تناولت تعليقات الصحف الأوروبية الانتخابات الرئاسية السورية التي أجريت يوم الثلاثاء (الثالث من يونيو/ حزيران 2014). وتأتي هذه الانتخابات بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة بين نظام الرئيس بشار الأسد وقوى المعارضة المسلحة التي تسعى إلى إسقاطه. وكتبت صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية اليومية بخصوص الانتخابات السورية تقول:
"من كان يصدق ذلك؟ بعد ثلاث سنوات من بداية الثورة في سوريا، يعد بشار الأسد نفسه لولاية رئاسية ثالثة على التوالي. الجلاد الذي قهر ملايين العائلات السورية (...) يستعد لتنصيب نفسه رئيساً من جديد بعد انتخابات على المقاس في المناطق التي يسيطر عليها جيشه". وتابعت لوموند: "لجوء رئيس الدولة هذه المرة إلى الانتخابات للوصول إلى السلطة بدل الاستفتاء الشعبي الذي دأب والده على تنظيمه منذ السبعينات، لن يغير شيئاً. فبحسب تقاليد العائلة، يتم إعداد كل شيء حتى تكون نتيجة الانتخابات جاهزة حتى قبل إجرائها". من جهتها، رأت صحيفة فرانكفورتر روندشاو (Frankfurter Rundschau) في الانتخابات السورية عودة الحكام المستبدين العرب لسابق عهدهم، وكتبت الصحيفة الألمانية تقول:
"الوصف الذي يطابق ما نعيشه حالياً هو استفادة الحكام المستبدين العرب من فترة "الساعة الذهبية" (Happy Hour). عند اندلاع الثورات العربية عام 2011، كانوا يخافون على مناصبهم، أما الآن، فهم بصدد الاحتفال بعودتهم إلى سابق عهدهم. بل الأدهى من ذلك، فهم يستخدمون نفس طرق وأسلحة خصومهم الديمقراطيين لتأمين السلطة، مشوهين بذلك مبادئ الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار".
