بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد
ـــ1حكم الإنقلاب والخروج على الحاكم
الأصل في الشرع أنه لا يخرج على الحاكم ولو كان فاسقا فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم (تصلون أي تدعون لهم ويدعون لكم ) وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا قلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك بالسيف قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة (رواه مسلم.
وعن عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم".رواه البخاري برقم6644
2_شروط الخروج على الحاكم: منضبط بشروط منها: عن جُنادة بن أبي أمية ، قال : دخلنا على عُبادة بن الصامت وهو مريض ، فقلنا : أصلحك الله ، حَدِّثْ بحديث ينفعك الله به سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : دعانا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبايَعَنا ، فكان فيما أَخَذَ علينا : " أن بَايَعنَا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأَثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان »
1الشرط الأول: في قوله: «أن تروا»
2الشرط الثاني: في قوله: «كفرًا»
3الشرط الثالث: في قوله: «بواحًا»
4الشرط الرابع: في قوله: «عندنا فيه من الله برهانٌ»
5الشرط الخامس: أن تكون القدرة على الخروج
3_حكم إمامة المتغلب:
ينبغي طاعة الإمام المتغلب ويدل على ذلك حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة ». [أخرجه: أبو داود ( 4607) .
4_رؤية شرعية للأحداث الجارية :
ما وقع من انقلاب في دولة مصر الشقيقة يعتبر خروجا على حاكم شرعي -مرسي- وقد نوزع في أمره ولم تتوفر شروط الخروج على هذا الحاكم لهذا فقد أنكر العلماء المنصفون هذا الإنقلاب الأثيم وما تبعه من انتهاكات وخروقات في التيار الذي أيد الرئيس مرسي وبين ظلم الإنقلاب وما وقع من استبداد وظلم للعباد
ويعتبر وصول -السيسي- وأعوانه بطريق الغلبة من إمارة المتغلب ويجب له الطاعة كغيره من المعينيين والمستخلفين والمنتخبين وذلك حفاظا على بيضة المسلمين ودرءا للفتن وحقنا للدماء ولا ينبغي الخروج عليه إلا بالشروط السالفة.
وكلامنا هذا ليس تأييدا للدمقراطية المزعومة ولا انتصارا لحزب أو هيئة أو فئة معينة وإنما هو إيضاح للحق الذي نعتقده إنطلاقا من كتاب ربنا وسنة نبينا ومنهج سلفنا الصالح. والله أعلم