كم أبغضكِ يادنيا الفناء

[* عبد الجليل *]

أرى فؤادي ينادي
يتألم ويشتكي لي
ولا أستطيع له حيله
أرى عيني تنظر إلي بشفقه
تريد أن أريحها
أرحم جفنها
اوقف نهرها
ولكن هيهات هيهات ياعين
إلا أن يأذن ربي بالفرج
ولقلبي بالفرح
لم أجد طبيبا لمرضي
ولا دواءا لعلتي
ولاشفاءا لسقمي
سامحني ياقلبي فلن أداوي طعناتك
ولن أعالج نزيف دمائك
ولن أستخرج السم من عروقك
سامحيني يادموعي
فلن أوقف مسيرك
ولن أريح جفونك
سامحيني ياجراحي
فسأزيدك ألما.. ولن أداوي علتك
سامحوني جميعا
فسأتعبكم معي ولن أريحكم
لأنكم طريقي إلى النهاية
أرى في أسقامكم
نورا وأملا ومخرجا
للخلاص من دنيتي التي أتعبني
ركوبي عليها
فهي كالدابة الهرمة المريضه
التي يأس منها أهلها
ولم يعد لها نفعا
فيا مصابي وابتلاءي شكرا لك
لأني بك عرفت أن الدنيا دنيئة بحق
وعرفت لماذا هي عند الله لاتساوي جناح بعوضه
وعرفت أني لم أوجد بهذه الدنيا لكي أرتاح
بل لأجل أن أتعب هنا لأرتاح هناك
فقد رأيت الدنيا على حقيقتها
بعد أن أزلت قناعها الخداع
رأيتها عجوزا شمطاء ماكره
لقد خدعتني بغطاءها الباهر
وزخرفها الخاسر
انحسر قناعها عن وجه أسود
مجعد
وكيد غدار
من بعده النار
هيهات يادنيا الشقاء
هيهات أيتها العجوز الخبيثه
أن تغرني أثوابك الخداعه
أتريدين بزينتك الكاذبه أن تحجبي عني الآخره
أن تحجبي عني الجنة
التي ابهرني جمالها
وفتنني دوامها
وغرني هناء أهلها
واشتقت لعناقها
وشغفت بلقائها
فياربي الجنة
ياربي الجنة
ياربي الجنة