صبا ح بأحلام الطفولة وطهرالبراءة .
* صدق من قال ليتنا لم نكبر ولم تكبر البهم . وليت الزمن يعود بنا إلى مرابع الطفولة وأهازيج الحياة ، فما أحوجنا إلى مرح الصغار . كل كبير منا بداخله طفل سجين يتطلع إلى الزمن الجميل المفعم بالحيوية والنشاط ، لقد مرغتنا الحياة في أوحال الوهن وفي شظف الحياة . يا الله ! ما أحوجنا إلى زمن الطفولة كما صوره (أبو القاسم الشابي ) رحمه الله في هذه الرائعة :
إنا لفي زمن الطفولة و السذاجة و الطهـــــــور
نحيا كما تحيا البلابل و الجداول و الزهــــــــور
إذ نحن لا ندري من الدنيا سوى مرح الســــرور
و تتبع الطير الجميل و قطف تيجان الزهـــــــور
و بناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيــــــور
مسقوفة بالورد ، و الأعشاب ، و الورق النضير
نبني ، فتهدمها الرياح ، فلا نضج و لا نثـــــــور
و نعود نضحك للمروج ، و للزنابق و الغديــــــر
و نظل نقفز ، أو نثرثر ، أو نغني أو نـــــــــــدور
لا نسأم اللهو الجميل ، و ليس يدركنا الفتـــــور
و كأننا نمشي بأقدام ، مجنحة تطيــــــــــــــــــــر
* ما أروع لأماكن التي نرى فيها ملامح طفولتنا ، ونتذكر فيها رفاقنا الذين رحلوا ، وننقب فيها عن آثار براءتنا فنبتسم بمرارة مرددين بحنين المحتضر (ليتنا لم نكبر)!!.
