السلام عليكم
دخلت ذات يوم إلى منتدى الإلحاد حيث كنت أقوم ببحث دراسي فيGoogle و ضغطت على الموقع ظنا مني أني أجد معلومات تناسبني و يا ليتني لم أفعل، فقد قرأت كلاما ينكر وجود الله و يقول أن الحياة مجرد صدفة فاصطربت كثيرا لأني أول مرة أسمع هذه الأشياء و من قبل كنت مسلما مؤمنا بالله ، لم أنم تلك الليلة و بقيت مصدوما، هل كل ماضي كنت أعبد فيه و هما؟ بدأت أتردد يوميا إلى منتدياتهم و مواقعهم و كل مرة أزداد حيرة و ضياعا و قرأت مواضيع عن نظرية التطور و قوانين الفيزياء و الطبيعة التي تحكم الكون و حقيقة الأديان و غيرها و شاهدت فيديوهات عديدة و قرأت مجلات ملحدة على مدار عامين تقريبا و بدأ إيماني و إحساسي بوجود الله يذهب شيئا فشيئا و تملكني الكرب و الصراع النفسي، المهم لا أجد كلمات لأعبر عن الحالة التي كنت فيها حيث صار كل تفكيري في الإنتحار و قلت سأنتحر و إن لقيت حياة أخرى فسأتعذب و أكون مستحقا لذلك و إن لم ألقى فذلك أفضل لكن خوفي الشديد من فشل العملية و نقص الشجاعة الكافية حالا دون ذلك، أصبحت نفسيتي في أقصى حالات الضياع و التدهور و التشتت:معقول، لا يوجد إله، كيف جاء كل هذا إذن؟ لماذا وجدت أنا من بينهم؟ ما الفائدة إن كنت خرجت من عدم لم أكن أحس به و أعرفه و سأعود إليه بعد سنوات عمري؟ ... أسئلة و أسئلة و أسئلة كانت تسبب لي صداع رأس شديد و قررت أن أحسم الأمر إما أن أؤمن أو ألحد . فوجدت فجأة منتدى في الإنترنت إسمه منتدى التوحيد فدخلت و قرأت ما كتبوه من نقد للإلحاد و كشف حقيقته السوداء و طرحت الأسئلة التي خلطت عقلي و تفكيري و لقيت إجابات من طقية. فكرت بشدة و عمق و تذكرت كيف كان حالي قبل الدخول إلى ذلك الموقع حيث كنت مسلما مؤمنا أحس بوجود الله و أعبده بيقين و طمأنينة و كيف كان ينقذني و يستجيب لدعائي خاصة في أحلك المواقف و كنت أشعر بطعم الحياة بين عائلتي و أصدقائي فقررت العودة إلى الله و ترك ما أنا فيه و أدركت حقيقة أن المستشرقين و العلماء الملحدين يسعون لتشويه الإسلام و قالوا أن الرسول (ص) كان مصابا بالصرع، و كان يحاول ممارسة الشعر و كان مريضا نفسيا يتخيل كائنات غريبة تخاطبه و قالوا أنه كان له مشروع سياسي ليسيطر على اليهود و يصبح ملكا لذا قام بتأليف القرآن حيث يقولون أن كان يقوم بتأليف الآيات لتتطابق مع الوقائع التي كان يعيشها. و يقولون عن القرآن أنه مشروع ترجمة حيث ساهم في نشأته العديد من الكتاب و المترجمين في ذلك الوقت حيث كانوا ينتقون و يصلحون و يفحصون و يترجمون الكلمات من الكتب السابقة و الأساطير و أحيانا يقولون أن القرآن من تأليف شعراء في عصر محمد بالإضافة إلى مساهمة بحيرى و ورقة و جار الرسول و سلمان الفارسي و عدة شخصيات أخرى حيث كان رسولنا يختلط بهم فيتعلم منهم عن مختلف الأديان كالمسيحية و الزراديتشية و مختلف الحضارات القديمة و أحيانا يقولون أن محمد قام بإقتباس حرفي للكتب القديمة دون أن يدرك و يفهم ذلك...إلخ من مئات الإفتراءات. أدركت حجم التناقضات الرهيبة في إتهاماتهم و أن كل واحد منهم يرمي بدلوه و يساهم في نقد محمد. لكن كيف يكون مصابا بالصرع و الجنون و النرجسية و يقوم بكتابة القرآن و يغامر بنفسه في المعارك و الحروب لأجل شيء خادع و يقوم بوضع كل آية لكي تتوافق مع الأحداث و يطلع على مختف العلوم و الثقافات و يأمر أشخاصا أن يتبعوا كلامه و يصبر على الأذى و العذاب الشديد و... ؟ من المستحيل أن نجد رجلا إجتمعت فيه كل هذه الأشياء. أدركت أن التطور شيء زائف فمن المستحيل أن تخرج سمكة من الماء و لا تموت كما يزعمون أنه تحولت و من المستحيل أن تنشأ أشياء من العدم من تلقاء نفسها و من المستحيل أن يكون الكون أزلي. و أدركت وهم الإنتخاب الطبيعي الذي يتمسكون بقوة به و يقولون أنه عشوائي و غير واعي و هو من منح لنا الوعي و العقل(قمة التناقض و اللامنطق) و بهذا الوعي أصبح الإنسان بنفسه ينتخب و يصطفي الحيوانات و النباتات و ينتج أنواع جيدة، فإذا كان الإنسان يتدخل لتنويع النباتات و تهجينها و إختيار الحياوانات الجيدة الجينات و يزوج بينها و يقوم بتطوير السيارات و الحواسيب و كل هذا بإستخدام التفكير و العقل و الملاحظة و من المستحيل وقوع ذلك بالصدفة و العشوائية، فكيف للطبيعة الجامدة الصماء الغير واعية أن تنتج كل هذا الكون المبهر و المدهش و الشديد الإتقان؟ إنه قمة السفه من يقول بإمكان حدوث ذلك. أدركت أن كل مايقدمه العلم مجرد نظريات ليست نهائية بدليل أنها تتبدل و تسقط و تجيء أخرى فالعلم ليس ثابت أما كتاب الله فكل كلمة منه في موضعها و بدقة عجيبة. و أيقنت أن الدين الإسلامي دين الحق و كل الأديان الأخرى محرفة.
هل سيغفر الله لي لأنني شككت في وجوده و قدرته و دينه؟ أشعر بالندم الشديد و ضميري يؤنبني بشدة لأني تماديت في الدخول لتلك المواقع.
هل لازلت على الإسلام؟
كيف يمكنني إسترجاع حلاوة