لا أحسبها تفتح أحضانها للحياة من جديد وتتقن لغة الأمل القريب وهي تحمل على قلوبها جـــرح ملفوف بأرواحها الغامضة.. أأكنها بالغيوم العابسة ؟؟ أم أطلق عليها إسما أخر يشبه العدم المجنح في لياليه الصامتة؟
إنها..ولا عجب أشجار سوداء ذات أوراق بنية تساقطت منذ زمن بعيد..وعافها تيار الأعاصير اليومي ساعات وساعـــــــــــــات ..وكأن قلاع
الزمن تهتز من مكانها حينما تسمع صوت نداء البومة الكئيب ونراها تغلق نوافذها المشيدة باء حكام..
وإدعت الحياة بأنها من رحــــم الوجود خلقت وأنها ممنونة للتوأمين السعادة
والحزن لأنهما الشاهدان الوحيدان على ولادتهـــــــــا..
نامت طفولتي على سكون الضباب الشتوي وتعطلت أفكارها البريئة وتوسدت الماضي المغــــــــــفل وتغطت ببساطاته المزخرفة الندية
إني أذكر أن السماء كانت تبتسم لتلك الأيام كلما ولد يوم جديد من رحمها
لعلها تقدس تلك الشموع الضعيفة النور وتحترق فوقها الأفكار المعطلة البريئة... وتكفكفت دموع الستائر الطويلة وكأن تحتها أنهار متلألئة تحتاج إلى أسماك وترى الشمس أشعتها فوقه..من قال أن الدموع تقتل الأسماك؟
أرتجف قلب العصفور الصغير الموجود على نافذة القـــــــــــدر ..آه..هو خائف من الحياة التي ستعصره بين أصابعها العملاقة إذا صادفته على دروبها وبدأت عقارب الساعة الأرجوانية اللون بالتوقف لبضع هنيهات ليصفق لها جمهور النيام ...باع الصمت طلاسمه الطويلة إلى شخص فقير
أغبر قد لامست جبهته العرق وروائحه المميزة وشهدت قبعته النفور منها
إنها خطوات الأرواح المتصعلكة على دفاتر الأجساد الرمادية..ضحك النمل الصغير من أجنحة الذباب المتطاير على جثث الأشقياء..والفقراء
ومضى يبتسم لمنظرهم..وهاهي عادت الحمامات البيضاء إلى أعشاشها الدافئة لتكتم سر وجودها فيه مثلما عادت أوراقي المجهولة النسب الى كتاباتي المختصرة لعلها نهايات محلقة بين أناملي و القلم اولعلها قبور الألفاظ اليتيمة تنشئها الأيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــام....