لفحات الذكرى

[سفيان الحسن1]

كانت أيام هادئة من أيام الخريف الداكن
حين انتقلنا لبيتنا الجديد أعالي العاصمة
الفرحة كانت ربيع دافئ بلون الصيف
ذكراها كموج يقذفني بعيدا حيت الهدوء
والأصوات الباهتة تدوي في القلب
بشر من الزمن الجميل تعيش البسمة فيهم
وتتنفس السعادة نسيمهم مع أول بزوغ
عمي صالح إمام الحي كان كالطيف
لا تحس بوطأة وجوده لكن روحه تحلق فينا
كان عمي صالح يشرق قبل الشمس صباحا
ثم ينثر نوره في كل الإرجاء
عمي الصالح كان روحا تسكن أزقة الحي
بدونه كان الليل طويلا بارد التفاصيل
في احد الأيام مرض عمي صالح
فلم تشرق الشمس وعمت بقع الظلال
كان الجو مختنقا بأنفاس البشر القلقة
زقاق الحي كان كئيبا عمته الأحزان
وصرت حول صحة عمي صالح إشاعات
فتدفقت أمواج البشر على عمي صالح
حين رآهم انهمرت من عينيه زخات مطر
كانت دافئة دفئ شمسه رقيقة شفافة
روت ظمأ الشوق الذي غزى الحي وسكنه
مرت الأيام بعدها سريعة متعبة قلقلة وغاب عنها الهدوء
حتى اطل يوم أربعاء حزين حلقت فيه روح عمي صالح
تاركة الحي بائسا بارد لا تدفئه غير ذكرى عمي صالح
التي افلت ذات خريف حزين صامت في صخب الزمن



..............

.....رابطة أحرار القلم..........عضو3