مر زمن .. و أنا أستنطقني حرفا يحكينا .. حرفا يشبهنا يغترف ما فينا
يلملمنا و ينثرنا على بساطٍ من بوح ..
أبت لوحة المفاتيح هذه إلا أن تنبذ أناملي .. و تستنكرني ..
كنت أسألني في كل ارتطامة بخيبات القلم : أتعد الكتابة جناية ؟
أحاديث الأحلام اليافعة . و عهود الأمل المحفورة في كل ربوعنا
و الطموح الساطع في عتمة العمر..
أكانت كل تلك أحاديث ساذجة ؟
أم أن الشتاء يمطرنا صمتاً..
إرتبكت أصابعي في محاولتي هذه أيضا , و اعتنقني الصمت و شدني إليه شدا
و ارتجف الحرف على السطر , و هبت بدواتي عاصفة هجر أفاضت الحبر ..
فانجرفت معه محاولات الشدو .. أجل كما البلبل المكلوم كنا نشدو .. و إن أغرقت عَبَرَاتي عباراتي ..
فاقدة يا أناي لنشوة الكتابة .. كنا ننتشي يا قلمي حتى و إن كتبنا حزنا و فقدا و خيباتْ ..
خلف هذه الشاشة متأنقة الخلفيات .. بارقة الطلات ,, أقبع وذكرى حلمٍ جميل تراودني ..
تجالسني .. تحاصرني ,, و لا تلبث أن تعتقني ملتحفة البسمات ..
يخبرني الأمس أن بعد كل نوبة برد و أزمة رشحٍ دفء يكسونا سكينة و عافية .
و يأبى الواقع اليقظ إلا أن يرمي شباكه ليلتقف آمالنا .. و يبعث إلينا برسالة فاقدة الهوية أن شتاء عامنا هذا قد يطول .. و أن صقيع الزوايا العتمة قد لا يزول ..
و لا تنفك أحلامنا ترفضها و تعلن البدايات الجديدة ..
و تكتبنا في بداية السطر حرفا معتقلا يقاوم الصمت .. و حلما وديعا يليق به صبر الإنتظار ..