تحالف خليجي مصري ضد الحركات الاسلامية

[فريد الفاطل]

في إطار التغييرات السريعة والمتلاحقة تشهد المنطقة العربية ولادة تحالف عسكري جديد بين كل من (مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت) بحسب ما نقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن مصادر عسكرية مصرية وخليجية.

وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسئولين عسكريين مصريين كبار أن التحالف الجديد سيعمل فى عدد من المناطق، منها ليبيا؛ حيث تدعم مصر والسعودية والإمارات قوات خليفة حفتر والثورة المضادة.

يعكس تطور التحالف بين دول الثورة المضادة للربيع العربي حالة من الخوف والقلق المتزايد من الحركات الإسلامية، والنظر إليها كتهديد "وجودي" للمهالك العربية وللسلطات العسكرية فى مصر كما يتردد على لسان الجنرال" الخسيسي" في خطاباته الأخيرة.

وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن مسئول خليجى آخر، رفض ذكر اسمه، بأن المحادثات التى بدأت للتنسيق حول ما يمكن لتلك الدول عمله فى ليبيا ضد الإسلاميين هناك، تطورت لتناقش شكلاً أوسع من أشكال التعاون حول كيفية التعامل مع الحركات الاسلامية في كل الدول العربية ، لكن المحادثات لا تزال سرية.

وخلال المحادثات أظهرت تلك الدول استعدادًا غير مسبوق للعمل معًا، وخاصة مصر والإمارات اللتان تعاونا معًا فى تنفيذ ضربات جوية ضد الحركات الإسلامية السنية فى ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة.

مكونات التحالف الجديد تشير إلى تجمع الأنظمة التي تعادي ثورات الربيع العربي التي أتت بصعود الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ووصولها إلى الحكم في عدد من البلدان، وشن أعضاء التحالف على الجماعة حربا ضارية سياسيا وإعلاميا واقتصاديا وأمنيا و دينيا من بعض أبواقهم "علماء السلطان"و زوائدهم الدودية التي أبتليت بها الأمة قديما و حديثا كما حدث في مصر وليبيا واليمن وتونس. غير أن تشكيل "تحالف عسكري" يجمع قوات خاصة من تحالف الثورة المضادة ولا يخفي نيته التدخل في ليبيا، يشير ذلك إلى خطورة ما تحمله الأيام القادمة من أحداث .

وماذا عن إسرائيل اليهودية؟

العجيب أن ذلك التحالف الذي يضم أكبر وأغنى الدول العربية التي من المفترض أنها تقود العالم الإسلامي يجعل هذه الدول توجه طاقتها وسلاحها نحو حركات إسلامية ، بينما تتجاهل العدو الرئيسي للأمة الإسلامية ألا وهو "الاحتلال الإسرائيلي" وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في غزة والقدس والمسجد الأقصى، وليت الأمر يقف عند التجاهل، بل تطور الأمر إلى وقوف هذه الدول الأربع تحديدا (مصر والسعودية والإمارات والكويت) في جبهة واحدة مع إسرائيل كما تردد على لسان مسؤولين يهود ضد عدو واحد وهو "الحركات الإسلامية" بشكل عام.

سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)