت النبوي حيث قال:- آل النبي ذريعتي ... وهم إليه وسيلتي أرجو بهم أعطى غدا ... بيدي اليمنى صحيفتي انتهى, من كتاب "خلاصة الكلام" مع بعض تقرير واختصار". والجواب أن نقول: وهذا أيضا من نمط ما قبله, وفيه من الكلام كما فيما قبله. وابن حجر المكي - عامله الله بعدله - من الغالين في الصالحين, ومن الثالبين لأئمة المسلمين, الذين جردوا توحيد العبادة لله رب العالمين, وجاهدوا في الله ولله من خرج عن سبيل المؤمنين {وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: آية 115] {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: آية 40] ومن كانت هذه حاله, وهذه أقواله فحقيق أن لا يلتفت إليه. وعلى تقدير ثبوته وصحته إن كان النقل صحيحا أن المضاف هنا مقدر تقديره: إن حب آل محمد, وتعظيمهم, واتباعهم, والصلاة عليهم ذريعتي ووسيلتي, وكان في قوله: أرجو بهم, أي أرجو بحبهم وتعظيمهم واتباعهم. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... إخواني الأفاضل هذه فتاوى للشيخ * ربيع بن هادي المدخلي * حفظه الله في بيان حال إبن حجر الهيتمي . السؤال : هل ابن حجر الهيتمي كان من أهل السنة ؟ وهل صحيح أنه كان من ألدِّ أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ وهل صحيح أنه يعظم ابن عربي ، وهل صحيح أنه لايميز الصحيح من السقيم ؟ الجواب : على كل حال هذا الرجل من أهل البدع ، وكان يحارب شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولم أقف على تعظيمه لابن عربي ، لكن لا أستبعد من أمثاله أن يعظم إبن عربي ، بلغني هذا ، لكن لا استطيع أن انسبه إليه . ولكن هكذا كان أهل البدع كثير منهم خاصة المتصوفة ، كانوا يعظمون هذا الرجل ، وأما طعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية فقد وقفت عليه بنفسي ، في شرح المناسك له كلام سيءٌ جداً ويقول فيه : عبد أضله الله ، أقول حاشا إبن تيمية مما يرميه به ، بل هو الضال المضل ... مجموع الفتاوى ( 15 / 223 ) |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() يا ناطح الجبل العالي بهامته أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
الإمام الفقيه ابن حجر الهيتمي علم من أعلام أهل السنة لا تدني من قدره ترهاتكم ورحم الله ابن تيمية لو كان حيا لما رضي منكم هذا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() [quote=فتحون;3991651202][center][b][font=traditional arabic] |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
ردا على جهل ربيع المدخلي في : أثناء دراسته لحديث: ولو درس أبو حاتم وغيره من الأئمة حتى البخاري دراسة وافية لما تجاوزا في نظري النتائج التي وصلتُ إليها ، لأنني بحمد الله طبّقتُ قواعد المحدثين بكل دقّة ، ولم آل في ذلك جهداً ) من كتاب منهج مسلم ص58 فالح الحربي عن المتعالم ربيع المدخلي ... !! رجل جاهل معروف بالجهل و معروف بالسطحية , و دعواه دائما على هذا النحو , إنه ليس أهلا لهذا و هذا غرور أيضا يفضل نفسه على الأئمة و حتى على البخاري و هذا دليل قاطع على أنه يتكلم بغرور و تعال... لكن غروره في حكمه هذا واضح و تعاليه فينبغي أن يعرف هذا الرجل و أن هذا هو ديدنه و أن هذا هو خلقه و هو خلق ذميم خلق التعالم و التعالي على العلماء و الترفع عليهم خلق ذميم و قد إتصف بها هذا الرجل . لمن اراد الرد الصوتي في اليوتوب : watch?v=MnRkmzEuTsY |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() السلام عليكم . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() مما لا شك فيه أن ابن حجر الهيتمي –ر حمه الله تعالى وعفا عنه – يسلك منهج تحجبه غباشة صوفية غالية متمثلة في عدة قضايا ناصر فيها الصوفية ووالاهم وشنع على مخالفيهم والمنكرين عليهم من أئمة أهل السنة كابن تيمية – رحمه الله تعالى – ولا يسع المقام ذكر مخالفاته والرد عليها , ولكن أشير إلى بعضها والبصير ينظر بعين ما ذكر إلى ما طوي .
فمن أهم مخالفاته غفر الله له : 1- تجويزه التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته والإستغاثه به بسؤاله في قبره , وكذا التوسل بالصالحين من بعده . 2- تأصيله الشرعي لأوراد الصوفية وأحوالهم فيها , وتجويزه الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بل ودعوته إليه . 3- نفيه لعلو الله الذاتي وأنه في السماء وتأويل ما جاء في النصوص الشرعية تأويلاً باطلاً . 4- التشنيع على أئمة الإسلام والهدى ورميهم بما هم برآء , فقد شنّع على شيخ الإسلام ابن تيمية كثيراً ورماه بثالثة الأثافي حيث رماه ببغض الصحابة , وأنه يقول الجسمية – أي أن الله له جسم – ودافع بكل قوة وعناد عن زنادقة الصوفية كابن عربي وأمثاله . وهذه أبرز مخالفاته وإن كان ما خفي كان أعظم ومن أراد مطالعة هذه المخالفات فليرجع إلى كتابيه ( الفتاوى الحديثية ) و ( الدر المنظم ) فهما مليئان بالمخالفات الشرعية ولا يعني هذا إغفال جهوده – غفر الله له – فمن أهم الكتب التي دافعت عن معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة , وردت على الرافضة والشيعة كتاب ( الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزنادقة ) وإن كان لا يخلو من بعض المخالفات في العقيدة وخصوصاً فيما يتعلق بتجويز التوسل بآل بيت النبي وبالأنبياء عامة . وقبل أن نختم الحديث عن معتقده نذكر ما قاله أئمة وعلماء الدعوة فيه : • يقول الشيخ حسن ابن الشيخ محمد عبدالوهاب رحمهما الله تعالى : " إياك أن تغتر بما أحدثه المتأخرون وابتدعوه كابن حجر الهيتمي " مجموع الرسائل والمسائل النجدية 5/542 . • قال الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسن : " أما ابن حجر الهيتمي فهو من متأخري الشافعية , وعقيدته عقيدة الأشاعرة النفاة للصفات " نفس المرجع السابق 4/371. • وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى : "وإن هذا الرجل ممن أعمى الله بصيرته وأضله على علم وقد انقدحت في قلبه الشبهات وصادف قلباً خالياً فهو لا يقبل إلا بما لفقوا من الترهات وما فاض من غيض ذوي الحسد والحقد والتمويهات بما لا يجدي عند ذوي العقول السليمة والألباب الزاكية المستقيمة " البيان المبدي لشناعة القول بالمجدي 67- 68. • وقال أيضاً : ابن حجر الهيتمي – عامله الله بعدله – من الغافلين ومن الثالبين لأئمة المسلمين ... ومن كانت هذه أحواله وهذه أقواله فحقيق أن لا يلتفت إليه " الصواعق المرسلة الشهابية 277. نقلا من كتاب ( الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزنادقة ) من مقدمة عقيدته الجزء الأول بتحقيق : عبدالرحمن عبدالله التركي و كامل محمد الخرّاط . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() مقال: التنبيهات على ما عند «ابن حجر الهيتمي» من الشرك والبدع والضلالات الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:فإن «ابن حجر الهيتمي» –عليه من الله ما يستحق- من أهل البدع الغلاة الذين يحاربون أهل الإيمان وينافحون عن أهل البدع والكفران.. وإني لأشعر بالأسى الشديد عندما أسمع بعض الفضلاء من أهل العلم يثنون على هذا القبوري المبتدع ويذكرونه من علماء الشافعية –أغناهم الله عن مثله- فهو غارق في البدع في عامة الأبواب وقد حاولت التنبيه على شيء مما عنده مما فيه كفاية –إن شاء الله- لكل سلفي غيور على الإسلام والسنة.. واعلم يا رعاك الله أنه لا يجوز لأحد أن ينسب أحدا للسنة حتى تجتمع فيه خصالها؛ قال الإمام البربهاري في شرح السنة (ص128): "ولا يحل لرجل أن يقول: فلان صاحب سنة حتى يعلم منه أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، لا يقال له: صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها" أقول: فمن باب أولى أن لا يقال عمن تلبس بالبدع الكبرى أنه عالم أو علامة أو (إمام!!). ولا يستثنى من هذا من كان كبيرا في العلم وله أتباع وشهرة فالباب هو الباب والسلف لم يفرقوا هذا التفريق المحدث؛ قال السجزي في رسالته إلى أهل زبيد (ص329): "وكان في وقتهم علماء لهم تقدم في علوم، واتباع على مذهبهم لكنهم وقعوا في شيء من البدع إما القدر، وإما التشيّع أو الإرجاء عرفوا بذلك فانحطت منزلتهم عند أهل الحق" . وشروعا في المقصود أقول: أولا: توحيد الربوبية: قال الهيتمي في المنح المكية في شرح الهمزية (للبوصيري!!) (ص 321): "لا تقس بالنبي في الفضل خلقــا فهـــو البحر والأنام إضــــاء (لا تقس) من: قست الشيء بغيره: قدرته على مثاله؛ أي: لا تشبه (بالنبي) الموصوف بما ذكر وهو نبينا صلى الله عليه وسلم (في الفضل) الجامع لتلك الصفات، بل ولا في كل وصف منها على حدته؛ لأن كل وصف من أوصافه وصل فيه إلى غاية لم يلحقه مخلوق فيها (خلقا) نبيا أو ملكا أو غيرهما؛ أي: لا تعتقد أن مخلوقا يساويه أو يقاربه في وصف من أوصاف كماله .. (فهو) لا غيره (البحر) الجامع لكل وصف من أوصاف الكمال، البالغ إلى النهاية فيه.." ا.هـ. أقول: يزعم الهيتمي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لا غيره يتصف بأوصاف الكمال البالغ إلى النهاية فلا يجوز تشبيهه بأحد من المخلوقين !! قال الإمام البخاري في صحيحه (4/167): " حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ".". قال البغوي في شرح السنة (13/246): "قوله : (لا تطروني) الإطراء : مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه ، وذلك أن النصارى أفرطوا في مدح عيسى وإطرائه بالباطل ، وجعلوه ولداً ، فمنعهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من أن يطروه بالباطل". قال العلامة ابن القيم في نونيته: الـرب رب والرســـــــول فعـــــــــــبده حــــــقاً وليس لنا إلـــــــــه ثـــــان فلذاك لم نعبده مثل عبادة الر حمن فعل المشرك النصراني كلا ولم نغل الغلو كما نهــــــــــــى عنه الرسول مخافة الكفـران لله حــــــــــــق لا يكــــون لغيـــــــــــــــــــــره ولعبـــده حـــــق همــــــا حقـــــــــان لا تجعلوا الحقين حقاً واحـــــــــداً من غير تمييــــــــز ولا فرقـــــــــــان وصفات النبي تشبه صفات البشر فهو –صلى الله عليه وسلم- بشر مثلنا؛ قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، قال الإمام البخاري في صحيحه (3/184): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَعْفَرٍ: "أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي". وقال (5/26): حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ لزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي َأنَسٌ، قَالَ: "لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ". فالكمال المطلق لله وحده فصفاته وحده –جل وعلا- هي صفات الكمال البالغ إلى النهاية وصفات البشر يشوبها ما يشوبها من النقص والأنبياء كمالهم ليس مطلقا فهم بشر مثلنا ينسون كما ننسى إلا أن الله فضلهم علينا بالرسالة –عليهم الصلاة والسلام- وعصمهم من الكبائر دون الصغائر –إلا أنهم لا يقرون عليها-. قال شيخ الإسلام في الرد على البكري (2/635): " فإن الكمال الثابت ليس محدودا يعلمه الناس كلهم وما من كمال إلا وفوقه كمال آخر والكمال المطلق الذي لا غاية فوقه لله تعالى وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال كمل من الرجال إلى آخر الحديث فإن الكمال المطلق محال لغير ذي الجلال". قال الإمام البخاري في صحيحه (1/89): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لاَ أَدْرِي زَادَ أَوْ نَقَصَ - فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ"، قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، فَثَنَى رِجْلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: "إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ". ومن مراسيل يحيى بن أبي كثير رحمه الله تعالى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ» أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/371). وقال العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 205) :"الذي عليه المحققون من العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والحنفية أن الأنبياء معصومون من الكبائر ، وأما الصغائر فقد تقع منهم ولكن لا يقرون عليها بل يتوبون منها ويحصل لهم بالتوبة أعظم مما كان قبل ذلك". ولو كان الأنبياء يتصفون بالكمال المطلق لامتنع وقوعهم في الصغائر.. ثانيا: توحيد الألوهية: قال في المنح المكية (ص624-625): "قد رجوناك للأمور التي أبـ ــــردها في فؤادها رمضاء (قد رجوناك) معشر محبيك وخدامك أيها البني الكريم؛ أي: أملنا فيك (للأمور) الخطيرة العظيمة من الذنوب والمخالفات، والغفلات والشهوات (التي أبردها) أي: أيسرها (في فؤادها رمضاء) أي: نار تتقد من شدة خوف المؤاخدة بما كسبته قلوبنا وألستنا وجوارحنا".وأتينـــا إليـــك أنضـاء فقــــر حملتنـا إلى الغنـى أنضـــاء (وأتينا إليك) بقلوبنا؛ أي: وجهناها إلى الإستعاذة بك من كل مكروه، أو إلى قبرك المكرم حال كوننا (أنضاء) جمع نضو بكسر النون؛ أي: مهازيل (فقر) من الأعمال الصالحة، فلكثرة ما حملناه من الذنوب.. ضعفنا عن حمله، وهزلنا بسبب ثقله (حملتنا إلى) حضرتك التي فيها (الغنى) الأكبر (أنضاء) أي: ركائب مهازيل، أجهدها طول السير، وشدة الإسراع بها إلى الوصول إلى حضرتك العلية، اغتناما للوقوف بساحة كرمها، التملي بشهود إحسانها ونعمها.وانطوت في الصدور حاجات نفس ما لها عن ندى يديك انطواء (وانطوت) أي: استترت (في الصدور) أي: القلوب (حاجات نفس) أملت حصولها من جنابك الكريم، برفعها إليك إذا وصلت إلى حضرتك، وحظيت بحلول نظرك، منها الإمداد من مزاياك، والتوسل والتشفع بك إلى مولاك، لأنه لا وسيلة إليه أقرب منك إليه، ولا أحد بعدك يعول الكمل –فضلا عن غيرهم- عليه، فحينئذ كانت تلك الحاجات (ما لها عن ندى) أي: عطاء (يديك) الكريمتين (انطواء) أي: استتار واستغناء، بل لا يقضيها غير جاهك الواسع، ولا يمن غير عطاءك الهامع، فلا ارتحال لنا عن واسع جودك، ولا انصراف عن ساحة كرمك، بل لا نزال مقيمين بجوارك، مستمطرين لندى آثارك، طامعين في حصول كل ما أملناه بشفاعتك التي هي مطمع المذنبين، ووسيلة المقصرين.فأغثنا يا من هو الغوث الغيــ ـــــــث إذا أجهد الورى اللأواء (فأغثنا) بها لتقضى جميع حاجاتنا؛ لوفور جاهك، وعظيم منزلتك عند ربك (يا من هو الغوث) للمكروبين، والملجأ للمنقطعين، المنقذ لهم من الشدائد (والغيث) المريع للمضطرين، المشبع للجائعين، المجزل لهم من العوائد، فأزل شكوانا، وارفع لأوائنا (إذا أجهد الورى اللأواء) أي: إذا ضيق على الخلق الجدب حتى أشرفوا على التلف".أقول: هذا شرك صريح ما له من دافع.. قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ في الدرر السنية (14/303): " والعبادة مبنية على أصلين... فالأول: يتضمن إخلاص الألوهية لله، ولا يأله القلب غيره، لا محبة، ولا خوفا، ولا رجاء، ولا إجلالا، ولا تعظيما، ولا يصرف لغيره شيئا من العبادات، كالذبح والدعاء والنذر، والاستغاثة، والاستعانة، والاستعاذة، وغير ذلك من أنواع العبادة، التي من صرف منها شيئا لغير الله لم يكن عاملا بما دلت عليه، شهادة أن لا إله إلا الله، وإن نطق بها لسانه؛ فإن سعادة العباد موقوفة، على العمل بما أوجبه الله عليهم، وخلق لأجله". فدعاء غير الله والإستعاذة والإستغاثة به بحجة أنه وسيلة إلى الله شرك. قال شيخ الإسلام في التوسل والوسيلة (ص84): "فلفظ الوسيلة مذكور في القرآن في قوله تعالى (5: 35) : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ وفي قوله تعالى (17: 56 - 57) : ﴿قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾. فالوسيلة التي أمر الله أن تبتغى إليه وأخبر عن ملائكته وأنبيائه أنهم يبتغونها إليه هي ما يتقرب به إليه من الواجبات والمستحبات, فهذه الوسيلة التي أمر الله المؤمنين بابتغائها تتناول كل واجب ومستحب، وما ليس بواجب ولا مستحب لا يدخل في ذلك سواء كان محرماً أو مكروهاً أو مباحاً. ..فجماع الوسيلة التي أمر الله الخلق بابتغائها هو التوسل إليه باتباع ما جاء به الرسول، لا وسيلة لأحد إلى ذلك إلا ذلك". وقال -رحمه الله- (ص172): "فهذه الوسيلة التي شرع لنا أن نسألها الله تعالى - كما شرع لنا أن نصلي عليه ونسلم عليه - هي حق له، كما أن الصلاة عليه والسلام حق له صلى الله عليه وسلم, والوسيلة التي أمرنا الله أن نبتغيها إليه هي التقرب إلى الله بطاعته، وهذا يدخل فيه كل ما أمرنا الله به ورسوله، وهذه الوسيلة لا طريق لنا إليها إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وطاعته، وهذا التوسل به فرض على كل أحد". قال الشيخ محمد بن ابرهيم آل الشيخ في شرح كشف الشبهات (ص63): "(ومنهم من يدعو الأولياء الذين قال الله فيهم: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾2 الآية) فمعبوداتُهم متنوعة؛ ليست الأصنام وحدها، من دليل تنوعها هذه الآية فإنها نزلت في أناس يعبدون الجن فأسلم الجن وبقي الإنس على عبادتهم. وقيل نزلت فيمن يعبد العُزَير والمسيح كما هو قول أكثر المفسرين. ولا منافاة بين القولين فإنها نزلت فيمن يدعو مدعواً وذلك المدعو صالح في نفسه يرجو رحمة الرب ويخاف عقابه، فكأن الله سبحانه قال في الرد عليهم: إن من تدعونه عبيدي كما أنكم عبيدي، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، فينبغي أن تفعلوا مثل ما تفعل تلك الآلهة. فصاروا عبيده بثلاثة أشياء: بعبادته وحده، ورجائه وحده، وخوفه وحده. هذا هو الموصّل لهم والوسيلة والسبب الموصل لا عبادة سواه من الأولياء ونحوهم. فهذه الآية من جملة الأدلة على أن من معبوداتهم الأولياء". قال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (2/24): "زِيَارَةُ قُبُورِ الْأَوْلِيَاءِ قُرْبَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ وَكَذَا الرِّحْلَةُ إلَيْهَا وَقَوْلُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ لَا تُسْتَحَبُّ الرِّحْلَةُ إلَّا لِزِيَارَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّهُ الْغَزَالِيُّ بِأَنَّهُ قَاسَ ذَلِكَ عَلَى مَنْعِ الرِّحْلَةِ لِغَيْرِ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ مَعَ وُضُوحِ الْفَرْقِ فَإِنَّ مَا عَدَا تِلْكَ الْمَسَاجِدَ الثَّلَاثَةَ مُسْتَوِيَةٌ فِي الْفَضْلِ فَلَا فَائِدَةَ فِي الرِّحْلَةِ إلَيْهَا وَأَمَّا الْأَوْلِيَاءُ فَإِنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ فِي الْقُرْبِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَنَفْعِ الزَّائِرِينَ بِحَسْبِ مَعَارِفِهِمْ وَأَسْرَارِهِمْ فَكَانَ لِلرِّحْلَةِ إلَيْهِمْ فَائِدَةٌ أَيُّ فَائِدَةٍ". أقول: هذا من أفسد القياس!! فالمساجد إنما هي أماكن طاعة وعبادة وتوحيد لله –عز وجل- أما قبور (الأولياء!) فشد الرحال إليها إن لم يكن للذبح لأصحابها والنذر لهم وغيرها من الشركيات فهو من أعظم ذرائع الشرك.. قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (2/429): " وَأَمَّا الزِّيَارَةُ الْبِدْعِيَّةُ فَهِيَ مِنْ جِنْسِ الشِّرْكِ، وَالذَّرِيعَةِ إلَيْهِ كَمَا فَعَلَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى عِنْدَ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ". وقال رحمه الله في المجموع (27/214): " السَّفَرَ إلَى زِيَارَةِ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ بِدْعَةٌ لَمْ يَفْعَلْهَا أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةَ وَلَا التَّابِعِينَ وَلَا أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. فَمَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ عِبَادَةً وَفَعَلَهَا فَهُوَ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَلِإِجْمَاعِ الْأَئِمَّةِ. وَهَذَا مِمَّا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ فِي " الْإِبَانَةِ الصُّغْرَى " مِنْ الْبِدَعِ الْمُخَالِفَةِ لِلسُّنَّةِ". قال الشيخ ربيع –حفظه الله- في حاشيته على كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة":"وقال أبوإسحاق الشيرازي في المهذب: "وإن نذر المشي إلى المسجد الأقصى ومسجد المدينة ففيه قولان؛ قال في البويطي يلزمه، لأنه مسجد ورد الشرع بشد الرحال إليه، فلزمه المشي إليه بالنذر، كالمسجد الحرام. وقال في الأم: لا يلزمه، لأنه مسجد لا يجب قصده بالنسك، فلم يجب المشي إليه بالنذر كسائر المساجد". وانظر حلية العلماء (3/342). وذكر النووي هذين القولين في الإيضاح (ص 518 - 519) مع شرح ابن حجر الهيتمي. وقال ابن حجر الهيتمي هنا (ص 519): "ولو نذر زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - لزم الوفاء به؛ لما علمت أنها في القرب المؤكدة، وكذا زيارة قبر غيره - صلى الله عليه وسلم - مما تسن زيارته؛ لأنها قربة مقصودة". وهذا من العجائب والغرائب، لقد علم ابن حجر أن مذهب الشافعي استحباب الوفاء بالنذر بالذهاب إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيت المقدس وتهيبه من القول بالوجوب خوفاً من الله وورعاً، وأكد ذلك النووي في الإيضاح بأن أصح القولين الاستحباب، وأقرهما ابن حجر على ذلك، ثم بعد كل هذا يرى وجوب وفاء النذر بزيارة القبور؛ لأنها في نظره من القرب المؤكدة، فهل شد الرحال إلى مسجد رسول الله وإلى بيت المقدس لا يرقى إلى درجة القرب المؤكدة، وقد حضنا رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - إلى شد الرحال إليهما مع أعظم بيوت الله المسجد الحرام. أهكذا نعامل توجيهات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! إن كان ابن حجر الهيتمي مقلداً للشافعي فأين تقليده لإمامه هنا؟ ولماذا لا يلزم غرره هنا ويقف حيث وقف إمامه ورعاً وتقوى، وإن كان مجتهداً فنعوذ بالله من اجتهاد يقوم على مخالفة النصوص الصحيحة الواضحة وعلى مخالفة أئمة الهدى، ويقوم على الهوى وعلى الأحاديث المكذوبة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم نقول أين فتاوى السلف الصالح في هذه القضية؟ وهل هي نازلة من النوازل التي ألمت بالأمة لم تكن في عهد السلف الصالح حتى يجتهد فيها المتأخرون؟!". ثالثا: توحيد الأسماء والصفات: قال الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص61): "يجب على كل مُكَلّف وجوبا عينياً لَا رخصَة فِي تَركه، أَن يتَعَلَّم ظواهر الاعتقادات الْوَارِدَة فِي الْكتاب وَالسّنة مَعَ تَنْزِيه الله تَعَالَى عَمَّا هُوَ محَال عَلَيْهِ، مِمَّا يَقْتَضِي جسماً أَو جِهَة كالاستواء على الْعَرْش... وَإِنَّمَا اخْتلفُوا هَل يُفَوض علمهَا إِلَى الله تَعَالَى وَلَا يتَعَرَّض لتأويلها وَهُوَ مَذْهَب السّلف، أَو يتَعَرَّض لتأويلها صَونا لَهَا عَن خوض المبطلين وزيغ الْمُلْحِدِينَ وَهُوَ مَذْهَب الْخلف." وقال في الفتاوى الحديثية (ص 80): " إِذا تقرر هَذَا فَقَائِل هَذِه الْمقَالة الَّتِي هِيَ القَوْل بالجهة فَوق إِن كَانَ يعْتَقد الْحُلُول والاستقرار والظرفية أَو التحيز فَهُوَ كَافِر، يُسلك بِهِ مَسْلَك الْمُرْتَدين إِن كَانَ مظْهرا لذَلِ". وقال في الفتاوى الحديثية وهو يتكلم عن حديث الصورة (ص 208): " وَالْحَاصِل أَن الحَدِيث أِن أُعِيد الضَّمِير فِيهِ لله وَجب تَأْوِيله على مَا هُوَ الْمَعْرُوف من مَذْهَب الْخلف الَّذِي هُوَ أحكم وَأعلم خلافًا لفرقة ضلوا عَن الْحق وارتكبوا عظائم من الْجِهَة والتجسيم اللَّذين هما كفر عِنْد كثير من الْعلمَاء أعاذنا الله من ذَلِك بمنه وَكَرمه". أقول: سبحان الله يصرح بالكفر البواح ثم يرمي أهل السنة به!! قال شيخ الإسلام في الاستقامة (ص164): "مثل هذا من المؤمنين إن استفرغ وسعه في طلب الحق فإن الله يغفر له خطأه وإن حصل منه نوع تقصير فهو ذنب لا يجب ان يبلغ الكفر وإن كان يطلق القول بأن هذا الكلام كفر كما أطلق السلف الكفر على من قال ببعض مقالات الجهمية مثل القول بخلق القرآن أو إنكار الرؤية أو نحو ذلك مما هو دون إنكار علو الله على الخلق وأنه فوق العرش فإن تكفير صاحب هذه المقالة كان عندهم من أظهر الأمور فإن التكفير المطلق مثل الوعيد المطلق لا يستلزم تكفير الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة التي تكفر تاركها". وقال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (7/27): "القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة .. بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع ... ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين ..". وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 84): سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : "من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته ، فهو كافر بربه يستتاب ، فإن تاب ، وإلا ضربت عنقه ، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون ، والمعاهدون بنتن ريح جيفته ، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين ، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم". وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في مجموعة الرسائل والمسائل ( 1/221): "وقد حكى ابن القيم -رحمه الله- عن خمسمائة إمام من أئمة الإسلام، ومفاتيه العظام أنهم كفّروا من أنكر الاستواء، وزعم أنه بمعنى الاستيلاء". ومن معاني الإستواء الإستقرار؛ قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (5/519) :" وقال عبد اللّه بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم، وهم كثير: إن معنى ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾: استقر، وهو قول القتيبي". وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية (1/48) :" مثاله قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾: ظاهر اللفظ أن الله تعالى استوى على العرش: استقر عليه، وعلا عليه، فإذا قال قائل: معنى ﴿اسْتَوَى﴾: استولى على العرش، فنقول: هذا تأويل عندك لأنك صرفت اللفظ عن ظاهره، لكن هذا تحريف في الحقيقة، لأنه ما دل عليه دليل، بل الدليل على خلافه". وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية (3/215): "وهو الذي ورد عن الصحابة، والتابعين من المفسرين وغيرهم، في معنى قوله: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ إن معنى استوى: استقر، وارتفع، وعلا، وكلها بمعنى واحد؛ لا ينكر هذا إلا جهمي زنديق، يحكم على الله وعلى أسمائه وصفاته بالتعطيل، قاتلهم الله أنى يؤفكون". وأما لفظ (الجهة) و(التحيز) و(الجسم) فلا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ومراد هؤلاء من نفي هذه الألفاظ هو نفي حقيقة الصفة.. فمرادهم من نفي الجهة: نفي العلو؛ ومرادهم من نفي التحيز: نفي الحد وأن الله بائن من خلقه، ومرادهم من نفي الجسم: نفي الصفات الخبرية كالوجه واليدين والساق ونحوها. قال شيخ الإسلام في التدمرية (ص66): " فلفظ «الجهة» قد يراد به شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا، كما إذا أريد بالجهة نفس العرش أو نفس السموات. وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى، كما إذا أريد بالجهة ما فوق العال. ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ «الجهة» ولا نفيه، كما فيه إثبات «العلو» و «الاستواء» و «الفوقية» و «العروج إليه» ونحو ذلك. وقد عُلم أن ما ثمّ موجود إلا الخالق والمخلوق، والخالق مباين للمخلوق سبحانه وتعالى، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. فيقال لمن نفى الجهة: أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق، فالله ليس داخلا في المخلوقات؛ أم تريد بالجهة ما وراء العالم، فلا ريب أن الله فوق العالَم، بائن من المخلوقات. وكذلك يقال لمن قال: إن الله في جهة: أتريد بذلك أن الله فوق العال، أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات. فإن أردت الأول فهو حق، وإن أردت الثاني فهو باطل". ......يتبع |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() ..... تابع
وقال –رحمه الله-: "وكذلك لفظ «المتحيز» ، إن أراد به أن الله تحوزه المخلوقات فالله أعظم وأكبر، بل قد وسع كرسيه السموات والأرض، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض) . وفي حديث آخر: (وإنه ليدحوها كما يدحو الصبيان بالكرة) وفي حديث ابن عباس: ما السموات السبع والأرضون السبع وما فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم. وإن أراد به أنه منحاز عن المخلوقات، أي مباين لها، منفصل عنها ليس حالا فيها. فهو سبحانه كما قال أئمة السنة: فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه". وقال -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى (6/547): "وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَنْ جَعَلَ الرَّبَّ جِسْمًا مِنْ جِنْسِ الْمَخْلُوقَاتِ فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْمُبْتَدَعَةِ ضَلَالًا دَعْ مَنْ يَقُولُ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَحْمٌ وَدَمٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ الضَّلَالَاتِ الْمَنْقُولَةِ عَنْهُمْ وَإِنْ أَرَادَ نَفْيَ مَا ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ وَحَقِيقَةُ الْعَقْلِ أَيْضًا مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ وَلَهُ فَهَذَا حَقٌّ وَإِنْ سُمِّيَ ذَلِكَ تَجْسِيمًا أَوْ قِيلَ إنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ لَا تَكُونُ إلَّا لِجِسْمٍ فَمَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ هُوَ حَقٌّ وَإِذَا لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَعْنِيهِ بَعْضُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِلَفْظِ الْجِسْمِ فَلَازِمِ الْحَقِّ حَقٌّ كَيْفَ وَالْمُثْبِتَةُ تَقُولُ إنَّ ثُبُوتَ هَذَا مَعْلُومٌ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ وَنَظَرِهِ وَهَكَذَا مُثْبِتُ لَفْظِ الْجِسْمِ إنْ أَرَادَ بِإِثْبَاتِهِ مَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ صَوَّبْنَا مَعْنَاهُ وَمَنَعْنَاهُ عَنْ الْأَلْفَاظِ الْمُبْتَدَعَةِ الْمُجْمَلَةِ وَإِنْ أَرَادَ بِلَفْظِ الْجِسْمِ مَا يَجِبُ تَنْزِيهُ الرَّبِّ عَنْهُ مِنْ مُمَاثَلَةِ الْمَخْلُوقَاتِ رَدَدْنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ وَبَيَّنَّا ضَلَالَهُ وَإِفْكَهُ وَأَمَّا قَوْلُهُ نَقْلنَا الْكَلَامَ مَعَهُ إلَى إبْطَالِ التَّجْسِيمِ فَقَدْ ذَكَرْنَا أَدِلَّةَ النَّافِينَ وَالْمُثْبَتِينَ مُسْتَوْفَاةً فِي بَيَانُ تَلْبِيسِ الْجَهْمِيَّةِ فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِمْ الْكَلَامِيَّةِ وَتَبَيَّنَ لِكُلِّ مَنْ لَهُ أَدْنَى فَهْمٌ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَدِلَّةِ النَّفْيِ كُلِّهَا حُجَجٌ دَاحِضَةٌ وَأَنَّ جَانِبَ الْمُثْبِتَةِ أَقْوَى وَقَدْ بَسَطْنَا الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ". وقال في بيان تلبيس الجهمية (3/136): "لفظ التجسيم هو كلفظ التأليف والتركيب والتبعيض والتجزئة من معناه ما هو متفق على نفيه بين المسلمين ومنه ما هو متفق على نفيه بين علماء المسلمين من جميع الطوائف إلا ما يحكى عن غلاة المجسمة من أنهم يمثلونه بالأجسام المخلوقة وأما المعنى الخاص الذي يعنيه النفاة والمثبتة الذين يقولون هو جسم لا كالأجسام فهذا هو مورد النزاع بين أئمة أهل الكلام وغيرهم وهو الذي يتناقض سائر الطوائف من نفاته لإثبات مايستلزمه كما يتناقض مثبتوه مع نفي لوازمه ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام أنهم لا يطلقون الألفاظ المُبْتَدعة المتنازع فيها لا نفيًا ولا إثباتًا إلا بعد الاستفسار والتفصيل فيثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني وينفي ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني". وقال في بيان تلبيس الجهمية (4/624): "ولما ابتدع هؤلاء القول بأنه ليس بجسم ولا جوهر, عارضهم الطائفة الأخرى من الشيعة وغيرهم فقالوا بل هو جسم. والسلف والأئمة لم يثبتوا هذه الأسماء لله ولا نفوها عنه لما في كلٍّ من الإثبات والنفي من الابتداع في الدين من إجمال واشتراك, ويثبت به باطل وينفي به حق, مع أن السلف والأئمة لم يختلفوا أن نفاة الجسم أعظم ضلالاً وابتداعاً من مثبتيه بل الأئمة والسلف تواتر عنهم من ذم الجهمية ما لا يحصيه إلا الله ولهم أيضًا كلام في ذم المشبهة لكن أقل من ذم الجهمية بكثير وأما لفظ الجسم فلا يحفظ عن أحد منهم ذمه وإنكاره كما لا يحفظ عنهم مدحه وإقراره ولكن المحفوظ عنهم من الألفاظ الإثبات". وقوله أن مذهب الخلف –الذي هو تحريف النصوص- أعلم وأحكم من مذهب السلف –الذي هو التفويض بزعمه- طعن في السلف وكذب عليهم؛ قال الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص 242): " أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي أخبرنا محمد بن محمود الفقيه المروزي حدثنا محمد بن عمير الرازي حدثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب العلاف التجيبي بمصر حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أشهب بن عبد العزيز قال: سمعت مالك بن أنس يقول: إياكم والبدع، قيل: يا أبا عبد الله وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، لا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون". فها هو الإمام مالك يصف الذين لا يسكتون عما سكت عنه السلف بالبدعة فكيف بمن يزعم أن مذهب الخلف أعلم وأحكم من مذهبهم !! وقال شيخ الإسلام في المجموع (5/9): "فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعِينَ الَّذِينَ يُفَضِّلُونَ طَرِيقَةَ الْخَلَفِ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ: إنَّمَا أَتَوْا مِنْ حَيْثُ ظَنُّوا: أَنَّ طَرِيقَةَ السَّلَفِ هِيَ مُجَرَّدُ الْإِيمَانِ بِأَلْفَاظِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ مِنْ غَيْرِ فِقْهٍ لِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّيِّينَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ﴾ وَأَنَّ طَرِيقَةَ الْخَلَفِ هِيَ اسْتِخْرَاجُ مَعَانِي النُّصُوصِ الْمَصْرُوفَةِ عَنْ حَقَائِقِهَا بِأَنْوَاعِ الْمَجَازَاتِ وَغَرَائِبِ اللُّغَاتِ. فَهَذَا الظَّنُّ الْفَاسِدُ أَوْجَبَ " تِلْكَ الْمَقَالَةَ " الَّتِي مَضْمُونُهَا نَبْذُ الْإِسْلَامِ وَرَاءَ الظَّهْرِ وَقَدْ كَذَبُوا عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ وَضَلُّوا فِي تَصْوِيبِ طَرِيقَةِ الْخَلَفِ؛ فَجَمَعُوا بَيْنَ الْجَهْلِ بِطَرِيقَةِ السَّلَفِ فِي الْكَذِبِ عَلَيْهِمْ. وَبَيْنَ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ بِتَصْوِيبِ طَرِيقَةِ الْخَلَفِ". وإن تعجب فعجب قول هذا الهيتمي حيث قال في الزواجر (1/180): "وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ قَبَّحَهُمْ اللَّهُ، فَإِنَّهُمْ تَأَوَّلُوا هَذِهِ الْأَلْفَاظَ وَأَخْرَجُوهَا عَنْ ظَوَاهِرِهَا بِطَرِيقِ التَّحَكُّمِ وَالتَّشَهِّي تَحْكِيمًا لِعُقُولِهِمْ الْفَاسِدَةِ الْقَاصِرَةِ فِي نُصُوصِ الشَّرْعِ يَتَصَرَّفُونَ فِيهَا كَيْفَ شَاءُوا تَارَةً بِالرَّدِّ وَتَارَةً بِالتَّأْوِيلِ، فَخَذَلَهُمْ اللَّهُ وَأَبَادَهُمْ فَمَا أَغْبَاهُمْ وَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَاهُمْ وَأَبْعَدَهُمْ عَنْ سَبِيلِ الْهُدَى وَمُجَانَبَةِ الضَّلَالِ وَالرَّدَى..". ولا أجد ردا على هذا الضال أحسن مما قاله شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (6/643) حيث قال: "وَأَنْتُمْ شُرَكَاؤُهُمْ فِي هَذِهِ الْأُصُولِ كُلِّهَا، وَمِنْهُمْ أَخَذْتُمُوهَا. وَأَنْتُمْ فُرُوخُهُمْ فِيهَا، كَمَا يُقَالُ: الْأَشْعَرِيَّةُ مَخَانِيثُ الْمُعْتَزِلَةِ، وَالْمُعْتَزِلَةُ مَخَانِيثُ الْفَلَاسِفَةِ، لَكِنْ لَمَّا شَاعَ بَيْنَ الْأُمَّةِ فَسَادُ مَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ، وَنَفَرَتْ الْقُلُوبُ عَنْهُمْ، صِرْتُمْ تُظْهِرُونَ الرَّدَّ عَلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ مَعَ مُقَارَبَتِكُمْ أَوْ مُوَافَقَتِكُمْ لَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ". قال الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص 149): " كَلَام الله تَعَالَى اسْم مُشْتَرك بَين الْكَلَام النَّفْسِيّ الْقَدِيم، وَمعنى إِضَافَة الْكَلَام لَهُ تَعَالَى على هَذَا كَونه صفة لَهُ وَبَين اللَّفْظ المؤلَّف الْحَادِث من السُّور والآيات أَي سَوَاء قُلْنَا إِن ذَلِك اللَّفْظ الْمُؤلف هُوَ لفظ جِبْرِيل أَو لفظ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا صرح بِهِ فِي (شرح الْمَقَاصِد) ؛ وَمعنى إِضَافَة الْكَلَام إِلَى الله على هَذَا أَنه مَخْلُوق لَهُ لَيْسَ من تأليف المخلوقين، وَقد أجمع أهل السّنة وَغَيرهم على أَنه لَا يَصح نفي كَلَام الله تَعَالَى عَن ذَلِك اللَّفْظ الْمُؤلف كَيفَ والإعجاز والتحدي الْمُشْتَمل هُوَ عَلَيْهِمَا إِنَّمَا يكونَانِ فِي كَلَام الله دون كَلَام غَيره". أقول: وهذا مذهب الأشاعرة في القرآن وحقيقته أن الله لم يتكلم بحرف وصوت وأن القرآن الذي بين أيدينا مخلوق وهذا كفر. قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد (1/83): "فأهل السنة يقولون: كلام الله تعالى كلام حقيقي مسموع يتكلم سبحانه بصوت وحرف، والأشاعرة لا يثبتون ذلك، وإنما يقولون: كلام الله تعالى هو المعنى القائم بنفسه، وليس بحرف وصوت، ولكن الله تعالى يخلق صوتا يعبر به عن المعنى القائم بنفسه، ولا شك في بطلان قولهم، وهو في الحقيقة قول المعتزلة، لأن المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، وهو كلام الله، وهؤلاء يقولون: القرآن مخلوق، وهو عبارة عن كلام الله، فقد اتفق الجميع على أن ما بين دفتي المصحف مخلوق". قال الإمام البربهاري في شرح السنة (ص73): "والإيمان بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره، فمن قال غير هذا فقد كفر". قال الإمام الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص 165): "ويشهد أصحاب الحديث ويعتقدون أن القرآن كلام الله وخطابه ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال بخلقه واعتقده فهو كافر عندهم، والقرآن -الذي هو كلام الله ووحيه- هو الذي نزل به جبريل على الرسول صلى الله عليه وسلم قرآنا عربياً لقوم يعلمون بشيراً ونذيراً، كما قال عز وجل: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾. وهو الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته كما أمر به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ فكان الذي بلغهم بأمر الله تعالى كلامه عز وجل، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: (أتمنعونني أن أبلغ كلام ربي) وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة، ويكتب في المصاحف، كيفما تصرف بقراءة قارئ ولفظ لافظ وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قرئ أو كتب في مصاحف أهل الإسلام وألواح صبيانهم وغيرها كله كلام الله جل جلاله غير مخلوق؛ فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم". وقال الإمام اللالكائي في شرح أصول الإعتقاد (2/364): "سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنَ الْآيَاتِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ , وَأَنَّهُ أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَحَدَّى بِهِ , وَأَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْهِ , وَأَنَّهُ الْقُرْآنُ عَلَى الْحَقِيقَةِ. مَتْلُوٌّ فِي الْمَحَارِيبِ , مَكْتُوبٌ فِي الْمَصَاحِفِ , مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ , لَيْسَ بِحِكَايَةٍ وَلَا عِبَارَةٍ عَنْ قُرْآنٍ , وَهُوَ قُرْآنٌ وَاحِدٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَغَيْرُ مَجْعُولٍ وَمَرْبُوبٍ , بَلْ هُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ , لَمْ يَزَلْ بِهِ مُتَكَلِّمًا , وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ ضَالٌّ مُضِلٌّ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِمَذَاهِبِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ". وقال السجزي في رسالته إلى أهل زبيد (ص 155): "قال أبو محمّد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: (القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفاً ولا صوتاً)، فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أوّل ولا آخر. ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم". وقال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (ص70): "ولا شك أن من قال : إن كلام الله معنى واحد قائم بنفسه تعالى وأن المتلو المحفوظ المكتوب المسموع من القارىء حكاية كلام الله وهو مخلوق - : فقد قال بخلق القرآن وهو لا يشعر، فإن الله يقول : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله. أفتراه سبحانه وتعالى يشير الى ما في نفسه أو إلى المتلو المسموع ؟ ولا شك أن الإشارة إنما هي إلى هذا المتلو المسموع ، إذ ما في ذات الله غير مشار إليه ، ولا منزل ولا متلو ولا مسموع . وقوله : لا يأتون بمثله- أفتراه سبحانه يقول : لا يأتون بمثل ما في نفسي مما لم يسمعوه ولم يعرفوه ، وما في نفس الله عز وجل لا حيلة إلى الوصول إليه ، ولا إلى الوقوف عليه . فإن قالوا : إنما أشار إلى حكاية ما في نفسه وعبارته وهو المتلو المكتوب المسموع ، فأما أن يشير إلى ذاته فلا - فهذا صريح القول بأن القرآن مخلوق ، بل هم في ذلك أكفر من المعتزلة ، فإن حكاية الشيء بمثله وشبهه . وهذا تصريح بأن صفات الله محكية ، ولو كانت هذه التلاوة حكاية لكان الناس قد أتوا بمثل كلام الله ، فأين عجزهم ؟! ويكون التالي - في زعمهم - قد حكى بصوت وحرف ما ليس بصوت وحرف. وليس القرآن إلا سوراً مسورة ، وآيات مسطرة ، في صحف مطهرة". رابعا: الإيمان: قال الهيتمي في فتح المبين (ص 150): "(قال: فأخبرني علن الإيمان) هو لغة: مطلق التصديق, من (آمن) بوزن أفعل, لا فاعل, وإلا..لجاء مصدره فعالا, وهمزته للتعدية, كأن المصدق جعل الغير آمنا من تكذيبه, أو للصيرورة كأنه صار ذا أمن من أن يكذبه غيره, ويضمن معنى (اعترف) و(أقر) فيعدى بالباء كما يأتي, و(أذعن) و(قبل) فيعدى باللام, نحو "فآمن له لوط". وشرعا: التصديق بالقلب فقط؛ أي: قبوله وإذعانه لما علم بالضرورة أنه من دين محمد صلى الله عليه وسلم كما سيأتي بسطه..". أقول: هذا القول يضاهي قول الجهمية في الإيمان وقد كفر السلف من قال به.. قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/307): "قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الكلابي: سَمِعْت وَكِيعًا يَقُولُ: الْجَهْمِيَّة شَرٌّ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: الْمُرْجِئَةُ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْإِقْرَارُ يُجْزِئُ عَنْ الْعَمَلِ؛ وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ هَلَكَ؛ وَمَنْ قَالَ: النِّيَّةُ تُجْزِئُ عَنْ الْعَمَلِ فَهُوَ كُفْرٌ وَهُوَ قَوْلُ جَهْمٍ وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ". وقال في المجموع أيضا (7/671): " قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: (إيمَانُهُمْ بَاقٍ كَمَا كَانَ لَمْ يَنْقُصْ) بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ هُوَ مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ وَالِاعْتِقَادِ الْجَازِمِ وَهُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ وَإِنَّمَا نَقَصَتْ شَرَائِعُ الْإِسْلَامِ وَهَذَا قَوْلُ الْمُرْجِئَةِ وَالْجَهْمِيَّة وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ وَهُوَ أَيْضًا قَوْلٌ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ السَّابِقِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ". وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين في الدرر السنية (10/397): " من ذلك، قولهم: إن الله لا يتكلم بحرف وصوت، وأن حروف القرآن مخلوقة، ويقولون: الإيمان مجرد التصديق; وكلام السلف والأئمة في ذم أهل هذه المقالات كثير; وكثير منهم صرح بكفرهم; وأكثر الأئمة ذما لهم وتضليلا: الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وأفاضل أصحابه بعده". خامسا: القدر: قال الهيتمي في المنح المكية (ص635): "الله تعالى أجرى عادته الإلهية في هذا العالم على أسباب ومسببات تناط بتلك الأسباب, وينسب وقوعها إليها نظرا للصورة الوجودية, وإن كان الكل في الحقيقة إنما هو بقضائه وقدره, كما يدل على ذلك كله قوله تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى", "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم", فأسند تعالى إليه الرمي وإليهم القتل باعتبار الصورة الوجودية, ونفاهما عنهم باعتبار الحقيقة الإيجادية, إشارة إلى أنه يجب علينا رعاية المقامين, بأن نسند الأفعال إلى فاعليها صورة ليمدحوا أو يذموا باعتبار جريان تلك الصور عليهم, وإلى الله تعالى حقيقة من حيث عجز العبد عن ذلك, وانفراد الحق تبارك وتعالى به. وأن نعتقد بطلان مذهب القدرية الذين ينفون قدرة الحق, ويثبتون قدرة العبد, تخيلا منهم أنهم فروا بذلك عن نسبة القبيح إلى الله تعالى, وغفلة عن أنه يلزمهم ما هو أقبح من ذلك, وهو أن يجري في ملكه تعالى ما لا يشاؤه, على أن نسبة أفعال العباد إليه تعالى لا تستلزم نسبة القبيح إليه, لأن الشيء إنما هو قبيح بالنسبة لفعلنا لا لفعله تعالى, لأنه يتصرف في ملكه بما يشاء "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون". وأن نعتقد بطلان مذهب الجبرية أيضا, لأنه يلزم عليه أنه لا ثواب ولا عقاب, ولا مدح ولا ذم؛ لأن المجبر المكره على الشيء من كل وجه لم يصدر منه فعل ينسب إليه حتى يدار عليه الحكم, وقد علم من الشريعة الغراء: أن الله تعالى أسند الأفعال لعباده, ومدحهم عليها تارة وذمهم أخرى, فنتج ما قلناه من التوسط بين المذهبين, بأن نظرنا إلى الأفعال من حيث الصورة, وأنطنا بها أحكاما, ومن حيث الحقيقة, وأنطنا بها أحكاما؛ لأن هذا هو العدل السوي, والطريق الواضح الجلي". أقول: خلاصة كلامه أن الفعل ينسب إلى العبد من حيث الصورة ولا أثر في الحقيقة لقدرة العبد –الحادثة- في فعله فالله هو الفاعل الحقيقي بقدرته –القديمة- والعبد نافذ وهذا ما يسمى عند أهل الكلام بنظرية الكسب.. وقولهم في الحقيقة جبر؛ قال العلامة ابن القيم في شفاء العليل (ص121): "فلفظ الكسب تطلقه القدرية على معنى والجبرية على معنى وأهل السنة والحديث على معنى... وقال الأشعري وابن الباقلاني: (الواقع بالقدرة الحادثة هو كون الفعل كسبا دون كونه موجودا أو محدثا فكونه كسبا وصف للوجود بمثابة كونه معلوما). ولخص بعض متأخريهم هذه العبارات بأن قال: (الكسب عبارة عن الاقتران العادي بين القدرة المحدثة والفعل) فإن الله سبحانه أجرى العادة بخلق الفعل عند قدرة العبد وإرادته لا بهما فهذا الاقتران هو الكسب... والذي استقر عليه قول الأشعري: (أن القدرة الحادثة لا تؤثر في مقدورها ولم يقع المقدور ولا صفة من صفاته بل المقدور بجميع صفاته واقع بالقدرة القديمة ولا تأثير للقدرة الحادثة فيه) وتابعه على ذلك عامة أصحابه". وقال (ص130): "فالطوائف كلها متفقة على الكسب ومختلفون في حقيقته... وقالت الجبرية: الكسب اقتران الفعل بالقدرة الحادثه من غير أن يكون لها فيه أمر, وكلا الطائفتين فرق بين الخلق والكسب, ثم اختلفوا فيما وقع به الفرق. فقال الأشعري في عامة كتبه: (معنى الكسب أن يكون الفعل بقدرة محدثة فمن وقع منه الفعل بقدرة قديمة فهو فاعل خالق ومن وقع منه بقدرة محدثة فهو مكتسب) وقال قائلون: من يفعل بغير آلة ولا جارحة فهو خالق, ومن يحتاج في فعله إلى الآلات والجوارح فهو مكتسب. وهذا قول الإسكافي وطوائف من المعتزلة. قال: واختلفوا هل يقال أن الإنسان فاعل على الحقيقة فقالت المعتزلة كلها إلا الناشئ: "أن الإنسان فاعل محدث ومخترع ومنشئ على الحقيقة دون المجاز" وقال الناشئ: "الإنسان لا يفعل في الحقيقة ولا يحدث في الحقيقة" وكان يقول: "أن البارئ أحدث كسب الإنسان" قال: "فلزمه محدث لا لمحدث في الحقيقة ومفعول لا لفاعل في الحقيقة". قلت –ابن القيم-: وجه إلزامه ذلك أنه قد أعطى أن الإنسان غير فاعل لفعله وفعله مفعول وليس هو فعلا لله ولا فعلا للعبد فلزمه مفعول من غير فاعل. ولعمر الله أن هذا الإلزام لازم لأبي الحسن وللجبرية فإن عندهم الإنسان ليس بفاعل حقيقة والفاعل هو الله وأفعال الإنسان قائمة لم تقم بالله, فإذا لم يكن الإنسان فاعلها مع قيامها به فكيف يكون الله سبحانه هو فاعلها, ولو كان فاعلها لعادت أحكامها عليه واشتقت له منها أسماء, وذلك مستحيل على الله, فيلزمك أن تكون أفعالا لا فاعل لها, فإن العبد ليس بفاعل عندك ولو كان الرب فاعلا لها لاشتقت له منها أسماء وعاد حكمها عليه. فإن قيل: فما تقولون أنتم في هذا المقام؟ قلنا: لا نقول بواحد من القولين بل نقول هي أفعال للعباد حقيقة ومفعولة للرب, فالفعل عندنا غير المفعول, وهو إجماع من أهل السنة حكاه الحسين بن مسعود البغوي وغيره, فالعبد فعلها حقيقة, والله خالقه وخالق ما فعل به من القدرة والإرادة وخالق فاعليته. وسر المسألة أن العبد فاعل منفعل باعتبارين, هل هو منفعل في فاعليته فربه تعالى هو الذي جعله فاعلا بقدرته ومشيئته وأقدره على الفعل, وأحدث له المشيئة التي يفعل بها. قال الأشعري: وكثير من أهل الإثبات يقولون: "أن الإنسان فاعل في الحقيقة بمعنى مكتسب" ويمنعون أنه محدث. قلت: هؤلاء وقفوا عند ألفاظ الكتاب والسنة فإنهما مملوآن من نسبة الأفعال إلى العبد باسمها العام وأسمائها الخاصة فالاسم العام كقوله تعالى: ﴿تَعْمَلُونَ﴾: ﴿تَفْعَلُونَ﴾: ﴿تَكْسِبُونَ﴾ والأسماء الخاصة: ﴿يُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾: ﴿وَيُؤْمِنُونَ﴾: ﴿وَيَخَافُونَ﴾: ﴿يَتُوبُونَ﴾: ﴿يُجَاهِدُونَ﴾ وأما لفظ الإحداث فلم يجيء إلا في الذم كقوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا" فهذا ليس بمعنى الفعل والكسب وكذلك قول عبد الله بن مغفل لابنه: "إياك والحدث في الإسلام". ولا يمتنع إطلاقه على فعل الخير مع التقييد. قال بعض السلف: "إذا أحدث الله لك نعمة فأحدث لها شكرا وإذا أحدثت ذنبا فأحدث له توبة". ومنه قوله: "هل أحدثت توبة وأحدث للذنب استغفارا". ولا يلزم من ذلك إطلاق اسم المحدث عليه والإحداث على فعله". قال شيخ الإسلام في مجموع الفتوى (2/119): " قَوْلُهُ: فَالْفِعْلُ لِلَّهِ حَقِيقَةً؛ وَلِلْعَبْدِ مَجَازٌ. فَهَذَا كَلَامٌ بَاطِلٌ بَلْ الْعَبْدُ هُوَ الْمُصَلِّي الصَّائِمُ الْحَاجُّ الْمُعْتَمِرُ الْمُؤْمِنُ وَهُوَ الْكَافِرُ الْفَاجِرُ الْقَاتِلُ الزَّانِي السَّارِقُ حَقِيقَةً وَاَللَّهُ تَعَالَى لَا يُوصَفُ بِشَيْءِ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ بَلْ هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ؛ لَكِنَّهُ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الْعَبْدَ فَاعِلًا لِهَذِهِ الْأَفْعَالِ فَهَذِهِ مَخْلُوقَاتُهُ وَمَفْعُولَاتُهُ حَقِيقَةً وَهِيَ فِعْلُ الْعَبْدِ أَيْضًا حَقِيقَةً. وَلَكِنَّ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ - الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ - ظَنُّوا أَنَّ الْفِعْلَ هُوَ الْمَفْعُولُ وَالْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ؛ فَلَمَّا اعْتَقَدُوا أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ مَفْعُولَةٌ لِلَّهِ: قَالُوا فَهِيَ فِعْلُهُ. فَقِيلَ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ: أَهِيَ فِعْلُ الْعَبْدِ؟ فَاضْطَرَبُوا؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ كَسْبُهُ لَا فِعْلُهُ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْكَسْبِ وَالْفِعْلِ بِفَرْقِ مُحَقَّقٍ". وقال (8/487): " الَّذِينَ قَالُوا لَا تَأْثِيرَ لِقُدْرَةِ الْعَبْدِ فِي أَفْعَالِهِ هُمْ هَؤُلَاءِ أَتْبَاعُ جَهْمٍ نفاة الْأَسْبَابِ؛ وَإِلَّا فَاَلَّذِي عَلَيْهِ السَّلَفُ وَأَتْبَاعُهُمْ وَأَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَجُمْهُورُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ الْمُثْبِتُونَ لِلْقَدَرِ الْمُخَالِفُونَ لِلْمُعْتَزِلَةِ إثْبَاتَ الْأَسْبَابِ وَأَنَّ قُدْرَةَ الْعَبْدِ مَعَ فِعْلِهِ لَهَا تَأْثِيرٌ كَتَأْثِيرِ سَائِرِ الْأَسْبَابِ فِي مُسَبَّبَاتِهَا؛ وَاَللَّهُ تَعَالَى خَلَقَ الْأَسْبَابَ وَالْمُسَبَّبَاتِ". سادسا: الطعن في أئمة السنة والثناء على أهل البدع والزندقة: قال الهيتمي في الفتاوى الحديثية واصفا شيخ الإسلام ابن تيمية –عليه رحائم رب البرية- (ص83): "ابْن تَيْمِية عبد خذله الله وأضلَّه وأعماه وأصمه وأذلَّه، وَبِذَلِك صرح الْأَئِمَّة الَّذين بينوا فَسَاد أَحْوَاله وَكذب أَقْوَاله". أقول: بل هو والله من خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله.. وما طعن في شيخ الإسلام إلا أئمة الضلال من أمثاله من القبورية المبتدعة وقال عنه أيضا (ص 84): "وَالْحَاصِل أنْ لَا يُقَام لكَلَامه وزن بل يَرْمِي فِي كلّ وَعْر وحَزَن، ويعتقد فِيهِ أَنه مُبْتَدع ضالّ ومُضِّلّ جَاهِل غال عَامله الله بعدله، وأجازنا من مثل طَرِيقَته وعقيدته وَفعله آمين". فها هو يدعو على شيخ الإسلام ويتبرأ من عقيدته (=عقيدة أهل السنة).. وقال الهيتمي في الفتاوى الحديثية (ص144): " وَإِيَّاك أنْ تصغى إِلَى مَا فِي كتب ابْن تَيْمِية وتلميذه ابْن قيم الجوزية وَغَيرهمَا مِمَّن اتخذ إلهه هَوَاهُ وأضله الله على علم وَختم على سَمعه وَقَلبه وَجعل على بَصَره غشاوة فَمن يهديه من بعد الله، وَكَيف تجَاوز هَؤُلَاءِ الْمُلْحِدُونَ الْحُدُود، وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشَّرِيعَة والحقيقة، فظنوا بذلك أَنهم على هدى من رَبهم وَلَيْسوا كَذَلِك، بل هم على أَسْوَأ الضلال وأقبح الْخِصَال وأبلغ المَقَّتْ والخسران وأنهى الْكَذِب والبهتان فخذل الله متَّبِعهم وطهر الأَرْض من أمثالهم". لم يكتف بتبديع شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم –رحمهما الله- حتى صرح بتكفيرهما ثم دعا على أهل السنة المتبعين لشيخ الإسلام بالخذلان والفناء.. عامله الله بعدله, والوقيعة في أهل الأثر علامة المبتدعة في كل زمان؛ قال الإمام الصابوني في عقيد السلف (ص144): "وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم..". وفي شرح أصول الإعتقاد للالكائي (1/197) عن الإمام أبي حاتم الرازي قال: " وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ"، وقال هذا الضال عن شيخ الإسلام أيضا (ص84): " وَرُبمَا أَدَّاهُ اعْتِقَاده ذَلِك إِلَى تَبْديع كثير مِنْهُم, وَمن جملَة مَنْ تتبَّعه الْوَلِيّ القطب الْعَارِف أَبُو الْحسن الشاذلي نفعنا الله بِعُلُومِهِ ومعارفه فِي حزبه الْكَبِير وحزب الْبَحْر وَقطعَة من كَلَامه، كَمَا تتبَّع ابنَ عَرَبِيّ وابنَ الفارض وابنَ سبعين، وتتبع أَيْضا الحلاَّج الْحُسَيْن بن مَنْصُور، وَلَا زَالَ يتتبع الأكابر حَتَّى تمالأ عَلَيْهِ أهل عصره ففسقوه، وبدّعوة بل كَفَّره كثير مِنْهُم". وها هو يصف أبو الحسن الشاذلي وابن عربي والفارض وابن سبعين والحلاج بالأكابر وينافح عنهم.. وإليك المزيد: قال هذا المبتدع القبوري عن ابن عربي (الفتاوى الحديثية ص210): " الَّذِي أثرناه عَن أكَابِر مَشَايِخنَا الْعلمَاء الْحُكَمَاء الَّذِي يستسقى بهم الْغَيْث وَعَلَيْهِم الْمعول وإليهم الْمرجع فِي تَحْرِير الْأَحْكَام وَبَيَان الْأَحْوَال والمعارف والمقامات والإشارات أَن الشَّيْخ محيي الدّين بن عَرَبِيّ من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى العارفين وَمن الْعلمَاء العاملين وَقد اتَّفقُوا على أَنه كَانَ أعلم أهل زَمَانه بِحَيْثُ أَنه كَانَ فِي كل فن متبوعا لَا تَابعا وَأَنه فِي التَّحْقِيق والكشف وَالْكَلَام على الْفرق وَالْجمع بَحر لَا يجارى وَإِمَام لَا يغالط وَلَا يمارى وَأَنه أورع أهل زَمَانه وألزمهم للسّنة وأعظمهم مجاهدة حَتَّى أَنه مكث على ثَلَاثَة أشهر على وضوء وَاحِد وَقس على ذَلِك مَا هُوَ من سوابقه ولواحقه وَوَقع لَهُ مَا هُوَ أعظم من ذَلِك وَمِنْه أَنه لما صنف كِتَابه الفتوحات المكية وَضعه على ظهر الْكَعْبَة وَرقا من غير وقاية عَلَيْهِ فَمَكثَ على ظهرهَا سنة لم يمسهُ مطر وَلَا أَخذ مِنْهُ الرّيح ورقة وَاحِدَة مَعَ كَثْرَة الرِّيَاح والأمطار بِمَكَّة فحفظ الله كِتَابه هَذَا من هذَيْن الضدين دَلِيل أَي دَلِيل وعلامة أَي عَلامَة على أَنه تَعَالَى قبل مِنْهُ ذَلِك الْكتاب وأثابه عَلَيْهِ وَحمد تصنيفه لَهُ فَلَا يَنْبَغِي التَّعَرُّض للإنكار عَلَيْهِ فَإِنَّهُ السم الْقَاتِل لوقته كَمَا شَاهَدْنَاهُ وجربناه فِي أنَاس حق عَلَيْهِم من المقت وَسُوء الْعقَاب مَا أوجب لَهُم التَّعَرُّض لهَذَا الإِمَام الْعَارِف بالإنكار حَتَّى استأصل شأفتهم وَقطع دابرهم فَأَصْبحُوا لَا ترى إِلَّا مساكنهم فمعاذا بِاللَّه من أَحْوَالهم". سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- عند شرحه لكتاب فضل الإسلام في نهاية شرحه لـ ( باب ما جاء أن البدعة أشد من الكبائر ): "الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يلحق بهم؟ فأجاب: نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم وهو داع إليهم، هو من دعاتهم نسأل الله العافية". سابعا: كلام أهل العلم فيه: جاء في رسالة لأبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرر السنية (2/156): " وإنما الخلاف بينهم (المشركين) وبين الرسول صلى الله عليه وسلم هو في توحيد الإلهية، الذي هو توحيد العبادة; ولهذا لم يصيروا موحدين بمجرد الإقرار بتوحيد الربوبية; فإياك أن تغتر بما أحدثه المتأخرون وابتدعوه، كابن حجر: الهيتمي وأشباهه". وقال العلامة سليمان بن سحمان في الصواعق المرسلة (ص 277): "وابن حجر المكي - عامله الله بعدله - من الغالين في الصالحين, ومن الثالبين لأئمة المسلمين, الذين جردوا توحيد العبادة لله رب العالمين, وجاهدوا في الله ولله من خرج عن سبيل المؤمنين ﴿وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾[النساء: آية 115]، ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾[النور: آية 40] ومن كانت هذه حاله, وهذه أقواله فحقيق أن لا يلتفت إليه". وقال الشيخ المحقق شمس الحق الأفغاني -رحمه الله- في جهود علماء الحنفية (2/730): " ولابن حجر الهيتمي القبوري أعاجيب وأباطيل حول الجيلاني وغيره ممن يزعم أنهم أولياء متصرفين في الكون". وقال رحمه الله (2/1158): "والنقيب وأولاده وسائر أفراد عائلتهم- هم أعظم الناس بلاء على الأمة، ليست معصية في الدنيا إلا وقد استباحوها، وكبيرهم النقيب * بل الذيب* - هو بريد الشر على العراق وهم أرفاض زنادقة، يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علنا، ويشربون الخمور، ويتعاطون كل منكر، وعسى الله يعين على إفراد كتاب ينبسط فيه أحوال هؤلاء الزنادقة تحذيرا للمسلمين منهم هؤلاء شيوخ صوفية عصرنا، والأمر لله، وابن حجر الهيتمي القبوري من أعظم أمثال هؤلاء الفجرة- فهو لا شك من أعداء الله". وقد نص الشيخ ربيع على تبديعه في مجموع الفتاوى ( 15 / 223 ): "السؤال : هل ابن حجر الهيتمي كان من أهل السنة ؟ وهل صحيح أنه كان من ألدِّ أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ وهل صحيح أنه يعظم ابن عربي ، وهل صحيح أنه لايميز الصحيح من السقيم ؟ الجواب : على كل حال هذا الرجل من أهل البدع ، وكان يحارب شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولم أقف على تعظيمه لابن عربي ، لكن لا أستبعد من أمثاله أن يعظم إبن عربي ، بلغني هذا ، لكن لا استطيع أن انسبه إليه . ولكن هكذا كان أهل البدع كثير منهم خاصة المتصوفة ، كانوا يعظمون هذا الرجل ، وأما طعنه في شيخ الإسلام ابن تيمية فقد وقفت عليه بنفسي ، في شرح المناسك له كلام سيءٌ جداً ويقول فيه : عبد أضله الله ، أقول حاشا إبن تيمية مما يرميه به ، بل هو الضال المضل". وقد سبق نقل كلامه في تعظيم ابن عربي والثناء عليه. هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() يا سلواان عليك أن تفرّق بين ابن حجر الهيتمي غفر الله له و ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى .. فالأخير لا محل للنزاع فيه بين أهل السنّة حتى عند الشيخ ربيع حفظه الله تعالى قال الشيخ ربيع حفظه الله : منهج الحدادية : - بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم. -قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب. -تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع. -تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة. -تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي. انتهى المراد . من مقال بعنوان (من هم الحدادية المبتدعة للشيخ ربيع حفظه الله) . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
طوام فالح الحربي الذي هو حرب على السنة وعلى أهلها
1. قوله عن الشيخ الألباني أنه أفسد السَّلفية. 2. قوله عن الشيخ الألباني أنه رجل مُبغض للدولَّة السعُوديَّة. 3. قوله عن الشيخ الألباني أنه جاهل. 4. قوله عن الشيخ الألباني أنه يُعادي عُلمَاء نَجد . 5. قوله عن الشيخ الألباني أنه يُكفِّر حُكُومَة المملكة. 6. قوله بأن الشيخ الألباني والحزبيين في خندق واحد. 7. قوله بأن الشيخ الألباني ومقبل عندهم العنتريات والهمجيات. 8. قوله عن الشيخ ابن عثيمين أنه لا يدري ما يخرج من رأسه. 9. قوله لو يجمع أحدكم أخطاء ابن عثيمين. 10. قوله أن الشيخ ابن عثيمين عقلاني. 11. قوله أن الشيخ ابن عثيمين عنده أخطاء في العقيدة. 12. قوله أن من أيد الشيخ ربيع مثل مشجعي كره. 13. وصفه الشيخ ربيع بأنه ينهش كالكلب. 14. وصفه الشيخ ربيع بأنه يسقط كل من خالفه. 15. وصفه الشيخ ربيع بأنه قد يوافق غلاة المرجئة. 16. قوله بأن الشيخ ربيع والشيخ الألباني يجعلون الأمة جميعاً مرجئة. 17. قوله بأن الشيخ ربيع والشيخ الألباني وقعوا حقيقة في الإرجاء. 18. قوله أن عمر بن الخطاب لمحبته للنبي نسي نفسه وكأنما طاش عقله. 19. قوله بأن طلاب الجامعة الإسلامية نشروا السنة في اليمن والشيخ مقبل في الحجر والطين. 20. قوله إذا لم يسكت أهل اليمن سيتكلم في الشيخ مقبل بما لا يحلم فيه أهل اليمن ويثبت أنه ظاهري. 21. يقول بأن الشيخ مقبل فيه حمق وسفه. 22. يقول بأن الشيخ مقبل لا يعدو أن يكون طالب علم. 23. يقول بأن الشيخ مقبل عليه أن يتجرد من الضلال الذي هو فيه. 24. يقول بأن الشيخ مقبل هدم ركنين من أركان الدين القياس والخروج على الحكّام. 25. يقول بأن الشيخ مقبل يحرّم على الطلاب دخول الجامعة الإسلامية. 26. يقول بأن الشيخ مقبل لا يساوي ضفراً من أضفار الرجل. 27. وصفه عائشة وحفصة رضي الله عنهما بالمجادلة والكيد. 28. قوله أن ابن عمر مؤول وأنه شيء معروف عند أهل العلم وضرب بيده على الأرض وهو غاضب. 29. يقول الفاسق لا يحب قاعدة شيخ الإسلام باطلة (مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته) فسئل عن محبة الولاة الفسقة فقال هذه محبة عامة وجادل في ذلك طويلاً. 30. استهزاؤه بكلام ابن القيم في على أيهما ينزل المصلي على يده أو ركبته. 31. قوله من الذي لا يبدع ابن حجر. 32. قوله عن ابن حجر نعامله معاملة أهل الكتاب. 33. قوله أن الذهبي لا يعتمد على كلامه. 34. قوله عن الذهبي لا تقبل شهادته ولا يقبل كلََّ كلامه في أهل السنة ولا في أئمتهم . 35. قوله أن ابن حجر والنووي وابن الجوزي ليسوا من أئمة أهل السنة في منهج وعقيدة أهل السنة حتى يعتمد قولهم. 36. قوله أن ملك آل سعود قبل الشيخ محمد عبد الوهاب وهو ما أعطى شيئاً وكل ما هنالك هو داعية إلى منهج النبي فأيده هذا السلطان وهو الذي أعطى وهو الذي رفع راية التوحيد وحماها ونصرها وينصرها وهو الذي حصل على يديه الخير الكثير لهذه الأمة. 37. قوله عن بعض أهل العلم بالمدينة أنهم أخذوا التمييع من العباد والعباد أخذه من الشيخ ابن باز وابن عثيمين. 38. وصفه الشيخ العباد بأنه جاهل. 39. قوله أن الشيخ ابن باز ضر السلفية ببعض أساليبه. 40. يصف الشيخ النجمي بالشايب ما يستحي. 41. يقول بأنه يستحي أن يرد على الشايب الذي بلغ الثمانين يقصد الشيخ النجمي . 42. قال عن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وصالح الفوزان والغديان واللحيدان أن عندهم علم لكن ما عندهم منهج . 43. قوله عن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إخواني خبيث. 44. قوله أن الشيخ الفوزان من الممكن أن تستفيد منه علمياً أما من ناحية المنهج فلا. 45. ادعاؤه أنه هو الذي علم الفوزان المنهج . 46. قوله بأن الذين حكّمهم الشيخ ربيع فيه وهم علي بن ناصر فقيهي وصالح السحيمي ومحمد بن هادي المدخلي وعبيد الجابري ليس أهل للحكم عليه. 47. وصفه الشيخ عبيد الجابري بأنه طالب علم جيد. 48. قوله عن الشيخ محمد بن هادي بأنه جاء ضائع من الرياض. 49. وصفه الشيخ عبد الله البخاري وسليمان وإبراهيم الرحيلي وتراحيب الدوسري وعلي التويجري بأنهم مبتدعة. 50. قوله عن الشيخ عبد الله البخاري وسليمان وإبراهيم الرحيلي وتراحيب الدوسري وعلي التويجري بأنهم أعظم واكبر وأشد من قوله إنهم مبتدعة وبأنهم يبدعون بأقل من هذا هؤلاء لهم طريق غير طريق أهل السنة. 51. قوله بأنه من يتبع علماء الأردن أي طلبة الشيخ الألباني ويتخذهم علماء مع الفرق كأنما يعبد صنما. 52. وصفه إبراهيم المحيميد بأنه ضال في أصل دينه. 53. قوله عن إبراهيم المحيميد بأنه لا ديانة له جهيماني. 54. قال عن أبي بكر الجزائري بأنه رجل بين إسلام وكفر. 55. قوله بأن أبو بكر الجزائري يقول بقول غلاة القدرية نفاة العلم عن الله. 56. وصفه سلمان العودة وسفر الحوالي أن أصولهم أصول الزنادقة. 57. قوله عن عبد السلام برجس بأنه زنديق وبعد أن راجعه بعض المشايخ قال إن كان عبد السلام برجس يعتقد ما يعتقده سلمان فهو زنديق . 58. يصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والفوزان أنهم لا يحققون ومن الناحية العلمية لا يدققون وإذا عرفوا الأسماء طارت الأحكام. 59. قوله عن الشيخ صالح آل الشيخ كلاماً معناه أنّه ليس عنده لا علم ولا منهج . 60. يظهر للناس أنه يوقر كبار العلماء ومن الخلف يطعنهم أشد الطعن. 61. يجعل الشيخ عبد العزيز الراجحي من رؤوس الحزبية في السعودية. 62. يجعل ولاية الكافر على المسلمة. 63. سجن مع جهيمان العتيبي وفي فتنته وخرج من السجن بعد توسط بعض المشايخ في المدينة. 64. اتصل طلبة فاروق الغيثي لسؤاله عن الغيثي فقال استفيدوا منه وحين اتصل به آخرون وبينوا له أنهم من المعادين له حذر منه وقال أنه صاحب فتنة . 65. محاربة كتاب منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله والطعن فيه . المرجع: * توثيق ما عند فالح من ضلالات. *ردود الشيخ ربيع وغيرها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | ||||
|
![]() اقتباس:
من صفاتهم (الحداديين) : الطعن على أهل العلم السلفين الأكابر
طعن فالح الحربي فيالعلامة صالح الفوزان https://www.box.net/public/ckauqmhflx العلامة صالح الفوزان حفظه الله أنا بينت لكم، يجب بيان الحق، يجب بيان الحق ورد الخطأ، وما نجامل أحداً https://www.m-rasool.com/vb/index.php...show=1&id=4071 طعن فالح الحربي في العلامة مقبل الوادعي رحمه الله https://www.box.com/public/80vuy35xfe طعن فالح الحربي في العلامة ربيع بن هاديحفظه الله https://www.box.net/public/9ntu621syo https://alminhadj.free.fr/abu%20asma/...fi%20sahab.doc طعن فالح الحربي في العلامة العثيمين رحمه الله https://www.box.com/public/yfdd15btsy https://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=197&gid فالح الحربي يثني على كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب : https://www.box.com/public/vtaapvpyjn |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ابن حجر الهيتمي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc